|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#3
|
||||
|
||||
![]() النَّبْعُ غزيرٌ فَوَّار ![]() قَدْ قال النَّبْعُ لنا يومًا ![]() لا أَبخَلُ أبدًا بِعَطائي ![]() أسْقِي وَرْدًا أسْقِي شَوْكًا ![]() أجْرِي حتَّى للأعْداء ![]() لا أبخَلُ أبَدًا بِعَطائِي ![]() شُكْرًا للهِ على نِعَمِه ![]() شُكْرًا للهِ على كَرَمِه ![]() فاللهُ تعالى رازِقُنا ![]() فاللهُ كَريمٌ وَهَّاب ![]() واللهُ كريمٌ وهَّاب[6] ![]() في هذا النشيد يمكن أن نقف بيسر على جمال الصورة الشعرية في البيت الأول، فنَبْعُ الماء غزيرٌ فوَّارٌ، أما العشب فيحيطه كما يحيط السِّوار المعصم. لقد سخَّر الله الماء ليكون حياةً لكل شيء؛ فقال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30]، فما أعظمَ عطاءَ الله ورِزْقَه وكرَمَه للإنسان الذي كثيرًا ما ينسى هذه النِّعَم! ومن الملحوظات الجديرة بالوقوف عند الشاعر قُدْرته الواضحة على رَبْط أطفالنا بعقيدتهم، وهموم أُمَّتِهم في أناشيده، ولو تدبَّرنا أناشيد؛ مثل: (ونُحيِّيكم بالريحان، نرحب بالحضور الأُمَّهات، جئتم شرفتم نادينا)، لوجدنا أنها تزخَر بالرقائق الإيمانية الصادقة؛ ففي نشيده (ونُحيِّيكم بالريحان) نقرأ: في مدرستي في بُسْتاني أهلًا أهلًا بالإخوانِ بالحُبِّ الصافي نَلْقاكُم ونُحيِّيكم بالريحانِ ونسمعكم أحلى نَغَم في أصْفَى قولٍ وبَيانِ هيَّا نركَبُ في زَوْرَقِنا كي نمضي للشَّطِّ الثاني فالزَّوْرَق يبدأ رِحْلتَه باسم الرحمن المنَّانِ [7] وفي أناشيده الأخيرة (أناشيد الأبطال)، ندخُل إلى تاريخنا بكل رياحينه، بكُلِّ أمجاده وبطولاته، ندخُل إلى معاركه المظفَّرة، ونُحاوِر كُماتَه الميامين، ونُنصِت إلى سيرة أعظم بطل في التاريخ الإنساني على مرِّ العصور، سيرة رسول البشرية كافة، رسولنا محمَّد صلى الله عليه وسلم، رسول الهدى للثقلين، رسول العقيدة الصافية، والأخلاق السامية، ونعيش كذلك مع رَكْب الصحابة: عمر بن الخطاب، سعد بن أبي وقاص، خالد بن الوليد، زيد بن حارثة، صهيب الرومي، زيد بن ثابت رضوان الله عليهم، وما أروع أن نُصغِي مع أطفالنا لنشيده "يا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم": يا رسولَ الهُدَى وعِطْرَ الوجود ![]() مِنْ سَجايَاكَ لا يَمَلُّ نشيدي ![]() يا نَجِيَّ السماء يا مُشْعِل النور ![]() ويا مَنْبَعَ العَطاء الفريد ![]() الصحاري على خُطاكِ تَنَدَّتْ ![]() واكْتَسَى رَمْلُها بِكُلِّ الوُرُود[8] ![]() وهكذا يقرأ أطفالنا من خلال هذا الديوان صفحات مشرقة من تاريخنا التليد، فليتَ شعراءنا يمنحون هذه البراعم النديَّة مزيدًا من الحُبِّ والتواصُل والعطاء. [1] ديوان (غرِّد يا شبل الإسلام)، ص8. [2] الفصول في اختصار سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لابن كثير، تحقيق: محمد الخطراوي، ومحيي الدين مستو، (انظر: الكتاب، ص129). [3] ديوان (غرِّد يا شبل الإسلام)، ص9. [4] الديوان السابق، ص10. [5] انظر: ديوان الشاعر، ص14. [6] الديوان السابق، ص21. [7] الديوان السابق، ص36. [8] الديوان السابق، ص41.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |