|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كان - صلى الله عليه وسلم - يتداوى بالقرآن الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي وفي نحو ذلك يقول ابنُ القيم (ت: 751هـ) - رحمه الله-: فالقرآن هو الشفاءُ التامُّ من جميع الأدواءِ القلبيةِ والبدنيةِ وأدواءِ الدنيا والآخرة، وما كلُّ أحدٍ يؤهَّلُ ولا يوفَّقُ للاستشفاء به، وإذا أحسنَ العليلُ التداوي به، ووضعه على دائه بصدقٍ وإيمانٍ وقبولٍ تامٍّ واعتقادٍ جازم واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداءُ أبدًا، وكيف تقاوم الأدواءُ كلام ربِّ الأرضِ والسماءِ الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها أو على الأرضِ لقطَّعها؟ فما من مرضٍ من أمراضِ القلوبِ والأبدانِ إلا وفي القرآنِ سبيلُ الدلالةِ على دوائه وسببه، فمن لم يشفهِ القرآنُ فلا شفاهُ الله، ومن لم يكفِه فلا كفاهُ الله [1]. وهذا أمرٌ مجمع عليه لا خلافَ فيه بين المسلمين: أن القرآن شفاءٌ من كل داء، والشفاء في الآيات شامل لجميع معاني الشفاءِ، والتي هي البركة والهداية وبيان الفرائض[2]. قال تعالى: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21]. وقد برهن الله في مواضع عدة من كتابه الكريم على أن آيات القرآن كلها شفاء وهدى ورحمة؛ قال تعالى:﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]. تداوي النبي - صلى الله عليه وسلم- بالقرآن: ومن أعظم مشاهد حبه - صلى الله عليه وسلم - للقرآن كثرة تداويه به، كيف لا يتداوى به وهو الذي نزلت عليه آياته، فعاش معها في كل لحظات حياته وعمره الشريف، فقام بحقه آناء الليل وأطراف النهار حتى لَحِق بالرفيق الأعلى. هديه - صلى الله عليه وسلم - في التداوي عمومًا: وقد كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - هدي خاص في التداوي يعرِفه كلٌّ مَن درس سيرته واطَّلع على أثره، من ذلك أنه متى ما أمكنه دفع المرض بغير الدواء المركب لجأَ إلى غيره مما يدفع به، فكل داء أمكنه دفعه بالحمية والغذاء أو الشراب، لجأ إليهما ولم يلجأ إلى أدوية الأطباء، وكذلك فإنه عادة ما يكتفي بقراءة القرآن والأذكار المشروعة عن غيرها من الأدوية[3]. وعن هديه - صلى الله عليه وسلم - في معالجة المرض يقول ابن القيم - رحمه الله-: وكان علاجه - صلى الله عليه وسلم - للمرض ثلاثة أنواع: أحدها: بالأدوية الطبيعية. والثاني: بالأدوية الإلهية. والثالث: بالمركب من الأمرين… إلى أن قال - رحمه الله -: وأما طب الأبدان، فجاء من تكميل شريعته، ومقصودًا لغيره، بحيث إنما يستعمل عند الحاجة إليه، فإذا قدِر على الاستغناء عنه كان صرف الهمم والقوى إلى علاج القلوب والأرواح، وحفظ صحتها ودفع أسقامها، وحمايتها مما يفسدها هو المقصود بالقصد الأول، وإصلاح البدن بدون إصلاح القلب لا ينفع، وفساد البدن مع إصلاح القلب مضرَّته يسيرة جدًّا، وهي مضرَّة زائلة تعقبُها المنفعة الدائمة التامة[4]. هجر التداوي بالقرآن: قال ابنُ القيِّم (ت: 751هـ) - رحمه الله - عن أنواع هجر القرآن: أنواعُ هجر القرآنِ وذكر منها خمسة أنواع: الأول: هجرُ سماعه والإيمان به والإصغاء إليه. والثاني: هجرُ العملِ به والوقوفِ عند حلاله وحرامه. والثالث: هجرُ تحكيمه والتحاكم إليه في أصولِ الدينِ وفروعِه. والرابع: هجرُ تدبُّره وتفهُّمِه ومعرفةِ ما أراد المتكلِّم به منه. والخامس: هجرُ الاستشفاء والتداوي به. ثم قال - رحمه الله-: وكلُّ ذلك داخلٌ في قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30]، وإن كانَ بعضُ الهجر أهون من بعضٍ [5]. [1] زاد المعاد لابن القيم، (4/ 352)؛ زاد المعاد في هدي خير العباد المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت - مكتبة المنار الإسلامية، الكويت الطبعة: السابعة والعشرون , 1415هـ /1994م عدد الأجزاء: 5. [2] تفسير الماوردي: (3/ 268). [3] زاد المعاد في هدي خير العباد: (4/ 26). [4] المرجع السابق: (4/ 24). [5] الفوائد، لابن القيم: (ص: 107)؛ بتصرف يسير في الترتيب والترقيم من الباحث.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |