|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: «فإن الدين الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، أكملُ الأديان وأفضلها وأعلاها وأجلُّها، وقد حوى من المحاسن والكمال والصلاح والرحمة والعدل والحكمة ما يَشهد لله تعالى بالكمال المطلق، والعلم التام، والحكمة البالغة، ويشهد لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه رسول الله حقًّا، وأنه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4]»[1]. ومن محاسنه العظيمة وجود بدائل لكلِّ عمل صالح، وقد يَعجِز المرء المسلم عن أدائه لمرض، أو فقر، أو شغلٍ، أو تميل نفسه إلى نوع آخر من العبادة هو لها أنشط، وعليها أقدر، فلا أحد من أهل هذه الملة السمحاء مغبون أبدًا إلا أن يكون تقصيره من نفسه، وكلما كان العبد في دين الله أفقهَ، كان حصوله على مراده أتَمَّ. قال ابن رجب رحمه الله: «فسبحان مَن فضَّل هذه الأمة، وفتَح لها على يدي نبيها نبي الرحمة أبواب الفضائل الجمة، فما من عملٍ عظيم يقوم به قوم، ويَعجِز عنه آخرون، إلا وقد جعل الله عملًا يقوم مقامه أو يَفضُل عليه، فتتساوى الأمة كلها في القدرة عليه»[2]. وهذه بعض الأمثلة على سبيل التذكير لا الحصر. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يُقال لها أم سنان: « مَا مَنَعَكِ أَنْ تَكُونِي حَجَجْتِ مَعَنَا؟» قَالَتْ: نَاضِحَانِ كَانَا لِأَبِي فُلَانٍ - زَوْجِهَا - حَجَّ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَكَانَ الآخَرُ يَسْقِي عَلَيْهِ غُلَامُنَا، قَالَ: «فَعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي»[3]. ومن بدائل الحج المبرور الذي يخرج منه الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عَمْرَو بنَ عَبَسَةَ رضي الله عنه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما مِنكُم رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ، وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ؛ إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ وَفِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ، ثُمَّ إذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كما أَمَرَهُ اللَّهُ، إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِن أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مع المَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ، إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِن أَنَامِلِهِ مع المَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ، إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِن أَطْرَافِ شَعْرِهِ مع المَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إلى الكَعْبَيْنِ، إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِن أَنَامِلِهِ مع المَاءِ، فإنْ هو قَامَ فَصَلَّى، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، وَمَجَّدَهُ بالَّذِي هو له أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ، إلَّا انْصَرَفَ مِن خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»[4]. وروى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ، تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ»[5]. اللهم إنا نسألك من كلِّ خير خزائنه بيدك، ونعوذ بك من كلِّ شرٍّ خزائنه بيدك، اللهم تقبَّل توبتنا واغسِل حَوبتنا، وثبِّت حُجتنا، واختم بالصالحات أعمالنا. والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- ما مراد المؤلف من هذا الموضوع؟ 2- اذكر شيئًا من محاسن الدين الإسلامي. 3- اذكر بعض الأعمال وبدائلها. [1] الدرة المختصرة في محاسن الدين الإسلامي للشيخ عبد الرحمن السعدي ص389 بتصرف. [2] مختصر لطائف المعارف لابن رجب، باختصار الشيخ محمد المهنا ص198 وبتصرف. [3] صحيح البخاري برقم (1782)، وصحيح مسلم برقم (1256) واللفظ له. [4] صحيح مسلم برقم (832). [5] صحيح البخاري برقم (843)، وصحيح مسلم برقم (595).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |