|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التسبيح في سورة (ق) تفسيره ووصية النبي صلى الله عليه وسلم. بدر عبدالله الصاعدي ما معنى التسبيح "أدبار السجود" في قوله تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ [ق: 39، 40]؟ بينت أقوال المفسرين أن التسبيح المذكور في هذه الآية يشمل الصلوات المفروضة: ﴿ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ﴾: صلاة الفجر. ﴿ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾: صلاتي العصر والظهر. ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ ﴾: تشمل صلاتي المغرب والعشاء، و قيام الليل. أما المراد بالتسبيح "أدبار السجود"، فقد جاء فيه ثلاثة أقوال لأهل التفسير: القول الأول: يراد به سنة المغرب الراتبة، وعليه أكثر أهل التفسير. القول الثاني: أن المراد التسبيح باللسان بعد الانتهاء من الصلاة، وعليه جماعة من أهل التفسير. القول الثالث: أن المراد جميع السنن الرواتب، قاله ابن زيد[1]. والقول الأول هو اختيار الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله، مع ميله إلى أنها السنن الرواتب لولا ما ذكر رحمه الله من الإجماع -حسب مفهوم الإجماع عنده -فيقول رحمه الله: "(وأولى الأقوال في ذلك بالصحة، قول من قال: هما الركعتان بعد المغرب، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك، ولولا ما ذكرت من إجماعها عليه، لرأيت أن القول في ذلك ما قاله ابن زيد، لأن الله جلّ ثناؤه لم يخصص بذلك صلاة دون صلاة، بل عمّ أدبار الصلوات كلها، فقال: وأدبار السجود)"[2]. أهمية المداومة والاعتدال في العبادة للنجاة: ولنتأمل خواتيم هذه السورة وما ذكر فيها من هلاك المكذبين، ومشاهد هول المطلع والنشور والخروج من القبور، ومجيء هذا الأمر الإلهي الكريم في هذا السياق، ولنمتثله ونجعله مستمسك لنا، ففيه الخير والنجاة، ولنتذكر سهولة هذه الأعمال وهي المحافظة على الفرائض، والسنن الرواتب مع العناية بسنة المغرب، وأيضاً التسبيح باللسان عقب الصلاة، لا سيما وقد ذكرت في سياق الخوف وطلب النجاة، ولنفطن إلى اهتمام السورة بهذه الأوقات، فقد جمع الأمر الإلهي هنا: المداومة، ويسر العمل، وأوقات معينة. وهنا يحضرنا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواظبة، والقصد، واغتنام أوقات معينة، والتي تؤدي إلى بلوغ منازل الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "سَدِّدُوا وقارِبُوا، واغْدُوا ورُوحُوا، وشَيءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، والقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا" رواه البخاري (6463). والمعنى -كما جاء في الدرر السنية -أن: "هذه الأوقاتَ الثَّلاثةَ أوقاتُ العملِ والسَّيرِ إلى اللهِ؛ فالغُدْوةُ: أوَّلُ النَّهارِ، والرَّوحةُ: آخِرُه، والدُّلْجَةُ: سَيْرُ آخِرِ اللَّيلِ". «والقَصْدَ القَصْدَ» أي: الزَموا الطَّريقَ الوَسَطَ المعتَدِلَ، وتجنَّبوا طَرَفَيِ الإفراطِ والتَّفريطِ، ولا تَستوعِبوا الأوقاتَ كلَّها بالعَمَلِ، بل اغْتَنِموا أوقاتَ نَشاطِكم، وارْحَموا أنفُسَكم فيما بيْنهما؛ لئلَّا يَنقطِعَ بكم[3]. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. [1] انظر تفسير ابن جرير، وابن كثير، والقرطبي، والبغوي، وابن الجوزي، والماوردي، وموسوعة التفسير المأثور- معهد الشاطبي. [2] تفسير ابن جرير الطبري. [3] موقع الدرر السنية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |