احترام الخلق الحسن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اليد العليا خير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          النخوة خلق عربي زكاه الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الطلاق غير الطبيعي: حين تفشل البداية، لا تستقيم النهاية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حقوق العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          آداب استعمال أجهزة الاتصالات الحديثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الإيثار صفة الكرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          غزوة الأحزاب وتحزب الأعداء على الإسلام في حربهم على غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من وحي عاشوراء: ثبات الإيمان في مواجهة الطغيان وانتصار التوحيد على الباطل الرعديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          العناية بالوالدين وبرهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أعلى النعيم رؤية العلي العظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2020, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,263
الدولة : Egypt
افتراضي احترام الخلق الحسن

احترام الخلق الحسن


ماجد محمد الوبيران





تتجاذبُنا ثقافاتُنا، لكنَّنا ننزع إلى قناعاتنا، ونرضَى أحيانًا بما توارثناه عبْرَ سنواتنا حتى وإن كان مخالفًا لثوابتنا التي تعلَّمْناها وعَرَفْناها مِن خلال أوقات العُمر، هذه هي حالُ كثير منَّا ممن يعرفون أنَّ الحق هو أن يفعلوا كذا لكنَّهم يعمدون أحيانًا إلى مخالفته بسببِ الميل إلى العادَة والطبع الخاطِئ، أو يتناسون الصحيح تحتَ وطأة العُرف والهُوى!

لذا فقد نجِد طباعًا في أناس قد لا نجِدها في آخرين، بل ربَّما عابها أناس آخرون عليها؛ لأنَّهم ما اعتادوها، ولا اكتسبوها، ولعلَّ مما يَحُزُّ في النفس النظر إلى أناس نظرةً فيها إنقاص وازدراء بسببِ تمسُّكهم بخُلق كريم تمسكًا نابعًا مِن ثقافة صحيحة، متأثرين بنظرةِ المجتمع، وهي النظرةُ التي جاءت مِن تأثُّر الناس ببعض الآراء الخاطئة، والتي صارتْ مع مرور الزَّمن قواعدَ يُقاس عليها، ولنأخذ على ذلك الشخص الذي يغلب عليه السكوتُ كمثال، وهو السُّكوت القادِم مِن طريق التنشئة والذي آزَرَه وعزَّزه ثقافةٌ إيمانية سويَّة جاءت مِن الاقتناع بـِ((فليقلْ خيرًا أو ليسكت))!

وهذا يعني أنَّ مِن الأفضل للإنسان إنْ أراد أن يتكلَّم أن يقول كلامًا طيبًا خَيِّرًا، وإلا فالسكوت أَوْلى مِن الكلام في غير خيرٍ كغِيبة ونميمة، أو سبٍّ وفُحش، ولا يعد سكوته هذا ضعفًا، أو نقصًا في شخصيته، بل هو جمالُ الإيمان حين صارَ العِلم النافع عملاً، وتنفيذ الأمر الكريم امتثالاً.

وقد جُبلت النفسُ البشريَّة على حُبِّ الهُدوء والسَّكينة وحُسن السَّمْت؛ ولذا فقد جاءتْ كلمات في القرآن في مِثل هذا كـَ﴿ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ ﴾ [الحجرات: 3]، ﴿ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ﴾ [الإسراء: 23]، ﴿ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ ﴾ [يوسف: 77]، ﴿ قَوْلًا لَيِّنًا ﴾ [طه: 44]، كل ذلك في سِياق تهذيب النفس، وكبْح جماحها، وحذَّر لقمان ابنه في نُصحه النفيس مِن رفْع الصوت والصَّخب، وقد أُمرنا بالسُّكوتِ في الحديث الشريف، وكثير مِن الشُّعراء قد تناولوا ذلك في قصائدهم حين جاءتْ أبيات لهم مادِحة السكوت، وذامَّة الثرثرة والجهل والرد، مِن ذلك ما يُنسب إلى الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - وهو قوله:
قَالُوا سَكَتَّ وَقَدْ خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ:
إِنَّ الجَوَابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتَاحُ

وَالصَّمْتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أَحْمَقٍ شَرَفٌ
وَفِيهِ أَيْضًا لِصَوْنِ العِرْضِ إِصْلاَحُ



ولا يجب أن يسكُتَ الإنسان وهو على حقٍّ، لكن يجِب عليه ألاَّ يتخلَّى عن خُلقه والتزامه بالتوجيهات الكريمة، والإنسان بحاجةٍ دائمة للسُّكوت؛ لأنَّ السكوت يُعلِّم حُسن الاستماع؛ وبذلك سيكون المرءُ قادرًا على تمييز الكلام المفيد مِن الحشو واللغو، وحينها سيتمكَّن مِن إضافة فِكرة، أو خبرة، أو مفردة، أو أداة إلى محصوله المعرفي.

فليس السكوتُ عيبًا في الإنسان، ولا يَنبغي أن ننظُر إلى مَن يُفضلون السكوتَ على أنَّهم أصحاب نوايا خبيثة، ودسائس دَنيئة يُخْفُون وراءَ سكوتهم قلوبًا حاقدة، وضمائِر حاقنة بعدَ أن تَشكَّلت عندَ بعضنا صورٌ خاطِئة عن السكوت، وهي الصُّوَر المُشكَّلة بقول البعض: "احذر مِن الساكت"، "الساكتُ السُّم النَّاكت"!

وفي هذا ظُلمٌ كبير، وإجحافٌ كثير في حقِّ أناس ما سَكتوا إلا حين نفَّذوا أمر السكوت، وما امتنعوا عنِ الكلام السيِّئ إلا لخطئه وخَطله.

فعلينا أن نسكُتَ حين يكون السكوتُ مطلبًا، ونُحسن الظنَّ بالناس، ونتريَّث قبل إصدار الأحكام عليهم جُزافًا، وإلْقاء الكلام على عواهنه، وأن نعِي أنَّ الشخصيات تختلف والسلوكيات تتعدَّد، أمَّا النَّوايا فهي في الضمائر، وليس البشَر هم من يَطَّلعون إلى النوايا، ويحاسبون الناس عليها، فلنُوقف إصدار الأحكام على الآخَرين، وليكن عملنا هو إصلاح أنفسنا فهو الأجدر والأجْدى، وألاَ نرَى في الصَّدَّاعين المُكثرين من الكلام السقيم أمثلة تُخلَّد، ونماذج تُقلَّد!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.89 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]