|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() النخوة خلق عربي زكاه الإسلام حمدي بن حسن الربيعي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت، فاستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعًا، قد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عُرْيٍ، في عنقه السيف، وهو يقول: «لم تراعوا، لم تراعوا»، ثم قال: «وجدناه بحرًا»"؛ [رواه البخاري ومسلم]. تمهيد: كان خلق النخوة من أعز ما يعتز به العرب، سجية أصيلة تجلّت في مواقفهم مع الغريب والضعيف والمظلوم. ولمّا جاء الإسلام، لم يُلغِ هذه الأخلاق، بل زكّاها وأثبتها، فأقرّ كل خلق كريم، وأعاد توجيهه بنور الوحي والعدل والرحمة. أولًا: موقف النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية مع عثمان بن طلحة قبل الهجرة، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الكعبة، فمنعه عثمان بن طلحة، وكان آنذاك مشركًا يتولى مفاتيح البيت. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عثمان، لعل هذا المفتاح يكون يومًا في يدي، فأعطيه من أشاء." وما كان ذلك تهديدًا، بل وعدًا يحمل نية العدل، لا الانتقام. ثانيًا: موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع عثمان بعد الفتح وبعد فتح مكة، دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، ثم دعا عثمان بن طلحة - وقد أسلم - وأعطاه المفتاح، وقال: "خذوها يا بني أبي طلحة، خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، اليوم يوم بر ووفاء." ما أجمله من ردّ، وما أكرمه من وفاء، لم يمنعه النصر من أن يردّ الأمانة إلى من منعها عنه في الضعف. ثالثًا: موقف عثمان بن طلحة مع أم سلمة بعد أن هاجرت أم سلمة رضي الله عنها، وكانت وحدها بعد أن فرّق المشركون بينها وبين زوجها وابنها، رآها عثمان بن طلحة - وكان لا يزال كافرًا - فلم يسمح لنفسه أن يترك امرأة تسافر وحدها، فقال لها: "لا تبرحين حتى أجهز معك" ثم سار معها حتى بلغها مأمنها في المدينة، ورجع دون أن يمسّها أو يطلب شيئًا - كرامةً ومروءةً ونخوةً، وهو لا يزال على الكفر! رابعًا: حلف الفضول في الجاهلية، اجتمعت قبائل من قريش في دار عبد الله بن جدعان، وتعاهدوا على أن ينصروا المظلوم ولا يُقرّوا بظلم في مكة. وشهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحلف وهو شاب، وبعد بعثته قال: "لقد شهدتُ في دار عبد الله بن جدعان حلفًا، ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دُعيت إليه في الإسلام لأجبت." هذا إقرار نبوي صريح بأن الحق والعدل يُعرفان بالفطرة، وأن المروءة لا تُلغى بمجرد الجهل بالدين، إنما يهذّبها الوحي. خامسًا: موسى عليه السلام مع فتاتي مدين خرج موسى عليه السلام من مصر خائفًا يترقب، وحيدًا، جائعًا، غريبًا. فلما وصل مدين، رأى امرأتين تذودان، فلم يتردد، ولم يعتذر بحاله، بل تقدّم وسقى لهما، ثم قال: "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ". جوعه وخوفه لم يمنعاه من الوقوف موقف النخوة والشهامة. خاتمة وتذييل: شهامة موسى عليه السلام، ونخوة حلف الفضول، ومروءة عثمان بن طلحة، ووفاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح، بل حتى حلمه وتقديره في الجاهلية - لم تمنعهم أحوالهم من نصرة الضعيف، ولا من رد الحقوق، ولا من الوقوف بجانب من يحتاج. فـموسى لم يمنعه جوعه، والجاهليون لم يمنعهم كفرهم، وعثمان لم يمنعه خلافه في الدين، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يمنعه نصره ولا ألمه من أن يكون صاحب نخوة دائمة. هكذا تبقى النخوة خلقًا لا يُنتزع من أهل المروءة، ولا يضعفه ضعف، ولا يُفسده خلاف، ولا يُلغيه نصر. إنها من بقايا الفطرة التي يشهد عليها الضمير، وتثبّتها الشريعة. وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |