النخوة خلق عربي زكاه الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما أفضل حمية للمصابات بسكر الحمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دليلك الشامل لأنواع السرطان! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما لا تعرفه عن أسباب العقم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          العصبية وصحة القلب: هل الغضب يدمّر صحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أعراض مرض الزهري: كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أطعمة غنية بسكر الفركتوز: هل هي ضارة أم مفيدة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          7 نصائح ذكية حول كيفية الوقاية من داء القطط للحامل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أسباب وعوامل خطر الإصابة بسوء التغذية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إنقاص الوزن بعد الولادة: طرق آمنة وفعالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 12:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي النخوة خلق عربي زكاه الإسلام

النخوة خلق عربي زكاه الإسلام

حمدي بن حسن الربيعي

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت، فاستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعًا، قد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عُرْيٍ، في عنقه السيف، وهو يقول: «لم تراعوا، لم تراعوا»، ثم قال: «وجدناه بحرًا»"؛ [رواه البخاري ومسلم].

تمهيد:
كان خلق النخوة من أعز ما يعتز به العرب، سجية أصيلة تجلّت في مواقفهم مع الغريب والضعيف والمظلوم.

ولمّا جاء الإسلام، لم يُلغِ هذه الأخلاق، بل زكّاها وأثبتها، فأقرّ كل خلق كريم، وأعاد توجيهه بنور الوحي والعدل والرحمة.

أولًا: موقف النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية مع عثمان بن طلحة قبل الهجرة، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الكعبة، فمنعه عثمان بن طلحة، وكان آنذاك مشركًا يتولى مفاتيح البيت.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا عثمان، لعل هذا المفتاح يكون يومًا في يدي، فأعطيه من أشاء."
وما كان ذلك تهديدًا، بل وعدًا يحمل نية العدل، لا الانتقام.

ثانيًا: موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع عثمان بعد الفتح وبعد فتح مكة، دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، ثم دعا عثمان بن طلحة - وقد أسلم - وأعطاه المفتاح، وقال:
"خذوها يا بني أبي طلحة، خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، اليوم يوم بر ووفاء."

ما أجمله من ردّ، وما أكرمه من وفاء، لم يمنعه النصر من أن يردّ الأمانة إلى من منعها عنه في الضعف.

ثالثًا: موقف عثمان بن طلحة مع أم سلمة بعد أن هاجرت أم سلمة رضي الله عنها، وكانت وحدها بعد أن فرّق المشركون بينها وبين زوجها وابنها، رآها عثمان بن طلحة - وكان لا يزال كافرًا - فلم يسمح لنفسه أن يترك امرأة تسافر وحدها، فقال لها: "لا تبرحين حتى أجهز معك" ثم سار معها حتى بلغها مأمنها في المدينة، ورجع دون أن يمسّها أو يطلب شيئًا - كرامةً ومروءةً ونخوةً، وهو لا يزال على الكفر!

رابعًا: حلف الفضول في الجاهلية، اجتمعت قبائل من قريش في دار عبد الله بن جدعان، وتعاهدوا على أن ينصروا المظلوم ولا يُقرّوا بظلم في مكة.

وشهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحلف وهو شاب، وبعد بعثته قال: "لقد شهدتُ في دار عبد الله بن جدعان حلفًا، ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دُعيت إليه في الإسلام لأجبت."

هذا إقرار نبوي صريح بأن الحق والعدل يُعرفان بالفطرة، وأن المروءة لا تُلغى بمجرد الجهل بالدين، إنما يهذّبها الوحي.

خامسًا: موسى عليه السلام مع فتاتي مدين خرج موسى عليه السلام من مصر خائفًا يترقب، وحيدًا، جائعًا، غريبًا. فلما وصل مدين، رأى امرأتين تذودان، فلم يتردد، ولم يعتذر بحاله، بل تقدّم وسقى لهما، ثم قال: "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ".

جوعه وخوفه لم يمنعاه من الوقوف موقف النخوة والشهامة.

خاتمة وتذييل:
شهامة موسى عليه السلام، ونخوة حلف الفضول، ومروءة عثمان بن طلحة، ووفاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح، بل حتى حلمه وتقديره في الجاهلية - لم تمنعهم أحوالهم من نصرة الضعيف، ولا من رد الحقوق، ولا من الوقوف بجانب من يحتاج.

فـموسى لم يمنعه جوعه، والجاهليون لم يمنعهم كفرهم، وعثمان لم يمنعه خلافه في الدين، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يمنعه نصره ولا ألمه من أن يكون صاحب نخوة دائمة.

هكذا تبقى النخوة خلقًا لا يُنتزع من أهل المروءة، ولا يضعفه ضعف، ولا يُفسده خلاف، ولا يُلغيه نصر. إنها من بقايا الفطرة التي يشهد عليها الضمير، وتثبّتها الشريعة.

وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]