غزوة الأحزاب وتحزب الأعداء على الإسلام في حربهم على غزة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما أفضل حمية للمصابات بسكر الحمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          دليلك الشامل لأنواع السرطان! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما لا تعرفه عن أسباب العقم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          العصبية وصحة القلب: هل الغضب يدمّر صحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أعراض مرض الزهري: كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أطعمة غنية بسكر الفركتوز: هل هي ضارة أم مفيدة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          7 نصائح ذكية حول كيفية الوقاية من داء القطط للحامل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أسباب وعوامل خطر الإصابة بسوء التغذية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          إنقاص الوزن بعد الولادة: طرق آمنة وفعالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 12:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي غزوة الأحزاب وتحزب الأعداء على الإسلام في حربهم على غزة

غزوة الأحزاب

وتحزب الأعداء على الإسلام في حربهم على غزة

أبو سلمان راجح الحنق
المقدمة:
قال الله تعالى: ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 10، 11]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9].

وقال الله تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 22 - 25].

أيها المسلمون، إن المتأمل في هذه الآيات القرآنية التي ذكرها الله تعالى في سورة الأحزاب، وفي معرض الحديث عن غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق، لَيجد العجب في ذلك؛ حيث إن الله جل جلاله صوَّر لنا تلك الغزوة تصويرًا بليغًا، وذكر جل جلاله أحداثها وبيَّن فيها ثبات أهل الإيمان بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعه تلك الثُّلة المؤمنة المجاهدة الصابرة من الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار، رضي الله عنهم وأرضاهم، وصوَّر تبارك وتعالى لنا كذلك تكالبَ أعداء الإسلام من المشركين، ومن المنافقين، ومن اليهود الذين تجمَّعوا وتحزبوا، وتآزروا وتناصروا؛ من أجل القضاء على الإسلام وأهله في المدينة المنورة، بل لقد قال أحدهم: إنه لن تقوم للإسلام والمسلمين قائمة، لما رأى تكالب أعداء الإسلام وجيوشهم وعتادهم، وزحفهم نحو المدينة بعشرة آلاف من المشركين، وخيانة اليهود من الداخل، وبلبلة أهل النفاق وفرحهم بهذا الهجوم الكاسح على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

أيها المسلمون، وما أشبه الليلة بالبارحة! حيث تجمع اليهود والنصارى في هذا العصر، وعلى رأسهم دولة الكفر والطغيان أمريكا، ومعهم سائر دول الكفر في العالم، وزاد الطين بلة تخاذل الدول العربية الهشَّة وخنوعهم وسكوتهم على جرائم هذا العدو المجرم الغاصب الصهيوني اليهودي، والكل منتظر متى يُقضى على حمَلة الدين في أرض غزة؛ كي يستريح الجميع على حدِّ زعمهم، ﴿ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ [الأنفال: 42].

ولهذا على أمة الإسلام أن تستيقظ من غفلتها ومن سُباتها العميق، وتعلم أن أعداء الإسلام يتحزبون من أجل القضاء على هذه الأمة وعلى دينها، وعلى أمة الإسلام اليقظة والحذر، والاتحاد والتعاون، من أجل صدِّ عدوان المعتدين على دين رب العالمين، وعلى الأمة المسلمة إعداد القوة الإيمانية والمادية والمعنوية: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 60].

كذلك لنعي - نحن أمة الإسلام - أن الأسباب بمفردها لا تصنع نصرًا، ولكن لا بد من التأييد الإلهي للمؤمنين؛ أي إن على هذه الأمة أن تتوجه إلى الله تعالى بصدق وإخلاص، وأن تتحرى ما كان عليه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وأن تتحرى هذه الأمة كيف كان حال الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار رضي الله عنهم وأرضاهم؛ من الصدق والإخلاص، والعزيمة والبذل، والتضحية والصدق في متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، حتى نصرهم الله، وأيدهم بجنود من عنده، وقذف الله في قلوب أعدائهم الخوفَ والرعبَ، والهزيمة والفشل، ورد كيدهم عليهم لم ينالوا خيرًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9].

أيها المسلمون، وأما ذلك الطابور الخامس، طابور النفاق والعمالة، طابور الخنوع والذل، فقد بيَّن الله ما في صدورهم وفضحهم، وبيَّن عوارهم، وبيَّن زيفهم وكشف باطلهم؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ﴾ [الأحزاب: 13]، وهكذا منطق المنافقين اليوم، الذين خذلوا إخوانهم في أرض غزة وفلسطين، وقالوا لأهل غزة: لا قدرة لكم على مقاتلة اليهود، ولا طاقة لكم بهم، إنهم وإنهم، وكل ذلك من أجل أن يفتوا في عضُد أولئك الرجال الذين قاموا من أجل دينهم وأعراضهم وأرضهم، ولكن الله غالب على أمره ولو كره الكافرون، ولو كره المنافقون.

أيها المؤمنون. إن مع العسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا، ولن يغلب عسرٌ يُسرَين.

أخرج البخاري في صحيحه من حديث إسماعيل، عن قيس، عن خباب بن الأرت، قال: ((شكَونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسِّد بردةً له في ظل الكعبة، فقلنا: يا رسول الله، ألَا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض فيُجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيُوضع على رأسه، فيُشق باثنين، وما يصده عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)).

أيها المسلمون، إن غزوة الأحزاب تتكرر في زماننا هذا، وفي هذه الأعوام التي تكالب فيها الأعداء على المسلمين، وتحالف أهل الشرق والغرب من أجل القضاء على الإسلام وحمَلته، ولعلكم تتذكرون إعلان زعيم الصليبيين قبل سنوات؛ حيث قال: إن من ليس معنا في الحرب على الإرهاب، فهو ضدنا، فانقسم العالم إلى معسكرين؛ معسكر أهل الإيمان، ومعسكر أهل الشر والنفاق، الذين تحالفوا مع الأعداء، ووالوهم وطلبوا رضاهم، وحالفوهم وقدموا لهم كل التسهيلات اللازمة من أجل القضاء على الإسلام الذي يصفونه بالإرهاب.

أيها المسلمون، ماذا حقق اليهود الصهاينة من حربهم على غزة ومن ورائهم النصارى؛ أمريكا وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا، والسويد، وكثير من دول الكفر، وكذلك من العملاء والمنافقين الخونة، ماذا حقق هؤلاء جميعًا من حربهم الشاملة والمدمرة على غزة؟ لم يحققوا إلا الخزي والعار والكراهية، بل إنهم بحربهم هذه أشعلوا جذوة الجهاد في العالم كله، وأحيوا في المسلمين العقيدة الصحيحة المنسية؛ عقيدة الولاء والبراء، وزرعوا عداوتهم وحبَّ الثأر والانتقام منهم في قلب كل مسلم غيور، وخسر اليهود الصهاينة وأعوانهم المليارات، وعاشوا القلق والرعب والخوف: ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46].

وقال جل جلاله: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النمل: 50، 51].

أيها المسلمون، إن كثرة الشدائد وشدة المصاعب حينما تمر بها الأمة، فإن هذا أعظم دليل على أن الفجر قد اقترب، والنصر قد لاح، وإنما هو مخاضٌ عسير، ثم تكون بعده الولادة المنتظرة بإذن الله تعالى.

أيها المسلمون، لقد مر بغزة (466) يومًا من الحرب الهمجية، الحرب الشرسة، عشرات الآلاف من القتلى، وعشرات الآلاف من الجرحى، وهُدمت وطُمست البيوت، وأُحرقت المستشفيات، وقُتلت النساء، وقتلوا الأطفال، وهكذا عشرات من ذوي الإعاقات، ومُحيت أحياء بكاملها، كل ذلك حقدًا على الإسلام وأهله.

أيها المسلمون؛ قال جل جلاله: ﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾ [النساء: 104]، ولقد اعترف كثير من قادة اليهود أن ألمهم لن ينقطع، وأنهم خسروا في المعركة مئات القتلى، والجرحى، تكبَّدت اليهود مليارات الدولارات، أيها الناس، إن بني صهيون يتباكَون على عشرات الأسرى ممن أصبحوا في قبضة المؤمنين من أهل غزة: ﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾ [النساء: 104]، وأسرى المسلمين بالآلاف في سجون اليهود، من لهم؟ إنهم يعانون الأمرَّين، فالله مولاهم وهو جل جلاله يتولاهم، وسيجعل الله لهم فرجًا ومخرجًا بحوله وقوته.

أيها المسلمون، إن أهل غزة بثباتهم وتضحياتهم أيقظوا الأمة بدمائهم، وأحيوا قضية القدس وفلسطين المحتلة، تحية لأهلنا في غزة، وبارك الله في جهادهم، وفي صبرهم، وفي بذلهم وتضحياتهم، تحية إلى أمة استنارت من الظلمات، واستفاقت من عالم الأموات؛ ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 4، 5]، قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين؛ أما بعد أيها المسلمون:
فهناك سؤال يطرح نفسه: ما الذي حققته دولة اليهود الصهاينة من حربهم على غزة؟ لا شيء يُذكر، والشيء الوحيد الذي تحقق للعدو اليهودي الغاصب هو: تدمير البيوت، وتخريب البنية التحتية، وتدمير وحرق المستشفيات، وقتل آلاف الناس من المجاهدين ومن المدنيين، والأطفال والنساء، وأسر المئات، نسأل الله لهم فرجًا ومخرجًا عاجلًا، ولا شكَّ أن ذلك مصاب عظيم، وألم كبير، وأنه وجع أقضَّ مضاجع الأمة كلها، ولكن ذلك كله مصحوب بالصبر والثبات والإيمان، وهذا الثبات بحد ذاته فوز عظيم في ميزان الله تعالى.

أيها المسلمون، نظرة وأمل في المستقبل: هل من أمل في خضم هذه الأحداث التي تغلي في بلاد الإسلام؟ الأمر لله وحده، وإن أمل هذه الأمة ليس بهيئة الأمم ولا بمجلس الأمن، ولا مبادرات السلام... إن أمل هذه الأمة المسلمة في الله وبالله تعالى أولًا، ثم برجالات هذه الأمة الطاهرة من العلماء والدعاة، والمجاهدين وحفَّاظ القرآن الكريم، وحفَّاظ السنة النبوية المطهرة، وحملة مشاعل الهداية والنور الذين يريدون لهذه الأمة عزًّا ونصرًا وتمكينًا على وفق منهج الله تعالى؛ الكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار رضي الله عنهم.

نقول لأهل غزة وفلسطين: لقد أحدثتم في روح الكيان الصهيوني اليهودي الغاصب شرخًا لن يرمم أبدًا، ودققتم في نعشه مسمارًا لن يستطيع نزعه، وأعدتم إلى الأمة كلها روحًا كانت قد فقدَتها؛ ولقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ((أن خير الرباط رباط عسقلان)).

يا أهل غزة، نحن نعلم أنكم في نهاية المطاف بشر، وأن الحرب موجعة، والقصف أليم، والتهجير مضنٍ، وفقد الأحبة غربة، ولكن الله لا يضيع أجر المحسنين الصابرين: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، يا أهل غزة لستم وحدكم، وإن بدا الأمر كذلك، إن من ورائكم أمة تغلي، وماردًا محبوسًا في قمقمه دبَّت فيه الروح، وأحيته مشاعر العزة وشوَّقته إلى زمن الفتوحات، وليغيرن الله الحال إلى حال أخرى بإذنه تعالى وكرمه.

يا أهل غزة، إن خذلتكم الجيوش، فقد حزتم في قلوب الشعوب إجلالًا وإكبارًا، وإن لم تساندكم الطائرات، فقد ظللتكم الدعوات.

إن على الأمة أن تستيقظ من رُقادها، وأن تعرف عدوها، إن عدو هذه الأمة ليس العلماء والدعاة العاملين، ولا عدو هذه الأمة المجاهدين الصادقين، ولا عدو هذه الأمة رجالات الخير والباذلين، إن عدو هذه الأمة هم اليهود الصهاينة الغاصبون: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82]، وعدو هذه الأمة النصارى الحاقدون، وعدو هذه الأمة سائر أهل الإلحاد والزنادقة وسائر المنافقين، وعدو هذه الأمة سائر أهل الضلال والمنحرفين: ﴿ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [المنافقون: 4]، فعلى أمة الإسلام أن تراجع نفسها، وتتوحد كلمتها، وتصحح مسارها، وأن تلملم جراحاتها، وأن تكون يدًا واحدة على عدوها: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].

وعلى الأمة المسلمة أن تعلن الولاء لكل مسلم موحِّد متبع لكتاب الله تعالى، ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تعلن البراءة من كل عدو لهذا الدين، عندها يتحقق لهذه الأمة عزها ونصرها، وفلاحها وفوزها في الدارين.

ألَا وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.95 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]