أنج بنفسك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 480 - عددالزوار : 165279 )           »          توحيد الأسماء والصفات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل الأذكار بعد الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أنج بنفسك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصايا نبوية غالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ذم الحسد وآثاره المهلكة في الفرد والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بر الوالدين: (وزنه، كيفية البر في الحياة وبعد الممات، أخطاء قاتلة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ألق بذر الكلمة؛ فربما أنبتت! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          بين النبع الصافي والمستنقع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          صحابة منسيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 5188 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 12:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,047
الدولة : Egypt
افتراضي أنج بنفسك

انجُ بنفسك

نبيل بن عبدالمجيد النشمي

"نفسي... نفسي" ليست دعوة للأنانية، ولا تجاهلًا للآخرين، ولا هروبًا من المسؤولية المجتمعية، ولا تخلصًا من الأدوار الحياتية.

إنها قرار شجاع، وخطوة اضطرارية، وعمل إجباريٌّ، لا بد أن تقوم به في مواجهة السقوط المدوي الذي يقع فيه البعض، والانهيار السحيق الذي وصل إليه آخرون، في زمن تتساقط الفتنُ كسقوط المطر، وتحاتُّ القيمُ كورق شجر يابسٍ.

فمسؤوليتك الأولى: عليكم أنفسكم، ومهمتك الأولى: ابدأ بنفسك، وبطولتك هي إنقاذ نفسك من فتن تصبح وتمسي، ومن فوق ومن تحت، وبين أيدينا ومن خلفنا، كقطع الليل المظلم، نسأل الله العافية.

والنجاة بالنفس ليس الانزواء فحسب أو الصمت وكفى، بل أن تبتعد عن مصارع القلوب، وأماكن الهبوط، ومسارح الانحراف، ومهاوي الرذائل، ومواطن القبائح، ومستنقعات الأفكار، ومزابل الأخلاق، وتعلو بنفسك نحو السماء خلقًا وفكرًا، وقولًا وعملًا.

أن تكون النجاة من الفتن بالنسبة لك حياة ودونها الموت.

وليس بأقلَّ من أن تبقى محافظًا على صلتك بربك؛ بحرصك على الواجبات على هديِ نبيك صلى الله عليه وسلم، محيطًا نفسك بسياج الشريعة، وحصن السنة النبوية ما استطعت، فإن لم تنجُ بنفسك فلن تنجو بغيرك.

لمَ النجاة بالنفس؟
الفتن هلاك وضياع الدنيا والآخرة، فالنجاة منها نجاة من النار بإذن الله في الآخرة، وهذا أخطر أثر لها، ومن الضيق والضنك في الدنيا، وهذا عاجل أخطارها.

وهو تكليف وليس تشريفًا، وضرورة وليس تكميلًا، وواجب وليس اختيارًا.

فالنجاة أن تقوم بالمطلوب منك شرعًا وعقلًا في الحفاظ على النفس من الانزلاق، والتردي في براثن الشهوات، ومرابض الشبهات.

انجُ بنفسك لتعيش سعيدًا ومنعمًا؛ تحفظ تأريخك، وتحمي عرضك، وتصون نفسك، وتظهر بزينة التقوى وحلية الطاعة.

وانجُ بنفسك لتتجنب الوقوع في عواقب الفتن ومخاطرها، فلا تقترب منها، واعمل قاعدة سد الذرائع، وإن لم ترَ ما يدعو لسدها؛ فالفتنة أولها كلمة أو حركة، أو شارة أو سماع أو أكلة، وآخرها الخروج بغير الوجه، وغير الخُلق، وغير الفكر، وغير العقل، وغير القلب، بل وغير الشخص الذي كان قبل أن يقع في فخ الفتنة.

فلا تتساهل ظنًّا منك أن المسألة سهلة، والمقام خفيف، والطريق منتهٍ، وهي نزوة وعودة، بل الفتن نفق مظلم، وبئر غائرة، وغابة لا منتهى لها، إن لم تدرك المرء رحمة الله، فلا حد للسقوط، ولا منتهى للتردي، ولا توقع للنهاية.

وهل كانت بداية من انتهى به الحال إلى الإلحاد إلا جلسة عابرة، أو مقطع مبهرج، أو مقال مزخرف، أو لقاء مع صديق مفتون، أو رابط ألقى على حين غفلة، وفُتح على حين غرة، أو نحوها، مما لم يأخذ من الوقت إلا بقدر شرب كأس من الشاي على طاولة غير مريحة؟!

طوق النجاة:
ليس المهارة في السباحة كافية أو مضمونة كليًّا، فالأمواج قد تأتي فجأة، وكم من غريق غرته خبرته، وأغوته مهارته، فكانت الأمواج أكبر من توقعاته، وأشد من احترازاته، فأحاطت به من كل جانب فغرق، وأصبح ضحية وكان يظن نفسه بطلًا!

في زمن - كما نحن فيه - أمواج الفتن متلاطمة ومتزاحمة ومباغتة، فالغرقى كُثر وفرص النجاة تكاد تكون معدومة، والتوفيق بيد الله والثبات منه سبحانه وتعالى؛ فلا تغتر بقدراتك، ولا تعتمد على مهاراتك، ولا تزهُ بفصاحتك، ولا تركن إلى عقلك، ولا تحتمِ بتأريخك، ولا تتحصن ببعض أعمالك، فإن لم يثبتك الله ويعصمك فلا عاصم، وإن لم يعِنْك الله ويصرف عنك شرها فلا معين؛ فابذل أسبابها، والتمس مظانها، واجتهد في بلوغها؛ أي: النجاة ومراكبها.

ومما يقربك من ذلك:
طوق وقائي:
القرآن؛ حبل الله المتين، وكلامه المبين، وصراطه المستقيم، الصديق وقت الشدة، والأنيس وقت الوحشة، والهادي من الضلالة، والعاصم من الزيغ، فاجعل لك وردًا لا تتركه ولو كان ما كان، تلوذ به وتحتمي وتلجأ إليه.

سلاح الدعاء وسؤال المولى عز وجل الثباتَ والحفظ والنجاة من الفتن باستمرار، وفي كل حال، ومع كل أمر، ومن قلب حاضر مع خضوع حاصل.

جرعة قلق يُحاك بها الصدر، وأقصد بها قلق القلب وعدم اطمئنانه لنفسه وحاله، وأمنه من الوقوع، فيكون قلقًا وخوفًا دافعًا للعمل، وحاميًا من السقوط المفاجئ، كأنها إشارات تنبيه تلفت انتباهك قبل أن تخطو، وتجعلك تقف قليلًا قبل أي حركة.

الفرار من مواقع احتمال السقوط فيها وارد: وسواء كانت واقعية أو افتراضية، وسواء كانت في ظاهرها بسيطة أو معقدة، وسواء كانت فكرية أو مادية، وسواء كنت على ثقة من نفسك أو في شك، فالسلامة لا يعدلها شيء، والمغامرة بالنفس لا يعوضها شيء إذا تلفت، والغبن في الفرار وعدم البقاء أهون منه في البقاء ووقوع الفأس على الرأس، والندم ولات حين مَندم، فلئن يحزنك فوات محبوب لم تقدم عليه وفي غيره عِوض، خير لك من أن يجرك إقدامك إلى الحالقة التي تحلق دينك وتفسد قلبك.

طوق علاجي:
أمَا وقد وقعت وابتُليتُ وسبق السيف - في حقك – العَذْلَ، فاجتهد في العلاج، والتخلص من البلاء والخروج من الحال ليلًا ونهارًا، وبأي وسيلة يمكنك فعلها؛ فلا تؤجل؛ ففي أعاصير الفتن: الدقيقة فارقة، واللحظة حاسمة؛ ومن ذلك:
تكثيف جرعات الدعاء مع الحرص على آدابه وأوقات الإجابة ومواقعها، واقصد الألفاظ المأثورة والأوقات المشهود لها بالرحمة والنزول.

صدق اللجوء وإدمان التضرع بين يدي المولى عز وجل، مع البكاء والإلحاح والتملق، فلا نجاة إلا منه وبإذنه، مع الإكثار من الاستغفار والحوقلة، والنوافل والقربات.

استعن بالله وبادر بالإقلاع والنفور عن كل سبب يزيد فيها، أو يقرب منها، أو يذكِّر بها: أمكنة أو أعمال، أو أشخاص أو مقتنيات، أو حتى خواطر ولحظات.

مستلزمات السلامة:
تعهَّد قلبك وتفقَّد جوارك، واهتم بأعمالك الصالحة؛ فالفتن تستهدف الإيمان، وتستنزف اليقين، وتسرق التسليم، فتعهَّد الخوف والرجاء في قلبك، وتفقَّد جوارك من اللهو والضياع، واهتم بأعمالك الصالحة صحة وسلامة، وموافقة للسنة واستمرارًا.

لا تسبح في المستنقعات مهما كانت مهارتك: من القوة أن تجرب مهاراتك في وضع طبيعيٍّ ومكان آمن، ولكن أن تقوم بذلك في ظل تحذيرات شديدة، وتنبهات عديدة بعدم ملاءمة المكان، ولا ضمان السلامة، فهو دليل على شيء من الحمق، أو على الأقل على التهور والطيش، فمراتع الفتن لا تجرب، ومهالك النفوس لا تسامح فيها، مهما كنت عند نفسك قويًّا.

لا تترك وسائل السلامة مهما كان الأمر، فبحر الفتن لا يؤمَن، وأمواجه لا يُستهان بها؛ فسترات النجاة من الأذكار الشرعية، والتحصينات النبوية لا تفارقها ولا تتركها، وإياك والوقوفَ في وسط الفتن؛ فغبارها شديد، وريحها منتن، وأثرها لا بد يصيبك.

الرفقة شرط فالوحدة مفتاح شرٍّ فلا تبقَ وحيدًا في مواجهة الفتن أو أمامها؛ فالزم رفقة تأخذ بيدك، وتعينك على الثبات، وتردف صبرك، وتزود خلوتك، وتأنس وحشتك، وتقوي عزيمتك.

فالعصمة من الفتن تحتاج إلى من يشُدُّ الأزر، ويقوي العضد، ويسند الساعد، ويمسك القدم، فرُبَّ فتنة لا تُعلم بريحها، ولا تُشم رائحتها، لو كنت وحدك، فإن بقيت مع فئة مثبتة، ومجموعة معينة، تنجُ بإذن الله؛ فالبعض قد يترك حياء أو موافقة، فيكون الترك سبب نجاته، وإن لم يشعر فالجماعة بركة.

أسلحة حماية نوعية:
﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران: 8].

((اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنةً فاقبضني إليك غير مفتون)).

((اللهم إني أعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن)).

((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)).

((اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر)).

((اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، ومن شر فتنة المسيح الدجال)).

((اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن)).

لافتة كبرى:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا))؛ [رواه مسلم (118)].

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

والحمد لله رب العالمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]