ألق بذر الكلمة؛ فربما أنبتت! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 480 - عددالزوار : 165279 )           »          توحيد الأسماء والصفات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل الأذكار بعد الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أنج بنفسك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وصايا نبوية غالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ذم الحسد وآثاره المهلكة في الفرد والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          بر الوالدين: (وزنه، كيفية البر في الحياة وبعد الممات، أخطاء قاتلة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ألق بذر الكلمة؛ فربما أنبتت! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          بين النبع الصافي والمستنقع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صحابة منسيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 5188 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 11:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,047
الدولة : Egypt
افتراضي ألق بذر الكلمة؛ فربما أنبتت!

ألْقِ بذرَ الكلمة؛ فربَّـما أنبتَتْ!

عبدالرحيم بن عادل الوادعي

"رُبَّ صدقة من بين فكَّيك، خير من صدقة من بطن كفَّيك"[1].

لا تستهيننَّ بكلمةٍ طيبة ألقيتَها محاطةً بسياج الإخلاص؛ فربما كانت انطلاقةَ عالمٍ، أو بذرة عابد، أو توبة عاصٍ، أو نشأة حافظ...

كلمة نبينا صلى الله عليه وسلم: ((نِعْمَ الرجل عبدُالله لو كان يقوم من الليل))، بلغت عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، فكان بعدها لا ينام من الليل إلا قليلًا[2].

مرَّ عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بزاذان الكندي وصاحب له وهما يشربان الخمر ويغنيان، فقال ابن مسعود: "لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن؛ كنت أنت أنت"، فكان من ثمرات هذه الكلمة أن التحق بابن مسعود ولازمه، حتى أخذ عنه القرآن، وصار إمامًا في العلم؛ يقول زبيد: "رأيت زاذان يصلي كأنه جذع"[3].

إن كلمة: "لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم" ألقاها إسحاق بن راهويه على طلابه، فوقعت في قلب تلميذه النجيب الإمام البخاريِّ، فألَّف أصح كتاب في الدنيا بعد كتاب الله "صحيح البخاري"[4].

ياسين المراكشي رأى الإمام النوويَّ وهو في العاشرة من عمره، ورأى الصبيان يُكرهونه على اللعب معهم فيأبى، فتفرَّس فيه الخير، فانطلق إلى معلمه القرآن موصيًا له بقوله: "إن هذا الصبي يُرجى أن يكون أعلمَ أهل زمانه، وأزهدهم، وينتفع الناس به"، فذكر ذلك لوالده؛ فحرص عليه حتى ختم القرآن وقد ناهز الاحتلام، ثم صار الإمام النووي[5].

كيف صار الإمام الذهبي محدثًا؟ قال له شيخه البرزالي: "خطك يشبه خط المحدِّثين"؛ فوقعت هذه الكلمة في قلب الذهبي، ونُحتت في سُوَيدائه، فأثرت بها، فاشتغل بعلم الحديث؛ فصار الإمام المحدث الذهبي[6].

فرُبَّ كلمة لطيفة قلتها لأحدهم، وقعت في قلبه فانتفع بها للأبد، وهي كلمة عادية بالنسبة لك، لكنها كانت أكثر ما يحتاج سماعه ذلك الشخص؛ قال زبيد اليامي: "سمعت كلمةً فنفعني الله بها ثلاثين سنة"[7].

فكن باذلًا الكلماتِ الهادفة لأبنائك على ما يعملونه من خير؛ صلاة، وحفظ للقرآن، وبر وإحسان، وجد واجتهاد...

شجع طلابك بـ "صوتك حسن، ستكون عالمًا، تصلح أن تكون مقرئًا، أرجو أن تكون مجددًا...".

ازرع كلمات التشجيع لإخوانك وأصدقائك وزملائك، بل ومن اجتمعت به.

فإن نفعت فقد غنمت، وإن لم تنفع فما خسرت، ((فالكلمة الطيبة صدقة)).

فهذه نماذج تحدو بالقارئ إلى أن يزرع بكلماته الصادقة؛ فربما أثمرت ثمارًا لم تخطر بباله، ومن دلَّ على خير، فله مثل أجر فاعله.

[1] النعم السوابغ (139).

[2] أخرجه البخاري (1070)، ومسلم (2479).

[3] التوابين لابن قدامة (ص124).

[4] فتح الباري (1/ 7).

[5] تحفة الطالبين (ص44).

[6] الدرر الكامنة (4/ 278).

[7] سير أعلام النبلاء (5/ 297).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.38 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]