|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ألْقِ بذرَ الكلمة؛ فربَّـما أنبتَتْ! عبدالرحيم بن عادل الوادعي "رُبَّ صدقة من بين فكَّيك، خير من صدقة من بطن كفَّيك"[1]. لا تستهيننَّ بكلمةٍ طيبة ألقيتَها محاطةً بسياج الإخلاص؛ فربما كانت انطلاقةَ عالمٍ، أو بذرة عابد، أو توبة عاصٍ، أو نشأة حافظ... • كلمة نبينا صلى الله عليه وسلم: ((نِعْمَ الرجل عبدُالله لو كان يقوم من الليل))، بلغت عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، فكان بعدها لا ينام من الليل إلا قليلًا[2]. مرَّ عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بزاذان الكندي وصاحب له وهما يشربان الخمر ويغنيان، فقال ابن مسعود: "لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن؛ كنت أنت أنت"، فكان من ثمرات هذه الكلمة أن التحق بابن مسعود ولازمه، حتى أخذ عنه القرآن، وصار إمامًا في العلم؛ يقول زبيد: "رأيت زاذان يصلي كأنه جذع"[3]. إن كلمة: "لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم" ألقاها إسحاق بن راهويه على طلابه، فوقعت في قلب تلميذه النجيب الإمام البخاريِّ، فألَّف أصح كتاب في الدنيا بعد كتاب الله "صحيح البخاري"[4]. ياسين المراكشي رأى الإمام النوويَّ وهو في العاشرة من عمره، ورأى الصبيان يُكرهونه على اللعب معهم فيأبى، فتفرَّس فيه الخير، فانطلق إلى معلمه القرآن موصيًا له بقوله: "إن هذا الصبي يُرجى أن يكون أعلمَ أهل زمانه، وأزهدهم، وينتفع الناس به"، فذكر ذلك لوالده؛ فحرص عليه حتى ختم القرآن وقد ناهز الاحتلام، ثم صار الإمام النووي[5]. كيف صار الإمام الذهبي محدثًا؟ قال له شيخه البرزالي: "خطك يشبه خط المحدِّثين"؛ فوقعت هذه الكلمة في قلب الذهبي، ونُحتت في سُوَيدائه، فأثرت بها، فاشتغل بعلم الحديث؛ فصار الإمام المحدث الذهبي[6]. فرُبَّ كلمة لطيفة قلتها لأحدهم، وقعت في قلبه فانتفع بها للأبد، وهي كلمة عادية بالنسبة لك، لكنها كانت أكثر ما يحتاج سماعه ذلك الشخص؛ قال زبيد اليامي: "سمعت كلمةً فنفعني الله بها ثلاثين سنة"[7]. فكن باذلًا الكلماتِ الهادفة لأبنائك على ما يعملونه من خير؛ صلاة، وحفظ للقرآن، وبر وإحسان، وجد واجتهاد... شجع طلابك بـ "صوتك حسن، ستكون عالمًا، تصلح أن تكون مقرئًا، أرجو أن تكون مجددًا...". ازرع كلمات التشجيع لإخوانك وأصدقائك وزملائك، بل ومن اجتمعت به. فإن نفعت فقد غنمت، وإن لم تنفع فما خسرت، ((فالكلمة الطيبة صدقة)). فهذه نماذج تحدو بالقارئ إلى أن يزرع بكلماته الصادقة؛ فربما أثمرت ثمارًا لم تخطر بباله، ومن دلَّ على خير، فله مثل أجر فاعله. [1] النعم السوابغ (139). [2] أخرجه البخاري (1070)، ومسلم (2479). [3] التوابين لابن قدامة (ص124). [4] فتح الباري (1/ 7). [5] تحفة الطالبين (ص44). [6] الدرر الكامنة (4/ 278). [7] سير أعلام النبلاء (5/ 297).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |