«عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الانتقام ليس خلق الكرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          عولمة الأخلاق.. وأثرها على الشباب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صبر الزوج على زوجته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الخوف شعار العارفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          إياك والذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حياة القلب في محراب الاستماع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          صمم على النجاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حين نتغيّر تتغيّر السماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فضل الحياء وحسن الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الزينة في اللباس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #40  
قديم 10-12-2025, 12:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,706
الدولة : Egypt
افتراضي رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

«عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم




تفسير قوله تعالى:

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ... ﴾


قوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ * لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 110 - 112].

قوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.

أمر الله - عز وجل - في الآيات السابقة أن تكون من المؤمنين أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وبيَّن أنهم هم المفلحون، وحذَّر من سلوك منهج الذين تفرَّقوا واختلفوا بعد البينات، وتوعَّدهم بالعذاب العظيم.

ثم أثنى في هذه الآية على هذه الأمة ببيان أنها كانت خير الأمم لقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله، وفي هذا تأكيدٌ لمكانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام، ووجوب الاهتمام به.

قوله: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ ﴿ كُنْتُمْ ﴾: الخطاب لهذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، و«كان» هنا مسلوبة الزمن تدل على تحقق الوصف، أي: على تحقق اتصاف اسمها بخبرها في جميع الأوقات، أي: كنتم وما زلتم.

﴿ خَيْرَ أُمَّةٍ ﴾ ﴿ خَيْرَ ﴾: اسم تفضيل، ﴿ أُمَّةٍ ﴾ أي: جماعة وطائفة.

﴿ أُخْرِجَتْ ﴾ أوجدت أي: كنتم خير وأفضل الأمم التي أوجدها الله تعالى منذ بدء الخليقة وأفضلها، وأنفعها للناس، فكتابكم أعظم الكتب، ورسولكم أفضل الرسل، وأمتكم خير الأمم.

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ قال: «خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلون الإسلام»[1].

﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ الجملة في محل نصب خبر ثان لـ﴿ كُنْتُمْ﴾ أو في محل نصب على الحال من ﴿ خَيْرَ أُمَّةٍ ﴾، أو نعت لها، أو مستأنفة.

وهذه الجملة وما عطف عليها وهو قوله: ﴿ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ فيها بيان وجه وسبب خيرية هذه الأمة على الأمم.

﴿ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ معطوف على ما قبله، والإيمان بالله يشمل الإيمان والتصديق بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وشرعه.

والإيمان بالله تعالى شرط لصحة وقبول جميع الأعمال الظاهرة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك.

وبهذا كله كانت هذه الأمة خير أمة، وكانت أمة وسطًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143].

وقدَّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله مع أنه لا يقبل بدون الإيمان بالله؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعار وعنوان ظاهر لقوة الأمة، وقوة إيمانها.

وفي قوله: ﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ امتازت الأمة عن أهل الكتاب، وفي قوله: ﴿ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ امتازت عن أهل الشرك.

﴿ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لهم ﴾ الواو: استئنافية، و«لو»: شرطية. و﴿ آمَنَ ﴾: فعل الشرط، وجوابه: ﴿ لَكَانَ خَيْرًا لهم ﴾.

واقترن الجواب باللام على الأفصح والأكثر في جواب «لو» إذا كان مثبتًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا ﴾ [الواقعة: 65]، وقوله: ﴿ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ ﴾ [محمد: 4].

وقد تحذف اللام من جوابها؛ كما في قوله تعالى: ﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 70]، وقوله: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].

أما إذا كان جوابها منفيًّا، فالعكس هو الأكثر، وهو حذف اللام من جوابها، وقد يقترن بها نادرًا كما قيل:
ولو نُعطى الخيار لَما افترَقنا
ولكن لا خيار مع الليالي[2]




والمعنى: ولو آمن أهل الكتاب - وبخاصة اليهود بما جاءهم عن الله تعالى على ألسنة رسلهم، وعلى لسان محمد صلى الله عليه وسلم كما آمنتم أيها المؤمنون - ﴿ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾؛ أي: لكان الإيمان خيرًا لهم خيرية مطلقة، من الكفر، ومما هم عليه من الرئاسة في الدنيا ومن كل شيء، كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 103]، وقال تعالى: ﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ﴾ [البقرة: 137].

وأيضًا لارتفعت عنهم الذلة والمسكنة وغضب الله، وضوعِفت أجورهم؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [القصص: 52 - 54].

وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين؛ رجل من أهل الكتاب آمَن بنبيه، وآمن بي فله أجران» الحديث[3].

﴿ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ أي: من أهل الكتاب الذين آمنوا وهم قليل، كالنجاشي من النصارى، و«عبدالله بن سلام» من اليهود.

﴿ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ أي: وأكثر أهل الكتاب الفاسقون، أي: الخارجون عن طاعة الله تعالى، وعن الإيمان به خروجًا مطلقًا إلى معصيته والكفر به. يدل على هذا: أن قوله: ﴿ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ ذكر في مقابل قوله: ﴿ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾.

والفسق في الأصل يطلق على الكفر؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [السجدة: 20]؛ كما يطلق على ما دون الكفر؛ كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].

فأكثر أهل الكتاب فاسقون، وأكثر الناس كذلك؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 116].

قوله تعالى: ﴿ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾.

أثنى عز وجل على هذه الأمة بكونها خير الأمم، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وبيَّن أنه لو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم، وأن منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون، ثم أتبع ذلك بطَمْأنة المؤمنين أن أهل الكتاب لن يضروهم إلا أذى.

قوله: ﴿ لَنْ يَضُرُّوكُمْ﴾ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. والفاعل في ﴿ يَضُرُّوكُمْ ﴾ يعود إلى قوله: ﴿ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ أي: لن يضركم أيها المؤمنون هؤلاء الفاسقون، وبخاصة من اليهود الذين ينتشرون بكثرة حول المدينة.

﴿ إِلَّا أَذًى ﴾ ﴿ إِلَّا ﴾: أداة استثناء، والاستثناء هنا منقطع، أي: لن يضروكم ضررًا بقتال أو غلبة، لكن أذى بألسنتهم بما تسمعون منهم؛ من شرك بالله واستهزاء بكم وبدينكم، وسب وشتم، ونحو ذلك؛ قال ابن القيم[4]: «إذ المعنى: لن ينالوا منكم إلا أذى، وأما الضرر فإنهم لن ينالوه منكم ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120]، فنفى لحوق ضرر كيدهم بهم، مع أنهم لا يسلمون من أذى يلحقهم بكيدهم، ولو أنه بالإرهاب والكلام وإلجائهم إلى محاربتهم، وما ينالهم من الأذى والتعب، ولكن ليس ذلك بضارهم، ففرق بين الأذى والضرر».

ويدل على هذا وأنه لا يلزم من الأذى حصول الضرر قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57]، فأثبت أنهم يؤذون الله ورسوله.

وقال عز وجل في الحديث القدسي: «يؤذيني ابن آدم؛ يسب الدهر، وأنا الدهر»[5].

وقال صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد أو ليس شيء أصبر على أذى يسمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدًا، وإنه ليعافيهم ويرزقهم»[6].

فأثبت الأذى له لكنه - عز وجل - نفى ضررهم له، فقال: ﴿ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 176]، وقال عز وجل في الحديث القدسي: «يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني»[7].

وقيل: إن الاستثناء متصل، أي: لن يضروكم ضررًا البتة إلا ضرر أذى، أي: ضررًا يسيرًا لا يُبالى به، مما يتفوهون به من سيئ الكلام.

وهذا وعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه ولمن تبعهم من المؤمنين باتباع سنته صلى الله عليه وسلم، واقتفاء آثار أصحابه الكرام، إخلاصًا وعقيدة وعلمًا وعملًا؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك»[8].

﴿ وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ ﴾؛ أي: وإن يقاتلكم أيها المؤمنون أهل الكتاب، وبخاصة اليهود، ﴿ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ﴾؛ أي: يجعلون أدبارهم وظهورهم وأقفيتهم تليكم بدل أن تكون وجوههم نحوكم، وهذا كناية عن الانهزام والفرار من موقع القتال؛ كما قال تعالى عن المشركين: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ [القمر: 45]، وقال تعالى في اليهود: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14].

﴿ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ ﴿ ثُمَّ ﴾: استئنافية، أي: ثم هم لا ينصرون مطلقًا، قاتلوكم أو لم يقاتلوكم.

قال السمين الحلبي[9]: «قوله: ﴿ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ مستأنف، ولم يجزم عطفًا على جواب الشرط؛ لأنه كان يتغير المعنى، وذلك أن الله تعالى أخبر بعدم نصرتهم مطلقًا، ولو عطف على جواب الشرط للزِمَ تقييده بمقاتلتهم لنا، وهم غير منصورين مطلقًا قاتلونا أو لم يقاتلونا».

ويحتمل أن تكون ﴿ ثم ﴾ عاطفة للتراخي في المرتبة، والجملة معطوفة على جملة الشرط والجزاء معًا، كأنه قيل: أخبركم أنهم إن يقاتلوكم ينهزموا، ثم أخبركم أنهم لا ينصرون مطلقًا، فترقى من الإخبار والوعد بتولية عدوهم الأدبار عند المقابلة إلى الإخبار والوعد بما هو أتم وأعلى وأعظم من أن هؤلاء لا ينصرون مطلقًا، ولا يصح أن يكون العطف على جملة الجواب وحدها ﴿ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ﴾؛ لأنه لو كان العطف على هذه الجملة، لجاء الفعل مجزومًا؛ أي: «ثم لا ينصروا»، ولكان المعنى أقلّ، أي: ثم لا ينصروا عند مقاتلتهم لكم.

والنصر: المنعة والتقوية والتأييد؛ أي: فلا هم ينتصرون بمنعةٍ وقوة منهم، ولا أحد غيرهم يستطيع نصْرهم بتأييده وتقويته لهم، وجعلهم في منعة من عدوهم.

قال ابن كثير[10]: «وهكذا وقع، فإنهم يوم خيبر أذلهم الله، وأرغم آنافهم، وكذلك من قبلهم من يهود المدينة بني قينقاع وبني النضير كلهم أذلهم الله، وكذلك النصارى بالشام كسرهم الصحابة في غير ما موطن، سلبوهم ملك الشام أبد الآبدين ودهر الداهرين».

قوله تعالى: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾.

نفى عز وجل في الآية السابقة أن يضر الفاسقون من أهل الكتاب المؤمنين إلا أذى، وأخبر أنهم لو قاتلوا المؤمنين لولوهم الأدبار ثم لا ينصرون، ثم بيَّن في هذه الآية سبب ذلك فقال تعالى: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ﴾ الآية.

قوله: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ﴾ أي: ضربت على هؤلاء الفاسقين من اليهود الذلة.

وقوله: ﴿ ضُرِبَتْ﴾ بالبناء لما لم يسم فاعله؛ لأن الضارب للذلة عليهم معلوم وهو الله - عز وجل - وإيثارًا لعدم إسناد ذلك إليه - عز وجل - مباشرةً، كما قال صلى الله عليه وسلم: «والشر ليس إليك»[11].

ومعنى ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ﴾؛ أي: فرضت عليهم الذلة، وألزموها قدرًا وشرعًا، فلا تفارق قلوبهم، أشبه بالنقش على سكة النقود المضروبة، لا يزول عنها، فصارت هذه الذلة كالطبع على قلوبهم لا مخلص لهم منها.

و﴿ الذِّلَّةُ ﴾ الذل والهوان والصغار.

﴿ الذِّلَّةُ ﴾ «أينما» اسم شرط جازم مبني في محل نصب على الظرفية المكانية، أي: في أي مكان وُجدوا من الأرض، فهم أذلاء.

﴿ إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ ﴾ ﴿ إِلَّا﴾: أداة استثناء، وهو استثناء مفرغ من أعم الأحوال، والباء للمصاحبة والملابسة، أي: ضربت عليهم الذلة في عموم الأحوال إلا في حال كونهم متلبسين ومتمسكين بحبل من الله.

و«الحبل» في الأصل ما يتوصل به إلى المقصود، والمراد به في الآية السبب، وسمي السبب «حبلًا»؛ لأنه يوصل إلى المقصود.

فمعنى ﴿ إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ ﴾؛ أي: إلا بسبب من الله، أي: بعهد من الله ترتفع عنهم به الذلة، وذلك إما بالإسلام وبهذا يحصل لهم كمال العزة؛ لقوله تعالى: ﴿ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8].

وإما بأدائهم الجزية ورضوخهم لحكم الإسلام ظاهرًا، فيأمنون وتحفظ لهم حقوقهم بسبب كونهم أهل ذمة؛ قال تعالى: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [التوبة: 29].

﴿ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ﴾ أي: وبحبل من الناس، أي: وبسبب من الناس، أي: بعهد أو أمان من الناس.

والعهد: ما يتم بين المسلمين وبين غيرهم من الكفار ألا يعتدي أحد على أحد، كما حصل بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين في صلح الحديبية، ولا يصح إلا من ولي أمر المسلمين أو نائبه، أو من يقوم مقامه من قائد الجيش ونحوه.

والأمان أن يدخل أحد من غير المسلمين بأمان من أحد من المسلمين يؤمنه، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 6]، ويصح هذا من أي فرد من أفراد المسلمين، كما قال صلى الله عليه وسلم لأم هانئ: «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ»[12].

وقد يكون المراد بقوله: ﴿ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾ ما هو أعم من العهد والأمان، فيدخل فيه المناصرة والتأييد لليهود من غيرهم من الكفار، كما حصل منذ نحو سبعين سنة وإلى يومنا هذا من مناصرة النصارى لليهود واستيلائهم على فلسطين وبيت المقدس.

﴿ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ﴾؛ أي: رجعوا وانصرفوا بغضب من الله، وهذا مما يقوي أن المراد بالآيات اليهود؛ لأنهم أخص بغضب الله تعالى من غيرهم؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 60].

وقال صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى في الفاتحة: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]؛ قال: «المغضوب عليهم اليهود، والضالين النصارى»[13].

والباء في قوله: ﴿ بِغَضَبٍ﴾ للمصاحبة، أي: مصطحبين لغضب من الله، أي: مستحقين مستوجبين لغضب من الله، و«من» في قوله: ﴿ مِنَ اللَّهِ ﴾: للابتداء، أي: صادر من الله تعالى؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 60].

ومن غضب الله عليه أغضب عليه الخلق، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس»[14]، ولهذا قال تعالى: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7] ؛ أي: الذين غضب الله عليهم وأغضب الله عليهم خلقه.

﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ﴾؛ أي: وضرب الله تعالى عليهم المسكنة، وبُني الفعل لما لم يسم فاعله هنا؛ لما ذكر في قوله: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ﴾؛ أي: وفرضت عليهم المسكنة وألزموها قدرًا وشرعًا، فلا تنفك عنهم.

والمسكنة في الأصل: الفقر والحاجة، ومنه سمي «المسكين» أخذًًا من السكون وعدم الحركة واللصوق للتراب بسبب الفقر والحاجة.

والمعنى: ألزموا السكنة، وهي فقر القلوب؛ ولهذا فهم أحرص الناس على جمع المال وأشدهم إمساكًا له، فمع أنهم الآن أغنى العالم وأكثرهم عرضًا، فهم أفقر الناس قلوبًا، وأقلهم بذلًا وأعظمهم شحًا وبخلًا؛ كما قال تعالى: ﴿ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [المائدة: 64].

﴿ ذلك ﴾ الإشارة لما سبق، أي: ذلك المذكور من ضرب الذلة عليهم، ورجوعهم بغضب من الله، وضرب المسكنة عليهم.

﴿ بأنهم ﴾ الباء للسببية، أي: بسبب أنهم ﴿ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ﴾ «كان» هنا مسلوبة الزمن تدل على اتصاف اسمها بخبرها في جميع الأوقات، أي: كانوا وما زالوا، ولهذا عبَّر هنا بالمضارع ﴿ يَكْفُرُونَ ﴾ للدلالة على استمرارهم على ذلك في المستقبل؛ أي: بسبب أنهم كانوا يكذبون بآيات الله الشرعية والكونية ويجحدونها، ولا يؤمنون بها، مما أنزل على رسلهم، وعلى محمد صلى الله عليه وسلم.

﴿ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾؛ أي: ويقتلون الأنبياء الذين أرسلوا إليهم قتلًا بغير حق، أي: بالباطل والظلم، والمراد بهذا أسلاف بني إسرائيل، لا المعاصرين له صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى في سورة البقرة: ﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [البقرة: 61]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 91]، وقال تعالى في سورة المائدة: ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴾ [المائدة: 70].

وقوله: ﴿ بِغَيْرِ ْحَقٍّ ﴾ لبيان الواقع، وهو أن قتل الأنبياء كله بغير حق، ولا يمكن أن يكون بحق، وفيه أيضًا: تشنيع على أهل الكتاب.

فجمعوا بين الكفر بآيات الله، وهذا إخلال بالتوحيد، وبين قتل الأنبياء، وهذا إخلال بالرسالة.

﴿ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾: هذا تأكيد وتعليل لما قبله، أي: ضربت عليهم الذلة، ورجعوا بالغضب، وضربت عليهم المسكنة بسبب كفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق؛ لأن الكفر عصيان ومخالفة، وقتل الأنبياء تعدٍ واعتداء.

فالإشارة هنا لسبب ما وقع بهم، وهو كفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق، والباء في قوله: ﴿ بما ﴾ للسببية، و«ما»: مصدرية، أي: بسبب عصيانهم ومخالفتهم بالكفر بآيات الله، ولسبب اعتدائهم بقتل أنبياء الله بغير حق، بل للظلم والعدوان، فكفرهم بالآيات سببه العصيان، وقتلهم الأنبياء سببه الاعتداء، ويحتمل أن تكون الإشارة إشارة ثانية إلى ضرب الذلة والمسكنة والغضب، فيكون سببًا ثانيًا.

[1] أخرجه البخاري في التفسير (4557)، والطبري في «جامع البيان» (5/674).

[2] البيت مجهول القائل؛ انظر: «خزانة الأدب» (4/145).

[3] أخرجه البخاري في الجهاد والسير (3011)، ومسلم في الإيمان (154)، وأبو داود في النكاح (2053)، والنسائي في النكاح (3344)، والترمذي في النكاح (1116)، وابن ماجه في النكاح (2956)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.

[4] انظر: «بدائع التفسير» (1/509).

[5] أخرجه البخاري في التفسير (4826)، ومسلم في الألفاظ (2246)، وأبو داود في الأدب (5274)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[6] أخرجه البخاري في الأدب (6099)، ومسلم في صفة القيامة (2804)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.

[7] أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (2577)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

[8] أخرجه مسلم في الإمارة (1920)، من حديث ثوبان رضي الله عنه.

[9] في «الدر المصونة» (2/188).

[10] في «تفسيره» (2/86).

[11] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (771)، وأبو داود في الصلاة (760)، والنسائي في الافتتاح (897)، والترمذي في الدعوات (3422)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

[12] أخرجه البخاري في الجزية (3171)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (336)، من حديث أم هانئ رضي الله عنها.

[13] أخرجه أحمد (4/378-379)، والترمذي في تفسير سورة الفاتحة (2953، 2954)، من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه، وإسناده صحيح.

[14] أخرجه ابن حبان في صحيحه؛ انظر: «تيسير العزيز الحميد» ص(493).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 1,294.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 1,292.68 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.13%)]