عودة إلى ينابيع الهدى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 5131 )           »          علة حديث: ((يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما وأذنان يسمع بهما)) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الهمزة في قراءة { ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار } بين التحقيق والتسهيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تفسير قوله تعالى: { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          معرفة الصحابة لمنزلة القرآن وإدراكهم لمقاصده ومراميه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تحريم تشبيه الله تبارك وتعالى بخلقه وضرب الأمثال له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مناظرة رائعة بين عالم مسلم وملحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          آية الكرسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تعظيم الله وتقديره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الدعوات التي تقال عند عيادة المريض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 03:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,603
الدولة : Egypt
افتراضي عودة إلى ينابيع الهدى

عودة إلى ينابيع الهدى


د. فتحي أبو الورد


رحم الله أياما كان أبناء الإسلام والدعوة يتربون فيها على الصلوات فى جماعة ، وصلاة الفجر ، وبر الوالدين ، واحترام الكبير ، والغيرة على الإسلام ودعوته ، وقيام الليل ، وصلاة الضحى والوتر ، وقراءة كتب الرقائق ، والعيش مع إحياء علوم الدين فى العبادات والعادات ، والمنجيات والمهلكات ، ومختصر منهاج القاصدين ، وتزكية الأنفس .

فارق كبير بين أجيال وأجيال ، أجيال تستقبل الحياة المجتمعية والدعوية بالحرص على حلقات القرآن الكريم ، ومجالس الذكر ، ومعايشة رياض الصالحين ، ومعرفة فضائل الأعمال لتطبيقها ، وصيام الاثنين والخميس ، وزيارة المقابر ، ومجالس العلم حيث يوزع ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعيادة المرضى ، وزيارة العلماء ، وتعهد الفقراء ، وإكرام الأيتام ، والانغماس فى حب الخير ، كما جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم : " لن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة ".

فارق كبير بين هذه الأجيال ، وأجيال كان أول احتكاحها بالمجتمع والدعوة الاطلاع على وسائل الغزو الفكرى ، والاتجاهات الفكرية المعاصرة ، والماسونية والصهونية والعلمانية والعمل السياسى ، ولا أنكر أن تقف أجيال الدعاة على ذلك ؛ فهذه لوازم لا بد منها، فقط ما أعيبه هو أن يكون هذا هو المعلم الأساسى للشخصية المسلمة فى التشكيل والتوجيه والاهتمام .

محروم من لم يحفظ أذكار الصباح والمساء ، وأوراد اليوم والليلة، وأكثر حرمانا منه من حفظها ، ولم يحيا بها ، ولم يرددها صباحا ومساء .

محروم من لا يعرف قراءة القرآن ، وأكثر حرمانا منه الذى يعرف كيف يقرؤه ثم هو يهجره ولا يقرؤه .
فى دار الأرقم بن أبى الأرقم وبدايات اللحاق بالدين الجديد وركب الدعوة كان الصحابة يتلقون التعاليم ، ويعايشون هدى الوحى ، ويتابعون جديد أحداث الدعوة الوليدة ، فى حب وشغف ، وسرية وخوف من أعين المشركين ، وكلهم إقبال على الله ، وسعادة بالتمسك بهذا النور الذى أضاء قلوبهم وأنار حياتهم .

عكفوا على القليل الذى نزل من القرآن الكريم فى بداية المرحلة المكية يقرؤون ويحفظون ويتدبرون ويعملون بما علموا ، حتى قال قائلهم : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل .
وكان القرآن الكريم هو وحده مصدر التلقى ، وعلى هديه ومأدبته كان التكوين والتشكيل والصياغة الإسلامية لجيل الصحابة ، الجيل القرآنى الفريد ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومعي كتاب أصبته من بعض أهل الكتاب، فقال: "والذي نفس محمد بيده ، لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ".

كما كان سلوك النبى الأمين صلى الله عليه وسلم هو الموجه والمؤثر العملى فى التربية والأخلاق ، ولم تكن هناك أية مؤثرات أخرى شوشت صناعة الرجال الذين شهد لهم العالم بأنهم نماذج فذة ، لم تر البشرية مثلها .

اختلطت مصادر التلقى اليوم ، واضطربت موازين الاهتمام ، لدى أبناء الدعوة المعاصرين ، وشكل القرآن الكريم والسنة النبوية قدرا ضئيلا فى صدارة التوجيه ، وتشكلت أجيال صنعتها ثقافة الهواتف الذكية ، وصاغتها حوارات الفيس بوك والتويتر ، وسائر وسائل التواصل الاجتماعى ، التى أهدرت فى كثير من تجاربها الأوقات ، وهدمت فى كثير من مادتها القيم ، وخرجت متدربين فى الجدل، وخبراء فى السفسطائية ، ووفرت مادة خصبة لمستخدميها من مفردات "البجاحة" والابتذال ، وحدة الألسن، وغلظة المشاعر ، وفى الوقت ذاته أثمرت خواء فى النفوس ، وجدبا فى العواطف ، وفقرا فى الأحاسيس ، إلا من تعامل معها بقدرها ، ونجا من مثالبها .

هذه الظواهر السلبية التى ظهرت فى حياة الدعاة وأبناء الدعوة جراء ضعف الأخذ عن مصدر التلقى الأول القرآن الكريم ، وجراء تراجع السنة عن منصة التوجيه فى حياتنا ومجتمعاتنا ، تقتضى العودة إلى سيرة التدين الأولى ، كما تقتضى التوازن فى مصادر التلقى بحيث لا تطغى النوافل على الفرائض ، ولا تزاحم الفضائل الفرائض ، ولا يقدم التابع على المتبوع ، ولا نبرز الفروع ونخفى الأصول .

كما تقتضى التوازن بين العلم والعمل، والتوازن بين الاطلاع والإفادة . كما تستلزم التخفف من كل ما يضيع الأوقات ، ويعمل على اضطراب المفاهيم ، ويشوش وضوح الأفكار ، ويضعف المشاعر ، ويجمد العواطف ، ويخلق ثقافة الجدل لا العمل .

كما تقتضى العودة إلى الينابيع الصافية لنغرف منها بالقدر الذى يشبع نهمنا ، ويروى ظمأنا ، وينقى الشوائب من قلوبنا ، ويصفى الدخيل فى ثقافتنا .

فلنقبل ، ولنعلم أن من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة ، ومن لمح فجر الأجر الأجر هان عليه ظلام التكليف ، كما قال بعصهم .







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.43 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]