|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون (5) د. عصام فاروق نقل الأصوات[1] د. عصام فاروق[2] قد يُعتمد في عملية الاقتصاد اللغوي على نقل الأصوات من مكانها أو استبدال غيرها بها، ويندرج تحت مظهر نقل الأصوات مما ورد في رواية قالون ما يلي: أوَّلًا- المخالفة: " يُلحَظ بين المتماثلات أو المتجانسات أو المتقاربات نزعةٌ إلى التباين، بغياب البعض أو تَغيُّر في طبيعته الصوتية، وكثيرًا ما تتوضع تلك الأصوات، في متماسين أو متجاورين، فتعترض العلاج الصوتي صعوباتٌ في التأدية الكلامية العادية، ويقتضي ذلك تصرفات تجميلية، تنزع عقدةَ التصعب والاستثقال."[3] ومن هذا التصرفات المخالفة بين هذه المتماثلات أو المتجانسات. ومن أمثلة المخالفة في رواية قالون ما رواه في كلمة (بِيُوت) بكسر الباء فيها حيثما وقعت، فقد تحدثتُ من قبل عن أن كسر الباء إنما جاء مجانسة لحركة الياء بينها، ولذلك وردتْ هذه الكلمة ضمن أمثلة المجانسة، لكننا قد نلحظ وجهًا آخر لإبدال ضمة الباء كسرة، ففي كلمة (بُيُوت) والتي وردت في رواية حفص فيها ثقل ناشئ عن وجود ضمتين على الباء والياء بعدهما واو، مما يقتضي المخالفة بين هذه الثلاثة، وهو ما تحقق في كسر الباء الذي وافق من جهة أخرى الياء الواردة بعده. ثانيًا- الانزياح: والمقصود به "أن ينزلق الصويت بمكانه، وينتقل إلى موقع مجاور له، مساهمًا في تخفيف صيغة اللفظ، وتحقيق الاقتصاد العلاجي للسان"[4]. ومن أصول رواية قالون أنه " ينقل حركة الهمزة إلى ما قبلها، ويحذف الهمزة في كلمة (آلان) في الموضعين من سورة يونس ﴿ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ [يونس: 51]، و﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾ [يونس: 91]، وينقل أيضًا حركة الهمزة إلى ما قبلها، ويحذف الهمزة في لفظ الأولى من قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ﴾ في سورة النجم، وفي لفظ ﴿ رِدْءًا ﴾ في قوله تعالى في سورة القصص ﴿ فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ﴾ [ القصص: 34]."[5] ومن الواضح أن نقل حركة الهمزة في المواضع السابقة أتى ليحقق فكرة الاقتصاد لتخفيف الثقل الناشئ عن اجتماع همزتين في كلمة، يقول أبو شامة في (آلان): " وافق قالون ورشًا في نقل الحركة إلى اللام؛ لثقل هذه الكلمة بهمزتين، وكون اللام قبلها ساكن"[6]. أو أنه أتى تمهيدًا لإجراء عملية الإدغام التي لا تتحقق إلا بمتحرك، في مثل (عادا الأولى)، يقول مكي: " فأما ﴿ عَادًا الْأُولَى ﴾ [النجم: 50] في (والنجم) فإنه لما أراد إدغام التنوين في اللام لم يمكن أن يدغمه في ساكن، إذ لا يدغم حرف أبداً إلا في متحرك، فألفى عليه حركة الهمزة، ليتأتى له الإدغام في متحرك"[7]. وأتي التخفيف مصاحبًا لعملية التمهيد للإدغام، يقول أبو شامة: " ويعني بالإدغام إدغام تنوين (عادا) في لام التعريف من (الأولى)، بعد ما نقل إلى اللام حركة الهمزة تخفيفًا واعتدادًا بالحركة، وإن كانت عارضة لأنهما لما نقلَا والتنوين ساكن أدغماه في اللام المتحركة، بناءً على قاعدة إدغام التنوين في اللام"[8]. أو أن النقل ناشئ عن حذف الصوت الحامل للحركة، في مثل (ردًا) يقول الفارسي: " أما قول نافع: فإنه خفف الهمزة، وكذلك حكم الهمزة إذا خففت وكان قبلها ساكن أن تُحذف، وتلقى حركتها على الساكن الذي قبلها."[9] [1] ينظر: الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد (31، 157، 244)، د. فخر الدين قباوة، الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان، ط أولى، 2001م. فعليه كان التعويل في الجزء النظري من البحث [2] أستاذ مساعد (مشارك) ورئيس قسم أصول اللغة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان- جامعة الأزهر. [3] الاقتصاد اللغوي (204). [4] الاقتصاد اللغوي (211). [5] رواية قالون عن نافع (7). [6] إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع (161)، لأبي شامة الدمشقي، تح: إبراهيم عطوه عوض، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1398ه-1978م. [7] الكشف (1/ 91). [8] إبراز المعاني (162). [9] الحجة للقراء السبعة (5/ 420، 421).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |