من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون
من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون (1) د. عصام فاروق الاقتصاد اللغوي (مفهومه، ومظاهره) [1] د. عصام فاروق [2] يتمثل مفهوم الاقتصاد اللغوي في أن يبلغ المتكلم أكبرَ عددٍ ممكن من الفوائد، بأقل كمية من الجهود الذهنية والعلاجية لآلة الخطاب[3]. ويمكن أن نُدرج تحت هذا المفهوم ما أورده القدماء، وتبِعهم فيه المحدثون من ضروب متعددة من التخفيف، أو أن يرادف مصطلح التخفيف نفسه مصطلحُ الاقتصاد اللغوي، فقد "أطلقه بعض العلماء على تلك العمليات التجميلية، وهو لا يخرج في مضمونه عما ذكرنا؛ إذ غايته تذليل الأصوات العسيرة، وتيسير اللفظ المتعذر لتوفير الجهد العضلي، وتحقيق النزعة الاقتصادية المرعِيَّة"، وإن كنتُ أرى أن التخفيف علةٌ وهدف لأنواع متعددة من الاقتصاد. وقد رأينا أن "اللغة العربية تنزع في تطورها كسائر اللغات إلى السهولة والتيسير، ولذلك تراها في ابتغاء التوفير للجهدين الذهني والعضلي للإنسان، تتخلى عن كثير من التفريعات المعقدة، والأنظمة التعبيرية المختلفة، والصِّيغ الشكلية المجهدة، والأصوات العسيرة النطق". وقد ذكر أحدُ العلماء المحدثين، وهو د. فخر الدين قباوة في كتابه (الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد) - أنماطًا للاقتصاد اللغوي قوامها خمسة أنماط، أطلقتُ عليها مظاهر للاقتصاد يشتمل كل نمط فيها على ثلاث عمليات، على النحو التالي: النمط الأول: تقريب الأصوات، وفيه: المشاكلة، والمجانسة، والممازجة. الثاني: توحيد الأصوات، وفيه: المماثلة في الحرف، المماثلة في الحركة، المناظرة. الثالث: نقص الأصوات، وفيه: البتر، الإضعاف، النحت. الرابع: زيادة الأصوات، وفيه: الفصل، التخلص، التمكين. الخامس: نقل الأصوات، وفيه: المخالفة، الانزياح، القلب. وسوف أجعل من هذه المظاهر الخمسة الأساسية، وما يندرج تحتها من مظاهر فرعية - هيكلًا للمبحث الأول من هذه الدراسة، واضعًا نُصب عيني الفرق بين مظاهر الاقتصاد اللغوي في اللغة العربية على وجه العموم ومظاهره في مجال محدد كالقراءات القرآنية، خصوصًا عند الوضع في الاعتبار ارتباطها ارتباطًا وثيقًا بفكرة "أن القراءة بها سنة متَّبعة"، لا دخل للقارئ أو الراوي في ابتداعها لتحقيق هذا الاقتصاد، فملاكُ الأمر التواترُ عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يعتقد القارئ أن بين هذه المظاهر الخمسة وما يندرج تحتها خطوطًا فاصلةً، بل إننا نجدها في كثير من الأحيان متداخلةً بقدرٍ كبيرٍ، كتداخل عملية إجرائية واحدة في أكثر من مظهر من هذه المظاهر، وكما أن المظهر الواحد "قد يكون فيه أكثر من عملية استخفافية، وتتوزع إجراءاتها في اتجاهات متعددة، قد يتصل بعضها ببعض أو يتداخلان، ولكن لا بد لكل نمط من جهة يكون فيها أظهر، فيستحق أن يُنسب إليها في التحليل والصياغة". والاقتصاد اللغوي بحثٌ جديدٌ قديمٌ في الآن نفسه؛ حيث تحدث القدماء عن كثير من مظاهر الاقتصاد بمصطلحات متعددة، قد يتداخل الواحد منها في أكثر من عملية اقتصادية؛ مما يجعل اعتمادي على تقسيم الدكتور قباوة موفَّقًا فيما أرى، فعلى سبيل المثال: تحدَّث علماؤنا القدامى عن الإبدال، وهو عملية اقتصادية، المقصود منها التخفيف أو إزالة الثقل، وبعرض الإبدال على التقسيم الجديد، نجد أنه يدخل في المظاهر التالية: المشاكلة، والمجانسة، والممازجة، والمناظرة، والإضعاف، والتخلص، والمخالفة، كما يدخل الحذف في مظاهر: المجانسة، والممازجة، والمناظرة، والبتر، والإضعاف، والنحت، والتخلص، والمخالفة، والانزياح. [1] ينظر: الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد (31، 157، 244)، د. فخر الدين قباوة، الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان، ط أولى، 2001م. فعليه كان التعويل في الجزء النظري من البحث. [2] أستاذ مساعد (مشارك) ورئيس قسم أصول اللغة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان- جامعة الأزهر. [3] جزء من بحث (مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون دراسة في بنية الكلمة)، شاركتُ به في المؤتمر العلمي الدولي حول رواية الإمام قالون "تأصيلًا وتأريخًا وتوجيهًا"، الذي نظَّمه قسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب/ الخمس، بجامعة المرقب - ليبيا، أكتوبر2015م. |
رد: من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون
من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون (2) د. عصام فاروق د. عصام فاروق [2] قالون هو: أبو موسى عيسى بن مينا بن وَرْدان بن عيسى بن عبدالصمد بن عمرو بن عبدالله المدني، وجده عبدالله سُبي من الروم في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبيع في المدينة، فاشتراه بعض الأنصار فأعتقه، فهو مولى للأنصار. وقيل مولى الزهْريين[3]. و أورد ابن الجزري وغيره أنه كان ربيبَ نافع، وأنه هو الذي لقبه بقالون؛ لجودة قراءته، وقالون بلسان الروم معناه: جَيِّد. وقد توقفتُ أمام هذا التلقيب من جانب نافع، فالأمر يبدو غريبًا من قارئ مجيدِ، قرأ على سبعين من الصحابة يُلقِّب راويه المُجيدَ، ومعلمَ العربيةَ كما أورد بعض العلماء، هل هو من باب اعتبار الأصل الرومي لعيسى، ولمَ لم يلقبه بلفظ عربي؟ ووجدت الإجابة في كتاب غاية النهاية، فقد أورد صاحبه ما نصه: "قال عبدالله بن علي: إنما يكلمه بذلك؛ لأن قالون أصله من الروم"[4]. فلعلها مداعبة من نافع لتلميذه المقرَّب. ويبدو أنه كانت لقالون مكانة كبيرة عند نافع، كما تثبت الروايات ملازمته له مدة طويلة، يؤيد هذين الأمرين كونه ربيبه، مما يستدعي كثرة الملازمة، كما ورد أيضاً أنه "قيل لقالون: كم قرأت على نافع؟ قال: ما لا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة" وكذلكقولقالون: "قال لي نافع: كم تقرأ عليّ! اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ"[5]. ولد قالون سنة عشرين ومائة، وتوفي بالمدينة قريبًا من سنة عشرين ومائتين وقيل سنة خمس ومائتين[6]، وقال الذهبي: هذا غلط وأثبت وفاته سنة عشرين، يقول ابن الجزري تعليقًا على كلام الذهبي: "وهو الأصح، والله أعلم"[7]. [1] جزء من بحث (مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون دراسة في بنية الكلمة) شاركتُ به في المؤتمر العلمي الدولي حول رواية الإمام قالون "تأصيلًا وتأريخًا وتوجيهًا"، الذي نظمه قسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب/ الخمس، بجامعة المرقب - ليبيا، أكتوبر2015م. [2] أستاذ مساعد (مشارك) ورئيس قسم أصول اللغة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان- جامعة الأزهر. [3] ينظر: الإقناع في القراءات السبع (58، 59) لابن الباذش، تح: د. عبد المجيد قطامش، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، ط أولى 1403ه، التيسير في القراءات السبع (98)، لأبي عمر الداني، تح: حاتم الضامن، مكتبة الصحابة بالشارقة، ط أولى 2008م. لطائف الإشارات لفنون القراءات (1/ 100) لشهاب الدين القسطلاني، تح: الشيخ عامر السيد عثمان، د. عبدالصبور شاهين، ط المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة 1382ه- 1972م. [4] غاية النهاية (1/ 542). [5] غاية النهاية (1/ 542). [6] أورده الأهوازي في الوجيز (66) والجعبري فيما أورد شهاب الدين القسطلاني في لطائف الإشارات (1/ 100). [7] غاية النهاية (1/ 543). |
رد: من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون
من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون (3) د. عصام فاروق تقريب الأصوات[1] د. عصام فاروق[2] قد يقتضي وجود أصوات معينة في بنية واحدة وجود نوع من عمليات التقريب بين هذه الأصوات التي يولد وجودها معًا نوعًا من الثقل غير المستحب، وعمليات التقريب هذه إما أن تكون بإحداث مشاكلة بين صوت وآخر، أو انسجام يجعل الصوتين من جنس واحد، أو ممازجة تؤدي إلى انصهار الصوتين في صوت واحد، وقد وجدتُ نماذج لثلاثتها في رواية قالون على النحو التالي: أوَّلًا - المشاكلة: وتتحقق بأن "يصير الحرفان المتنافران، وهما متماسَّان أو متجاوران، متوافقين في التصويت، بتقريب أحدهما من الآخر في إحدى الصفات الغالبة؛ وذلك نحو: ازدهر ويزدحم"[3]. ومن أمثلتها في رواية قالون: ﴿ يبصط ﴾ [البقرة:245][4]، ﴿ بصطة ﴾ [الأعراف:69][5]، ﴿ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾ [الطور: 37][6]. ومظهر التشاكل في هذه النماذج تأتَّى من " أنَّ السين حرفٌ مستفلٌ، غيرُ مُطبَق، فلما وقعت بعده الطاء، وهي مطبقةٌ مستعليةٌ، صعُب أن يخرج اللافظُ من تَسفُّل إلى تصعُّد"[7]؛ ولذلك فقد لجأ إلى صوتٍ وسيطٍ يحمل صفاتٍ تتوافق مع كلا الصوتين؛ ليكون مبررًا قويًّا للإبدال، ولا أحق بهذه الوساطة من صوت الصاد، فهو يوافق السينَ في الهمس والرخاوة من ناحية، ويوافق الطاءَ في الإطباق والاستعلاء من ناحية أخرى، وبذلك جُعل هذا الصوت تمهيدًا مناسبًا للاستعلاء والإطباق الآتيين في نطق صوت الطاء. وكما هو واضح فقد اعتمدتْ عملية المشاكلة على الإبدال بين صامتين، هما: السين والصاد، وقد أصبح هذا الإبدال في مثل هذا السياق شائعًا في كثيرٍ من كلمات العربية، وبذا ضمَّنها العلماءَ القواعد التي تبدل فيها السين صادًا؛ يقول ابن جني: "وإذا كان بعد السين غين أو خاء أو قاف أو طاء، جاز قلبها صادًا"[8]، ويقول الأزهري: "العرب تجيز السين والصاد في كل حرف فيه طاء"[9]، الأول على الأصل، والثاني على المشاكلة؛ لتحقيق الانسجام داخل الكلمة. ثانيًا - المجانسة: وتعني "أن يصير الصوتان المختلفان المتماسَّان أو المتقاربان متناسبين من جنس واحد؛ أي: مشتركين في المخرج، مختلفين في الصفة، ويقع هذا بين حركة وحرف، أو بين حرفين... ومن ذلك نحو: رياسة... وأدنياء، وروساء... حيث أبدلت الهمزة ياءً بعد الكسرة، وواوًا بعد الضمة [10]. ومن صور المجانسة ما ورد ضمن أصول رواية قالون في الهمز المفرد؛ حيث "تبدل الهمزة المفتوحة بعد ضمٍّ واوًا؛ نحو: ﴿ السفهاء ولا ﴾، وتبدل الهمزة المكسورة بعد ضم واوًا؛ نحو: ﴿ الشهداء وذا ﴾ كما في الوجه المقدم، وتبدل المفتوحة بعد كسر ياءً، مثل: ﴿ أبناء يخوتهن ﴾"[11]. ومن المجانسة ما يكون التأثير من الصامت على الصائت ليجانسه، ومنه ما ورد عن قالون في كلمة ﴿ بُيُوت ﴾؛ حيث رواها ﴿ بِيُوت ﴾ بكسر الباء لمجانسة الياء بعدها[12]، ولا يخفى ما في هذه المجانسة من خفَّةٍ واقتصاد في الجهد، خصوصًا إذا كان البديل عن ذلك الضمة بعدها ضمة تتبعهما واو ساكنة "فتصير بمنزلة ثلاث ضمَّات، وهذا من أثقل الكلام"[13]. ولا بأس أن يَفصل بين الصوتين المراد المجانسة بينهما فاصلٌ، ومثاله كلمة ﴿ رَبْوة ﴾[14] [البقرة: 265]، فقد قرأها قالون: ﴿ رُبْوة ﴾، وفي ذلك مراعاة المجانسة بين حركة الراء والواو الآتية بعدها، مع وجود صوت الباء بينهما، وهو حاجز غير حصين؛ لسكونه، وأتت هذه القراءة موافقةً للغة قريش في هذه الكلمة[15]. ومن الواضح من خلال الأمثلة السابقة أن المجانسة قد تقع بتأثير من صوت داخل بنية الكلمة، أو بتأثير صوت آخر في كلمة مجاورة؛ كقوله: ﴿ السفهاءُ ولا ﴾ بدلًا من ﴿ السُّفَهَاءُ أَلَا ﴾ [البقرة: 13] بقلب الهمزة واوًا بتأثير من الضمة قبلها. ثالثًا - الممازجة: بأن "يؤدي التفاعل بين الصوتين إلى تبدُّل في أحدهما، ليصير من جنس الآخر، فيمتزج الأول بالثاني مكونين صوتًا واحدًا في مقطع متوسط ممدود؛ فالهمزة المنبورة في نحو: كأس، ومؤمن، وبئر، كثيرًا ما تتحوَّل إلى صوت من جنس الحركة قبلها، لتمتزج به، ويتكون منهما حرف مد: كَاس، ومُومن وبِير، وبذلك يزول الصوت الانفجاري"[16]. ومن أمثلة هذه الممازجة في رواية قالون ما يلي: • ما أبدلت فيه الهمزة الساكنة ألفًا للفتحة التي قبلها، في مثل قوله: ﴿ ياجوج وماجوج ﴾ [الكهف: 94، الأنبياء: 96]، والكلمتان مهموزتان في رواية حفص، والإبدال في هاتين الكلمتين تخفيفًا، على اعتبار جعلهما لفظين عربيتين مهموزين، مأخوذين من: أجَّ[17]. • ما أبدلت فيه الهمزة واوًا للضمة التي قبلها، قوله: ﴿ موصدة ﴾ [البلد:20، الهمزة: 8]، والكلمة مهموزة في رواية حفص، وذلك أيضًا فيمن جعل الهمزة فاءً للكلمة، وهي مأخوذة من: (أ.ص.د)[18]. • ما أبدلت فيه الهمزة ياءً بتأثير من الكسرة قبلها، ومنه كلمة ﴿ بِيْس ﴾ في قوله تعالى: ﴿ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 165]، فأصلها ﴿ بِئْس ﴾، لكنَّ الهمزة لما "سَكنَتْ خُفِّفتْ بالبدل بياء؛ لسكونها وانكسار ما قبلها"[19]. [1] جزء من بحث (مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون: دراسة في بنية الكلمة)، شاركتُ به في المؤتمر العلمي الدولي حول رواية الإمام قالون "تأصيلًا وتأريخًا وتوجيهًا"، الذي نظمه قسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب/ الخمس، بجامعة المرقب- ليبيا، أكتوبر2015م. [2] أستاذ مساعد (مشارك) ورئيس قسم أصول اللغة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان - جامعة الأزهر. [3] الاقتصاد اللغوي (159). [4] قرأها بالصاد: نافع والكسائي وابن ذكوان وأبو بكر والبزي، بينما قرأها الباقون من السبعة بالسين؛ ينظر: العنوان في القراءات السبع (54)؛ لأبي طاهر المقري، تح: د.عصام فاروق، مؤسسة العلياء، أولى، 1431ه -2010م. [5] قرأها: أبو عمرو وحمزة وحفص وهشام وقنبل بالسين، بينما قرأها الباقون بالصاد؛ ينظر: العنوان (80). [6] قرأها: قنبل وهشام بالسين، والباقون بالصاد، غير أن حمزة يشم الصاد زايًا؛ ينظر: العنوان (186). [7] الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها (1/302)؛ لمكي بن أبي طالب، تح: محيي الدين رمضان، مؤسسة الرسالة، ط خامسة، 1418ه، 1997م. [8] سر صناعة الإعراب (1/211/212)؛ لابن جني، تح: د. حسن هنداوي، دار القلم - دمشق، ثانية، 1413ه-1993م. ***************************************** [9] معاني القراءات (81)؛ لأبي منصور الأزهري، تح: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، ط أولى 1420ه-1999م. [10] الاقتصاد اللغوي (160). [11] الجسر المأمون إلى رواية قالون من طريق الشاطبية (20)؛ توفيق إبراهيم ضمرة، الأردن، ط. ثانية، 1430ه-2009م. [12] ينظر: معاني القراءات (72)، والكشف (1/284)، قرأ أبو عمرو وورش وحفص (البُيوت، وبُيوت) بضم الباء، وقرأهما الباقون بكسرها؛ ينظر: العنوان (52). [13] حجة القراءات (127)؛ لأبي زرعة، تح: سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، ط خامسة، 1418ه-1997م. [14] قرأها عاصم وابن عامر بفتح الراء، وقرأها والباقون بضمها؛ الإقناع (611). [15] ينظر: حجة القراءات (146). [16] الاقتصاد اللغوي (162). [17] أما إن كانت "الألف في يأجوج فيمن لم يهمز ليس على التخفيف، فإنه (فاعول) من ي ج ج، فإن جعلت الكلمة من هذا الأصل كانت الهمزة كمن قال: سأق، ونحو ذلك مما جاء مهموزًا ولم ينبغِ أن يهمز"؛ الحجة للقُرَّاء السبعة (5/173)، ومثله يُقال في (مأجوج). [18] أما من جعلها من (و. ص. د) فلا إبدال فيها؛ وإنما الهمز هو الذي طرأ على الكلمة، وقال ابن خالويه: من همز هذا فقد لحن، ينظر: إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم (186، 187)؛ لابن خالويه، المكتبة الثقافية، بيروت، 1407ه-1987م. [19] الكشف (1/481). |
رد: من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون
من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون (4) د. عصام فاروق نقص الأصوات[1] د. عصام فاروق[2] قد يؤدي تجاور الأصوات في سياق واحد إلى نوع من الثقل الذي لا حلَّ له إلا أن يُبتر صوتٌ من الأصوات بترًا، أو على الأقل يُضعف بحيث يقل معه الثقل الناشئ عن وجوده، أو ينحت من هذه الأصوات ما يشكل كلمة واحدة، والمظهر الفرعي الأخير يتجاوز بنية الكلمة إلى العمل على وجودها مع غيرها؛ ولذا فقد اقتصرتُ على التمثيل لها من رواية قالون على المظهرين الفرعيين الأولين، هكذا: أوَّلًا- البتر: ويُعتبر "نزعةً ظاهرةً للتخلُّص مما يخالف بعض مواضعات النظام الصوتي في المقاطع المستثقلة، وبعض مقاصد التعبير، في أمن اللبس والحفاظ على الدلالات الإعرابية، فهناك ثقل في مثل: "ظَلِلت"، ثقل وعسر في نطق الحرف المكرر، ولا سيَّما حين يدخل في تركيب العبارات، ويقتضي أداءً سريعًا في الكلام، ولتعذُّر الإدغام، فقد جاء عن بعض العرب - وهم بنو سليم- إسقاط الحرف الأول بعد نقل حركته إلى ما قبله، فقالوا: ظَلْت"[3]. والبتر يطال الصوامت كما يطال أيضًا الصوائت، على النحو التالي: أ) البتر في الصوامت: من أمثلة البتر في هذا النوع من الأصوات ما ورد من أصول قالون من أنه "إذا اجتمعت همزتان في كلمتين بأن تكون الهمزة الأولى آخر الكلمة الأولى، والهمزة الثانية أول الكلمة الثانية، وكانت الهمزتان مفتوحتين؛ نحو: ﴿ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ﴾ [عبس: 22]، فإنه يسقط في قراءته الهمزة الأولى مع القصر والتوسط"[4]، ومثله: {جا أحدٌ} في مقابل ﴿ جَاءَ أَحَدٌ ﴾ [النساء: 43] في رواية حفص، و{السفها أموالكم} مقابل ﴿ السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ﴾ [النساء: 5]. ولا يخفى ما في هذا الحذف من اقتصاد في الجهد العضلي الناشئ عن مراوحة عضو النطق في موضع واحد مرتين؛ ولذلك فإن من قرأ بهذا الوجه، ومنهم قالون "جعل الثانية تقوم مقام الأولى وتنوب عنها"[5]. وقد يأتي البتر في كلمة واحدة طلبًا للتخفيف، ومنه في هذه الرواية حذفُ الهمزة من الكلمات التالية: ﴿ والصَّابين ﴾ [البقرة:62]، [الحج: 17]، ﴿ والصَّابون ﴾ [المائدة 69]، ﴿ يضاهون ﴾ [التوبة:30]. وذلك على اعتبار أصالة الهمز في هذه الكلمات؛ لأن في القراءة بغير الهمز في {الصابين} و{الصابون} قولين "أحدهما أنه من صبا يصبو، إذا مال إلى هواه، والقول الآخر: أنه على تخفيف الهمز في لغة من يخفف"[6]. وكذلك يعد حذف الهمزة في {يضاهون} تخفيفًا، على اعتبار من يهمزها، فيقول: ضاهأت، يقول الأزهري: "من العرب من يهمز ضاهأت، أقرأني الإيادي لشمر عن أبي عبيد عن أصحابه، قال: ضاهأت الرجل، إذا دفعت به"[7]. ب) البتر في الصوائت: ويتحقق البتر في هذا النوع بحذف الحركة وإحلال السكون محلها، ولما " كانت اللغة العربية تميل دائمًا إلى الخفة، فإن العرب في مثل هذه الحالات يميلون إلى التسكين بحذف الحركة فيخف اللفظ، ويصبح مستساغًا بعد أن كان ثقيلًا"[8]. ومن أمثلة ذلك في رواية قالون: ﴿ وَهْو ﴾، ﴿ فَهْو ﴾، ﴿ لَهْو ﴾، ﴿ ثمَّ هْو ﴾ بإسكان الهاء حيث وقعت[9]. وقد ذكر العلماء عدة أسباب لهذا الإسكان منها أنَّ "علة من أسكن الهاء، أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام، وكانت لا تنفصل منها، صارت كلمة واحدة، فخفَّف الكلمة، فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعَضُد وعجُز، فهو كلفظ (عَضْد) فخفَّف كما يخفف (عضدًا)، وهي لغة مشهورة مستعملة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة، بين واوين، وبين واو وياء، ثقل ذلك، وصار كأنه ثلاث ضمات في (وهو)، وكسرتان وضمة في (هي)، فأسكن الهاء لذلك استخفافًا"[10]. هذان سببان لإسكان هاء الضمير في الأمثلة السابقة، ويلاحظ أن السبب الأول هو الأقوى والأكثر إقناعًا؛ لشموله الأمثلة المذكورة، ولاقتصار السبب الثاني - وهو التوسُّط بين ضمٍّ وواوين أو واو وياء - على مثل (وهو) أو (وهي) في حين أنه لا ينطبق على (فَهْو، فَهْي، لَهْو، لَهْي، ثمَّ هْو). ومن أمثلة حذف الصوائت أيضًا: ﴿ والأذْن بالأذْن ﴾ [المائدة: 45]، ﴿ دأْبا ﴾ [يوسف: 47]، ﴿ الأكْل ﴾ [الرعد: 4]، ﴿ أكْلها ﴾ [إبراهيم: 25]، ﴿ ورَجْلِك ﴾ [الإسراء: 64]، ﴿ خُطْوات ﴾ [النور:21]، ﴿ نصْب ﴾ [المعارج:43] ... وغيرها من المواضع. ويلاحظ أن الإسكان أتى في أغلب هذه الأمثلة في موضع حركة مسبوقة بمثلها، ولا شك أن الإسكان أخفُّ من تكرار ذلكما الصائتين؛ ولذلك فإن "الروايات تكاد تتفق على أن توالي الصوائت من لهجة الحجاز، وهي تلائم البيئة الحضرية التي تميل إلى التأني في الكلام بحيث تعطي كل صوت حقَّه، وأن التخفيف من لهجات بني تميم وأسد وبعض نجد، وهي قبائل بادية تميل إلى السرعة والاقتصاد في المجهود العضلي، وهذا الحذف يُوفِّر لهم ذلك"[11]. ثانيًا- الإضعاف: "والمراد به توهين شدة الصوت وتخفيضها، ليتيسَّر للفظ أداؤه مع احتفاظ المعنى بدلالته، فكثيرًا ما يكره حذف الصوت، لما يحمله من دلالاتٍ لغويةٍ أو صرفيةٍ أو إعرابيةٍ، ويكون في تحقيقه شيء من الثقل أو العسر، فيتناوله اللسان العربي بالصقل والترقيق؛ حفاظًا على حقوق الشكل أو المضمون"[12]. وقد يكون الإضعاف بذهاب جزءٍ محددٍ من الصوت سواء أكان صائتًا أم صامتًا، كما هو حادث في الاختلاس والاخفاء، وقد يكون بتقريب الصوت من صوت آخر؛ كالذي يحدث في تسهيل الهمزة والإمالة. ومن مظاهر الإضعاف في رواية قالون ما يلي: 1) تسهيل الهمزة: ويتحقق بنطق "الهمزة بحالة متوسطة بين الهمزة المحققة، وبين حرف المد المجانس لحركتها، فتُسَهل الهمزة المفتوحة بجعلها بين الهمزة والألف؛ نحو: {ءَانتُمْ}، والمضمومة بين الهمزة والواو؛ نحو: {أَونَبِّئكم}، والمكسورة بين الهمزة والياء، نحو: {أَئنَّكُم}، روى قالون بتسهيل الهمزة في لفظ {هانتم} حيث ورد، مع إثبات الألف بعد الهاء..."[13]. وللثقل الكامن في نطق صوت الهمزة فقد خُصَّ به حكم التسهيل "فرارًا من الثقل الموجود في نطقها، سواءً أكانت مفردة في الكلمة، أم كانت مقرونة بهمزة أخرى؛ فإن ذلك أكثر ثقلًا، وأكثر صعوبة"[14]. ويقول مكي في تعليل تسهيل الهمزة مع مثيلتها: "وعلة ذلك أن الهمزة الثانية لما كانت لا تنفصل منها الأولى، ولا تفارقها في جميع تصاريف الكلمة، استثقلوا ذلك فيها، مع كثرة استعمالهم لذلك، وكثرة تصرُّفه في الكلام، فتركوا تحقيقها استخفافًا؛ إذ كانوا يخففون المفرد استخفافًا، لثقل الهمزة المفردة، فإذا تكررت كان أشد ثقلًا، فرفضوا استعمال التحقيق للثانية في هذا النوع"[15]. 2) الاختلاس: وهو "النطق بمعظم الحركة ويقدر بثلثيها، ويكون بالإسراع حال النطق بالحركة حتى يذهب شيء منها ويقدر بثلثها"[16]. فمن أصول قالون "اختلاس بعض هاءات الضمير، وعدم الإتيان بحركتها كاملة؛ نحو: ﴿ يؤده إليك ﴾ [آل عمران: 75]، ﴿ فألقه إليهم ﴾ [النمل: 28]، ﴿ أرجه وأخاه ﴾ [الأعراف: 111]"[17] ولقالون في العين في {فنعما} وجهان، منهما اختلاس حركة العين[18]. والإضعاف الكامن في الاختلاس والمقدر بالذهاب بثلث الصوت تكمن فائدته في "التخفيف والتيسير في النطق"[19]. 3) الإخفاء: فلقالون إسكان النون مخفاة في ﴿ ينجيكم ﴾ [الأنعام: 64] و﴿ منزل ﴾ [الأنعام: 114]، و﴿ يُنَشَّؤُا ﴾ [الزخرف: 18]. والإضعاف يتحقق في إخفاء النون من حيث إنه عبارة عن "إسقاط نصفها وهو المخرج، وإبقاء نصفها الآخر، وهو الغنة بنسبة 50% أيضًا"[20]. 4) الإمالة: وهي "تكون في الألف، ومعناها هو أن تقرب الألف نحو الياء لياء قبلها، أو لكسرة قبلها أو بعدها في اللفظ أو في المعنى أو لأن أصلها الياء أو لشبهها ما أصله الياء... وإذا قربت الألف إلى الياء في الإمالة لم يكن ذلك حتى تقرب الفتحة التي قبلها نحو الكسرة"[21]. وقد "قرأ قالون بالإمالة في لفظ ﴿ هَارٍ ﴾ [التوبة: 109]"[22]. وتعدُّ الإمالة إضعافًا للصوت، وتكمن فائدتها في "سهولة اللفظ، وذلك أن اللسان يرتفع بالفتح وينحدر بالإمالة، والانحدار أخف على اللسان من الارتفاع"[23]. [1] ينظر: الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد (31، 157، 244)، د. فخر الدين قباوة، الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان، ط أولى، 2001م، فعليه كان التعويل في الجزء النظري من البحث. [2] أستاذ مساعد (مشارك)، ورئيس قسم أصول اللغة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان - جامعة الأزهر. [3] الاقتصاد اللغوي (174، 175) بتصرف يسير. [4] رواية قالون عن نافع (5) محمود خليل الحصري، مكتبة السنة، ط أولى 1424ه- 2003م. [5] الكشف (1/ 75). [6] معاني القراءات (52). [7] معاني القراءات (207). [8] من مظاهر التخفيف في اللسان العربي (11) د. حمزة النشرتي، 1407ه-1986. [9] ينظر: العنوان (47). [10] الكشف (1/ 234). [11] اللهجات العربية في القراءات القرآنية (157). [12] الاقتصاد اللغوي (183). [13] الجسر المأمون (25). [14] عن علم التجويد القرآني في ضوء الدراسات الصوتية الحديثة (280) د. عبدالعزيز علام، 1427ه - 2006م. [15] الكشف (1/ 70). [16] الجسر المأمون (34). [17] رواية قالون عن نافع (4). [18] ينظر: الجسر المأمون (39). [19] عن علم التجويد (386). [20] عن علم التجويد (247). [21] التبصرة في القراءات السبع (127)؛ لمكي بن أبي طالب، اعتنى به: جمال الدين محمد شرف، دار الصحابة للتراث بطنطا، دون طبعة أو تاريخ. [22] الجسر المأمون (30). [23] النشر (2/ 35). |
رد: من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون
من مظاهر الاقتصاد اللغوي في رواية قالون (5) د. عصام فاروق نقل الأصوات[1] د. عصام فاروق[2] قد يُعتمد في عملية الاقتصاد اللغوي على نقل الأصوات من مكانها أو استبدال غيرها بها، ويندرج تحت مظهر نقل الأصوات مما ورد في رواية قالون ما يلي: أوَّلًا- المخالفة: " يُلحَظ بين المتماثلات أو المتجانسات أو المتقاربات نزعةٌ إلى التباين، بغياب البعض أو تَغيُّر في طبيعته الصوتية، وكثيرًا ما تتوضع تلك الأصوات، في متماسين أو متجاورين، فتعترض العلاج الصوتي صعوباتٌ في التأدية الكلامية العادية، ويقتضي ذلك تصرفات تجميلية، تنزع عقدةَ التصعب والاستثقال."[3] ومن هذا التصرفات المخالفة بين هذه المتماثلات أو المتجانسات. ومن أمثلة المخالفة في رواية قالون ما رواه في كلمة (بِيُوت) بكسر الباء فيها حيثما وقعت، فقد تحدثتُ من قبل عن أن كسر الباء إنما جاء مجانسة لحركة الياء بينها، ولذلك وردتْ هذه الكلمة ضمن أمثلة المجانسة، لكننا قد نلحظ وجهًا آخر لإبدال ضمة الباء كسرة، ففي كلمة (بُيُوت) والتي وردت في رواية حفص فيها ثقل ناشئ عن وجود ضمتين على الباء والياء بعدهما واو، مما يقتضي المخالفة بين هذه الثلاثة، وهو ما تحقق في كسر الباء الذي وافق من جهة أخرى الياء الواردة بعده. ثانيًا- الانزياح: والمقصود به "أن ينزلق الصويت بمكانه، وينتقل إلى موقع مجاور له، مساهمًا في تخفيف صيغة اللفظ، وتحقيق الاقتصاد العلاجي للسان"[4]. ومن أصول رواية قالون أنه " ينقل حركة الهمزة إلى ما قبلها، ويحذف الهمزة في كلمة (آلان) في الموضعين من سورة يونس ﴿ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ [يونس: 51]، و﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾ [يونس: 91]، وينقل أيضًا حركة الهمزة إلى ما قبلها، ويحذف الهمزة في لفظ الأولى من قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ﴾ في سورة النجم، وفي لفظ ﴿ رِدْءًا ﴾ في قوله تعالى في سورة القصص ﴿ فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ﴾ [ القصص: 34]."[5] ومن الواضح أن نقل حركة الهمزة في المواضع السابقة أتى ليحقق فكرة الاقتصاد لتخفيف الثقل الناشئ عن اجتماع همزتين في كلمة، يقول أبو شامة في (آلان): " وافق قالون ورشًا في نقل الحركة إلى اللام؛ لثقل هذه الكلمة بهمزتين، وكون اللام قبلها ساكن"[6]. أو أنه أتى تمهيدًا لإجراء عملية الإدغام التي لا تتحقق إلا بمتحرك، في مثل (عادا الأولى)، يقول مكي: " فأما ﴿ عَادًا الْأُولَى ﴾ [النجم: 50] في (والنجم) فإنه لما أراد إدغام التنوين في اللام لم يمكن أن يدغمه في ساكن، إذ لا يدغم حرف أبداً إلا في متحرك، فألفى عليه حركة الهمزة، ليتأتى له الإدغام في متحرك"[7]. وأتي التخفيف مصاحبًا لعملية التمهيد للإدغام، يقول أبو شامة: " ويعني بالإدغام إدغام تنوين (عادا) في لام التعريف من (الأولى)، بعد ما نقل إلى اللام حركة الهمزة تخفيفًا واعتدادًا بالحركة، وإن كانت عارضة لأنهما لما نقلَا والتنوين ساكن أدغماه في اللام المتحركة، بناءً على قاعدة إدغام التنوين في اللام"[8]. أو أن النقل ناشئ عن حذف الصوت الحامل للحركة، في مثل (ردًا) يقول الفارسي: " أما قول نافع: فإنه خفف الهمزة، وكذلك حكم الهمزة إذا خففت وكان قبلها ساكن أن تُحذف، وتلقى حركتها على الساكن الذي قبلها."[9] [1] ينظر: الاقتصاد اللغوي في صياغة المفرد (31، 157، 244)، د. فخر الدين قباوة، الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان، ط أولى، 2001م. فعليه كان التعويل في الجزء النظري من البحث [2] أستاذ مساعد (مشارك) ورئيس قسم أصول اللغة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان- جامعة الأزهر. [3] الاقتصاد اللغوي (204). [4] الاقتصاد اللغوي (211). [5] رواية قالون عن نافع (7). [6] إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع (161)، لأبي شامة الدمشقي، تح: إبراهيم عطوه عوض، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1398ه-1978م. [7] الكشف (1/ 91). [8] إبراز المعاني (162). [9] الحجة للقراء السبعة (5/ 420، 421). |
الساعة الآن : 02:25 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour