|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فِقه المآلات وحاجة الأمَّة إليه
يعدّ فقه المآلات من أعظم الأصول -في السنة النبوية- التي تدل على لزوم النظر في المستقبل ومراعاته، يقول الشاطبي -رحمه الله-: «النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعًا، كانت الأفعال موافقة أو مخالفة، وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعـد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل، فقد يكون مشروعًا لمصلحة فيه تستجلب، أو لمفسدة تدرأ، ولكن له مآل على خلاف ما قصد فيه، وقد يكون غير مشروع لمفسدة تنشأ عنه أو مصلحة تندفع به، ولكن له مآل على خلاف ذلك». تعريف فقه المآلات: لقد تحدث الفقهاء عن فقه المآلات في صيغة قواعد، فقالوا: الأمور بعواقبها، أي بمآلاتها، وقالوا: الأشياء تحرم وتحل بمآلاتها، وقالوا: العبرة للمآل لا للحال، وذهبوا إلى أن الضرر في المآل ينزل منزلة الضرر الحال، وقالوا: المتوقع كالواقع، ويبطل التصرف إذا كان ينتهي إلى مآل ممنوع، وقالوا أيضًا: الوسيلة إذا لم تفض إلى مقصودها سقط اعتبارها، وهذه الأصول متفق عليها في الجملة عند جمهور الفقهاء، وإن اختلفوا في طريقة التعبير عنها أو في بعض تفاصيله، وفقه المآلات يلزم المجتهد - بعد أن يستشرف المستقبل ويتوقع ما ستؤول إليه الأمور - أن يأخذ ذلك التوقع بعين الاعتبار في صياغة حكمه. نظر اجتهادي يقوم على الترجيح ويعد فقه المآلات نظرًا اجتهاديا يقوم على الترجيح بين ظاهر الدليل الشرعي وما يتضمنه من حكم شرعي، وبين ما قد ينتج عن تنزيل هذا الحكم على محله من مصالح أو مفاسد، وقد أورد الإمام الشاطبي (ت 790 هـ) رحمه الله عدة قواعد تبنى على أصل اعتبار المآلات، ذكر منها: سدّ الذرائع، وقاعدة الاستحسان، وقاعدة الحيل، فالاجتهاد المعتبر يتجاوز مرحلة النظر إلى الأدلة ومقارنة مذاهب العلماء في فهمها إلى ضرورة فهم مآل القول المختار وما يترتب عليه من نتائج، وتقدير المصالح والمفاسد المترتبة على القول المختار، وهل هي متوقعة أم واقعية. باب واسع في الفقه الإسلامي والنظر في المآلات باب واسع في الفقه الإسلامي، مفاده أن على المفتي تقدير عواقب فتواه، وقد ورد في الكتاب والسنة تطبيقات كثيرة لهذه القاعدة ومن حكمة الخالق -عزوجل- أنه ميز الإنسان عن غيره من المخلوقات بإدامة النظر في النتائج والنهايات، وعدم الاغترار بالمقدمات والبدايات، وعلى هذه القاعدة قامت فلسفة الإيمان بالله واليوم الآخر، وقد جعل الفوز والنجاح والنصر لمن عمل للعاقبة والآخرة ونظر في عواقب الأمور، وهذه هي حقيقة «فقه المآلات». اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |