|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الأربعون الملائكية (1 /4) أ. محمد خير رمضان يوسف بسم الله الرحمن الرحيم مقدِّمة الحمدُ للهِ ربِّ الملائكةِ والروح، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الرسلِ الذي نزلَ عليه جبريلُ بالوحي، وعلى آلهِ الطيبين، وأصحابهِ المكرَمين، وبعد: فهذه أربعونَ حديثًا مما وردَ فيه لفظُ الملَك، أو الملائكة، أو أسماءُ بعضهم، عليهم السلام، جمعتها حبًّا بهذا الجنسِ من عبادِ الله الذين لا يعصونه، الوسائطُ بين الله ورسلهِ في تبليغِ الوحي، الكرامُ البرَرة، الأجسامُ اللطيفة، التي خلقها اللهُ من النور، فعليهم سلامٌ من اللهِ كما يستحقُّونه. فليستِ هذه الأربعونَ فيما وردَ من أحاديثَ في شأنِ الملائكةِ وحده، بل في هذا وغيره. ولم أورد الأحاديثَ الطويلةَ فيها، ولا ما يخصُّ موضوعًا معيَّنًا، ولكنْ اخترتُ ونوَّعت. واقتصرتُ منها على ما ورد في الصحيحين، ووثَّقت، وعلَّقتُ عند اللزوم. ومن الله تعالَى الأجرُ والقبول. والحمدُ له وحده. محمد خير يوسف 11 محرم 1437 هـ (1) خَلقُ الملائكة عن عائشةَ قالت: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "خُلِقَتِ الملائكةُ من نور، وخُلِقَ الجانُّ من مارجٍ من نار، وخُلِقَ آدمُ مما وُصِفَ لكم". صحيح مسلم (2996). (2) جبريلُ عليه السلام حدَّث الشيبانيُّ قال: سألتُ زِرَّ بنَ حُبَيْشٍ عن قولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ:﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾ [سورة النجم: 9] قال: أخبرني ابنُ مسعودٍ أنَّ النبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رأَى جبريلَ لهُ ستُّمائةِ جَناح. صحيح البخاري (4576)، صحيح مسلم (174). واللفظُ للأخير. (3) حدث في ليلة الإسراء عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه: أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتيَ ليلةَ أُسرِيَ بهِ بإيلياءَ بقَدحَينِ مِن خمرٍ ولبنٍ، فنظرَ إليهما، ثم أخذَ اللبنَ، فقال جبريل: الحمدُ للهِ الذي هداكَ للفطرة، ولو أخذتَ الخمرَ غوَتْ أمَّتُك. صحيح البخاري (5254)، صحيح مسلم (168)، واللفظُ للأول. إيلياء: بيتُ المقدس. والمرادُ بالفطرةِ هنا: الإسلامُ والاستقامة. قال الإمامُ النوويُّ رحمَهُ الله: وقوله: "الحمدُ لله" فيه استحبابُ حمدِ اللهِ عند تجدُّدِ النِّعَم، وحصولِ ما كان الإنسانُ يتوقَّعُ حصولَه، واندفاعِ ما كان يخافُ وقوعه[1]. (4) ثلاثة من الملائكة عن سَمُرَةَ قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "رأيتُ الليلةَ رجلينِ أتيَاني، قالا: الذي يُوقِدُ النارَ مالكٌ خازنُ النار، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل". صحيح البخاري (3064). الحديثُ جاءَ هنا مختصرًا، ويردُ مطوَّلاً أيضًا في آخرِ كتابِ الجنائز من الصحيح. (5) صفوف الملائكة عن جابر بنِ سَمُرَة، أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "ألَا تَصُفُّون كما تَصُفُّ الملائكةُ عند ربِّها"؟ فقلنا: يا رسولَ الله، وكيف تَصُفُّ الملائكةُ عند ربِّها؟ قال: "يُتِمُّون الصفوفَ الأُوَل، ويَتراصُّون في الصفّ". جزء من حديثٍ رواهُ مسلم في صحيحه (430). (6) الجودُ بالخير عن ابنِ عبّاسٍ رضيَ الله عنهما قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجودَ الناسِ بالخير، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان، حينَ يَلقاهُ جبريل، وكان جبريلُ عليهِ السلامُ يَلقاهُ كلَّ ليلةٍ في رمضانَ حتى يَنسَلِخ، يَعرِضُ عليهِ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ القرآنَ، فإذا لَقِيَهُ جبريلُ عليهِ السلامُ كانَ أجودَ بالخيرِ من الريحِ المرسَلة! صحيح البخاري (1803)، صحيح مسلم (2308)، واللفظُ للأول. قال الإمامُ النووي: وفي هذا الحديثِ فوائد، منها: بيانُ عظمِ جودهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومنها استحبابُ إكثارِ الجودِ في رمضان، ومنها زيادةُ الجودِ والخيرِ عند ملاقاةِ الصالحين وعقبَ فراقهم للتأثرِ بلقائهم، ومنها استحبابُ مدارسةِ القرآن[2]. (7) الوحي عن عائشةَ رضيَ الله عنها: أنَّ الحارثَ بنَ هشامٍ سألَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: كيف يأتيكَ الوحيُ؟ فقال: "أحيانًا يأتيني في مثلِ صَلصَلةِ الجرَس، وهو أشدُّهُ عليَّ، ثم يَفصِمُ عني وقد وَعَيتُه، وأحيانًا مَلَكٌ في مثلِ صورةِ الرجل، فأعِي ما يقول". صحيح البخاري (2)، صحيح مسلم (2333)، واللفظُ له. الصلصلة: صوتُ وقوعِ الحديدِ بعضهِ على بعض، ثم أُطلِقَ على كلِّ صوتٍ له طنين. يَفصمُ عني: يُقلعُ ويَنجلي ما يتغشّاني منه[3]. (8) أهل الذكر والملائكة عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ للهِ ملائكةً يَطوفون في الطُّرقِ يلتمسون أهلَ الذِّكر، فإذا وجدوا قومًا يَذكرون اللهَ تنادَوا: هلُمُّوا إلى حاجتِكم". قال: "فيَحُفُّونهم بأجنحتِهم إلى السَّماءِ الدُّنيا". قال: "فيسألُهم ربُّهم، وهو أعلمُ منهم: ما يقولُ عبادي؟". قال: "تقول: يُسبِّحونكَ ويُكبِّرونكَ ويَحمَدونكَ ويُمجِّدونك". قال: "فيقول: هل رأَوني؟". قال: "فيقولون: لا واللهِ ما رأَوك". قال: "فيقول: وكيف لو رأَوني؟". قال: "يقولون: لو رأَوك كانوا أشدَّ لكَ عبادة، وأشدَّ لكَ تمجيدًا، وأكثرَ لكَ تسبيحًا". قال: "يقول: فما يَسألونني؟". قال: "يسألونكَ الجنَّة". قال: "يقول: وهل رأَوها؟". قال: "يقولون: لا واللهِ يا ربِّ ما رأَوها". قال: "يقول: فكيف لو أنَّهم رأَوها؟". قال: "يقولون: لو أنَّهم رأَوها كانوا أشدَّ عليها حرصًا، وأشدَّ لها طلبًا، وأعظمَ فيها رغبة". "قال: فممَّ يتعوَّذون؟". قال: "يقولون: من النَّار". قال: "يقول: وهل رأَوها؟". قال: "يقولون: لا واللهِ يا ربِّ ما رأَوها". قال: "يقول: فكيف لو رأَوها؟". قال: "يقولون: لو رأَوها كانوا أشدَّ منها فرارًا، وأشدَّ لها مخافة". قال: "فيقول: فأُشهِدُكم أنِّي قد غفرتُ لهم". قال: "يقولُ ملَكٌ من الملائكة: فيهم فلانٌ ليسَ منهم، إنَّما جاءَ لحاجة". "قال: هم الجُلساءُ لا يشقَى بهم جليسُهم". صحيح البخاري (6045). قال الحافظُ ابنُ حجر ما ملخصه: في الحديثِ فضلُ مجالسِ الذكرِ والذاكرين، وفضلُ الاجتماعِ علي ذلك، وأن جليسَهم يندرجُ معهم في جميعِ ما يتفضَّلُ الله تعالى به عليهم إكرامًا لهم، ولو لم يشاركهم في أصلِ الذكر. وفيه محبَّةُ الملائكةِ بني آدمَ واعتناؤهم بهم. وفيه أن السؤالَ قد يصدرُ من السائلِ وهو أعلمُ بالمسؤولِ عنه من المسؤول؛ لإظهارِ العنايةِ بالمسؤولِ عنه، والتنويهِ بقدره، والإعلانِ بشرفِ منزلته. وقيل: إنه يؤخَذُ من هذا الحديثِ أن الذكرَ الحاصلَ من بني آدمَ أعلَى وأشرفُ من الذكرِ الحاصلِ من الملائكة؛ لحصولِ ذكرِ الآدميين مع كثرةِ الشواغل، ووجودِ الصوارف، وصدورهِ في عالمِ الغيب، بخلافِ الملائكةِ في ذلكَ كلِّه. وفيه جوازُ القسمِ في الأمرِ المحقَّقِ تأكيدًا له وتنويهًا به. وفيه أن الذي اشتملتْ عليه الجنةُ من أنواعِ الخيرات، والنارُ من أنواعِ المكروهات، فوق ما وُصِفتا به، وأن الرغبةَ والطلبَ من الله والمبالغةَ في ذلكَ من أسبابِ الحصول[4]. (9) صلاة الملائكة عن أبي هريرة، أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "الملائكةُ تصلِّي على أحدِكم ما دامَ في مُصلَّاه، ما لم يُحْدِثْ: اللهمَّ اغفرْ له، اللهمِّ ارحمْه، لا يزال أحدُكم في صلاةٍ ما دامتِ الصلاةُ تحبسُه، لا يمنعهُ أن ينقلبَ إلى أهلِه إلا الصلاة". صحيح البخاري (628)، صحيح مسلم (649). واللفظُ للأول. "الملائكةُ تصلِّي على أحدكم" أي: يدعون ويستغفرون لكم. ما لم يُحدِث: ما لم يُبطِلْ وضوءه[5]. (10) فضل صلاة الفجر عن أبي هريرةَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "تَفضُلُ صلاةُ الجميعِ صلاةَ أحدِكم وحدَهُ بخمسةٍ وعشرينَ جزءًا، وتجتمعُ ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الفجر". صحيح البخاري (621)، صحيح مسلم (649)، واللفظُ للأول. فيه بيانُ فضيلة صلاةِ الفجر. [1] شرح النووي على صحيح مسلم 13 /182. [2] شرح النووي على صحيح مسلم 15 /69. [3] فتح الباري 1 /20، شرح النووي على صحيح مسلم 15 /88. [4] فتح الباري 11 /213. [5] ينظر عون المعبود 2 /187.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |