العقـوبة القاسيـــــــــــة

[زارع المحبة]

أخواني وأخواتي الأعزاء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا الموضوع لن أقدم له بأية مقدمة ذاك أنني كتبت قبل أيام موضوعا عنوانه : الدرس الغائب , فذلك الموضوع كله مقدمة لهذا.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن نبيا من الأنبياء جلس يستظل تحت شجرة فقرصته نملة فأمر بقرية النمل فأحرقت .
فعاتبه الله على ذلك وقال له هل لا نملة واحدة ؟أي حتى وان أحرقت أو عاقبت يكفيك أن تعاقب واحدة فقط , وهي التي قرصتك أو آذتك , وأما غيرها فلما ذا يحرق؟
وفي لفظ :(ألأجل أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح لله ؟ )
وهذا أيضا لوم وعتاب من الله عز وجل لذلكم النبي , قيل هو موسى بن عمران uعاتبه الله على إحراق بعض الحشرات وأخبره أنها امة من الأمم تسبح لله .
وعن أبي هريرة t أن النبي rأرسل سرية وقال لهم( أن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار), ولما انطلقوا ناداهم وقال لهملقد أمرتكم أن تحرقوا فلانا , فان وجدتموه فاقتلوه ولا تحرقوه فإنه أوحي إلي انه لا يعذب بالنار إلا رب النار).
وعليه فلا يجوز تحريق لا إنسان ولا حيوان بل ولا الحشرات .
ومع هذا كله , فأن التحريق منتشر بكثرة في واقعنا وفي حياتنا ,
ليس تحريق الحشرات وإنما تحريق البشر وتعذيبهم بالنار.
ولا أريد أن أذكر أمثلة أو نماذج فكلٌ عرف أو سمع عن قصص وأحداث مروعة تم فيها التحريق والتعذيب بالنار إما عاشها بنفسه
أو شاهدها على الشاشة .
ولكنني فقط سوف أتعرض لجزئية بسيطة وبسيطة جدا, ومع أنها داخلة في التحريم إن لم أقل إنها أولى بالتحريم , إلا أنها تتكرر باستمرار , ثم هي مما يحز في النفس ويؤلم القلب.
حيث أنه أحيانا يخطئ بعض الأطفال فيكذب على أمه أو يسرق لها شيئا أو يفعل فعلا لا يرضيها فتريد أن تؤدبه , تريد أن تربيه تريد أن تنهاه , فتحمي له حديدة سكينا أو ملعقة وما أشبه ذلك وتضعها على أحد أطرافه : على يده أو رجله , (وإن كانت ذكية فعلى بطنه أو ظهره).
وأحيانا تَحدُث حروق عميقة وأحيانا تشوهات وندوب ترافق الطفل مدى الحياة , ويزداد الأمر سوءا إذا كانت الضحية بنتا.
إخواني والله قد شاهدت بعيني ـ ولم ينقل لي ـ أعمالا مرعبة و أمورا محرمة
أحيانا أرى أطفالا في سن أربع أو خمس سنوات وعلى أجسادهم حروق تقشعر لمشاهدتها الأبدان وتتفطر القلوب لفضاعتها .
فأسأل الطفل من فعل بك هذا فيقول : أمي . يا للهول !
الأم التي هي عنوان الرحمة ومصدر الشفقة ومنبع العطف والحنان والرعاية والحماية تفعل ذلك بابنها وأعز الناس عليها وأقربهم منها؟!
ولكن كما يقولون : (يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه).
جاء إعرابي إلى النبيr فرآه يقبل الحسن أو الحسين فتعجب وقال: أتقبلون الصبيان ؟ إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم .
فقال له النبي :r( وما أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك ؟) صحيح ابن حبان
هل لاحظتم كيف جعل النبيr الشخص الذي ـ فقط ـ لا يقبل الصبيان جعله رجلا قاسيا رجلا نزعت من قلبه الرحمة.
فما ذا عساه أن يقول لو رأى أطفالا صبيانا أحمي الحديد ووُضع على إطرافهم ـ ومن طرف الأم ـ بسبب خطإ بسيط ارتكبوه.وربما دون شعور منهم .
والرحمة لا تُنزع إلا من شقي عياذا بالله تعالى .
وأترك لكم إخواني وأخواتي مجال التعليق .

وتذكروا أن أخاكم إسماعيل يحبكم ويتمنى لكم كل خير, وينتظر منكم الكثير من التعليق والنقد والنصح وغير ذلك مما تفضلون به .

والســـــــــــــــلام عليكم.