تحت العشرين - الصفحة 12 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4918 - عددالزوار : 1974450 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4489 - عددالزوار : 1269908 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 812 - عددالزوار : 203683 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1049 )           »          العفو العام والعفو الخاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 25 )           »          فتح مكة والخروج إلى مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          وعيد الله تعالى لليهود ممتد إلى اليوم الموعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          غزوة مؤتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          زكريا ويحيى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #111  
قديم 04-06-2025, 11:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,877
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين -1264


الفرقان




الشباب واغتنام مرحلة العمر
إن أمتنا الإسلامية أمة عزيزة منيعة، وشبابها يعرف قدر هذه المرحلة من العمر، لذلك ينبغي عليهم أن يحرصوا على اغتنامها في مرضاة الله -سبحانه وتعالى-؛ فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: جمعت القرآن فقرأته في ليلة، ولما علم رسول الله قال له مشفقًا عليه: «إني أخشى أن يطول عليك الزمان وأن تمّل، اقرأ به في كل شهر».
ولكن عبد الله يدرك أنه في هذه الفترة من العمر يستطيع أكثر من ذلك، فقال: أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي، فلم ينكر عليه رسول الله هذا العرض وحرصه على اغتنام هذه المرحلة من العمر، مرحلة القوة والنشاط في طاعة الله -سبحانه وتعالى-، فأعطاه توجيهًا آخر رحمة به وشفقة عليه، قائلاً: «اقرأ به في عشرين»، وما زال الحوار مستمرا وعبدالله يجيب بذلك الجواب حتى حدد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعًا شفقة عليه، هذا أنموذج من حياة الشباب في صدر الإسلام الذين حرصوا على اغتنام أوقاتهم في طاعة الله -سبحانه وتعالى-.
وهنا نوجه سؤالاً للشباب بهذه المناسبة: ما المدة الزمنية التي حددتها لنفسك لتختم فيها كتاب الله -سبحانه وتعالى-؟ هل تختم في كل عشرة أيام؟ هل تختم في كل عشرين؟ هل تختم في كل شهر؟ أرجو ألا يتجاوز الحد ذلك وأنت قوي نشيط في هذه المرحلة من عمرك، تستطيع أن تؤدي من الأعمال ما لا تستطيعه إذا كبرت سنك ووهن جسمك.
وهذا أنموذج آخر من شباب الصحابة في صدر الإسلام، ذلكم هو عبدالله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، حينما قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل» فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا؛ بمجرد توجيه بسيط من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان بعد هذا التوجيه يقضي أكثر ليله في صلاة.
حثُّ الشباب على تدبر القرآن
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الـله-: إني أحثُّ الشباب خصوصا، وغيرهم أيضًا على فهم كتاب الله، لا على أن يقرؤوه تعبُّدًا بتلاوته فقط، فإن الله يقول في كتابه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (ص: 29)، فلابد من التدبُّر، والتدبر هو تفهُّم المعنى، {وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} أي يتعظون به.
الرجولة الحقيقية
إنَّ شهود الصَّلاة مع الجماعة في بيوت الله ومساجد المسلمين، كما أمر بذلك ربُّ العالمين، وكما أمر بذلك رسوله الكَريم - صلى الله عليه وسلم -، شعيرةٌ عظيمَةٌ من شعائر الإسلام، ومَعلَمٌ عظيمٌ من معالم الرُّجولة الحقيقية، إنَّه مَعلَمٌ عظيم من معالم الرُّجولة بتبيان ربِّ العالمين؛ قال الله -تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ < رِجَالٌ } هكذا قال رب العالمين {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} (النُّور:36-37) ، فأين هذه الرُّجولة ممَّن يتخلَّف عن الصَّلاة مع الجماعة أو يهون من شأنها ويقلِّل من مكانتها ؟!.
من حفظ الله في شبابه حفظه الله عند الكبر
قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-: متى نشأ العبد على شيء ففي الغالب يشيب عليه، ويموت عليه، سنة الله في عباده أنه -سبحانه- إذا وفق العبد في شبابه على الخير والاستقامة، فإن الله -سبحانه- يوفقه للثبات عليه، والوفاة عليه.
وقال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: من حفظ الله في شبابه حفظه الله عند شيبه، وحفظ الله في الشباب يعني: النشأة على الخير والطاعة، فلا يسفه في شبابه، فإن الله -سبحانه وتعالى- يحفظه عند المشيب، ويحسن له الخاتمة، وهذا شيء مجرب؛ لأن الذين لازموا الطاعة وحفظوا دين الله -سبحانه وتعالى- فإن الله يحفظهم عند الكبر وعند الوفاة، ويحسن لهم الختام، ويحفظهم من عدوهم الشيطان، جزاءً لعملهم الصالح.
دعائم قوية من الدين والأخلاق
قال الشيخ العلامة محمد العثيمين -رحمه الله- يرِد على قلوب الشباب من المشكلات الفكرية والنفسية ما يجعلهم أحيانًا في قلق من الحياة، ويجدون أنفسهم في ضرورة إلى رفع ذلك القلق، وكشف تلك الغمة، ولن يتحقق ذلك إلا بالدين والأخلاق اللذين بهما قوام المجتمع، وصلاح الدنيا والآخرة، وبهما تحل الخيرات والبركات وتزول الشرور والآفات. الشباب اليوم هم رجال الغد، وهم الأصل الذي ينبي عليه مستقبل الأمة؛ ولذلك جاءت النصوص الشرعية بالحث على حسن رعايتهم وتوجيههم إلى ما فيه الخير والصلاح، فإذا صلح الشباب وهم أصل الأمة التي ينبني عليها مستقبلها وكان صلاحه مبنيًا على دعائم قويه من الدين والأخلاق، فسيكون للأمة مستقبل زاهر، ولشيوخنا خلفاء صالحون إن شاء الله.
كن من هؤلاء السبعة
من وفقه الله -جل وعلا- لاغتنام شبابه في طاعة الله، فهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة ربه..»، قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وشاب نشأ في عبادة ربه»، أي نشأ مصاحبًا للعبادة، أو ملتصقًا بها.
الشباب وقتل الوقت!
يتضايق بعض الشباب من الوقت، ويعمل على تضييعه فيما لا يفيد، ولهذا تجد بعض الغافلين منهم يعبر بكلمة «قتل الوقت» كأنه عدو!، والوقت غنيمة وما ذهب منه لا يعود، والعاقل هو من يغتنم أوقاته ويحاذر من قتلها وتضييعها!.
استغلال فترة الشباب في طلب العلم النافع
عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: لما توفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت لرجل مِن الأنصار: هَلُمَّ نسأل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؛ فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام-؟! فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائل، فأتوسد على ردائي على بابه، فتَسفي الريح عليَّ التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله، ألا أرسلت إليَّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسألك، قال: فبقِي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليَّ، فقال: هذا الفتى أعقل مني، قال الحكيم الترمذي، -رحمه الله-: «صلاح الفتيان في العلم»، وقال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-: لقد تأملت نفسي فضلا عن عشيرتي الذين أنفقوا أعمارهم في اكتساب الدنيا، وأنفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم، فرأيتني لم يفتني مما نالوه إلا لو حصل لي ندمت عليه، ثم تأملت حالي فإذا عيشي في الدنيا أجود من عيشهم، وجاهي بين الناس أعلى من جاههم، وما نلته من معرفة العلم لا يقاوم، وقال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمه الله-: الاشتغال بالعلم قراءة وإقراءً، ومطالعةً، وتدبراً، وحفظاً، وبحثاً، ولا سيما في أوقات الشباب ومقتبل العمر، ومعدن العاقبة، فاغتنم هذه الفرصة الغالية لتنال رتب العلم العالية.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #112  
قديم 04-06-2025, 11:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,877
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين -1265


الفرقان



الشباب واستثمار إجازة الصيف
موسم الإجازة الصيفيَّة من مَظانِّ الأزمان التي يَضِيع فيها جزءٌ من عمر الشباب دون فائدةٍ تَعُود عليهم، إلاَّ إذا تم استَثمار تلك الإجازة في شيءٍ يُفِيدهم، أو ينفَع أمَّتهم ومجتمعهم.
ومن أهم ما يجب أن تستثمر فيه الإجازة بدايةً طاعة الله -عزوجل-، من تلاوة للقرآن وحفظه، وطلب العلم، والمشاركة في الدورات الشرعية، والدعوة إلى الله، والمراكز الشبابية الصيفية، وزيارة العلماء والدعاة والصالحين والأقارب والأرحام، وزيارة إخوانك في الله؛ فعن أبي هريرة عن النبي -[- قال: «إنَّ رجلاً زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال له: أين تريد؟ قال: أزور أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أنِّي أحببتُه في الله - عز وجل - قال: فإنِّي رسول الله إليك، بأن الله قد أحبَّك كما أحببته فيه».
أبرز الأفكار لاستغلال الإجازة الصيفية
- تعلُّم مهاراتٍ جديدة وتطوير الهوايات من الوسائل الممتازة لاستغلال الإجازة الصيفية؛ نظراً لأن العطلة مدتها طويلة وبعيدة عن الجدول الدراسي المزدحم.
- ومن المهارات المفيدة التي يُمكن تعلّمها، لغة جديدة، والبرمجة التي تُعد استثماراً مهما في العصر الرقمي.
- كما تُعد الإجازة الصيفية فرصةً مثاليةً لممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، مثل ممارسة المشي والركض أو أيّ نوع آخر من التمارين الهوائية مدة ساعة واحدة مثلاً يوميا.
- كما يمكن المساهمة في الأنشطة التطوعية؛ حيث تُعد فرصة لتنمية المهارات الاجتماعية، واكتساب خبرات جديدة، وتكوين علاقات بناءة.
أهمية مطالعة كتب السيرة النبويَّة
السيرة النبويَّة هي سيرةُ خيرِ البريَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - بها يستَطِيع الشاب أن يقتَفِي آثار النبي -صلى الله عليه وسلم - وينتَهِج نهجَه في كلِّ صغيرة وكبيرة في شتَّي نشاطات الحياة؛ فكان لِزامًا عليهم أن يهتموا بهذا الجانب في حياتهم؛ حتى يصير الاتِّباع واقتِفاء آثار النبي -صلى الله عليه وسلم - وامتثالها في حياتهم كلِّها؛ فلا يحركوا ساكنًا إلا بسنَّة عن سيِّدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن الكتب الميسَّرة التي يستَطِيع الشباب قراءتها وفهمها في الإجازة بسهولة كتاب: (هذا الحبيب يا محبّ)؛ للشيخ أبي بكر جابر الجزائري، وكتاب (الرحيق المختوم) تأليف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
واجب اغتنام الأوقات
من القضايا المهمة التي يجب ألا يستهين بها الشباب وألا يغفلوا عنها، قضية الفراغ وطرائق اغتنامه؛ فهي قضيَّة عظيمة، ولا أدلَّ على ذلك من إشارة المولى إليْه في كتابِه، وحرص النبي -صلى الله عليه وسلم - وأمره باغتنامه وحثِّه على استغلاله؛ يقول - جلَّ وعلا -: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (الشرح: 7-8)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتَك قبل موتك، وصحَّتك قبل سقمك، وفراغك قبل شُغلك، وشبابك قبل هَرَمِك، وغناك قبل فقرك».
مفهوم خطأ عن الإجازة
اتَّسع مفهوم الإجازة عند بعض الشباب ليشمل إعطاء النفس الرَّاحة حتَّى من عبادة خالقها، وإفلاتها من أخلاقها، فأضْحت الإجازة عندهم محصورة في التجوُّل في البلدان والمصائف، والتخلُّص من المثل والقيم، والتفريط في الصَّلوات والعكوف على ألوان الملاهي والشهوات، وهم مع ذلك لا يجدون لذَّة للإجازة ولا متعة للفراغ، وهذا مصداق لتلك الدِّراسات والتقارير التي تكشف أنَّ أكثر النَّاس إصابة بالأمراض النفسيَّة هم المنفتحون على كل شيء، والمشاهدون لكلِّ شيء، والمستمعون لكلِّ لغو، والمتخفِّفون من تكاليف الشرع، فلم تزِدْهم تلك الغفلة والمؤانسة المنحرفة إلاَّ همًّا وكمدًا.
هكذا ينبغي لطلبة العلم
قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: أنصح جميع إخواني وأبنائي من طلبة العلم، أن يشتغلوا بالتفقه في الدين والعناية بالقرآن والاستكثار من تلاوته وتدبر معانيه، والعناية بمتونهم التي لديهم يحفظونها ويدرسونها، والعناية بالمكتبات التي عندهم يطالعون ويتفقهون ويتعلمون، كما أوصيهم بحضور حلقات العلم عند أهل العلم والاستفادة منها، هكذا ينبغي لطلبة العلم ولجميع المسلمين العناية بما ينفعهم والحذر مما يضرهم، ولا شك أن التفقه في الدين هو من أعظم الأسباب لحصول العلم والفائدة، وللنجاة في الدنيا والآخرة لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».
فرصة ذهبية لا تُعوّض
تُمثل العطلة الصيفية فترة انتظار وترقب للعديد من الشباب؛ فهي لا تقتصر على كونها مجرد استراحة من الدراسة والروتين اليومي، بل هي فرصة ذهبية لا تُعوّض للتفرغ للعبادة والقرب من الله، وتطوير المهارات، في عالم يتسارع فيه التطور وتتزايد فيه متطلبات سوق العمل؛ حيث يصبح استثمار هذه الفترة بكفاءة أمرًا بالغ الأهمية لتمهيد الطريق لمستقبل مشرق للشباب.
الشباب وعلوّ الهمة
لقد كان الشباب من أبناء أسلافنا يناطحون الكبار في هممهم، ويتطلعون إلى تبوء منازلهم، ولا يحقرون في المعالي أنفسهم، ويشغلون فراغهم فيما ينفعهم، قال عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله-: «إنَّ الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمرٌ تركوه ما قام دينٌ ولا دنيا»؛ ولذا ينبغي للمرء أن تكون طموحاته عالية وهمته كبيرة، مجافيًا للتواني والكسل قوي الثقة بالله في أن يبلغه ما يرجو وخيرًا مما يرجو.
ليس في أيام المؤمن عطلة
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: أنا لا أرى أن نسمي هذه الإجازة عطلة؛ لأنه ليس في أيام الإنسان المؤمن عطلة، نعم هي عطلة من الدراسة النظامية، لكنها إجازة مؤقتة في حياة الشباب؛ لذلك فإني أنصح الشباب أن يحرصوا على حفظ أوقاتهم، وألا يتعودوا الكسل والخمول، وأن يلزموا أهل الخير الذين يوجهونهم توجيها سليما، ويحفظون عليهم دينهم وأخلاقهم؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: «مثل الجليس الصالح كحامل المسك، إما أن: يحذيك، أو يبيعك، أو تجد منه رائحة طيبة! ومثل الجليس السوء كنافخ الكير، إما أن: يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة!»، ويروى عنه -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
ساعة وساعة
من المهم استغلال الإجازة الصيفية لأخذ أوقات راحة واسترخاء، فليست كل الأنشطة المهمة والمفيدة تتطلب العمل، والحركة، وبذل الجهد، وإنّما يحتاج الجسم والعقل أيضًا إلى فرصةٍ للراحة والاسترخاء لتجديد الطاقة، ويُعد تجنب التكنولوجيا أو التقليل منها قدر الإمكان من الأمور التي تُحسّن الصحة العامة وتقلل الإجهاد العقلي والبصري، ويُمكن لأنشطة مثل القراءة والتأمّل أن تخفف من التوتر وتعزز الشعور بالهدوء.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #113  
قديم 30-06-2025, 12:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,877
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين



تحت العشرين -1266


الفرقان



الإفلاس الحقيقي
عرَّف نبينا - صلى الله عليه وسلم - الإفلاس الحقيقي بأنه ليس إفلاس المال والمادة بل هو إفلاس الخلق والتصرف، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟»، قَالُوا: «الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ «، قَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَيَامٍ وَصَلاَةٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ».
لماذا حسن الخلق يا شباب؟
  • حسن الخلق هو امتثال لأمر الله -عز وجل-، وطاعة للرسول -صلى الله عليه وسلم -، قال الله -عز وجل-: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف:199)، فلقد جمع الله -سبحانه وتعالى- مكارم الأخلاق في هذه الآية، وأمر بالأخذ بها، والتحلي بما ورد فيها، وكذلك فإن التحلي بالأخلاق الكريمة طاعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال -صلى الله عليه وسلم -: «وخالق الناس بخلق حسن».
  • حسن الخلق عبادة عظيمة، وقد يفوق ثوابها كثيرا من العبادات المعروفة، فمثلا التبسم في وجه المسلم عبادة، والكلمة الطيبة عبادة، وزيارة الأخ في الله عبادة، وعيادة المريض عبادة، ومصافحة المسلم عبادة، وصلة الرحم عبادة، وقضاء حوائج الناس عبادة، وكف الأذى عن الآخر عبادة.
  • حُسن الخلق من أعظم الأسباب الداعية لكسب القلوب؛ فهو يحبب صاحبه للبعيد والقريب، فالناس على اختلاف مشاربهم يحبون ويقدرون محاسن الأخلاق، ويألفون أهلها، ويرغبون في مجالستهم، ويبغضون مساوئ الأخلاق، وينفرون من أهلها، ويرغبون عن مجالستهم ومخالطتهم، قال الله -عز وجل-: {بِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159).
الأخلاق العالية هي روح الإسلام
اعلموا يا شباب، أنَّ الأخلاق العالية هي روح الإسلام ولبه، وأساسه وغايته؛ لأن الدين ليس عبادات فقط؛ بل هو معاملة أيضا، فالمعاملة الحسنة للناس قد يفوق ثوابها كثيرًا من العبادات المعروفة، ويوضح ذلك رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - حينما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: «تقوى الله وحسن الخلق».
أثر العبادة في بناء الشباب
للعبادة أثر كبير في بناء الشباب إيمانيًا ونفسيا وأخلاقيا واجتماعيا، فهي تدريب عملي على الإخلاص والإتقان والإجادة والتميز، فالعبادة شعور دائم بوجود الله، وإيقاظ مستمر للضمير والوجدان، وللعبادة آثار وقائية، وأخرى علاجية، تتمثّل في إنقاذ المتعبِّد من التعقيد واليأس والشعور بالذنب وتفاهة الذات؛ لأن وقوف الإنسان بين يدي الله -تعالى-، يشـعره بقربه من مالك الوجود، وحبِّه له، وعطفه عليه، كما يشعره بقيمته الإنسانية، وعلو قدره.
الصلاة من أعظم وسائل تزكية النفوس
الصلاة أهم أركان الإسلام بعد توحيد الله -تعالى- وهي من أعظم وسائل تزكية النفوس، قال -تعالى-: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت:45)، فحقيقة الصلاة أنها تزكية للنفس وتطهير لها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة؛ لذا حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن يتخذ منها فرصة للتدريب على السلوكيات الطيبة والأخلاق الحسنة، فلقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحرص على أن تكون صفوف الصلاة منتظمة، وأن يقف المسلمون في الصلاة متكاتفين متساويين، وأن يلين كل واحد لأخيه، ولا يتركوا بينهم فرجة للشيطان، عَنْ عبداللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلاَئِكَةِ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَلاَ تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ»، وينبغي أن يكون ذلك التدريب على النظام والتلاحم والتواصل لا يكون داخل الصلاة أو داخل المسجد فقط، بل لا بد أن يمتد أثره خارج الصلاة وفي العلاقات والمعاملات.
تعظيم المحرمات والسلامة منها

قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: يعين العبد على تعظيم المناهي والمحرمات والسلامة منها كما أفاده ابن القيم -رحمه الله- خمسة أمور:
  • الحرص على التباعد من مظانها، وأسبابها وكلِّ ما يدعو إليها.
  • مجانبة كلِّ وسيلة تقرب منها كاجتناب الأماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها.
  • ترك مالا بأس به حذرًا مما به بأس.
  • مجانبة الفضول من المباحات خشية الوقوع في المكروهات.
  • مجانبة من يجاهر بارتكاب المحرمات ويحسنها ويدعو إليها ويتهاون بها ولا يبالي ما ركب منها.
أهمية التقاء الشباب

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: التقاء الشباب وطلبة العلم والتقاء الحريصين على الدعوة في البلاد الإسلامية والبلاد العربية وأهل الجوار بخصوصهم فيه فوائد كثيرة -غير الفوائد الشرعية المعروفة-؛ ففيه تقوية الصلة بما فيه تكاتف الجهود في الدعوة الواحدة؛ لأنّ الأصل في المؤمنين أن يكونوا جسدا واحدا، وهذا الجسد الواحد يقوم بالمهمة فيه كل عضو من أعضائه، فنحن ننظر إلى الدعوة إلى الله -جل وعلا- على منهج السلف الصالح على أنّ أهلها فيها سواء، في المملكة، أو في الكويت، أو في الهند، أو في المغرب، أو في الشمال، أو في الجنوب، فالكل فيها سواء من جهة وحدة الهدف ووحدة المنهج.
التأثير السلبي لوسائل التواصل على الشباب
هناك عدد من السلبيات لوسائل التواصل عل الشباب، وإذا لم يتم التعامل معها بوعي ستؤثر بقوة على الشباب، ومن هذه السلبيات ما يلي:
  • القلق والاكتئاب ونقص الثقة بالنفس الناتجة عن المقارنات الاجتماعية التي يجريها الشباب.
  • الإدمان على تلك الوسائل؛ ما يؤثر سلبًا على قدرة الشباب على التفاعل مع الواقع وممارسة الأنشطة المهمة.
  • التعرض للمحتوى العنيف أو غير المناسب؛ ما يدفع هؤلاء الشباب إلى تقليد هذه المشاهد.
  • التأثير السلبي على المستوى الدراسي؛ فكثرة استخدام هذه الوسائل يؤدي إلى تشتيت انتباه الشباب وشغل أوقاتهم بالمحتويات التافهة.
  • التأثير على السلوك الاجتماعي، كالعزلة أو المشكلات في العلاقات الشخصية؛ حيث يفضل الشباب التفاعل مع الأشخاص عبر الإنترنت بدلاً من التفاعل الاجتماعي المباشر.
نماذج لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم من الأخلاق التي اتصف بها النبي -صلى الله عليه وسلم -: تواضعه في بيته وطعامه، وصبره على الجاهل، وقبوله الدعوة دون تفرقة من أحد، وحبه التيسير في الأمور، وحبه للعفو والصفح عن المخطئ، وحبه مجالسة الفقراء، والجود والكرم والشجاعة، وكان -صلى الله عليه وسلم - أشد الناس حياءً، وكرهه أن يتميز على أحد، وكان -صلى الله عليه وسلم - لا يحقر من شأن أحد، ورحيم بالصبيان، ويؤدي الأمانات إلى أهلها، وسماه الله -تعالى- رؤوفًا رحيمًا، لا يفتخر على أحد، ويحب رد الجميل، وكان -صلى الله عليه وسلم - لا يقف مواقف التهم والريبة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.26 كيلو بايت... تم توفير 2.63 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]