|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عصر الإنفوميديا د. زيد بن محمد الرماني لا تزال الثورة التي أحدثها الحاسوب تدفع بموجاتها الجديدة الهائلة واحدة تلو الأخرى في صورة صدمات أسهمت الى حد بعيد في تشكيل مجتمعنا المعاصر. وعندما استخدمت الحواسيب الكبيرة لأداء مهام روتينية في الستينيات كمسك الدفاتر وفي الإدارة ومراقبة المخزون، استغنت المؤسسات عن أعداد كبيرة من موظفي الأعمال الكتابية. وهكذا كانت الحاجة إلى توفير الأيدي العاملة سببا رئيسيا وراء اقتناء الحواسيب الجديدة بما لها من بريق وجاذبية. ومع وصول الحواسيب الشخصية الى ذروتها كان هناك تزايد هائل في قدراتها على إنجاز ما لا حصر له من مهام مع تقدم مماثل في درجة تعقيدها ودقتها. وهكذا أصبحت ركيزة ثابتة فوق كل مكتب وأصبح من المحتَّم أن تقتحم عالم الإدارة لتطيح بالعديد من الموظفين الإداريين. ومع حلول نهاية الثمانينيات كانت الحواسيب الشخصية بالإضافة إلى ما حدث من ركود اقتصادي شديد في تلك الفترة كارثة حقيقية لكثير من الناس وذلك لأن الشركات أخذت تقلل حجم العمالة بها. وهكذا أخذ المديرون وفرق السكرتارية والذين ظلوا ينعمون لسنوات طويلة بالأمان في كنف مكاتبهم يشهدون وظائفهم المستقرة تتبخر أمام أعينهم وتذهب أدراج الرياح. فهل سيكون تأثير عصر الإنفوميديا الوسائط المعلوماتية أشد على العمالة بحيث تصبح الوسائط المتعددة متنوعة الأعراض والتي تعمل من خلال أحدث صيحات التقنية من الأشياء المألوفة؟! إذ غالبا ما يقال أن اقتصادنا هو اقتصاد خدمات. إن معظم الناس يشغلون وظائف في مجال تقديم الخدمات للآخرين سواء أكانوا يعملون في محطات بنزين أو متاجر او مطاعم وجبات سريعة أو كمصرفيين. وهناك الكثيرون غيرهم ممن يعملون في صناعة أو أخرى، فقد يعملون وكلاء، سفريات سماسرة بورصة، أو عقارات، وثمة عدد كبير ممن يعملون بالقطاع الحكومي يقومون أيضا بخدمة الناس. بَيدَ أنه ومع تغلغل الحواسيب المتصلة بالشبكات داخل كل بيت في كل أنحاء الدولة، ستبدأ الموجه التالية من خفض حجم العمالة، فهناك الكثيرون ممن يعملون كوسطاء بين الشركات وعملائها، وهؤلاء سيتم تصفيتهم فالاتصالات المباشرة بين الحواسيب التابعة لمؤسسة معينة وبين المستهلك داخل منزله سوف تحولهم إلى عمالة زائدة. ترى ماذا يحدث عندما يقوم الناس بالتسوق وهم داخل منازلهم؟ وما الذي يحدث عندما يقوم سماسرة البرمجيات بمساعدة القائمين بعطلاتهم في حجز تذاكر سفرهم أو مساعدة المستثمرين في شراء الأسهم؟ وما الذي يحدث عندما يقوم الناس بالحصول على الخدمات المصرفية وهم داخل بيوتهم بدلا من الذهاب إلى أحد الأفرع الحقيقية للمصرف حيث يقوم على إدارته أناس من لحم ودم. وعلى الرغم من ذلك فالصورة ليست قاتمة تماما، فمع الاستغناء عن بعض عناصر قوة العمل في مجال معين سيزداد الطلب عليها في مجالات أخرى. ومن الواضح أن صناعات التقنية المتقدمة ولا سيما الحواسيب والاتصالات والإليكترونيات الاستهلاكية سوف تشهد نموا هائلا. ختاما أقول: إن كل التغييرات في حاجة إلى وقت والتغييرات الكبرى تتطلب وقتا طويلا وعندها نكون قد خرجنا من ثورة الإنفوميديا إلى عصر الإنفوميديا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |