لماذا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم عند دعاء الركوب؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حلية المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          دعاء العبادة ودعاء المسألة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشك في الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم التشاؤم بشهر صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 116 - عددالزوار : 60102 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 57512 )           »          وأنا أبكي من الفرح ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 265 )           »          أمسك عليك لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          باختصار – حاجاتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 11:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم عند دعاء الركوب؟

لماذا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم عند دعاء الركوب؟

عمرو شكري بدر زيدان

عن علي بن ربيعة[1] قال: شَهدتُ عليًّا رضِيَ اللَّهُ عنهُ، وأُتِيَ بدابَّةٍ ليَرْكبَها، فلمَّا وضعَ رِجلَه في الرِّكابِ قالَ بسمِ اللَّهِ، فلمَّا استوى على ظَهرِها قالَ الحمدُ للَّه، ثمَّ قالَ: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13-14]، ثمَّ قالَ الحمدُ للَّهِ - ثلاثَ مرَّاتٍ - ثمَّ قالَ اللَّهُ أَكبرُ - ثلاثَ مرَّاتٍ - ثمَّ قالَ سبحانَك إنِّي ظلمتُ نفسِي فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، ثمَّ ضحِك، فقيلَ: يا أميرَ المؤمنينَ، من أيِّ شيءٍ ضحِكتَ؟ قالَ: رأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فعلَ كما فعَلتُ ثمَّ ضحِك، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، من أيِّ شيءٍ ضحِكتَ؟ قالَ: إنَّ ربَّكَ يعجَبُ من عبدِه إذا قالَ اغفِر لي ذنوبي يعلَمُ أنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ غيري[2].

في هذا الحديث يقص علينا التابعي علي بن ربيعة ما رآه من علي رضي الله عنه، وكان التابعون حريصين على التتلمذ على يد الصحابة رضي الله عنهم. ومن ذلك ما كان من متابعته لفعل علي رضي الله عنه أثناء ركوب الدابة من ذكر ودعاء. ومما يدل على درجة القرب بين التلميذ ومعلمه أنْ سأله عن سبب ضحكه بعد دعاء الركوب. فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك بعد قوله هذا الدعاء في هذا الموقف. وهذا يدل على دقة التحري والاتباع له صلى الله عليه وسلم، وهو نابع من عظيم محبته صلى الله عليه وسلم. وقد فعل علي بن ربيعة مع علي رضي الله عنه مثل الذي فعله علي رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من السؤال عن سبب الضحك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن ربك يعجَبُ من عبدِه إذا قالَ اغفِر لي ذنوبي، يعلَمُ أنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ غيري.

فَضَحِكُ النبي صلى الله عليه وسلم هنا كان ضَحِكَ الفرح والغبطة بمغفرة الله لعبده الذي يعلم أن الله وحده يغفر الذنوب. والضحك هنا ليس مجرد تعبير عن الفرح فقط، بل هو تنبيه إلى أهمية هذا الدعاء وضرورة استحضاره عند الركوب، وبيان أن الله تعالى يعجب من عبده الذي يتضرع إليه بهذا الدعاء.

وهذا الدعاء يظهر فيه اعتراف العبد بعجز الذات واحتياجها لرحمة الله ومغفرته، وإقرارها بأن الله هو وحده القادر على المغفرة.

فكان ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بمثابة إقرار وتأكيد على فضل هذا الدعاء، وأنه يمثل حالة من التذلل والانكسار لله.

ونستنبط من هذا الحديث:
1- حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وقربه منهم، والإجابة عن أسئلتهم.

2- النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة المطلقة للمسلمين لقول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

3- علم علي رضي الله عنه، ونقله لهذا العلم، وروايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبته له، والاقتداء به.

4- أهمية ذكر الله في حياة المسلم، وفي كل أحواله، ليكون موصول القلب بخالقه جل وعلا.

5- معرفة دعاء الركوب وهو يعم كل وسيلة انتقال معاصرة لم تكن موجودة على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

6- أهمية الاستغفار؛ حيث انتهى الدعاء بطلب المغفرة، وهي غاية المؤمن وأمنيته.

7- الفرح الحقيقي بفضل الله ومغفرته ورحمته.

8- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في حركاته وسكناته.

9- التذكر الدائم لنعم الله على عباده، ومنها هذه الدواب التي تحملهم وتحمل أثقالهم، فتكون رَكُوبة وزينة لهم.

[1] هو علي بن ربيعة الوالبي: راوٍ للحديث، كوفي، ثقة، تابعي.

[2] أخرجه أبو داود (2602) واللفظ له، والترمذي (3446)، وأحمد (753) باختلاف يسير.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.46 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]