من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 470 )           »          أسماء الله وصفاته أنفعُ العلومِ وأشرفُها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الْمِيثَاقُ الْغَلِيظُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المخدرات والجريمة وجهان لعملة واحدة .. ضياع للأسرة ودمار للمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شَرْحُ مُخْتصر شُعَب الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 625 )           »          النميمة: تعريفها وأضرارها وطرائق مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          «لاحول ولا قوة إلا بالله» كنز من كنوز الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نظرة استراتيجية في السيرة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 120 - عددالزوار : 59966 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 119 - عددالزوار : 62532 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2025, 12:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,345
الدولة : Egypt
افتراضي من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح

من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح (1)

د. أمين بن عبدالله الشقاوي
الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ:
«فإن الدين الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، أكملُ الأديان وأفضلها وأعلاها وأجلُّها، وقد حوى من المحاسن والكمال والصلاح والرحمة والعدل والحكمة ما يَشهد لله تعالى بالكمال المطلق، والعلم التام، والحكمة البالغة، ويشهد لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه رسول الله حقًّا، وأنه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم: 4]»[1].


ومن محاسنه العظيمة وجود بدائل لكلِّ عمل صالح، وقد يَعجِز المرء المسلم عن أدائه لمرض، أو فقر، أو شغلٍ، أو تميل نفسه إلى نوع آخر من العبادة هو لها أنشط، وعليها أقدر، فلا أحد من أهل هذه الملة السمحاء مغبون أبدًا إلا أن يكون تقصيره من نفسه، وكلما كان العبد في دين الله أفقهَ، كان حصوله على مراده أتَمَّ.


قال ابن رجب رحمه الله: «فسبحان مَن فضَّل هذه الأمة، وفتَح لها على يدي نبيها نبي الرحمة أبواب الفضائل الجمة، فما من عملٍ عظيم يقوم به قوم، ويَعجِز عنه آخرون، إلا وقد جعل الله عملًا يقوم مقامه أو يَفضُل عليه، فتتساوى الأمة كلها في القدرة عليه»[2].


وهذه بعض الأمثلة على سبيل التذكير لا الحصر.


روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يُقال لها أم سنان: « مَا مَنَعَكِ أَنْ تَكُونِي حَجَجْتِ مَعَنَا؟» قَالَتْ: نَاضِحَانِ كَانَا لِأَبِي فُلَانٍ - زَوْجِهَا - حَجَّ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَكَانَ الآخَرُ يَسْقِي عَلَيْهِ غُلَامُنَا، قَالَ: «فَعُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي»[3].


ومن بدائل الحج المبرور الذي يخرج منه الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عَمْرَو بنَ عَبَسَةَ رضي الله عنه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما مِنكُم رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ، وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ؛ إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ وَفِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ، ثُمَّ إذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كما أَمَرَهُ اللَّهُ، إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِن أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مع المَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ، إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِن أَنَامِلِهِ مع المَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ، إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِن أَطْرَافِ شَعْرِهِ مع المَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إلى الكَعْبَيْنِ، إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِن أَنَامِلِهِ مع المَاءِ، فإنْ هو قَامَ فَصَلَّى، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، وَمَجَّدَهُ بالَّذِي هو له أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ، إلَّا انْصَرَفَ مِن خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»[4].


وروى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ، تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ»[5].


اللهم إنا نسألك من كلِّ خير خزائنه بيدك، ونعوذ بك من كلِّ شرٍّ خزائنه بيدك، اللهم تقبَّل توبتنا واغسِل حَوبتنا، وثبِّت حُجتنا، واختم بالصالحات أعمالنا.


والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأسئلة:
1- ما مراد المؤلف من هذا الموضوع؟


2- اذكر شيئًا من محاسن الدين الإسلامي.


3- اذكر بعض الأعمال وبدائلها.

[1] الدرة المختصرة في محاسن الدين الإسلامي للشيخ عبد الرحمن السعدي ص389 بتصرف.

[2] مختصر لطائف المعارف لابن رجب، باختصار الشيخ محمد المهنا ص198 وبتصرف.

[3] صحيح البخاري برقم (1782)، وصحيح مسلم برقم (1256) واللفظ له.

[4] صحيح مسلم برقم (832).

[5] صحيح البخاري برقم (843)، وصحيح مسلم برقم (595).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-08-2025, 10:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح

من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح (2)

د. أمين بن عبدالله الشقاوي




الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ؛ وَبَعدُ: فاستكمالًا للحديث عن محاسن الدين الإسلامي:
ومن ذلك أن من قصَّر في شهر رمضان بنوافل العبادات؛ من صلاةٍ وصدقةٍ، وقراءة قرآنٍ، وغير ذلك، فعليه بليلة القدر؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر: 1 - 3]؛ أي العبادة فيها خير من ثلاثة وثمانين عامًا وبضعة أشهر.


والمداومة على (سبحان الله وبحمده) بديل الصدقة بالمال وقيام الليل.


روى أبو نعيم في كتابه «معرفة الصحابة» من حديث عبد الله بن حبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ ضَنَّ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَبِاللَّيْلَ أَنْ يُكَابِدَهُ، فَعَلَيهِ بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ»[1].


ومن عجَز عن الجهاد بنفسه، فإن بر الوالدين يعدل ذلك؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيصلى الله عليه وسلم فَاسْتَأذَنَهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: «أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: « فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ»[2]، وفي رواية لأبي داود قال: جِئتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ، قَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا»[3].


وروى البخاري في صحيحه من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: استأذنتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال صلى الله عليه وسلم: «جِهَادُكُنَّ الْحَجُّ»[4].


وفي رواية: « قلت: يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: «نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ»[5].


وروى ابن حبان والطبراني من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهماقال: «أَتتِ امرأةٌ فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي وافدةُ النِّساءِ إليكَ، مَن رأَيتَ ومَن لم تَرَ، أَخبِرْني عمَّا جِئتُ أسأَلُكَ عنه: اللهُ ربُّ الرِّجالِ وربُّ النِّساءِ، وآدَمُ أبُ الرِّجالِ وأبُ النِّساءِ، وحوَّاءُ أمُّ الرِّجالِ وأمُّ النِّساءِ، وأنتَ رسولُ اللهِ رسولُ الرِّجالِ والنِّساءِ، كتَبَ اللهُ الجهادَ على الرِّجالِ، فإنْ يُصيبوا أُجِروا، وإنْ ماتوا وقَعَ أَجْرُهم على اللهِ، وإنْ قُتِلوا كانوا أحياءً عندَ اللهِ يُرزَقونَ، ونحنُ نحسُّ[6] دَوابَّهم، ونَقومُ بهم، فلنا مِن ذلكَ شَيءٌ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « أَخبِري مَن لَقيتِ مِن النِّساءِ أنَّ طاعةَ الزَّوجِ، واعترافَ حقِّه، تَعدِلُ ذلكَ، وقليلٌ مِنكنَّ يفعَلُ ذلكَ»[7].


ومن عجز عن قيام الليل وصيام النهار، فعليه بالجهاد؛ روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، علِّمْنِي عملًا يعدِلُ الجهادَ قالَ: لا أجِدُهُ، قالَ: هل تستطيعُ إذا خرجَ المجاهدُ أن تدخُلَ مسجدَكَ فَتَقُومَ ولا تَفْتُرَ وتصومَ ولا تُفْطِرَ؟ قال: ومن يستطيع ذلك؟ قال أبو هُرَيرَةَ: إن فَرَسَ المجاهدِ لَيستَنُّ فِي طِوَلِهِ[8]، فيُكْتَبُ له حسناتٌ»[9].


اللهم فقِّهنا في ديننا، ويسِّر أمورنا، وأصلح أحوالنا وأحوال المسلمين أجمعين.


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


الأسئلة:
1- اذكر بعض الأعمال الصالحة وبدائلها، مع ذكر الدليل.


2- ماذا يَعدِل طاعة الزوج والاعتراف بحقه؟


3- ماذا يَعدِل قول: (سبحان الله وبحمده)؟

[1] برقم (3627)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع الصغير برقم (6377).

[2] صحيح البخاري برقم (3004)، وصحيح مسلم برقم (2549).

[3] برقم (2528)، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (2 / 480-481) برقم (2205).

[4] برقم 2875.

[5] سنن ابن ماجه برقم 2901، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله كما في صحيح سنن ابن ماجه (2 / 151) برقم 2345.

[6] المراد: نعتني بالبهائم.

[7] أخرجه ابن حبان في ((المجروحين)) (1/ 302-303)، واللفظ له، والطبراني (11/ 410) (12163)، وابن أبي الدنيا برقم (173)، وحسَّنه بعض طلبة العلم المعاصرون وضعفه آخرون.

[8] يستن: يتحرك، والطول: الحبل.

[9] البخاري برقم (2785).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم اليوم, 11:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,345
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح

من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح (3)

د. أمين بن عبدالله الشقاوي





الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ:

فاستكمالًا للحديث عن البدائل لكل عمل صالح، فمن ذلك:
أن مَن لم يستطع قراءة القرآن في صلاته، فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله مع الأذكار الأخرى تَعدِل ذلك.


روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن أبي أَوفى رضي الله عنه قال: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»، قَالَ: فَذَهَبَ أَوْ قَامَ أَوْ نَحَو ذَا، قَالَ: هَذَا لِلَّهِ عز وجل فَمَا لِي، قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي واهْدِنِي وارْزُقْنِي - أَوْ وارْزُقْنِي واهْدِنِي وَعَافِنِي»[1].


ومن لم يستطع أن يقرأ ثُلُث القرآن، فإن سورة الصمد تعدل ذلك؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟»، فَشَق ذَلِكَ عَليهِم، وَقَالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ»[2].


ومن لم يستطع أن يصوم يومًا ويفطر يومًا، فإن صيام ست من شوال مع رمضان يعدل صيام الدهر كله؛ روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»[3].


ومن لم يستطع ذكر الله طوال يومه وليلته، فإن هناك من الأذكار ما يعدل ذلك؛ روى الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قَالَ: «رآني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأنا أحركُ شفتَي، فقال: ما تقولُ يا أبا أمامةَ؟ قلت أذكرُ اللهَ، قال: أفلا أدلُّك على ما هو أكثرُ من ذكرِك الله الليل مع النهارِ؟ تقولُ: الحمدُ للهِ عددَ ما خلقَ، والحمدُ للهِ ملء ما خلق، والحمدُ للهِ عدد ما في السماوات وما في الأرضِ، والحمدُ للهِ عدد ما أحصَى كتابُه، والحمدُ لله ملءَ ما في السماوات والأرض[4]، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه، والحمدُ للهِ عددَ كلِّ شيءٍ، والحمدُ للهِ ملءَ كلِّ شيءٍ، وتسبحُ اللهَ مثلَهن ثم قال تُعلِّمهنَّ عقبَك مِن بعدِك»[5].


اللهم إنا نسألك شكرَ نعمتك، وحُسن عبادتك، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201].


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


الأسئلة:
1- كم تَعدِل سورة الإخلاص من القرآن؟
2- كم يَعدِل صيام ست من شوال؟
3- ما البديل لمن لم يستطع قراءة القرآن في صلاته؟

[1] (11 /15) برقم (6479)، وقال محققوه: إسناده حسن إلا أنه اختُلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصحُّ.

[2] صحيح البخاري برقم (5015)، ورواه مسلم من طريق أبي الدرداء برقم (811).

[3] برقم (1164).

[4] رواية أحمد.

[5] مسند الإمام أحمد (36 /459) برقم 22144، وقال محققوه: حديث صحيح، والطبراني في المعجم الكبير (8 /239) برقم (7930).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.33 كيلو بايت... تم توفير 2.55 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]