أسماء الله وصفاته أنفعُ العلومِ وأشرفُها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في السادس والعشرين من ربيع الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ضوابطُ النقدِ البَنَّاءِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الإمام أبو حنيفة محدثاً وحافظاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الكتاب المقدس احتوى على نصوص دموية وليست مجرد أفكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أولو الألباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 117 )           »          من فقد الحكمة فقد خيرا كثيرا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فوائد لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 81 )           »          دستور الأسرة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 27 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 116 )           »          من علامات صدق العبد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 02:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,405
الدولة : Egypt
افتراضي أسماء الله وصفاته أنفعُ العلومِ وأشرفُها

أسماء الله وصفاته أنفعُ العلومِ وأشرفُها


  • تحصيل حبّ الله تعالى من أعظم آثار معرفة أسمائه وصفاته
  • أجلُّ المقاصدِ وأنفعُ العلومِ وأشرفُها وأعلاها العلمُ بأسماء الله الحسنى الدالَّة على أكملِ الصفاتِ وأجلِّها وأعظمِها وأمجدِها
  • كلما ازداد الإنسانُ معرفةً بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانًا به وعبوديةً وهيبةً وإجلالًا وخضوعًا له
في محاضرة للشيخ: حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، عن أسماء الله وصفاته، بيّن فيها أنَّ أجلَّ المقاصدِ وأنفع العلومِ وأشرفها وأعلاها هو العلمُ بأسماء الله الحسنى الدالَّة على أحسنِ المعاني، وأكملِ الصفاتِ، وأجلِّها وأعظمِها وأمجدِها؛ وإنَّ أعظمَ ما يستنير به القلبُ وينشرح به الصدرُ، معرفةُ أسماء الله الحسنى وصفاتِه العُلا من مِشكاةِ الوحيِ؛ فمَنْ تلقَّاها بالقَبول والرّضا والتسليم، وأذعَن لها بالانقياد، واطمأنَّتْ إليها نفسه، وسكَن إليها قلبُه، وقَوِيَتْ بها معرفتُه، متعبِّدًا لله بها، ازداد بها إيمانًا بالله -عزَّ شأنُه-، وتعظيمًا لربه -جلَّ جلالُه-، واشتدَّتْ محبتُه وإجلالُه لخالقه -تبارَك وتعالى-.
إن فلاحُ العبدِ وسعادتُه في إقراره بأسماء الله الحسنى، وصفاته العلا، بل وليست حاجة القلوب إلى شيء أعظمَ منها إلى معرفة بارئها وفاطرها، ومحبتِه وذِكْرِه والابتهاجِ به، وطلبِ الوسيلةِ إليه، والزُّلفى عندَه، ولا سبيلَ إلى هذا إلا بمعرفةِ أسمائِه وأوصافِه الواردةِ في القرآنِ الكريمِ، والسُّنَّة المطهَّرة، وكلَّما كان العبدُ بها أعلمَ كان بالله أعرفَ، وله أَطْلَبَ، وإليه أقربَ؛ فأسماءُ اللهِ: العظيم، والمجيد، والمتكبر، والمتعال، والحيّ القيوم، وذو الجلال والإكرام، والإله، والقادر، والقاهر، والعلِيّ والأعلى، وعلى عرشه استوى، والأحد، والصَّمَد -كلُّ ذلك يملأ القلبَ تعظيمًا له -جل وعلا-، وإجلالًا له، ورهبةً منه، وخوفًا ورغبة ومحبة له، وأنَّه -سبحانه- لا ملجأَ منه إلَّا إليه، فلا يصمدُ العبدُ في حاجاته ودعائه إلَّا إليه وحده -عزَّ شأنُه-.
تحقيق العبودية لله
وأسماء الله الخبير، والعليم، واللطيف، والشهيد، والرقيب، والسميع، البصير، تملأ القلب بمراقبته -عزَّ شأنُه-، مراقبةً تامةً في الحركات والسَّكَنات، وحينَئذٍ تقود العبدَ إلى التقرب إليه -سبحانه-، والمسارَعة إلى الطاعات، والبُعد عن المنهيات، وأسماء الله: الرحمن، والرحيم، والبَرّ، والكريم، والجواد، والرزاق، تملأ القلبَ محبةً له، وشوقًا، وطمعًا في رزقه ورحمته، وحمدًا له وشكرًا.
زيادة الإيمان
وهكذا، كلما ازداد الإنسانُ معرفةً بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانًا به، وعبوديةً، وهيبةً وإجلالًا، وخضوعًا، وتذلُّلًا، ورغبةً، وطلبًا؛ قال -تعالى-: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بها} (الْأَعْرَافِ:180)، وقال -تعالى-: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (طه:8)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «إن للهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا، مَنْ أحصاها دخل الجنة» (مُتفَق عليه). ومعنى «أحصاها» حِفْظُها ألفاظًا، وفَهْمُ معانيها ومدلولاتِها، وعملٌ بمقتضاها وأحكامها.
إثبات ما أثبتته نصوص القرآن والسُنَّة
والمعنى: أن يُثْبِتَ العبدُ لله -سبحانه- ما أثبتَتْه نصوصُ القرآن والسُّنَّة من الأسماء والصفات على ظاهرها اللائق بكمال الله -جل وعلا-، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تمثيل، ولا تكييف بكيفٍ يَعقِله البشرُ؛ إذ لا يعلم كيفيةَ ذاته وصفاته إلا هو -سبحانه-؛ فهو ممَّا استأثَر اللهُ بعلمه، فلا سبيلَ إلى الوصول إلى معرفة الكيفيَّة، قال -جل وعلا-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشُّورَى:11)، وَقَالَ -سبحانه-: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (مَرْيَمَ: 65)، وقال -عزَّ شأنُه-: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (الْإِخْلَاصِ:4)؛ فهو الإلهُ الجامعُ للأسماء الحسنى، ولصفاتِ الكمالِ والجَمالِ، ونعوتِ العظمةِ والجلالِ، -سبحانه- لا نُحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه.
نفي ما نفته نصوص القرآن والسُنَّة
وأيضًا ينفي العبدُ عن ربه -جل وعلا- ما ورَد نفيُه في النصوص، مع إثباتِ كمالِ ضد المَنْفِيّ؛ فمثلًا ينفي عنه الظلم، ويعتقد أن ذلك يتضمن كمالَ عدله -سبحانه-، ونفيُ العجزِ عنه -جل وعلا- يتضمن كمالَ علمِه واقتداره -عزَّ شأنُه-؛ فلا بد من معرفة أسمائه -سبحانه- لفظًا ومعنًى، ومدلولًا، وتعبُّدًا له -عزَّ شأنه- بمقتضى ذلك، وأن يدعو الله جل وعل بهذه الأسماء دعاءَ عبادة وثناء، ودعاءَ مسألة وطلب؛ ففي دعاء العبادة إذا عَلِمَ أنَّ الله هو القوي، المتين، العزيز، الحكيم، توكَّل على ربه وحده، وركَن إلى خالقه، وقطَع الالتفاتَ إلى غيرِه من المخلوقات، مهما عظم شأنه، وهكذا متى عَلِمَ أنَّ ربَّه توَّاب، رحيم، غفور، حليم، سارَع بالتوبة إلى ربِّه والإنابة إلى خالقِه، ومتى عَلِمَ أنَّه -سبحانه- الرقيب، الشهيد، السميع، البصير، اللطيف، الخبير، أوجَب له ذلك الخوفَ من معصيةِ ربِّه والخشيةَ من إلهه.
دعاءُ المسألةِ والطلبِ
وأمَّا دعاءُ المسألةِ والطلبِ فيدعو الإنسان ربَّه بما يناسِب حاجتَه، كأَنْ يقولَ: «يا رحمن ارحمني»، «يا غفور اغفر لي»، «يا تواب تب عليَّ»، «يا رزاق ارزقني»؛ ولهذا كان أكثرُ دعاءِ الأنبياءِ في القرآن {ربنا}؛ لأن إجابة الداعين، وإعطاءَ السائلين، وغياثَ المستغيثينَ كلُّ ذلك من معاني الربوبية، التي تقود إلى الألوهية؛ إذ هو -سبحانه- المتصرف القادر المدبِّر الرزَّاق المعطي، الإله الذي لا يُسأل إلا هو، ولا يدعى إلا إيَّاه، ولا يُستغاث إلا به.
محبة الله -تعالى-
مَنْ تأمَّلَ أسماءَ الله -تعالى- وصفاتِه، وتعلَّق قلبُه به، دلَّه ذلك على باب المحبة، فمحبةُ الله -تعالى- ثمرة عظيمة من ثمرات وآثار معرفة أسماء الله وصفاته؛ لأن العبد إذا عرف عِظم وجمال أسماء الله -تعالى- وصفاته، تعلق بربه، وامتلأ قلبه حبًّا له -سبحانه-، فيتلذذ العبد بكلام الله (القرآن الكريم)، ويأنس بدعائه، ويكثر من ذكره، ويرجوه ويخافه، ويحب ما يحبه، ويبغض ما يبغضه؛ لأن محبة الله جل وعز التي ملأت وملكت قلبه دافعةٌ له لذلك، قال الله -تعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} (البقرة:165). ومن تأمل في أسماء الله وصفاته، ولاحظ ورأى نعم الله عليه، قال الله -تعالى-: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (النحل:18)، كيف لا يكون حب الله -تعالى- أعظم شيء لديه؟! قال ابن القيم في «الداء والدواء»: «القلوب مفطورة مجبولة على محبَّة مَن أنعمَ عليها وأحسنَ إليها، فكيف بمَن كان الإحسان منه؟ وما بخلقه جميعهم من نعمة فمنه وحده لا شريك له، كما قال -تعالى-: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (النحل:53).
فطرة القلوب على محبة الإحسان
وقال: «فإذا انضم داعي الإحسان والإنعام إلى داعي الكمال والجمال، لم يَتخلَّف عن محبة مَن هذا شأنه، إلا أردأُ القلوب وأخبثُها، وأشدُّها نقصًا وأبعدها من كل خير، فإن الله فطر القلوب على محبة المحسن الكامل في أوصافه وأخلاقه، وإذا كانت هذه فطرة الله التي فطر عليها قلوب عباده، فمن المعلوم أنه لا أحد أعظم إحسانًا منه -سبحانه وتعالى-، ولا شيء أكمل منه ولا أجمل، فكل كمال وجمال في المخلوق مِن آثار صُنعه -سبحانه وتعالى-، وهو الذي لا يُحدُّ كماله ولا يوصف جلاله وجماله، ولا يحصي أحد من خلقه ثناءً عليه بجميل صفاته وعظيم إحسانه وبديع أفعاله، بل هو كما أثنى على نفسه». ولما كان حب الله -تعالى- من أعظم آثار معرفة أسماء الله وصفاته وثمراتها، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل الله -تعالى- ويدعوه قائلا: «وأسألُكَ حبَّكَ وحبَّ من يحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبُ إلى حُبِّك» رواه الترمذي وصححه الألباني.


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.38 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]