|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خوف العاقبة الشيخ جعفر الطلحاوي في الكشاف : أصل الدين خوف العاقبة، فمن خافها لم يزل به الخوف حتى يؤمن"[1] من حداء وحمد أهل الجنة " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ"[2] يقال ذلك الحزن حزن خوف العاقبة. ويقال هو دوام المراعاة خشية أن يحصل سوء الأدب. ويقال هو سياسة النفس[3] " قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ"[4]" ويقول الأبرار " إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا"[5] " أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ "[6]قيل قديما : ابن آدم مبتلى في أربعة أشياء ضعف البشرية وتكليف العبودية وإخفاء السابقة وإبهام العاقبة. وإنما يبعث على خوف العاقبة رؤية التَّقْصِيرِ فِي الْأَعْمَالِ. وخَفَاء السَّابِقَةِ ، حيث يَظْهَرُ فِي الْخَاتِمَةِ مَا سَبَقَ الْحُكْمُ بِهِ فِي الْفَاتِحَةِ وقيل: لما ظهر على إبليس ما أظهر من المخالفة والطرد بعد القرب والعبادة، طفق جبريل وميكائيل عليهما السلام يبكيان فأوحى الله إليهما ما لكما تبكيان هذا البكاء وإني لا أظلم أحداً قالا: يا رب لا نأمن مكرك أي: ما نأمن أن تقضي علينا بالبعد بعد القرب، وبالشقاوة بعد السعادة فقال: الله تعالى هكذا كونا لا تأمنا مكري. وخرج عمر الفاروق إلى صلاة الجمعة فلقيه إبليس في صورة شيخ عابد فقال: له إلى أين يا عمر؟ فقال له: إلى الصلاة، فقال: قضينا الصلاة وفاتتك الجماعة، والجمعة فعرفه فمسكه بتلابيبه وخنقه وقال له: ويلك ألم تك رأس العابدين وقدوة الزاهدين، فأُمرت بسجدة واحدة فأبيتَ واستكبرتَ وكنتَ من الكافرين، وطُردت وأبعِدت إلى يوم القيامة فقال: تأدب يا عمر هل كانت الطاعة بيدي أم الشقاوة بمشيئتي، إني كنت أبسط سجادة عبادتي تحت قوائم العرش، ولم أترك في السماوات بقعة إلا فيها سجدة وركعة ومع هذا القرب قيل لي: أخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين، فإن كنت يا عمر أمنت مكر الله فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، فقال له عمر: اذهب فلا طاقة لي بكلامك"[7] وخرج سفيان الثوري إلى مكة حاجاً فكان يبكي من أول الليل إلى آخره في المحمل فقال له شيبان الراعي: يا سفيان، ما بكاؤك إن كان لأجل المعصية فلا تعصه ، فقال: يا شيبان ليس بكائي ، من أجل المعصية ولكن خوف العاقبة، لأني رأيت شيخاً كبيراً كتبنا عنه العلم، - والعياذ بالله - وكان تُلْتمس بركته ويُستقى به الغيث، فلما مات تحول وجهه عن القبلة ومات على الشرك كافراً، فما أخاف إلا من سوء الخاتمة فقال له: إن ذلك من شؤم المعصية والإصرار على الذنوب، فلا تعص ربك طرفة عين"[8] قوله تعالي التقوى "هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى"[9] " لقد علم الله من كل نفس ما هي صانعة وإلى ما هي صائرة فلا تبرئوها من الآثام ولا تمدحوها بحسن الأعمال. فهو أعلم بكم أيها المؤمنون علم حالكم من أول خلقكم إلى آخر يومكم فلا تزكوا أنفسكم رياء وخيلاء ولا تقولوا لمن لم تعرفوا حقيقته أنا خير منك أو أنا أزكى منك أو أتقى منك فإن العلم عند الله فلا تنسبوا أنفسكم إلى الزكاة والطهارة من المعاصي ولا تثنوا عليها واهضموها فقد علم الله الزكي منكم والتقي أولا وآخرا قبل أن يخرجكم من صلب أبيكم آدم وقبل أن تخرجوا من بطون أمهاتكم ، وفيه إشارة إلى وجوب خوف العاقبة فإن الله يعلم عاقبة من هو على ومع إنكاره تعالى على من يُزكى نفسه بين يديه عزَّ وجلَّ "ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلاً "[10]؟! قال تعالي في وصف عباد خُلَّص له " إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون "[11] سبق أن أشرنا إلى باعث الوجل في مسألة القبول ، والإشفاق كمال الخشية من الله عـزَّ وجلَّ والخشية درجة أعلى من الخوف إذ لا تتأتي إلاَّ مع العلم ولذلك وصف الله تعالي العلماء بها فقال " إنما يخشى الله من عباده العلماء "[12] " أمَّا الشفقة فهي كمال الخشية من الله تعالي مع رقة وضعف وقد ذكر الله تعالي عن أهل الجنة تذكرهم ما كانوا عليه في الدنيا في سورة الطور " إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم "[13] ولذا كانت الصديقة ،عندما تقرأ هذه الآية تقول اللهم مُنَّ علينا وقنا عذاب السموم اللهم آمين . وَوَصْف الله تعالي للقلوب بالوجل على القبول بعد الأعمال الصالحة وختام الآية بـــ" أنهم إلى ربهم راجعون " يؤذن بخوفهم العاقبة إذ الأعمال بالخواتيم كما في صحيح البخاري ، قال منصور بن عمار - رحمه الله-: إذا دنا موت العبد قسم حاله على خمسة أقسام المال للوارث، والروح لملك الموت، واللحم للدود، والعظم للتراب، والحسنات للخصوم. وربما – والعياذ بالله – لم تف الحسنات بحقوق الخصوم ، فاقتصوا بإضافة مساوئهم إليه ؟؟؟ فماذا يبقي ؟؟!!اللهم عافنا. [1] تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (2/ 45) [2] فاطر: (34) [3] لطائف الإشارات = تفسير القشيري (3/ 207) [4] الأحقاف (9) [5] الإنسان: (10)" [6] القلم: 39 [7] شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (1/ 300) [8] شرح البخاري للسفيري = المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية (1/ 300) [9] النجم/32} [10] النساء /49 [11] المؤمنون 57 – 61 [12] فاطر/28 [13] الطور / 26 – 28
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |