عاشوراء: فضل ودروس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ألا إن سلعة الله غالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المولد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          النهي عن التشاؤم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التقوى خير زاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحمد لله (3) حمد الله تعالى نفسه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المؤمنون حقا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عام دراسي أطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مواسمنا الإيمانية منهج استقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أسباب النصر والتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          اتق المحارم تكن أعبد الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 03:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,292
الدولة : Egypt
افتراضي عاشوراء: فضل ودروس

عاشوراء: فضل ودروس

عبدالعزيز أبو يوسف
الخطبة الأولى
الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يُريد، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، أحمده وأشكره، وأُثني عليه الخير كله، هو ربُّ كل شيء ومليكُه، وأُصلي وأُسلم على رسوله ومصطفاه محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وأطيعوه؛ تفوزوا وتفلحوا بالثواب العظيم، والغفران الكبير، والرحمة الواسعة، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الحديد: 28].


عباد الله؛ فضلُ الله تعالى على عباده المؤمنين كبير، وعطاؤه عظيم، فمن كرمه عليهم ما هيَّأه لهم من مواسم للخير يغنمون فيها أجورًا كبيرة بأعمالٍ يسيرة، فمن لطفه وكرمه ما أكرم به أمة محمد صلى الله عليه وسلم في شهرنا هذا المحرم، فإنه أفضل الأشهر الحُرُمِ التي عظَّمها من بين سائرِ الشُّهورِ، وأضافه إلى نفسِه؛ تشريفًا له، فهو شهر الله المحرم، قال الحافظ ابنُ رجب رحمه الله: "شهر الله المحرم أفضل الأشهر الحُرُم، رجح ذلك طائفة من المتأخرين، ويدل لذلك ما أخرجه النَّسائيُّ وغيرُه عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، قال: "سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ اللَّيلِ خيرٌ، وأيُّ الأشهُرِ أفضَلُ؟ فقال: خيرُ اللَّيلِ جَوفُه، وأفضَلُ الأشهُرِ شَهرُ اللهِ الذي تَدْعونَه المُحَرَّمَ"، فهو أفضل الأشهر بعد رمضان.


ومما تميَّز به هذا الشهر المحرم أن الصيام فيه أفضل الصيام بعد شهر رمضان؛ أخرج الإمام مسلمٌ في صحيحه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "أفضلُ الصِّيامِ بعد شَهرِ رمضانَ شهرُ اللهِ الذي تَدْعونَه المُحَرَّمَ".


ويمتاز صيام اليوم العاشر منه بمزيد فضل؛ فقد أخرج الإمام البخاري عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: "قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم؛ أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه؛ فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحقُّ وأولى بموسى منكم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه".


وقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به، فسألهم عن السبب؟ فأجابوه كما تقدَّم في الحديث، فأمر بمخالفتهم في اتِّخاذه عيدًا كما جاء في حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا"، وفي رواية مسلم " كان يوم عاشوراء تُعظِّمه اليهود تتخذه عيدًا"، وفي رواية له أيضًا: "كان أهل خيبر (اليهود).. يتخذونه عيدًا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشاراتهم"، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ"؛ رواه البخاري. وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه؛ لأن يوم العيد لا يُصام"؛ انتهى مُلخَّصًا من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري.


وعن أبي قتادةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سُئِلَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ يوم عاشوراءَ؟ فقال: "أحتَسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَه"؛ رواه مسلم، قال الإمام النووي رحمه الله: "صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ، وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ، وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ... كُل وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ، فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِن الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ،.. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ، رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِر"، فلله الحمد على هذه النعمة والفضل الكبير من الرب العظيم، فالمحروم حقًّا من حُرم صيام هذا اليوم واتَّبَع هواه، وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله وغيره من العلماء أن صيام عاشوراء على ثلاثة درجات: أفضلها صيامه ويوم قبله، ويوم بعده، والدرجة الثانية: صيامه مع يوم التاسع، وعليه كثير من الأدلة، والدرجة الثالثة: إفراده بالصيام من غير كراهة.

أيها المسلمون؛ الذين ضلوا في عاشوراء طائفتان: طائفةٌ شابهت اليهود؛ فاتَّخَذته عيدًا تُظهِر فيه شعائِرَ الفَرَح؛ كالاختضابِ، والاكتحالِ، وتوسيع النَّفَقة على العيال، وطبخِ الأطعمةِ وتوزيعها.


وطائفةٌ أخرى اتَّخذته يومَ مأتَمٍ وحُزنٍ ونياحةٍ؛ لأجْلِ قَتْلِ الحُسَين بن علي رضي الله عنهما الذي وافق قتله في هذا اليوم، فتُظهِرُ فيه شعارَ الجاهليةِ؛ مِن لطمِ الخدودِ، وشقِّ الجيوبِ، وإنشادِ قصائدِ الحُزن، والدعاء للانتقام من قَتَلته، وغير ذلك من المظاهر الضالة، وكلتا الطائفتين ضلت السبيل، وخالفت الهدي القويم.


أيها المؤمنون؛ من أبرز دروس وعبر يوم عاشوراء التي يستحضرها المؤمنون مع قُربه: أن الشكر خير عبادة قُوبِلت به نعم الله تعالى وفضله، فهو من العمل الصالح، ونبي الله تعالى موسى عليه السلام قابل نعمة إنجاء الله عز وجل له ولقومه، وإهلاك عدوه فرعون وجنده بالصوم شكرًا لله تبارك وتعالى، فكلما أحدث الله تعالى للعبد نعمة أحدث العبد لها عبادة شكر، وهذا من أعظم أسباب الزيادة والثبات للنعم المسداة، كما قال ربنا جل وعلا: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: 7].


ومن الدروس والعبر في عاشوراء أن الظلم والبغي والكِبْر من الموبقات التي يُعجل لصاحبها العقوبة في الدنيا قبل الآخرة، وما إغراق فرعون وجنده بعد عتوِّه وتجبُّره وظلمه ورده للحق وإيذاء أهله إلا أعظم دليل على ذلك، ومن تأمَّل قول ربنا جل وعلا في سورة الفجر: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر: 6 - 14]، أيقن بأن ربَّه العزيز منتقم من كل ظالم ولو بعد حين، فهو سبحانه بالمرصاد لكل من ظلم وتجبَّر، يراه ويسمعه، وسيحل به النقمة والعقوبة العاجلة إن لم يتب.


ومن الدروس المستفادة من عاشوراء أن حُسْن الظن بالله تعالى وصِدْق التوكُّل عليه عمل قلبي لا يوفق له إلا الخُلَّص من عباد الله تعالى الصادقين، فجميل أن يسعى المسلم لتعاهد ذلك كله بالرعاية والحفظ والتوثيق، فكلما زاد يقين العبد بالله تعالى ونصره وحَسُن ظنه بربِّه، وأنه قريب، وفرَجُه سريع؛ ناله ذلك كما نال موسى عليه السلام حين قال له قومه حين رأوا فرعون وجنوده من خلفهم والبحر من أمامهم: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء: 61]، فما كان من موسى عليه السلام الواثق بربِّه عزَّ وجل إلا أن بدَّد كل هذه المخاوف والظنون السيئة التي لامست قلوب أتباعه بقوله: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء: 62]، فكان الله تعالى عند حُسْن ظنه به، فأمره بضرب البحر بعصاه حتى شقَّ له طريقًا في البحر يبسًا، فكان به نجاته وقومه، ومن أعظم الأسباب الجالبة لحُسْن الظن بالله وصدق التوكُّل عليه الدعاء بصدق وإلحاح أن يرزقنا الله سبحانه ذلك، والله الهادي لكل خير والرازق به.


ومن الدروس أن المسلم يتميَّز بعقيدته وأحواله كلها، وقدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه حين رأى اليهود يصومون عاشوراء همَّ بصيام التاسع إضافة إليه مخالفةً لهم، فالإسلام يدعو للتميُّز والاعتزاز به، إلا أن بَلِيَّة بعض المسلمين اليوم التقليد والتشبُّه بغير المسلمين في الأفكار واللباس والعادات مخالفين هدي نبيِّهم عليه الصلاة والسلام، وعمل سلف هذه الأمة الصالح، وليس هذا من التميُّز والاعتزاز بالدين الإسلامي في شيء.


ومن الدروس في الولاء أن هذه الأمة المباركة أحق بموسى عليه السلام، وأولى به من أتباعه الذين بدَّلُوا دينه، وحرَّفوا كتابه، فنحن إليه أقرب، وبه أحق؛ لأننا أمة التوحيد الذي هو أصل دعوة الرسل جميعًا، وإن اختلفت شرائعهم؛ وهكذا يشعر المسلمون برباط العقيدة بينهم مهما تباعَدَتِ الأقطار، واختلفت اللُّغات.


ومن الدروس أن سنة الله تعالى في خلقه الابتلاء والامتحان، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا، فلا ينبغي للمؤمن أن يجزع إذا طال الابتلاء؛ فإن الذي شق لموسى طريقًا في البحر يبسًا، قادر على أن يشق لأمة الإسلام طريقًا رشدًا في مِحَنِها وأزماتها إذا أحسنوا الظن بربهم، وصدقوا في اللجـوء إليه دون سواه.


ومن الدروس أن الصراع بين الحق والباطل مهما امتدَّ أجلُه وطال أمدُه؛ فإن العاقبة للتقوى، لكن ذلك يحتاج إلى التسلُّح بالصبر، والاستعانة بالله تبارك وتعالى والإلحاح في الدعاء، قال الله عز وجل عن نبيِّه موسى عليه السلام وما أوحي به إليه: ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ * فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ * وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ * كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ [الدخان: 22 - 29].


بارك الله لي ولكم في الكتاب والسُّنَّة، ونفعنا بما فيها من الآيات والحكمة، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها الفضلاء، هنيئًا لمن وُفِّق لاغتنام الأجور العظيمة بصيام كثيرٍ من أيام شهر الله المحرَّم، ومنها أيام التاسع والعاشر والحادي عشر، وتعرَّض لنفحات ربه عز وجل وفضله وعطائه بهذا العمل الصالح، قال صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرَّضوا لها"؛ رواه الطبراني، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصيام من خير الأعمال حين أوصى به أبا أمامة رضي الله حين سأله: "أي العمل أفضل؟ فقال: عليكم بالصوم فإنه لا عِدل له"؛ رواه النسائي.


والله عز وجل يقول في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"؛ رواه البخاري، فما أجمل أن يذكر المسلم بفضل صيام هذا اليوم أهله من زوج وأولاد، وأقارب وجيران وأصدقاء، ومن يلقاه أو يعرفه من الجاليات المختلفة، ولو بتزويدهم بلغتهم ما يُبين لهم فضل صيام هذا اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، فالدالُّ على الخير كفاعله.


اللهم وفقنا لاغتنام مواسم الخير، والفوز فيها بعظيم الأجر، وأعِنَّا يا رحمن على ذكرك وشُكْرك وحُسْن عبادتك.


عباد الله، صلوا وسلموا على مَنْ أمرنا المولى بالصلاة والسلام عليه، فقال عز من قائل عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد صاحب الوجه الأنْوَر، والجبين الأزهر، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحب والآل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد، وعنا معهم بمنِّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.


اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحِّدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وأدِمْ على هذه البلاد أمْنَها وإيمانها ورخاءها، ومن أراد بها سوءًا فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، اللهم فرِّج هَمَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقْضِ الدَّيْن عن المدينين، واشْفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات؛ الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح نيَّاتنا وذرياتنا، وبلِّغنا فيما يرضيك آمالنا، وحرِّم على النار أجسادنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.


عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.01 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]