أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد - الصفحة 11 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما أفضل حمية للمصابات بسكر الحمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          دليلك الشامل لأنواع السرطان! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ما لا تعرفه عن أسباب العقم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          العصبية وصحة القلب: هل الغضب يدمّر صحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أعراض مرض الزهري: كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أطعمة غنية بسكر الفركتوز: هل هي ضارة أم مفيدة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          7 نصائح ذكية حول كيفية الوقاية من داء القطط للحامل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أسباب وعوامل خطر الإصابة بسوء التغذية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          إنقاص الوزن بعد الولادة: طرق آمنة وفعالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 12-06-2025, 09:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد

كيف تكون محاضرتك ناجحة





الدكتور عثمان قدري مكانسي

ماذا يعني نجاح المحاضرة؟
1- بناء الثقة ( كسب ثقة الحاضرين )
2- المتابعة.( كسب الثقة تجعل المعجبين يتابعون محاضراتك)
3- انتشار الفكر.( والمتابعة والاهتمام ينشر فكرك وأفكارك ومبادئك)
4- أن يكون أسلوبك قدوة.( يقلدك الآخرون بأسلوبك وطريقتك )


أساليب النجاح:
1- إعداد المحاضرة بشكل جيد.
2- اللغة السليمة الواضحة .
3- الأداء الجيد ( قيادة المحاضرة الآسرة الواعية).
أ‌- التناسق( التوافق في زمن المحاضرة ومادتها)
ب‌- استعمال التقنيات الحديثة ما أمكن.
ت‌- المراوحة بين الأساليب ( إنشاء وخبر )
ث‌- الصوت المناسب لفقرات المحاضرة.
ج‌- إشراك الحضور( سؤال، تعجّب، نظرات ذات معنى، وتوزيع الاهتمام..الاستطراد غير المخِلّ، أو نكتة سريعة ..)
ح‌- تنبيه الحاضرين (بابتسامة أو تكرار ذي مغزى ...أو..).
خ‌- وقت السؤال أو التعليق آخر المحاضرة أو بين فواصلها.


تلافي الإحراجات:
1- سؤال لا يعرف المحاضر جوابه... ( نتذكر قول الإمام مالك بن أنس حين سُئل اربعين سؤالاً فكانت أكثر إجاباته ( لا أدري).
2- رأي يخالف رأي المحاضر...( نقدم له الشكر بلباقة مقدرين رأيه المخالف).
3- سؤال خارج الموضوع...( إما أن يكون الجواب سريعاً وإما – وهو الأفضل – أن نعتذر عن الجواب لأنه خارج موضوع المحاضرة).
4- أحدهم استلم الحديث فأفاض.( قد نتركه يتحدث قليلاً ، ثم نقاطعه بأدب ونعتذر إليه بأن للمحاضرة وقتاً منبهين إلى ضرورة إنجاح المحاضرة وعدم المقاطعة.) ولا بأس أن نعد بالاستماع إليه إن بقي وقت إضافيّ.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #102  
قديم 03-07-2025, 01:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد

كيف تصبح خطيبًا متمرسًا؟ دروس وتجارب عملية


. أحمد نصيب علي حسين











دعوت في مقال سابق إلى ضرورة نقل الدعاة تجاربهم للدعاة الجدد؛ حتى يستفيد غيرهم من جهودهم، ويطوروا من أدائهم، ولا يقع غيرهم في أخطائهم، وانطلاقًا من ذلك أسعى في هذا المقال لنقل تجربتي مع الخطابة والدروس التي ألقيتها على المصلين؛ حتى يستفيد الدعاة والقراء منها، رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والإخلاص في القول والعمل.
التوازن بين الجرأة والحذر من الإلقاء
هناك مَن يرى الإلقاء سهلاً، ويرى أن أيّ شخص يستطيع الخطابة، حتى ولو افتقد الأساسيات من العلوم الشرعية واللغوية، وهناك مَن يبالغ في المتطلبات المراد توافرها في الخطيب؛ فيمنع مَن يستطيع بحُجَج واهية، فقد يستطيع الخطابة فيظل حذرًا من الخطابة، وما منعه سوى الخوف من الإلقاء.
فالجراءة على الخطبة بدون عِلْم ومن غير آليات الخطابة تُنفِّر الناس من الخطبة، وتدفعهم للإعراض عن الاستماع للخطيب، ولا تستفيد من الخطبة حتى ولو اشتملت على العلم النافع نتيجة لما يكسو الخطيب خطبته من الأداء الرديء.
والخوف من الخطابة مع امتلاك الشخص العلم النافع ومؤهلات الخطابة، لكنه يفتقد التدريب؛ يحرم الناس من خير كثير، ويحرم الشخص من التزود بالمزيد من العلم من خلال التحضير المستمر للخطبة.
والحق في التوسط بين تلك الصورتين؛ فلا ينبغي الاستهانة بالخطابة فيُقبل عليها مَن لا باع له بالعلوم الشرعية والعربية، ولا نبالغ فنمنع مَن يستطيع الخطابة لكنَّه يفتقد التحضير والتدرُّب واعتياد مواجهة الجماهير.
التحضير الجيد: بناء علمي للخطيب
من أهم الدروس والتجارب النافعة التي تعلَّمتها في تجربتي مع الخطابة: أن التحضير الجيد كان يُزوّدني بالكثير من العلم والتفاصيل المفيدة، ويدلّني على المزيد من المراجع النافعة، فكلما توسَّع المرء في التحضير والقراءة العميقة؛ انتفع بذلك في نفسه وفي خطبته؛ حيث يقف على مسائل لم يكن يعلمها.
ومع تكرار التحضير الجيد والاطلاع الواسع سيعرف مظانّ الموضوعات والمسائل، وستكون خطبته جيدة ومؤثرة وواضحة، فكلما تعمَّق الخطيب في التحضير اتضح الموضوع للخطيب، مما يجعله يستطيع الشرح والتوضيح للمستمعين، فتوضيح الخطيب للموضوع فرع من وضوحه في ذهنه.
النصوص الشرعية ترفع من قَدْر الخطبة وقيمتها
النصوص الشرعية لها دور عظيم في تأثير الخطبة في الجمهور، فالخطبة المبنية على القرآن وصحيح السنة النبوية يستقبلها الجمهور استقبالًا حسنًا ويتفاعل معها.
ومن الدروس النافعة التي وقفت عليها في خطبة الجمعة: أنه كلما حرص الخطيب على البحث عن الأدلة الشرعية لموضوعه وساقها في خطبته ودرسه؛ زادت قيمة خطبته ومكانتها، وسهل عليه الموضوع في التحضير والإلقاء؛ فالنصوص الشرعية من القرآن والسنة النبوية الصحيحة تكسو الخطبة بهاءً وجمالًا، وتجعل تحضير الخطبة وإلقاءها سهلًا. وقد كان وضعي للنصوص الشرعية في خطبتي يُرقّيها ويسهلها في نفس الوقت، فعناصر الموضوع ما أضعها إلا بناء على الآيات والأحاديث، فهي أساس خطبتي وقوامها.
كيف تخطب خطبة قصيرة؟
من أفضل الأمور التي تجعل خطبتك قصيرة ونافعة هو التحضير الجيد، والتركيز على النقاط المهمة فقط، ومعرفة النقاط المهمة يكون عبر الاطلاع على الآيات والأحاديث التي تتناول الموضوع. فالخطيب لن يستطيع ذِكْر كلّ شيء فليحرص على الأهم وفقًا للوقت المتاح، وأظن أن مَن يطيلون في الخطبة ويكون أداؤهم باهتًا بسبب ضعف التحضير، فالخطيب الذكي بتحضيره يستطيع توجيه رسالة واضحة للجماهير وفي دقائق محدودة.
لا تعتمد على الخطب الجاهزة
هناك خطب جاهزة في كتب مُؤلَّفة، وعلى الإنترنت، وهذه تنفع في ضيق الوقت عن التحضير وعدم الاهتداء لموضوع ما، لكن الاعتماد عليها وترك التحضير مطلقًا تُفْسِد على الخطيب فسادًا كبيرًا، فتجعله يعتاد الكسل ويترك التحضير وما فيه من منافع وفوائد، وتحرمه من خيرات المطالعة وصحبة الكتب النافعة.
التمهيد من أهم الأشياء في أجزاء الخطبة
من أهم الأشياء المطلوبة في الخطبة هو: البداية بالتمهيد الذي يجذب الجمهور، فليس من الحكمة الدخول في خطبة الجمعة من غير تمهيد، فالتمهيد يُجهِّز ذهن المستمع للخطبة، ويجذب انتباهه للخطبة. والتمهيد له صور عديدة، فقد يكون التمهيد قصةً أو سؤالًا أو ذِكْر عنوان الخطبة مباشرة، وفكرة التمهيد هذه أخذتها من الشيخ محمد حسين يعقوب التي أخذها من الشيخ محمد صفوت نور –رحمه الله- الرئيس الأسبق لجمعية أنصار السنة المحمدية بمصر.
لا تنظر للبدايات الخاطئة
في بداية الإلقاء ستجد نفسك خجولًا خائفًا حَذِرًا في الإلقاء، فلا تعبأ بتلك البدايات، ولا تهتم بها، فسرعان ما تذهب تلك البدايات، وبعد ذلك ستمتلك ناصية الإلقاء وتصبح بليغًا في الحديث، فلا تحزن من ظلمة البداية، فبعد أسابيع من الإلقاء المتعثر ستشرق -بإذن الله تعالى-.
تكرار الخطب وإعادة التنبيهات المهمة
تكرار الخطب المهمة على الجمهور من الأمور المهمة، فهناك بعض الموضوعات المهمة مثل مقاصد الإسلام الكبرى، وأعمال القلوب، والكبائر التي يكثر الوقوع فيها؛ هي لا يستغني الخطيب والمستمعون عن تكرارها، والتكرار أنفع للداعية فيحفظ الأدلة والموضوعات، وأنفع للجمهور؛ فما تكرَّر يتقرَّر لديهم ويستقر عندهم أهميته.
وهناك أمر آخر يحتاج الداعية لتكراره على مسامع الجماهير وهو التنبيهات والضوابط المهمة حتى لا يَفهم الناس كلامه خطأً، مثل معنى الزهد الصحيح، وحقيقة الدنيا المذمومة في القرآن والسُّنة.
كنزك في كتابة الخطبة
من التجارب المهمة التي اقتنعت بها وعرفت جدواها جيدًا: أن تسعى لكتابة خطبك ودروسك، وأعتقد أن الكشكول المُدوَّن فيه دروسك وخطبك يُعتبر كنزًا عظيمًا، فستزداد علمًا بمراجعتك له، ويُسعفك -بعد الله- في وقت الأزمات عندما يضيق وقتك عن التحضير.
وستضيف للخطب القديمة تفاصيل ومسائل جديدة لتنضج خطبك، وتُفيد جماهيرك بحديثك، وعندما تُعيد خطبة خطبتها سابقًا ستجد الموضوع واضحًا في ذهنك وضوح الشمس، وستجد يسرًا في التحضير والإلقاء.
الخطبة تُعرّفك المراجع المهمة
بعد طول العمر في التحضير ستتعرف على المراجع المهمة التي لن تستغني عنها، وترجع لها مرارًا وتكرارًا، ومن تلك المراجع المهمة التي وقفت عليها: كتاب نضرة النعيم في أخلاق النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وكتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، وكتاب رسائل ابن رجب، وجامع العلوم والحكم، ولطائف المعارف، ومجلة البيان اللندنية، وفتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب.
اختيار موضوع الخطبة مبكّرًا كنز عظيم
من أجمل ما يرفع من قَدْر خطبك وينفعك في تحضيرها: الاختيار المبكر لموضوع الخطبة، فإن استطعت أن تختار موضوع خطبتك القادمة قبل صعودك للخطبة الحالية فافعل، فهذا نافع جدًّا. فالاختيار المبكر يُوسِّع من مجال تفكيرك وتأملك للموضوع، ويدفعك للتعمق في القراءة والمطالعة؛ فتطلع على الدرر والجواهر، فتنتقي للناس أجمل ما وقفت عليه من درر.
ولقد شعرت بتلك الميزة العظيمة عندما جعلت وقتًا يوميًّا للتحضير فأقرأ فيه، فاطلعت على ما راقَ لي من تفاصيل الموضوع، وفرحت بما وقفت عليه من معلومات ونصوص أضاءت لي موضوعي.
حماس الخطيب بخطبته يؤثر في جمهوره
كن متحمسًا ومنفعلًا لخطبتك وموضوعها؛ حتى تترك أثرًا نافعًا في المستمعين، فلا بد من الانفعال بموضوعك والتأثر به قبل أن يتأثر الناس، فالناس يتأثرون بتأثرك، وينفعلون بانفعالك، وسيرونك خطيبًا عندك قضية تريد الدفاع عنها، وسيشعرون أن لك رسالة تريد توصيلها للجماهير، ولست موظفًا تكسب بخطبك المال.
برنامج المكتبة الشاملة: العصا السحرية
من أجمل البرامج التي نفعني الله بها نفعًا عظيمًا: برنامج المكتبة الشاملة، لن يستغني عنه خطيب في تحضير خطبته عن هذا البرنامج، فلديه إمكانيات مذهلة في البحث والنسخ والقراءة، ومن أجمل مميزات برنامج المكتبة الشاملة التي على الحاسوب ميزة النسخ التراكمي.
الإخلاص سبيل النجاة
الخطيب والواعظ على خطر عظيم؛ لأن عمله ظاهر للناس وليس سرًّا، فتحقيق النية ليس سهلًا، وليس هذا مدعاة لترك الخطابة، بل مدعاة لمجاهدة النفس في تحقيق مقصده الحسن، فيجب عليك العناية بتجديد النية الصالحة، فينبغي أن تعتني بالإخلاص وتحمي نفسك من تسرُّب الرياء وحُبّ السُّمعة.
تجربتي في الخطابة تتلخص في: التحضير المبكر، والحرص على التمهيد الحسن، والاختصار في وقت الخطبة، وتدوين الخطب باستمرار، والاستفادة من المكتبة الشاملة، وعدم الملل من تكرار الخطب المهمة. رزقنا الله وإياكم الإخلاص.
إن التجارب الدعوية ما هي إلا تجارب بشرية يَعتريها النقص والخلل، وفيها من الدرر والفوائد، فلا ينبغي أن نتعلق بالنقص والخلل، بل نستفيد أيضًا من الدرر والفوائد؛ حتى نُطوّر من دعوتنا ونُحسِّن من أدائنا؛ وفقنا الله واياكم لما يُرضيه.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #103  
قديم 08-08-2025, 06:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد

خطبة الجمعة والفرص الضائعة


‏ الدكتور ياسر تيسير العيتي



يصعد الخطيب على المنبر فيتحدث في عناوين عامة (العودة إلى الله – إصلاح ذات البين – إخلاص النية ..) ويدعم كلامه بآيات وأحاديث وقصص من التاريخ تبين (عظمة الإسلام) ومدى (صلاح وتقوى المسلمين الأولين) ومدى (بعد المسلمين اليوم عن الله) ثم ينهي خطبته ويخرج المصلون من المسجد ولا يغيرون شيئاً من سلوكهم وتستمر أوضاع المسلمين السيئة على ما هي عليه إلى أن ينقضي الأسبوع ويأتي موعد الخطبة التالية وتتكرر القصة ذاتها..

إذا وازنّا بين مئات ملايين الساعات التي يقضيها مئات الملايين من المسلمين كل أسبوع وهم يستمعون إلى خطبة الجمعة والأثر الذي تتركه هذه الخطبة في واقعهم لوجدناه ضعيفاً جداً، ولا أعتقد أن الله قد فرض صلاة الجمعة على المسلمين لتكون طقساً جامداً لا روح فيه ولا أثر له في حياة الأمة وواقعها.

إن أحد أسباب فقدان خطبة الجمعة لفعاليتها هو تحركها في العموميات وابتعادها عن التفاصيل التي يحتاج إليها المسلمون فعلاً لتغيير واقعهم.

فمثلاً يمكن للخطيب أن يطلب من المصلين أن يعاملوا زوجاتهم بإحسان، وأن يسوق الآيات والأحاديث وقصص التاريخ المتعلقة بهذا الأمر، وأن يكتفي بذلك فيخرج المصلون من المسجد دون أن يتعلموا شيئاً جديداً يساعدهم على تجاوز التحديات التي تواجههم في حياتهم الزوجية، ويمكن للخطيب أن يتناول أمراً محدداً مثل الخلافات الزوجية ويستعرض الأساليب العملية التي تساعد على توقي هذه الخلافات وحلها ، وهكذا يخرج المصلون ولديهم أفكاراً عملية جديدة يمكن تطبيقها والاستفادة منها.

كثير من الناس الذين أعرفهم يحدثونني عن معاناتهم في البحث عن مسجد يصلون فيه الجمعة فأكثر الخطباء خطبهم منفصلة عن الواقع ولو لا (الروزنامة) المعلقة في المسجد لما استطعت أن تميز الزمن الذي تلقى فيه الخطبة أهو القرن الثالث الهجري أم القرن الخامس عشر!

أتمنى على خطبائنا أن يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية وأن يخصصوا ساعة من وقتهم كل يوم لرفع سوَّيتهم الثقافية بقراءة الكتب (غير الدينية) التي تشرح آخر ما توصلت إليه العلوم الاجتماعية والتربوية وعلوم التواصل والسلوك الإنساني والتنمية البشرية والإدارية والقيادية، وأن يعيدوا النظر في تلك الفكرة التي تقول (كل شيء موجود في الإسلام ولا حاجة لنا إلى معرفة ما يأتي من غير المسلمين فيما يتعلق بالعلوم الإنسانية) فهي فكرة لا تحمي الإسلام ولا تساعد على تطبيقه، بل تحنّطه وتعزله عن الواقع، وتجعل شعار (الإسلام هو الحل) بمثابة نكتة يهزأ بها المستهزئون!

إن عظمة الإسلام تكمن في أنه وضع القواعد العامة وترك تفاصيل تطبيقها للعقل البشري ليجتهد ويبدع بما يواكب تطور البشرية وتقدمها. فمثلاً يقول تعالى :[وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ] الأنفال -46- هذه الآية يرددها كثير من المسلمين فيما هم يتخاصمون لأتفه الأسباب.
إن حل النزاعات اليوم أصبح علماً قائماً بذاته ولا يكفي ترديد هذه الآية لحل النزاعات بين المسلمين ما لم تكن لديهم المعرفة التفصيلية بأدوات توقي النزاعات وتجاوزها. ينطبق هذا الأمر على كثير من الأمور التي لها علاقة بالتربية والإدارة والقيادة والتواصل وتحفيز الآخرين والتأثير فيهم وتغيير السلوك الإنساني وغيرها من المجالات ...

الناس اليوم تعبوا من صراخ الخطباء على المنابر ومن الحديث المكرَّر الممل.

إن للناس حاجات ومن ينجح في تلبية هذه الحاجات يقبلون عليه ويمشون خلفه ويقتدون به.

إن دور المنبر في قيادة الأمة سيعود عندما يفكر الخطيب قبل صعوده المنبر بحاجات الناس الذين يستمعون إليه وكيف سيطرح أفكاراً تساعدهم على تلبية هذه الحاجات ،وهذا يحتاج إلى التواصل مع الناس وإلى الإطلاع على آخر ما توصل إليه الإنسان في شتى مجالات المعرفة.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #104  
قديم 10-08-2025, 12:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد

وصايا إلى خطيب الخطبة

أحمد بن عبد الرحمن القاضي


- قد بوأك الله مبوأ صدقك، وأحلك محلةً رفيعة فوق أعواد المنابر تخاطب جموع المسلمين؛ تعظهم وتذكرهم وتعلمهم فهنيئًا لك ما ساق الله لك من الخير وأجرى على لسانك من الكلم الطيب.
- لا يعزب عن بالك أيها الفاضل الكريم أن غاية (الخُطبة): ذكر الله وما والاه. كما قال تعالى: (فاسعوا إلى ذكر الله) فاستصحب هذا المعنى لتجلو صدأ القلوب الذي تراكم خلال الأسبوع.
- اعلم رعاك الله أن هذه الشعيرة العظيمة في هذا اليوم العظيم من أعظم أسباب بقاء الإسلام وتوطيد أركانه في المجتمعات. فاقدر هذه المهمة حق قدرها، وأولِها ما تستحق من عناية واهتمام، واجعلها عبادة لا عادة، ودروسًا لا طقوسًا.
- اعتن وفقك الله بالحديث عن المهمات وما يحتاج إليه الناس في عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم وما يشغل بالهم ولا تطوِّح في موضوعات لا حاجة لهم بها، وحدث الناس بما يعرفون.
- تكيَّف مع موضوع خطبتك وانفعل انفعالًا صادقًا بما يقتضيه المقام وليظهر ذلك على نبرة صوتك وحركة بدنك فقد كان النبي ﷺ إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم. ولا تُمتها بالهمهمة والإلقاء البارد.
- لا تطل الخطبة وقل قولًا فصلًا جامعًا مانعًا، وتجنب تكرار المعاني، وأطل صلاتك فإن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّةٌ من فقهه. أي علامة على فقهه. وإن من البيان لسحرًا.
- احذر أن تكون (ناسوخًا) تستنسخ خطب غيرك، وتتشبع بما لم تعط! استفد من الآخرين واقطف من كل بستان زهرة وأعد إخراجها حاملة بصمتك، كما يخرج من النحلة شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس.
- تفطن للمواسم والمناسبات واخطب بما يناسب الحال وبيان ما يُحتاج إليه من أحكام العبادات: كالصوم والحج والأضاحي، والمعاملات: كالزروع والثمار والمبايعات والمساهمات، والعادات: كالسفر والزواج والإجازات.
- تقمّص صفة الناصح الشفيق لا المعنِّف المؤنِّب الغليظ. وتلطف في إيصال الفكرة واستلِن القلوب بموعظة الكتاب والسنة وكلام الحكماء وشيء من مستجاد الشعر والأدب والقصص.
- تجنب الإثارة والتحريض وإيغار الصدور ولتكن خطبتك مستراحًا للنفوس وربيعًا للقلوب وجلاءً للأحزان حتى يشتاق الناس إليها ويرقبونها، ويخرجون منها أعظم إيمانًا ورغبة في العمل الصالح. وفقك الله.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.74 كيلو بايت... تم توفير 3.06 كيلو بايت...بمعدل (3.83%)]