الحج فضائل وأحكام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-06-2023, 03:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي الحج فضائل وأحكام

الحج فضائل وأحكام
الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم


الحمد لله الذي جعل بيته مثابة للناس وأمنًا، وبوَّأ لإبراهيم مكانه تكرمًا منه ومَنًّا، وأمر أن يؤذن في الناس بحَجِّه فلبَّاه المؤمنون حسًّا ومعنًى، وتوارث المخبتون حجه قرنًا فقرنًا، حتى بزغ فجر الإسلام فجعله الله له ركنًا، والصلاة والسلام على أشرف من حج واعتمر، وأفضل من تعبَّد وذكر؛ سيدنا محمد القائل: ((خذوا عني مناسككم))[1]؛ لتتعلم حجه، وتقتفي أثره، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن على طريقته استمر.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا تنفعه طاعة من شكر، ولا تضره معصية من كفر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بكل خيرٍ أَمَرَ، وعن كل شرٍّ حذَّر وزَجَرَ؛ أما بعد عباد الله:
فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله.

أيها الإخوة المؤمنون:
هذا موسم الحج قد أقبل، وقد شدَّ الموفَّقون رحالهم إلى البيت العتيق، يتوافدون إليه رجالًا وعلى كل ضامر من كل فج عميق؛ ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، وليقضوا ركنًا من أركان الإسلام فرضه الله؛ بقوله تعالى: ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].

ورتَّب على أدائه الأجرَ الكثير، والفوز الكبير؛ من مغفرة الذنوب، والفوز بالجنة، ونعم المصير؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((العمرة إلى العمرة كفَّارة لِما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))[2]، ويقول: ((من حجَّ فلم يرفُثْ ولم يفسُق، رجع كيوم ولدته أمه))[3].

ولذا فإن أفئدة المؤمنين تهفو إلى تلك المشاعر، وتحِنُّ إلى تلك الأماكن، وتتطلع إلى أداء تلك المناسك، والفوز بما فيها من نفحات عميمة، وجوائز كريمة، فهنيئًا لمن وفَّقه الله إلى ذلك.

أيها الإخوة:
ولأن تلك الفرص لا تتكرر، فيجب اغتنامها على أفضل وجه؛ حتى لا تندم على ضياعها ولا تتحسر، وهناك أصلان عظيمان لا بد من توفرهما لمن أراد أن يُقبَل عمله، ويتحقق أمله:
أولهما: الإخلاص وترك الرياء؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، ويقول: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمِل عملًا أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه))[4]، فعلى المسلم أن يخلص قصده وعمله لله.

والثاني: المتابعة: المتابعة في جميع الأعمال، فلا يقبل الله عملًا إن لم يكن مأخوذًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يقول الله تعالى: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 3]، ويقول جل جلاله: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

ومن أجل ذلك ((فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثم أُذِّن في الناس في العاشر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجٌّ، فقدِم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتمَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله))[5]، وكان يكرر عليهم في كل مرحلة من مراحل حجِّه هذه العبارة: ((خذوا عني مناسككم؛ لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا))[6]؛ حرصًا منه صلى الله عليه وسلم أن يقتدوا به، ويتعلموا عنه مناسك حجهم؛ لينالوا القبول والفوز بالمأمول؛ ومن هنا نعرف أهمية تعلم كيفية الحج ومعرفة أحكامه.

ومما يجب معرفته - أيها الإخوة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لأمَّتِهِ مواقيت مكانية، لا يجوز تجاوزها لمن أراد الحج أو العمرة إلا مُحْرِمًا، ومن تعدَّاها بدون إحرام فقد أثِمَ ووجب عليه الرجوع إليها ليُحْرِم منها، أو يلزمه دم؛ جزاء على ترك ذلك الواجب من واجبات الحج.

وميقاتنا - أهل اليمن - يَلَمْلَمُ، من مَرَّ به لزمه الإحرام منه، ومن سافر بالطائرة لزمه الإحرام عند محاذاته من الجوِّ، ولا يجوز له تأخير الإحرام إلى جدة، كما قرر ذلك مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة.

وقد كان من علماء هذه البلاد مَن يفتي أن يؤخِّر الإحرام إلى جدة، ثم يُحرِم من عند الميناء القديم من جدة، ولا أظن أن هذه الفتوى تصح ولو فُرِض صحتها، فإن العمل بها غير ممكن؛ لأن الحُجَّاج يُجبرون على التوجه من المطار إلى مكة، ولا يسمح لهم بالنزول إلى جدة إلا بعد الوصول إلى مكة، فلا يغر الحاج نفسه، ولا يتعرض لترك ذلك الواجب دون مسوغ.

وأما من قصد الذهاب مباشرة إلى المدينة، فيجوز أن يؤخر الإحرام، وعند عودته إلى المدينة يحرم من بئر عليٍّ؛ ميقات أهل المدينة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في المواقيت: ((هُنَّ لَهُنَّ ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن يريد الحج والعمرة))[7].

أيها الإخوة المؤمنون:
وليس هناك أي حرج من الإحرام في الطائرة، فعلى الحاج أن يستعد بالاغتسال والحلق ونظافة بدنه من منزله، ثم يستعد بالإحرام إن وجد؛ لأن لبس البياض أفضل من غيره، فإن لم يوجد الإحرام المعروف أخذ أي إزار - صارون أو فوطة - بأي لون كانت، فيلبس الإزار والرداء، ويتجرد من الثياب الأخرى كغطاء الرأس بالنسبة للرجل، والقميص والملابس الداخلية، ثم يُحرِم في فوطة إزار وأخرى رداء، فإن لم يجد فوطة وإنما كان معه فقط السراويل - البنطلون - فيجوز له أن يحرم فيه، مع خلع الملابس الأخرى؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((فمن لم يجد الإزار، فَلْيَلْبَس السراويل))[8]، وذلك حتى يصل إلى مكان يستطيع فيه شراء الإحرام ولباسه، ولا إثم عليه في ذلك ولا فدية إن شاء الله.

وأما النساء، فيُحْرِمن بثيابهن العادية ما دامت ساترة وطاهرة، وعليهن أن يتجنبن لبس البرقع واللثام والقفازين - أي جوارب اليدين - ويغطين وجوههن بالغشاء الذي يُسدَل من أعلى الرأس على الوجه، عند مخافة نظر الرجال إليهن.

[1] رواه مسلم (2/ 943)، برقم: 1297، بلفظ: ((لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ)).

[2] البخاري (2/ 629)، برقم: 1683، مسلم (2/ 983)، برقم: 1349.

[3] البخاري (2/ 553)، برقم: 1449، مسلم (2/ 983)، برقم: 1350.

[4] رواه مسلم (4/ 2289)، برقم: 2985.

[5] رواه مسلم (2/ 887)، رقم: 1218.

[6] تقدم تخريجه.

[7] رواه البخاري (2/ 555)، برقم: 1454، مسلم (2/ 839)، برقم: 1181.

[8] رواه البخاري (2/ 654)، برقم: 1746.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.86 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]