خطبة عن إماطة الأذى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-09-2022, 06:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن إماطة الأذى

خطبة عن إماطة الأذى
د. عطية بن عبدالله الباحوث





الحمد لله المتفضل على عباده بالنعم التي تترا، والحمد لله الذي جعل لنا من كل هَمٍّ فرجًا، والحمد لله الذي جعل في إماطة الأذى عن الطريق صدقة وأجرًا.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء، سميع بصير، يعلم السر وأخفى، وأشهد أن سيدنا محمدًا خاتمُ الرسل والأنبياء، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجِلَّاء، وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء، أما بعد:
الخطبة الأولى
عظم ذنب الأذى:
فإن المسلم له عظيم الحق بين إخوانه، ومَن تعرَّض له بسوء وأذى فقد وقع في الإثم والزلل، فهو متوعد من الله بعظيم الجزاء، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].

وإن كانت هذه الآية في معرض الوقوع اللفظي بالسبِّ في المقام الأول؛ لكن لا يمنع أن يندرج تحتها جميعُ أنواع الأذى مِن تَعَدٍّ على الأموال والمضايقات في الأملاك؛ بل يدخل في ذلك المرافق العامة والطرقات، فالمؤمن له محبة عند الله، فمن تعرض له بشيء من الأذى، فالله هو خصيمه وحجيجه.

فضل إماطة الأذى:
وإذا كان الأذى حصول الوزر عليه أدبًا فبلا شك أن إبعاد الأذى عن المسلمين له الأجر عدلًا، وقد بلغ فيه من الأجر مبلغًا حتى أوجب لصاحبه جنة المأوى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نزَعَ رجلٌ لم يَعْمَلْ خيرًا قطُّ غُصْنَ شوكٍ عن الطريقِ، إما كان في شجرةٍ فقَطَعَه وألقاه، وإما كان موضوعًا فأَماطَه، فشَكَرَ اللهَ له بها؛ فأدَخَلَه الجنةَ))[1]، وسر هذا الأجر العظيم أن هذا الرجل أحب الخير للناس، ورحم ضعفهم، وشق عليه أذاهم، فغشيته رحمة الله، وأعطاه أعظم الرحمات، فكان من أهل الجنات.

وهذه رسالة مضمنة وبُشْرى نزفُّها إلى كل شخص وسَّع على الناس في طرقهم من ملكه الخاص، وأبعد عنهم أذى الضيق، لك أجْرُ كلِّ مارٍّ، وأنت في صدقة كل يوم، فاحتسب الأجر عند الله.

إماطة الأذى من الإيمان:
وما أجمل أن تكون حياتنا الخاصة والعامة مرتبطة بعقيدتنا وشرعنا الذي ارتضاه لنا ربنا! فمن أعظمها شأنًا وهو التوحيد قولًا وعملًا واعتقادًا إلى إماطة الأذى عن الطريق إيمانًا واحتسابًا، كله دين، يصور هذا حديث أبي هريرة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ))[2]، فكل ما آذى الناس من حجر أو قذر أو ما ضايقهم في طريق أو مستراح فإن إبعاده درجة من درجات الإيمان، فما أعظم أن تزيد إيمانك كل يوم بإبعاد أذى أو تقديم نفع للناس!

عقوبة الأذى:
وإنه ليكفي المؤمن التقي والعاقل اللبيب في كفِّ أذاه أن يعلم أن الله على لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلم شرع لمن أوذي أن يلعن من آذاه، فعن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ آذَى المسلمينَ في طُرُقِهِمْ، وجَبَتْ عليهِ لَعْنَتُهُمْ)) [3]، وعند مسلم من حديث أبي هريرة أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: ((اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ))، قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: ((الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ)).

فليس والله بالهيِّن أن يتلقى العبد لعنات البشر، كلهم يطلبون من الله أن يبعد هذا المؤذي عن رحمته وفضله، فربما بلغ الأذى بأحدهم درجة الضرر، فيتقبل الله دعاه؛ لأنه يجيب المضطر ويكشف السوء، والبعيد مَن أبعده الله عن رحمته وفضله، ونستغفر الله، إن الله غفور رحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبدُ الله ورسولُه الداعي إلى رضوانه، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وبعد:
فإن كان مرَّ الكلام على الجملة فهنا أورد بعض القضايا التي يجدر التنبيه عليها في هذا المقام ومن ذلك:
أولًا: لا تستصغر المعروف كما لا تستصغر الشر، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((عُرِضَتْ عليَّ أعمالُ أمتي: حسَنُها وسيِّئُها، فوجدتُ في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النُّخاعة تكون في المسجد لا تُدفَنُ))[4].

ثانيًا: النظافة واحترام المصالح العامة، ومنع قذرك عن الشوارع والمتنزهات والحدائق، ليس هذا مجرد ذوق عام وثقافة شخصية يمكن أن تتخلَّى عنها متى شئت؛ بل هو دين، فلا يحقُّ لأحدٍ أن يعبث في الملك العام؛ لأنه حقٌّ للجميع.

ثالثًا: من المقرر شرعًا أن المصلحة الخاصة تحترم؛ ولكن إذا تعارضت مع المصلحة العامة قدمت العامة، فلو كان لك بيت أو أرض، واحتاج الناس إلى طريق، فليس لك الحق شرعًا أن تمنعهم؛ لأن منعك أذى وضرر، والضرر مرفوع.

رابعًا: رسالة عتب أن نجد من المسلمين من يرمي قذره من بيته أو سيارته في الأماكن العامة دون احترام لحق الغير من الناس، ودون مراعاة لتعب عمَّال النظافة الذين لهم عظيم التقدير والاحترام، فهم أعظم عملًا من الرجل الذي أبعد غُصْنَ شوكٍ، فدخل الجنة، والله يعظم لهم الأجر.

الدعاء
اللهم عرفنا نعمك بدوامها، ولا تعرفنا نعمك بزوالها، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وبالسعادة آجالنا، واجعل إليك اعتمادنا ومآبنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ عِلْمِنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا، ولا تُسلِّط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

اللهم اعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرْنا ولا تنصُرْ علينا، واهدنا ويَسِّر الهدى لنا، وانصُرْنا على مَن بغى علينا، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم أمِّنَّا في أوطاننا، واحفظ اللهم ولاةَ أمورنا ووفِّقْ بالحق إمامَنا ووليَّ أمْرَنا.

اللهم اكْفِ المسلمين كيدَ الكُفَّار، ومكر الفُجَّار، وشَرَّ الأشرارِ، وشَرَّ طوارق الليل والنهار، يا عزيز يا غفار

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، سبحان ربِّنا رب العزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





[1] صححه الألباني في صحيح أبي داود.

[2] مسلم.

[3] قال المنذري في الترغيب والترهيب: إسناده حسن، وكذلك الهيثمي في المجمع، والسيوطي في الجامع الصغير، والشوكاني في السيل الجرَّار، والألباني في صحيح الجامع، وقال: حسن لشواهده.

[4] مسلم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]