|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التربية البيئية وإشكالية التعليم والتعلم د. مولاي المصطفى البرجاوي التربية البيئيَّة هي اتِّجاه وفكر وفلسفة، تهدفُ إلى تنمية الخلق البيئي لدى الإنسان، وإعداد الإنسان للتفاعل مع عناصر البيئة المختلفة؛ بغرض حماية النظام البيئي بمفهومه الشامل. والبيئةُ هي كل ما يحيطُ بالإنسان من: ماء، وهواء، ويابسة، وفضاء خارجي، وكلِّ ما تحتويه هذه الأوساط من: نباتٍ، وحيوان، وأشكال مختلفة من طاقة، ونُظُم، وعمليات طبيعيَّة أو أنشطة بشرية[1]. تسعى التربية البيئيَّة المدرسيَّة إلى تكوين الإنسان الذي يتمتع بالمهارات skills والاتجاهات Attitudes بِناءً على نوعية المفاهيم concepts التي تكون متضمَّنةً في المنهاج التعليمي، التي يمكنُ أن تؤدِّي إلى تحقيق أهداف حماية البيئة، وإلى وقاية الإنسان من المخاطر[2]. • الأهداف العامة للتربية البيئيَّة: من الأهداف الأساسية للتربية البيئية ما يلي: • زيادة الوعي والمعرفة عند المتعلِّم للمفاهيم العلميَّة البيئيَّة العامة، وللمشاكل العالمية والمحليَّة التي تُهدِّدُ البيئة، وبالتالي تُهدِّدُ وجود الإنسان، أو على الأقل تهدِّد مستوى معيشتِه. • تفعيل المتعلِّمين، وحثُّهم على الالتزام بمواقف مسؤولة تجاه البيئة والمحافظة عليها؛ أي: معايشة المتعلِّمين للمشكلات البيئيَّة، والتدريب على المشاركة، وتنمية الوعي البيئي، الذي يُعنَى بزيادة فهم الإنسان لمحيطه الدقيق، ولعناصر البيئة المختلفة[3]. • غرس القِيَم البيئية التي تستهدف صيانة البيئة مما يواجهها من مشكلات، وما يَتهدَّدها من أخطار، من خلال التغلغل إلى جذور العِلل الحقيقيَّة في أسلوب حياة الفرد. • تكوينُ اتجاهات إيجابيَّة نحو البيئة، ويمكن تعريفُ الاتجاه البيئي بأنه الذي يَتَّخذه الفرد إزاءَ بيئته، من حيث استشعارُه لمشكلاتِها، أو عدمُ استشعاره، أو استعدادُه للمساهمة في حلِّ هذه المشكلات، وتطوير ظروف البيئة على نحو أفضلَ، أو عدم استعداده، وكذلك موقفُه من استغلال الموارد الطبيعيَّة في هذه البيئة استغلالاً سواء أكان راشدًا أم جائرًا. • ترشيدُ سلوك الإنسان الخاصِّ بحماية البيئة ورعايتها بفهم ووعي، ودفعُه إلى المشاركة الإيجابيَّة بتبني سلوكيات معينة؛ تؤدي إلى الإقلال من الأخطار التي تتعرض لها البيئة، وتحمل مسؤولياته في الحفاظ عليها[4]. • كفايات تدريس التربية البيئيَّة في المنهاج الدراسي: تؤكد منشوراتُ اليونسكو (1981) أنه لقيام المدرس بمهامِّه إزاءَ التربية البيئيَّة؛ يجبُ أن يكون قادرًا على تحقيق جملة من الكفايات المتصلة بالمنهاج، نذكر منها: 1- أن يُطبِّق ما لديه من معرفة في الفلسفة التربويَّة في عملية اختيار وإعداد برامج منهجيَّة وإستراتيجيات؛ لتحقيق أهداف التربية البيئية. 2- أن يُوظِّف النظريَّات السائدة في التفكير الأخلاقي لعملية اختيار وإعداد وتنفيذ مناهج يُتوقَّعُ أن تُحقِّق أهداف التربية البيئية في تنمية اتجاهات القِيَم البيئية. 3- أن يُوظِّف النظريَّات المعرفيَّة، والاتجاهات والعَلاقات السلوكيَّة في اختيار وتنفيذ منهاج يؤدِّي إلى إحداث أقصى حدٍّ ممكن من التغيُّرات السلوكية المرغوب فيها لدى المتعلِّمين. 4- أن يُوظِّف نظريَّات التعليم السائدة في اختيار وإعداد وتنفيذ مواد منهجيَّة، وإستراتيجيات تعليميَّة؛ لتحقيق أهداف التربية البيئية بفاعلية لدى المتعلِّمين. 5- أن يُطبِّق نظريَّة انتقال أثر الخبرة في عمليات اختيار وإعداد وتنفيذ المواد والإستراتجيات التعليمية؛ لضمانِ انتقال أثر المعلومات والاتجاهات والمهارات المعرفيَّة التي يحصل عليها المُتعلِّم إلى المواقف الحياتيَّة التي تتطلَّبُ اتِّخاذَ قرارات معينة. 6- أن يَختار أساليبَ تدريسٍ فعَّالةً؛ تُمكِّنُ المتعلِّم من بلوغ النتاجات التعليميَّة المرغوب فيها في المجالات المعرفيَّة والانفعالية. 7- أن يُعدَّ ويستخدم وسائلَ فعَّالة في عملية التخطيط للتعليم. 8- أن يُضمِّنَ عناصرَ من منهاج التربية البيئية وأساليبها بشكل فعَّال في جميع موضوعات (التخصصات) التي يُكلَّفُ بتدريسها. 9- أن يُقوِّم المنجزات في مجال مناهج التربية البيئية والأساليب المستخدم فيها بطريقة فعَّالة، تشمل المجالَيْنِ: الانفعالي، والمعرفي[5]. من خلال جردٍ لأهم الكفايات التي يتعيَّنُ على المدرس التمكُّن منها لترسيخ وتعليم التربية البيئية لدى المتعلمين - يمكنُ الخروجُ بخلاصة مُفادها: أن تدريسَ التربية البيئيَّة تجمع بين الشقِّ النظري: (الفلسفة التربويَّة، النظريات السائدة في التفكير الأخلاقي...) والديداكتيكي: (أساليب التدريس، منهاج التربية البيئية...)، لكن لم يتم التطرق إلى الشِّقِّ الأهمِّ ألا وهو الجانبُ التطبيقي من خلال الانفتاحِ على المحيط البيئي للمتعلِّم من خلال زيارات ميدانية وأنشطة لاصفِّية، ويمكن توضيحُ ذلك من خلال الخطاطة التالية: عمومًا: إن تحقيق أهداف التربية البيئيَّة يعتمد على الجوانب التالية[6]: 1- التعليمُ من البيئة: يتصلُ هذا الجانب بمعرفة وفهم التلاميذِ للبيئة، وكيف يمكن للإنسان أن يُؤثِّر في بيئته، فضلاً عن كيفية التعامل معها. 2- التعليم في البيئة: يُركِّزُ هذا الجانب على تطويرِ الفهمِ البيئي لدى المتعلِّمين من خلال توظيف البيئة كمختبرٍ للتعلُّم، وهذا يَتحقَّقُ من خلال عمليَّة البحث والاستقصاء في البيئة، أثناء الزيارات الميدانية للبيئة والأنشطة اللاصفية، مما من شأنه أن يُطوِّر الفهم؛ كونه يركز على عملية التجريب. 3- التعليم من أجل البيئة: يسعى هذا الجانبُ جاهدًا إلى تطوير اهتمام المتعلم في المحافظة على البيئة، فهو يُسهِمُ في تطوير الاتجاهات والميول والقِيَم لدى المتعلمين؛ من أجل ضمان عنايتهم بالبيئة، وتجنُّب إحداث أيِّ خَللٍ يَمسُّ بها. إن إعداد المُتعلِّم من الناحية البيئية في مرحلة التعليم الثانوي، بات مطلبًا مُلحًّا، وحتى يكون هذا الإعداد فاعلاً أشار (wilson 1996) ويلسون [7] إلى مجموعة من الأسس التي يجب أن تُؤخَذَ بعين الاعتبار في عملية تعليم وتعلُّم التلاميذ واكتسابهم للمفاهيم البيئية: • البَدْء بالخبرات البسيطة، حيث إن البيئة تعد مناخًا خصبًا يحتوي على خبرات مألوفة للتلاميذ. • تعليم التلاميذ اعتمادًا على خبرات محسوسة في البيئة. • التأكيد على عملية التجريب، لاسيما أن التلاميذَ يتعلَّمون بالاكتشاف. وعلى ضوء ذلك من أهداف التخطيط للتدريس التربية البيئية ما يلي: • الإلمام والمعرفة بالمفاهيم البيئية والمبادئ ذات العَلاقة بها. • معرفةُ كيفية تأثير نشاطِ الإنسان على العَلاقة بين نوعية الحياة ونوعية البيئة التي يعيش فيها. • القدرة على الإلمام بالمهارات الأساسية للاستكشاف الفعلي للقضايا البيئية، واقتراح الحلول المناسبة لها ، ومن ثَمَّ تقويمُ هذه القضايا والحلول. • تمثل القِيَم والاتِّجاهات الضرورية؛ للتعامل مع البيئة بشكل عقلاني. [1] فخري رشيد خضر 2006؛ طرائق تدريس الدراسات الاجتماعية، دار المسيرة، عمان، الأردن، ص: 80. [2] ريمون المعلولي؛ مناهج التربية البيئية المعرفة والممارسة لدى المدرسين (دراسة ميدانية في مدارس التعليم الأساسي/ حلقة ثانية مدينة دمشق)، مجلة جامعة دمشق، المجلد 25، العدد 1+2، 2009، ص: 137. [3] فخري رشيد خضر 2006، مرجع سابق، ص: 79-80. [4] عاهد العاسمي؛ الوعي البيئي، مجلة الدوحة، العدد91، مايو 2015، الدوحة - قطر، ص: 156. [5] ريتشارد وايك، هنجر فورد (1985)، إستراتيجيات تدريب المعلمين في مجال التربية البيئية، ترجمة تيسير الدويك، المركز الإقليمي لتدريب القيادات التربوية في البلاد العربية، عمان، ص: 28. [6] علي أحمد بركات؛ تصورات معلمي الصفوف الأساسية للتخطيط التدريسي الملائم لتنمية الوعي البيئي لدى التلاميذ، مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والاجتماعية والإنسانية، المجلد 16، العدد2، يونيو2004، ص: 57. [7] Wilson ,R(1996), Starting Early : Environmental Education During the Early Childhood Years. Eric, ED 402147
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |