الموضة وهوسها عند الشباب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حقيقة الدين الغائبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          وتفقد الطير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          نحوَ عربيةٍ خالصةٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          ما ظننتم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 220 )           »          قناديلٌ من نور على صفحةِ البريد الخاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          ظُلْمُ الْعِبَاد سَبَبُ خراب البلاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 108 )           »          من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          شخصية المسلم مع مجتمعه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 80 )           »          ومن رباط الخيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 05:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,475
الدولة : Egypt
افتراضي الموضة وهوسها عند الشباب

الموضة وهوسها عند الشباب

عدنان بن سلمان الدريويش
إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ- أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَهِيَ الْعِصْمَةُ مِنَ الْبَلَايَا، وَالْمَنْعَةُ مِنَ الرَّزَايَا، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 2، 3].

يا عباد الله، تحوَّلَ العالمُ بسبب وسائل الإعلام إلى قرية صغيرة، تتناقل فيها الثقافات بين شعوب العالم متخطية العادات والتقاليد التي تَرَبَّى الناس عليها جيلًا بعد جيل، فأنتجت لنا شبابًا وفتياتٍ انغمسوا في عالم التقليد والموضة، يتهافتون على كل جديد مُتناسين الأعراف والدين، وكأن قيمة الإنسان تُحدَّد بمَن يُقلِّده من فلان أو فلانة؛ سواء بكلامه أو لباسه أو مركبه أو طعامه، حتى دخلوا في هوسٍ يحول دون تمييز بين ما هو ضار أو مفيد، ما وافق الشرع أو خالفه، وحتى أصبح عنوانًا بينهم للشخصية المتميزة، قال صلى الله عليه وسلم: ((فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسنةِ الخلفاءِ المهديِّين الراشدين، تَمَسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ؛ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ))؛ رواه أبو داود.

أيها المسلمون، الموضة أو الترند كما يُسمِّيه بعض الناس هو ما ينتشر بين أوساط الناس في وقت محدد يختصُّ بأفعال أو كلمات تكون نابعة من أشخاص أو مؤسسات، وباتت الموضة من أهم العوامل التي تشغل عقول الشباب والفتيات، حتى أصبح تفكيرهم هو البحث عن الجديد، بل تَحَوَّل هذا الهوس إلى إدمان يعانيه الوالدان والأسرة والمجتمع.

تقول إحدى الأمهات: ما إن ينزل في الإعلام أو الإنترنت موضة جديدة من ملابس أو إكسسوارات إلا وبناتي يضغطون عليَّ ليلَ نهارَ يريدون اقتناءها تشبُّهًا بالمشاهير، ويقول آخر: فُتِح في منطقتنا مطعم لرجل مشهور، في ذلك اليوم لم أستطِع الراحة بسبب ابني المراهق الذي يريد مني أن أشتري منه، وآخر يقول: وقفت في طابور بالساعات من أجل أن أشتري لابنتي كوبًا من القهوة، تقول: إنه من محل مشهور على الإنستجرام.

يا عباد الله، إن التجديد والأناقة والتجربة والتطوير صفات جميلة نتمنَّاها لأولادنا، لكن المشكلة عندما تتعدَّى هذه الصفات على الآداب والقيم والأخلاق الإسلامية والقيم العربية الأصيلة، فهنا نحن نرفضها؛ لأنها ستبني في شبابنا وفتياتنا الغرور والعُجْب بالنفس واحتقار الآخرين، وضياع الوقت، وتعطيل العقل وضياع الشخصية والوقار، والتهاون في ضوابط الدين والمجتمع والوطن.

جاء في صحيح البخاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وإذَا شِيكَ فلا انْتَقَشَ))، ففي هذا الحَديثِ تحذير مِنَ النبي صلى الله عليه وسلم لِكل مُؤمن مِن أن يَكون عَبدًا لِشَهَواته، فأشْقى الناسِ مَنِ اتخذ إلَهَه هَواه وشَهوته، فيَكون عَمله كُلُّه لِتَحصيل هذه الشهوة وطَلبها؛ فهو تارِك مَا خُلِق لِأجله، وهو عِبادة الله تَعالى، مُتمَسك بتَحصيل شَهَواته بغَير رِضا الله تعالى، وأسعَد الناسِ مَن عاش للهِ عَز وجَل، طالِبًا رِضاه، وما أعَدَّه سُبحانه لِلصالِحين مِن عِباده.

أيها المسلمون، اسألوا أولادكم: ما الذي دفعكم للشراء؛ هل الحاجة أم ماذا؟ لماذا الوقوف في الطوابير والانتظار الطويل، من أجل ماذا؟ ما فوائد هذا الشراء على نفسك وصحتك؟ نحتاج أن نقف مع أنفسنا ومع أولادنا بصدق حتى نجيب عن هذه الأسئلة.

يا عباد الله، وحتى نساعد أولادنا على تخطي المشكلة أنصحكم بالتالي:
أولًا: إن التربية السليمة لأولادنا على الحلال والحرام، وعلى الآداب والعادات، وعلى احترام الآخرين، تبني فيهم قيمًا وأخلاقًا تمنعهم بإذن الله من الانخراط في هوس الموضة.

ثانيًا: القدوة الصالحة من الوالدين والمُربِّين في الشراء والكلام واللباس، تجعل الشباب والفتيات لا يتأثرون كثيرًا بالموضة.

ثالثًا: الحوار الهادئ مع الشاب والفتاة عن أهمية الموضة وأثرها في النفس والمجتمع والوطن، وحكمها الشرعي خاصة إذا كانت تخالفه.

رابعًا: معرفة الهدف من السلوك أو الشراء؛ هل الحاجة أو من أجل التقليد.

خامسًا: لا تترك أولادك وهم في بداية المراهقة يخوضون تجربة التسوُّق أو اللباس بمفردهم؛ ولكن كن معهم مُوجِّهًا وناصحًا.

سادسًا: الحذر من تَتَبُّع مشاهير القنوات أصحاب المحتوى التافه ومن التشبُّه بهم وبأخلاقهم أو من كان همُّه الإعلام والتسويق للمنتجات.

نفعني الله وإيَّاكم بهدي نبيه وبسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم-، أقول قولِي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، وَصَلَّى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.
قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً [النساء: 1].

يا عباد الله، إن من أساليب علاج مشكلة الموضة وتقليد المشاهير، وضع قوانين تحكم الأسرة مثل المحافظة على الصلاة واحترام الآخرين، والتحلِّي بالأخلاق الحسنة، وتحديد المصروف الشهري، والتحلِّي بالآداب الإسلامية والتقاليد العربية، ومنها إشراك الشباب في بعض البرامج التطوعية وخدمة الفقراء والمحتاجين، حتى يتعوَّدوا العطاء واحترام الكبير ورحمة الصغير.

أيها المسلمون، علينا عدم التشدُّد في منع كل شيء عن الشباب حتى وإن كان من الموضة، وإنما علينا أن نعلمهم عدم مخالفة الشرع والعرف واحترام الذات والآخرين، مع تعويدهم اختيارَ ما يحتاجون إليه وما يصلح لهم، وأن على المقتدر ألَّا يبخل على أولاده ما دامت الموضة لا تخالف الشرع والعرف.

أخيرًا، علينا الحذر من أصدقاء السوء الذين يلبون للشباب والفتيات ما يريدونه ويشتهونه من أجل إفساد أخلاقهم أو استغلالهم جنسيًّا أو فكريًّا.

هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد الله، على نبيِّكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]