|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() دلالات الزكاة في القرآن الكريم مسعود صبري الزكاة في القرآن الكريم وردت في مواضع كثيرة تدل على مدلولات أوسع من المعنى الاصطلاحي لدى الفقهاء. الزكاة مصطلح شرعي ينصرف إلى إخراج المسلم جزءا من ماله، بأن يقطعه مما يملك، ثم يملكه غيره من الفقراء والمساكين وغيرهم ممن حددهما لشرع في سورة التوبة. ولكن الباحث في معناها من جهة اللغة، ومن جهة مقاصد الشرع يرى أنها أكبر من العطاء، بل هي من جهة أخرى أخذ، فهي ليست نقصا، بل هي زيادة. أما الزكاة لغة تعني النماء والزيادة، وسميت بذلك لأن المسلم حين يخرج زكاة ماله؛ يرجو معها أن يزكو ماله ويزداد، ولهذا قال الله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) (التوبة/ 103)، فهي في الشرع أيضا زيادة ونماء وطهارة. وعلل بعض العلماء كون الزكاة زيادة ونموا لأنها تنمو ببركة الله تعالى بعد إخراجها. ومن جميل معانيها أنها تعني الصلاح، والتقوى، ولعل إخراج الزكاة تكون سببا في صلاح الإنسان، وهي تدل على تقواه، فمع كون الإنسان يحب المال؛ إلا أنه يخرج المال الذي تعب في تحصيله، وذلك من تقوى الله. ومن ذلك أن من يحافظ على إخراج الزكاة والصدقات يزكيه الله تعالى، في حياته كلها. سبب تسمية الزكاة صدقة الزكاة تسمى صدقة؛ لعدة أسباب: أولا– لأنها دليل على صدق إيمان العبد، كما قال الإمام ابن العربي المالكي: ” إنّما سمّيت الزكاة صدقة، لأنّه مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول والاعتقاد”. والشيخ ابن عثيمين: “سميت الزكاة صدقة؛ لأنها تدل على صدق إيمان صاحبها”. تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (1/ 156) ثانيا– وقيل: سميت الزكاة صدقة؛ لدلالتها على صدق العبد فى العبودية. ثالثا– قيل: إن تركيبها يدل على قوة في الشيء قولا وفعلا وسمى بها ما يتصدق به لأن بقوته يرد البلاء. تفسير روح البيان لإسماعيل حقي الخلوتي (3/ 453). معاني الزكاة في القرآن للزكاة دلالة أوسع في استعمالات القرآن الكريم، بخلاف ما كان معلوما في اصطلاح العلماء، والمعنى المصطلحي غالبا ما يكون مقصورا على حقل العلم، كالفقه أو الأصول، أو العقيدة، أو التصوف، أو غيرها، لكن معاني الكلمات في القرآن أوسع دلالة من ذلك، وهو مسلك ينبغي الانتباه إليه، والتعويل عليه، والرجوع إليه، واعتماده في الحديث عن المصطلحات، ولهذا وجدنا أن معنى الزكاة في القرآن أوسع دلالة بكثير مما هو عليه عند الفقهاء أو غيرهم حتى من أهل السلوك. المتتبع لمعاني الزكاة في القرآن الكريم يجد لها معاني متعددة، عدها الفيروز آبادي أربعة عشر معنى، كما في بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (3/ 134-135):
بين الزكاة والتزكية ارتباط وثيق، من خلال الأصل اللغوي والاشتقاق، وكذلك من خلال المعنى. وهي على ضربين: أَحدهما: التزكية بالفعل وهو محمود، وإِليه قَصَد بقوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}. والثاني: التزكية بالقول، كتزكية العدل غيره. وذلك مذموم أَن يفعل الإِنسان بنفسه. وقد نهى الله تعالى عنه بقوله: {فَلاَ تزكوا أَنفُسَكُمْ} ، ونهيه عن ذلك تأديب لقبح مَدْح الإِنسان نفسه عقلا وشرعاً، ولهذا قيل لحكيم: ما الَّذى لا يحسن وإِن كان حقًّا؟ فقال: مَدْح الإِنسان نفسه. وفى أَثر مرفوع: “ما تلِف مالٌ من برّ ولا بحر إِلاَّ بمنع الزَّكاة”. إن المسلم حين يدرك أن الزكاة عطاء له في حقيقتها؛ يقبل عليها في حين يعطي غيره منها، ويعلم أن الحكيم الخبير حين أمره، أو حثه على إعطاء غيره؛ فإنما هو في الحقيقة صون للنفس، وإعطاء لها من جهة أخرى، وذلك من فضل الله تعالى، بل هو عند العاقل وسيلة لحب المال، فمن أحب المال حقا؛ فعليه تزكيته وإعطاء جزء منه لغيره. كما أنه يتعلم من معاني الزكاة المتعددة في حياته وسلوكه، فتكون الزكاة في حياة المسلم واسعة الدلالة، ومنهج للإصلاح والتغيير إلى الأفضل.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |