|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث كل أمتي يدخلون الجنة (الجزء التاسع) الشيخ حسن حفني نستكمل وقفة مع حديث «كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إلا من أبى... » الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على أشرف عباده الذين اصطفى، سيدنا ونبينا محمد ؛ سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد:أيها الأحبة في الله،ما زلنا نستكمل في هذه السلسلة المباركة شرح حديث «كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ... » الحديث.. أيها الكرام: ننتقل بكم إلى نصيحة مهمة جداً قبل ختام شرح الحديث...نغمة قديمة فاحذروها أيها المسلمون الفضلاء: احذروا نغمةً قديمةً، وهي كلمة حق في ظاهرها عند الجهال بالعلم الشرعي وأصوله، والمراد بها باطل، ظاهرها فيها الرحمة وباطنها فيها العذاب، ولقد حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلممنذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ( أكثر من 1400 سنة).يقولون وبئس المقالة: نريد الكلام والأدلة من القرآن فقط، أما السنة فيقولون: فما يدرينا ومن يضمن لنا أنها صحيحة، هذا أسلوب يهودي نفاقي خبيث، يريدون تشكيك الأمة في أكثر من نصف دينها فيضيع عليهم، إن كانوا لا يدرون و يجهلون ولا يعلمون فتلك مصيبة، فعليهم أن يسألوا أهل الذكر كما قال القرآن الذي يريدون الاحتجاج به، يسألون المتخصصين في علوم السنة الذين يميزون ما يصح مما لم يصح، وإن كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم. ولكن هذا كما قلت حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا في الحقيقة علم من أعلام النبوة ودليل على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، ففي حديث أَبِى رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الأَمْرُ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ، أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِى مَا وَجَدْنَا في كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ» [1]. وفي حديث: الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَلاَ إِنِّى أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلاَ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ فَأَحِلُّوهُ، وَ مَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلاَ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الأَهْلِيِّ، وَلاَ كُلُّ ذِى نَابٍ مِنَ السَّبُعِ، وَلاَ لُقَطَةُ مُعَاهِدٍ إِلاَّ أَنْ يَسْتَغْنِىَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أَنْ يُعْقِبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ»[2]. انظر أيها الحبيب القريب، فقد ظهر ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يزيدني والله إيماناً وتصديقاً، و ثباتاً على الحق، و يقيناً راسخاً في هذا الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وزادني وضوحاً في معرفة أهل الحق الذين يجب على أن أعرفهم ويعرفوني وأحبهم ويحبوني، ومن هم العلماء الذين يجب علىَّ أن أستمع إليهم وأتعلم منهم، ومن الذين يجب أن أحذرهم، وأبتعد عنهم وأجتنبهم مهما كانوا، فالحق أحق أن يتبع. قال ابن بطة: أيها المخالف للسنة المحارب لها.. هل لك ملجأ تلجأ إليه، أو شيء تعول عليه غير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلمالتي فرض الله عليك طاعته فيها وقبولها والعمل بها فإن قلت: وما السنة التي هذا موضعها؟ قيل لك هو ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهى عنه، وقاله أو فعله، وكل ذلك فواجب عليك قبوله، والعمل به فاتباعه هدى والترك له على سبيل العناد كفر وضلال، ورسول الله صلى الله عليه وسلمقد علم أنه سيكون في آخر الزمان أهل إلحاد وزيغ وضلال يكذبون سنته ويجحدون مقالته، ويردون شريعته، فلذلك قال فيهم ما قال. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا ألفين أحدكم متكيا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ). [الإبانة الكبرى لابن بطة (1 / 227- 228)]، طبعة دار الراية للنشر والتوزيع، الرياض. خبر وإرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم انظروا كيف أصبح المستمسك بالحق، بالسنة التى هي سنة النبى صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والخُلُقية والخْلْقية، أصبح صاحبها والمستمسك بها مُلفت للأنظار، صاحبها كالقابض على الجمر من النار كما أخبر بذلك النبي المختار صلى الله عليه وسلم.ولكن قبل أن أذكر الحديث أنقل كلاماً مستقى من مشكاة الوحي لهذا العبد الصالح سهل التسترى / قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ:: «عَلَيْكُمْ بِالِاقْتِدَاءِ بِالْأَثَرِ وَالسُّنَّةِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنَّهُ سَيَأْتِي عَنْ قَلِيلٍ زَمَانٌ إِذَا ذَكَرَ إِنْسَانٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في جميع أحوال ذَمُّوهُ وَنَفَرُوا عَنْهُ وَتَبْرَءُوا مِنْهُ وَأَذَلُّوهُ وَأَهَانُوهُ ». اهـ. ( قلت ): إي والله صدق / رحمة الله ؛ رحمة واسعة. وفي الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ»[3]، أى من النار. وهذا الحديث أيضاً من أعلام النبوة، فقد وقع و رأينا ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. وهذا الحديث فيه خبر وإرشاد الخبر: يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن قلة الخير وأسبابه، وكثرة الشر وأسبابه، فيكون المتمسك بالدين حينئذ من أقل القليل، وهو في حالة شدة ومشقة عظيمة بلغت الماسك على الجمر، من قوة المعارضين وكثرة الفتن المضلة والشبهات والشكوك وفيه دعوة إلى التعليم بأن تتعلم ما يعصمك من هذه الفتن والشكوك والشبهات.الإرشاد: يُرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى توطين النفس على هذه الحالة وأنه لابد منها، كقوله ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186]، فهيئ نفسك لذلك حتى لا تُصدم بالواقع المؤلم. تحذير آخر والعجيب من طائفة أخرى أنها تقول لنا: أنتم تقولون: السُنة السُنة السُنة... صدّعتمونا بهذا الكلام، الناس يموتون في كل مكان، والأقصى سيهدمه أعداؤنا، وبلاد الإسلام في أيدي أعداء المسلمين، وأنتم ما زلتم تقولون: تمسكوا بالسُنة، وهل لا ننتصر إلاّ بالسُنة؟!وأنا أقول لأمثال هؤلاء الذين ما تمسكوا بهدي نبيهم، ولم يحرروا أراضي المسلمين، ولم يدفعوا القتل والذبح عن المستضعفين: والله لن تروا النصر ولن تشموا رائحته وأنت تَزهَدُون و تُزَهِّدُون غيركم في طاعة نبيكم وهديه وسنته، فلا أنتم تمسكتم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولا تركتم غيركم يدعوا إليها، بل حاربتموه وصرفتم الناس عنه، ثم كيف نسيتم أمراً هاماً وهو: هل ينصر الله ويؤيد من ترك التمسك بطريق نبيه عليه الصلاة والسلام ويكون في عونه وهذا حاله ؛ كيف ذلك؟! لا والله، إذا كانت مخالفة بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في غزوة أحد في أمر تنظيمي فقط كانت سبباً فيما وقع بالصحابة وفيهم النبي صلى الله عليه وسلم، بل ووقع الأذى برسول الله ؛ والله قال: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46]، فلم يكتفي فالآية بمعصية الله بل جعل معصية الرسول من الأسباب لأن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم معصية لله عز وجل. قال ابن كثير في تفسيره: وقد كان للصحابة - رضي الله عنهم - في باب الشجاعة والائتمار بأمر الله، وامتثال ما أرشدهم إليه - ما لم يكن لأحدٍ من الأمم والقرون قبلهم، ولا يكون لأحد ممن بعدهم ؛ فإنهم ببركة الرسول - صلوات الله وسلامه عليه، وطاعته فيما أمرهم، فتحوا القلوب والأقاليم شرقاً وغرباً في المدة اليسيرة، مع قلة عددهم بالنسبة إلى جيوش سائر الأقاليم، من الروم والفرس والترك والصقالبة والبربر والحبوش وأصناف السودان والقبط، وطوائف بني آدم، قهروا الجميع حتى علت كلمة الله، وظهر دينه على سائر الأديان، وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، في أقل من ثلاثين سنة، فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وحشرنا في زمرتهم، إنه كريم وهاب. اهـ وقال الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسيره: طاعة الله ورسوله في أمرهما ونهيهما، ومنه طاعة قائد المعركة ومديرها وهذا من أكبر عوامل النصر حسب سنة الله تعالى في الكون ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾. وقال البيضاوي في تفسيره: وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا باختلاف الآراء كما فعلتم ببدر أو أحد، فتفشلوا جواب النهي. اهـ فاحذر من قول من يقولون: وهل لا ننتصر إلا بالتزامنا بالسنة؟!، و هذا صنف آخر خبيث كالذى قبله، يريدون ضياع السنن و تزهيد الناس فيها أكثر مما هم فيه من زهد في السنه النبوية، وهذا من أقبح الجهل , و السبب في ذلك هو: سوء الفهم والإدراك والتعلم، و عدم تلقي العلم عن أهله المتحقيقين به من العلماء الأكابر الأفاضل، فعكف بعضهم على الكتب وظن أنها وحدها تعلِّم، وياليته يقرأ في كتب أهل العلم، لا ولكن كلما وقع في يده كتاب قرأه بغض النظر عمن كتبه وألّفه. وصدق القائل: ومن رام العلوم بغير شيخ ![]() يضل عن الصراطِ المستقيمِ ![]() وكم عائب قولاً صحيحاً ![]() وأفته من الفَهم السقيمِ ![]() ولكن تأخذ الأذهان منه ![]() على قدر القرائحِ والفهومِ ![]() فاتهم نفسك، وعقلك، وفهمك، وقصدك، وذهنك، ولا تتهم الشرع فأنت العليل لا الشرع. أيها الإخوة: إن الإمام الآجري في كتاب الشريعة، وهو كتاب ماتع بوب باباً يُحًذِّر فيه من طوائف يعارضون سنن النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن، بل بالرأي. للحديث بقية إن شاء الله تعالى.. هذا والله أعلى وأعلم.. أسال الله تبارك وتعالى أن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله، و أن يرزقنا حبه وحب رسوله، وأن يمتعنا بطول العمر في طاعته، والدفاع عن دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقنا الإخلاص في كل ما نقول ونعمل ونترك، وأن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علماً نافعاً إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير وهو مولانا ونعم النصير، وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد و على آله و أصحابه وأزواجه وسلم تسليماً مباركاً إلى يوم الدين. [1] رواه أبو داود (4605)، والترمذي (2663) ، وابن ماجه (13)، عن أبي رافع عن أبيه ، وصححه الألباني ، انظر صحيح الجامع (7171). [2] رواه أحمد وأبو داود ، و الحاكم ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8186) . [3] رواه الترمذي (2260) عن أنس ا، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8002) ، ولقد شرحت هذا الحديث في كتابنا ( كيف تثبت على الدين في هذا الزمان ، وقصص الثابتين والمنتكسين ) فإنه مهم .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |