حسن الظن بالله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحرص على الوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فوائد وعبر من قصة قارون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الاستبشار بنزول الأمطار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عبرة اليقين في صدقة أبي الدحداح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          البر بالوالدين دين ودين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 6424 )           »          مصعب بن عمير باع دنياه لآخرته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف يتحلى الشباب بالوقار؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الثبات: أهميته وسير الثابتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          عاشوراء: فضل ودروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 03:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,280
الدولة : Egypt
افتراضي حسن الظن بالله

حسن الظن بالله

يحيى سليمان العقيلي
معاشر المؤمنين: في خضم أحداث العالم اليوم، وتعدد الشدائد والبلايا والحروب، وتكالب أعداء الأمة عليها من كل حدْبٍ وصوب، على دينها وحضارتها، وعلى مقدساتها وشعوبها، وعلى مقدراتها واقتصاداتها، وعلى حريتها واستقلالها؛ كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وتنبَّأ به فقال: ((يوشِك أن تداعى عليكم الأمم من كل أُفقٍ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل: يا رسول الله، فمن قلة يومئذٍ؟ قال: لا، ولكنكم غُثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرعب من قلوب عدوكم؛ لحبِّكم الدنيا وكراهيتكم الموت))؛ [صحيح الجامع].

أقول في خضم هذا كله: قد يتسرب القنوط واليأس إلى قلوب البعض، وهنا يبرز طوق النجاة وسبيل الهداية وطريق الرشاد؛ حسن الظن بالله تعالى؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ بشبرٍ تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً))؛ [رواه البخاري ومسلم].

فالمسلم إذا دعا الله عز وجل، ظن أن الله سيُجيب دعاءه، وإذا أذنب وتاب واستغفر، ظن أن الله سيقبل توبته، ويقيل عثرته، ويغفر ذنبه، وإذا عمل صالحًا، ظنَّ أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، قيل لأعرابي: إنك ميت، فقال: ثم إلى أين؟ فقالوا: إلى الله، فردَّ: وهل وجدنا الخير إلا من الله، فهل نخشى لقاءه؟!

وشاب احتُضر وأمه عند رأسه تبكي، فقال لها: لو أن حسابي عندك ماذا تفعلين؟ فقالت: أرحمك، فقال: لَلَّهُ أرحم بي منك، ولنا أروع مثال في زماننا هذا: خنساء العصر، الدكتورة آلاء النجار التي فقدت تسعة أبناء وزوجها في حرب الإبادة الصهيونية على غزة، ولم يبقَ لها إلا ولد واحد، كيف تحملت؟ وكيف صبرت؟ وكيف ثبتت؟ بل كيف بقِيَ لها عقل وإدراك؟ إنه الإيمان الصادق، واليقين الحازم الذي أورثها حسن الظن بالله، وأنزل على قلبها برد اليقين، فأطفأ حرارة البلاء والمصاب، بل كيف صبر شعب غزة على حرب الإبادة الصهيونية التي قاربت العامين؟ وكيف يواصل المجاهدون الأبطال هناك صولاتهم وجهادهم وتنكيلهم بالصهاينة؟ إنه الثبات العظيم الذي يُغذيه إيمانٌ راسخ، وحسنُ ظنٍّ بالله عميق.

إذا تمكَّن حسن الظن بالله في قلب المؤمن، يا عباد الله، فإنه سيطمئن أن بعد الشدة فَرَجًا، وبعد المرض عافية، وبعد الضيق سَعَةً، وبعد العسر يسرًا، وينبغي أن يغلب حسن الظن في قلب المسلم عند الشدائد، وخاصةً عند قرب الأجل؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل)).

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "والذي لا إله غيره، ما أُعطي عبدٌ مؤمن شيئًا خيرًا من حسن الظن بالله تعالى، والذي لا إله غيره، لا يُحسن عبدٌ بالله الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنَّه، ذلك بأن الخير في يديه"؛ [رواه ابن أبي الدنيا].

وقال الشاعر:
قل للذي ملأ التشاؤم قلبه
ومضى يضيِّق حولنا الآفاقا
سر السعادة حسن ظنك بالذي
خلق الحياة وقسم الأرزاقا


نعم، يا عبدالله:
إذا دعوت فظُنَّ بالله خيرًا، أنه سيستجيب دعاءك.

إذا أنفقت في سبيل الله فظن بالله خيرًا، أنه سيخلف عليك.

إذا تركت شيئًا لله فظن بالله خيرًا، أنه سيعوضك خيرًا مما تركت.

إذا استغفرت فظن بالله خيرًا، أنه سيغفر لك.

إذا استنصرت لأمتك ودعوت للمظلومين والمنكوبين، فظن بالله أنه ناصرهم ومغيثهم.

إذا دعوت على من ظلمهم، فكن واثقًا بأن الله سيأخذه، ولن يُفلِتَه.

قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102]))؛ [رواه مسلم].

نسأل الله تعالى صدق الإيمان، وبرد اليقين، وحسن الظن به سبحانه، هو ولي ذلك والهادي إلى سواء السبيل، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين:
وإنما يتحقق حسن الظن بالله بصدق الإيمان به سبحانه وتعالى، ومعرفة أسمائه وصفاته، والتعبُّد بها له جل وعلا، كما يتحقق حسن الظن بالله بإدمان تلاوة كتاب الله تعالى وتدبر آياته، وبالنظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام والصالحين في هذه الأمة.

وإذا كان حسن الظن مطلوبًا من الفرد، فهو كذلك مطلوب من الأمة جمعاء، بقادتها وهيئاتها، وجماعاتها ومؤسساتها؛ قال تعالى مادحًا نبيه صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 173، 174].

واعلموا - أثابكم الله - أن لحسن الظن دلائلَ وعلاماتٍ؛ منها:
1- الإلحاح في الدعاء لله تعالى وصدق اللجوء إليه: قال تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 249، 250].

2- الإكثار من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل: هذا الذكر الذي هو علامة عزة وقوة وأمل؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقِيَ في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ﴾ [آل عمران: 173]، فزادهم إيمانًا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل"؛ [صحيح البخاري].

3- حسن التوكل عليه جل وعلا بعد بذل الأسباب والصبر والثبات: قال تعالى على لسان عباده: ﴿ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [إبراهيم: 12].

4- الرضا بقضاء الله والتسليم بما قدره وكتبه: قال تعالى عن عباده: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51].

5- حسن العمل والإقبال على الله، ومواصلة العطاء والبذل، وإشاعة روح الأمل والتفاؤل، وعدم اليأس والقنوط: قال الحسن البصري: "إن المؤمن أحسن الظن بالله فأحسن العمل، وإن المنافق أساء الظن بالله فأساء العمل، وإن قومًا ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة، يقول أحدهم: إني أُحسن الظن بربي، وكَذَبَ، لو أحسن الظن لأحسن العمل".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]