|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ها قد بدئ النوم يداعب أعين طفلكِ الصغير تغلقي بوابة غرفته وبكل جذيه تخبريه بموعد نومه يبكي ويرفض النوم وتتعالى الصرخات منه لما ؟ وهل أصبح النوم كابوس مزعج ؟ بدل ان تكون ساعات راحة له !! إذا لما لا تقفي أنتي يا من تدعي والدته الحنونه وتمسكي بيده لتختاري معه قصه تأخذه لعالم جميل وتغفو عيناه وعلى جبينه قبلة من والدته ليصحو باليوم التالي وهو فرح بلقا والدته مره أخرى إذا أحبتي سيكون هنا لنا مرجع بسيط لقصص الطفل قد تكون قصص مصوره أو قصص قصيره أو قصص بالصوت ولمن يرغب بإضافة شي له المجال مفتوح بشرط أن تكون خاصة للطفل وقصيره بدل من كثر السطور .. ![]() لكي لاتكون مجرد قصه ترويها لطفلكِ تسيري عنه لا اجعلي مضمونها شي مهم لديك لهذا دعينا نتعرف على شروط اختيارها قبل ان البدء بسرد القصص ![]() ولكم بعض الشروط نقلتها لكم ،،، ![]() ![]() اولا من حيث الشكل - ان يكون حجمها كبير .. لان الطفل في هذه المرحلة تجذبه القصص كبيرة الحجم ويستمتع بها.. - ان يكون غلافها من القماش او ورق المقوى السميك لكي لا تتمزق بين يدي الطفل.. - ان تكون الوانها جذابة وقوية لتنمية الادراك البصري لدى الطفل ولتجذبه كذلك.. - ان تكون صورها كبيرة وواضحة وتأخذ الحيز الاكبر من الصفحة ولا تزيد الكتابة عن سطر او سطرين.. ![]() ثانياً من حيث المضمون - اختيار مضمون القصة بما يتناسب مع ديننا واخلاقنا وعاداتنا.. - ان تتناسب مع المرحلة العمرية بحيث لا يكون هدفها اكبر من سنهم فلا يتحقق الهدف المرجو منها.. - الابتعاد عن قصص الخيال المطلق والابتعاد كذلك عن القصص الخالية من الخيال.. بمعنى ان يكون بها خيال مرتبط بالواقع اي خيال محدود.. - ان تكون العبارات المكتوبة في الصفحات بلغة بسيطة يستوعبها الطفل وقريبة من عقليته.. وتكون مشكلة وكبيرة وواضحة ليحاول طفل السادسة قرائتها.. ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() قصه هاجر وعلبه الالوان ![]() أمسكت هاجر علبة الألوان بأصابعها الصغيرة وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة جميلة. ما أسعد هذا اليوم بل ما أروع هدية أمي كم تمنيت أن يكون عندي علبة ألوان مثلها. فتحت هاجر كراسة الرسم وأمسكت بالقلم الأصفر ورسمت عصفوراً جميلاً. ما أجملك من عصفور صغير هل تلعب معي؟ هكذا قالت هاجر للعصفور. فتح العصفور عينيه ونظر إلى النافذة إنها مفتوحة رفرف العصفور بجناحيه وخرج من الورقة ووقف على حافة النافذة ليرى العالم الجديد. حاولت هاجر أن تصل إليه لكن النافذة عالية نادت عليه لكنه لم يلتفت إليها. عادت هاجر إلى كراسة الرسم وقد عزمت أن ترسم شيئاً لا يطير. نعم سترسم قطة أمسكت باللون الرمادي رسمت قطة جميلة فمها أبيض وشعرها رمادي وذيلها طويل .. هيا لنلعب معاً، قالتها هاجر للقطة وهي سعيدة. نظرت القطة فرأت العصفور يقف على حافة النافذة فقزفت القطة نحوه، فخاف العصفور وهرب بعيداً فأسرعت القطة خلفه لتمسك به. ![]() غضبت هاجر واحمر وجهها الصغير وعزمت على أنها لن ترسم شيئاً يطير ولن ترسم شيئاً يجري ويتركها لكن ماذا ترسم .. ماذا ترسم .. ؟ احتارت هاجر .. أخذت تفكر وتفكر ثم وبسرعة أمسكت القلم الأحمر ورسمتها ما أروعها إنها ستظل معها تراها وترعاها كل يوم .. حقاً ما أجملها تلك الوردة التي رسمتها هـاجر. ![]() أاأتـمنى تـكون حـلوه الى اللقاء مع القصة القادمة بأذن الله ![]() ![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]() ======= ![]() حماقات ابي الغصين ![]() استيقظ أبو الغصين ذات صباح، وصار يولولُ ويصيحُ، فاجتمع الجيران، وطرقوا الباب، وقالوا - ما بك؟ هل أصابك مكروه؟ لقد سمعنا صُراخاً فقال لهم: إن قميصي كان منشوراً على حبل الغسيل فوق السطح، ثم هبَّت الريح وقذفت به من فوق فقالوا: وإذا سقط من فوق؟! فهو مجرد قميص من قماش فحملق في وجوههم وصاح: أيها الحمقى لو كنتُ فيه كنت وقعتُ معه ما أبْأسَ الحياة مع مغفلين من أمثالكم. ثم أخرجهم وأغلق الباب! وأحضر القميص يتفقده فوجده سليماً وقال: الحمد لله أنني لم أكن فيه. ثم لبسه وجاء بمبخرة يتبخر بها فاحترق ثوبه، فخاف وصاح فاجتمع الجيران، وقالوا: ماذا حدث لك؟ قال: احترقت قالوا: ولكنَّا نراك سليما قال: كدتُ أحترق بسبب المبخرة. قالوا: اترك البخور، واجعل مكانه عطراً. فقال: أيها الحمقى! تطمعون أن أترك المبخرة لتأخذوها، هيا أخرجوا. ثم خلع ثيابه وجعل يتبخر ويقول: والله لا أتبخر بعيد اليوم إلا عرياناً. ثم ارتدى ثوبه وخرج إلى السوق واشترى رأساً مشوياً، واشتهى أن يأكل منه، فأكل العينين ثم الأذنين ثم اللسان فالدماغ، ومسح فمه وحمل الباقي إلى أبيه وقال: ![]() جئتك برأس مشوي. فقال أبوه: أين عيناه؟ قال: كان أعمى. قال الأب: فأين أُذناه؟ قال أبو الغصين: كان أصم لا يسمع. قال: فأين لسانه؟ قال: كان أخرس. قال الأب: فأين دماغه؟ قال: كان أقرع، فغضب الأب وقال: رُدَّهُ، أو بَدِّلهُ. قال أبو الغصين: لقد اشتريته بريئاً من كل عيب، فقال الأب: صدقت وإنما العيب فيك!! وخرج بعد العصر إلى ساحة الحي فوجد واحداً من جيرانه يقول: مَنْ يحسب لي مقدار ما جاءني من محصول؟ فإني لا أجيد الحساب. فقال أبو الغصين: أنا أحسبه لك بأصابعي. ![]() قال الرجل: عندي كيسان من شعير، فعقد أبو الغصين الخنصر والبنصر. فقال الرجل - وعندي كيسان من قمح فعقد أبو الغصين السبابة والإبهام وترك الأصبع الوسطى؟! فانتبه الرجل وقال: - لماذا لم تحسب الوسطى؟ فقال أبو الغصين: كي لا يختلط القمح بالشعير. فقال الرجل وقد شعر أنه أمام أحمق: إنك تجيد الحساب! ولولا طريقتك لتعبنا في عزل الحنطة عن الشعير! وعند المساء ضاع أخوه الصغير فخرج مع أحد أصحابه يبحث عنه. رفع صوته وهو يصيح: ![]() ولد ضائع، من رأى ولداً ضائعاً، أبوه له لحيةٌ مصبوغة، فلطمه صاحبه وقال: وهل هذه علامة يُعرفُ بها الصبي أيها الغبي؟ فقال: ماذا أقول؟ قال: اعْطِ علامات مميزة من طول ولون وشعر وثوب. ثم التفت فرأى أخاه خلفه فقال: ويحك أين كنت؟ قال: سمعت صوتك، وأنت تبحث عن صبي لِحيةُ أبيه مصبوغةٌ، فتذكرت أن أبي يصبغُ لحيته وقلت لعلي أكون أنا الذي تبحثون عنه! فتوقف صاحبه وقال: لقد ابتُليتُ بأسرة من الحمقى! والله لا أتابع معكم.. إنني أخشى أن أضيع ولا تعرفوا لي علامة فتركهما ومضى ![]() ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() ======= ![]() ![]() حسونة في المطار ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() :فرشاة الاسنان المؤلف: الناشر : ![]() انا فرشاة للأسنان 00 أحب الخير للإنسان إني للأطفال صديقة 00 لكن يكرهني بعض الأطفال جاء طفل في عجل يسألها : ما سبب الأحزان قالت والألم يبكيها في رأسي أشواك ناعمة ، تنظف أسنان الأطفال لكن منهم من يكرهني 00 يرفض ، يرفض أن يحملني ![]() قال الطفل في عجب أنا أهواك يا فرشاة في محفظتي أحفظك ، أحملك دوما بثبات قالت فرشاة الأسنان لست شيئا تحفظه، استعملني .. استعملني في المحفظة لا تنساني دوما دوما استخدمني 00 في الصبح ، في الظهر وقبل النوم على أسنانك مررني 00 واجعلني واجبك اليومي أجعل من فمك نظيفا 00 أبعد عن أسنانك مرضا أجعلها صلبة ومتينه ، فلا تتركني الدهر دفينة عن أسنانك تبعدني ماذا تريد خيرا مني ؟! هلا محيت الحزن عني ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() ذلك هو الفوز العظيم ![]() كانت “هادية” أصغر الأبناء في الأسرة، وكان أشقاؤها يدابعونها في قسوة، ويتعاملون معها بعنف. وضاقت بذلك ونقلت إلى أمها شكواها عن أشقائها، واكتفت الأم بأن عاتبتهم في رفق، فلم يكفوا عن عبثهم. وحدثت هادية أباها في الامر، فنهر إخوتها ولامهم على سوء تصرفهم، ومع ذلك لم يرتدعوا ولم ترغب الصغيرة في مواصلة الشكوى، خاصة وهمم يرددون على مسامعها كلمات جارحة مثل أنت طفلة وكانت في البداية تحس بغضب شديد، فتدمع عيناها، ويزيدهم ذلك رغبة في مزيد من العبث، والعناد لذلك دربت نفسها على أن تبتعد عنهم فما إن تحس أنهم على وشك ممارسة هوايتهم في إغاظتها حتى تسارع إلى غرفتها، لتغلق على نفسها الباب، ولا تغادر المكان إلا بعد انصرافهم، أو عودة الأم أو الأب من الخارج ![]() تكرر عبث الإخوة مع شقيقتهم، مما جعلها تذهب كثيراً إلى غرفتها وتغلق على نفسها الباب في ضيق وحزن. وطال وقت مكوثها وحيدة لا تفتح لهم إذا هم طرقوا الباب، بل كانت في أحيان عدة لا ترد عليهم عندما ينادونها، ويحاولون أن يعتذروا إليها، ويعدون بألا يضايقوها. كانت تعرف جيداً أنهم سيسكتون عنها قليلاً، ثم يعودون لعاداتهم السخيفة، وساعتها تضطر للرجوع إلى غرفتها حيث تبقى فيها وحيدة حزينة، لا أحد يدري ما تفعله وكان الإخوة محبين للاستطلاع، يحاولون أن يعرفوا ما تفعله هادية، وهي وحدها جالسة، لكنهم أخفقوا، فما قالت لهم ولا استطاعوا هم من جانبهم أن يروا ما تصنعه. إذ كان يسود الغرفة - بعد ما تغلقها - سكون عميق، وإن تصاعدت في البداية همهما لا يتبينونها، تصوروا أنه صوت بكائها، أو شكواها منهم واستمر لشهور طويلة، تصور فيها الإخوة أنها تقاطعهم، أو تحاول أن تبتعد عنهم، ولا تريد أن تشاركهم في لعبهم ولا ترغب في أن تتبادل معهم الحديث ![]() بدأ الإخوة يشكون “هادية” إلى الأم، التي أبدت دهشتها، فقد انقلب الأمر، وحاولت هي من جانبها أن تعرف منها سر بقائها الطويل في غرفتها وعزلتها، وغمغمت بكلمات يفهم منها أنها أراجت أشقاءها واستراحت، ويكفي أنها ما عادت تزعجهم بالشكوى.. وسكتوا عن ملاحقتها وتناست الأم الأمر، إلى أن جاءتها هادية يوماً تقول: ![]() أمي، سوف أدخل مسابقة حفظ القرآن الكريم سألتها أمها: ماذا؟! هل تحفظين بعض سوره قالت هادية في ثقة: بل، كل سوره وآياته تطلعت الأم إليها في دهشة شديدة، فما كانت تعرف عنها إلا أنها طالبة ممتازة، متفوقة في دراستها العادية وتحفظ القليل مما تيسر من آي الذكر الحكيم قالت هادية لقد كنت يا أمي أكاد أنفجر غيظاً وحنقاً من أشقائي وعبثهم وعندما كنت أغلق على نفس الباب كنت أبكي طويلاً وذات مرة امتدت يدي إلى كتاب الله أتلو منه. فهدأت نفسي ورأيتني أقبل عليه وأحفظ آياته حتى استطعت أن أحفظه كله عن ظهر قلب ![]() وتقدمت هادية إلى المسابقة وفازت بها.. كان ذلك هو (الفوز العظيم) لقد استطاعت الصغيرة أن تحول لحظات الضيق إلى أجمل ساعات العمر ونجحت في أن تنفض عن نفسها الحزن لتعيش مع آيات الله أفضل الأوقات وأحلاها ![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]() عشّ السنونو ![]() مع الربيع عاد السنونو من رحلته الشتوية إلى ديارنا، وحينما وصل إلى عشّه وجد فيه فراخ عصفورة ابتسم ووقف على حافة العشّ، وسأل الفراخ أين ماما الفراخ الصغيرة فتحت مناقيرها تُريد طعاماً فهي لم تفهم كلام السنونو حسناً يا صغار وطار السنونو فترة ثم عاد إلى العش بعد أن ملأ حوصلته بالطعام ولكنه وجد أمّهم العصفورة تزقهم صباح الخير يا عصفورة طاب صباحك يا سنونو قبل فترة وجدتُ صغارَكِ جياعاً فجئتُ بطعام لهم ألا تسمحين لي بزقّهم أوه شكراً شكراً يا سنونو، لقد أطعمتهم الآن تطلّعتِ العصفورةِ في وجهِ السنونو خجلةً، واستأنفت كلامها أنا آسفة يا سنونوما كنتُ أتوقّعُ أنكَ ستعودُ إلى ديارنا في هذا العام ومع هذا فسأعمل على نقل فراخي غداً إلىعشٍّ آخر أوه ماذا جرىَ يا عصفورة هذا عشُّكِ لا فرق بيننا، وصمتَ لحظةً ثم تابع لابأس لابأس أبقي في عشّي أما أنا فسأبني عشّاً آخر بجوارك إذن سأعاونكَ يا سنونو أنا وأصدقائي ثم اقتربتْ منه وراحت تقبله، وفجأةً انتفضتْ فرحةً وهي تقول يا إلهي إنّ فيكَ رائحة بيت المقدس والحجارة يا سنونو آه يا عصفورة لو تعلمين ماذا يحدث هناك وراح يحدّثها بحماس بينما أخذت عصافير كثيرة تتجمع حوله وتصغي لحديثه ![]() |
#8
|
||||
|
||||
![]() ![]() الجمـل الطيب في غابة بعيدة كان أسد قوى الجسم طيب القلب، يعيش وسط مملكته سعيداً هانئاً ويحبه جميع الحيوانات ويحترمونه ومن بين هذه الرعية ذئب وثعلب وغراب. ![]() ![]() ![]() كانوا مقربين لملكهم الأسد بفضل دهائهم وتملقهم له فكلما غنم الأسد بصيد وفير انتظروا حتى ينتهي من طعامه ويشبع ثم يأكلوا ما تبقى منه وإذا جلس في عرينه التفوا حوله يقصون عليه حكايات مسلية وفكاهات وطرائف فيدخلون السرور إلى نفسه ويضحك من كل قلبه وأصبح الأسد لا يقدر على فراق أصحابه الثلاثة فهم مصدر تسليته الوحيدة ومتعته الفريدة. وفى يوم من الأيام مرت قافلة تجار بالقرب من الغابة وتخلف جمل من جمال القافلة عن اللحاق بها وضل الطريق وأخذ يسير دون هدف إلى أن وصل إلى حيث يجلس الأسد في عرينه ![]() أحس الجمل برعب وفزع شديدين قال الأسد لا تخف أيها الجمل كيف جئت إلى هنا وماذا تريد شعر الجمل بالاطمئنان قليلاً وحكى قصته ثم قال إن كل ما أريده يا سيدي هو حمايتك قال الأسد أعدك بحمايتك ورعايتك فأنت اليوم من رعيتيي بل من أصدقائي المقربين شكره الجمل لكرمه ونبله وانضم الضيف إلى مجلس الأسد مرت الأيام وازدادت صداقة الجمل والأسد وتوطدت وفى يوم ذهب الأسد للصيد وكانت الفريسة هذه المرة فيلاً فتقاتل معه. ![]() وأصيب الأسد إصابة بالغة وجرح جرحاً كبيراً وعاد ودماؤه تسيل رقد في فراشه والتفّ حوله أصدقاؤه يداوون جراحه ويخففون آلامه ![]() ظل الأسد مريضاً لا يغادر مكانه أياماً بدون طعام فساءت حالته وأصبح ضعيفاً هزيلاً أما الذئب والثعلب والغراب فكان كل اعتمادهم على طعام الأسد ولم يفكر هؤلاء الأشرار في البحث عن الطعام والسعي في الغابة وراء صيد يشبعهم ويشبع الأسد معهم لقد اعتادوا الكسل ولا يريدوا أن يتعبوا كان قلب الجمل يتمزق لحال الأسد ولكنه لا يملك أن يفعل شيئا فذهب إلى أصدقاء الأسد وقال إن حالة مليكنا تسوء يوماً بعد يوم لابد أن نجد حلاً سريعاً والحل في أيديكم فأنتم تملكون القدرة على الصيد والقنص فلماذا لا تذهبون إلى الصيد ويأتي كل منكم بفريسة ما تقدمونها للأسد وتأكلوا منهاويشبع الجميع وتستردون قواكم وعافيتكم وتردون بذلك بعضاً من جميل مليكنا عليكم قال الثعلب معك كل الحق أيها الجمل الطيب ولكننا كما ترى ضعفنا ولم نعد نقوى على السير لخطوة واحدة ولكننا نعدك أن نتدبــر الأمر ونحل هذه المشكلة اجتمع الذئب والثعلب والغراب واتفقوا سوياً على أمر، وذهبوا إلى الأسد في غياب الجمل ![]() قال الذئب مولاي الملك إن حالتك أصبحت سيئة ولا نستطيع أن نراك هكذا تتعذب وتتألم قال الغراب إني أرى يامولاي إن أفضل حل هو إن تأكل الجمل فهو صيد ثمين وفير اللحم يشبعك ويعافيك قال الأسد غاضباً كيف تجرأون على هذا القول آكل الجمل كيف ليس هذا من صفاتي وطباعي أخون من استأمنني لا هذا محال قال الثعلب ولكن يا مولاي إن الظروف هي التي اضطرتنا إلى ذلك فلولا مرضك ما لجأنا لأكل صديقنا قال الأسد مهما كانت الأسباب لا انقض العهد ولا أخون من استأمننى على حياته وروحه إنى أفضل الموت جوعا ولا أخون صديقي انصرف الثلاثةوأخذوا يتشاورون ويتناقشون ووصلوا إلى فكرة شريرة خبيثة استدعوا الجمل وقال له الثعلب إن كلامك أثر فينا تأثيراً كبيراً فنحن جميعاً فداء لمولانا الملك فهيا يعرض كل منا عليه ليأكله وله أن يختار من يأكله وبذلك نكون قد وفينا بديننا وقدمنا من جميله علينا وافقهم الجمل على هذا الرأى ورحب به وذهبوا جميعاً إلى حيث يرقد الأسد قال الغراب إنى فداك يامولاي وأكون سعيداً مسروراً إذا وافقت أن تأكلني قال الذئب إن لحمك سيء وجسمك نحيل لا يشبع ولا يفيد أما أنا يامولاى حجمي كبير وأصلح طعاماً شهياً لك قال الثعلب إن من أراد قتل نفسه فليأكل لحم الذئب أما أنا يا مولاى أصلح لأن أكون طعاماً جيداً لك. قال الذئب والغراب والجمل إن لحمك خبيث مثلك لا يصلح لطعام مولانا الملك قال الجمل أما أنا يامولاي فلحمي شهي وفير إذا اكلتنى تشبع وتشفى فانقض عليه الجميع واكلوه ![]() وبذلك وقع الجمل الطيب الساذج فريسة للخطة الشريرة التي رسمها الأشرار الثلاثة الذئب والثعلب والغراب |
#9
|
||||
|
||||
![]() ![]() الحظ في الحقيبة ذات يوم سأل الملك أحد ضباطه : هل تؤمن بالحظ ؟ ![]() ضحك الملك ثمّ قال : أخشى أن لا تستطيع إثبات وجود شيء اسمه الحظ . ردّ الضابط : يجوز ذلك يا جلالة الملك . ولكن إن كان الأمر يسرّك فسأفعل ذلك .. ولديّ خطة همس الضابط ببعض الكلمات في أذن الملك . قال الملك : حسناً .. حسناً .. لنجرب ذلك ... وفي تلك الليلة ، علّق الضابط حقيبة في سقف إحدى غرف القصر . ولكن لا أحد يعلم بمحتوياتها سوى الملك والضابط .. ثمّ أُدخل رجلان إلى الغرفة .. وحالما أُغلق الباب عليهما ذهب أحدهما واستلقى في أحد أركان الغرفة واستسلم للنوم ،في حين انتبه الآخر إلى الحقيبة المعلّقة فتناولها وأدخل يده فيها فوجد فيها بعض حبّات البازلاء .. فقال في نفسه :"سآكلها .. وإن كانت عشاءً رديئا " وراح يلتهم حبّات البازلاء الواحدة تلو الأخرى . ثمّ أدخل يده ثانية فأمسك بين أصابعه أحجاراً من الماس . ولأن الغرفة كانت مظلمة فقد ظنها مجرد أحجار لا قيمة لها .. فرماها إلى صاحبه النائم قائلاً : "ولأنك كسول فبإمكانك أن تأخذ هذه الأحجار ." وفي الصباح دخل الملك والضابط إلى الغرفة وعلما بما حصل فيها في تلك الليلة .. قال الضابط : والآن يا صاحب الجلالة .. ما تقول ؟ قال الملك : حقاً .. تبدو حجتك قوية .. وربما يوجد (الحظ) .. لكنه نادر كخليط أحجار الماس وحبّات البازلاء هذه .. لذا فلا تعش معتمداً على وجود الحظ . |
#10
|
||||
|
||||
![]() ![]() علاء الدين والمصباح السحري كان علاء الدّين فتى مهملا و لم يكن والده مصطفى ليجد سبيلا إلى إثنائه عن غيّه بزجره أو محاولة إقناعه بضرورة تعلّم صنعة الخياطة الّتي ورثها الأب بدوره عن أبيه و يحبّ أن تستمرّ في عقبه . وما أسرع ما استبدّ به القلق و الأسف و هو يرى أتراب ابنه يرتقون في الحرف و الصّنائع و وحيده لا يزيده النّصح إلاّ إمعانا في الطّيش و اللاّمبالاة فمات حسرة و كمدا. وجد الفتى نفسه فجأة وحيدا في معترك الحياة مسؤولا عن أسرة -لا عهد له بالإحساس بالمسؤوليّة تجاههاوأمّ أجزعها التّرمّل و أقعدها الحزن على فراق زوجها و عائلها .فهي قليلة الحيلة لا تستطيع ضربا في الأرض للحصول على لقمة العيش وبينما هو ذات يوم يذرع شارع القرية جيئة و ذهابا مفكّرا فيما سيؤول إليه حاله و حال أمّه المسكينة الّتي لا يجد أجرة الطّبيب لعلاجها إذ استوقفه رجل بدت عليه مخايل الغنى و الثّراء و قال : مرحى مرحى يا ابن أخي . فأجابه علاء الدّين في دهشة و استغراب : ما علمت إلاّ السّاعة أنّ لأبي أخا . فردّ العمّ الآتي من غيبته على الفور : ألست علاء الدّينم ابن أخي مصطفى ؟ ! فأسقط في يد الفتى وقال : بلى . و لكنّ والدي قد مات منذ زمن و ما حدّثني عنك يوما .قال: و من أجل هذا أتيت . فما ألمّ بك ألمّ بي رغم بعد الشّقّة بيني و بينكم و ما أصابك و أصاب أمّك أصابني و ما أهمّك أهمّني خذ يا بنيّ! تلك بعض قطع ذهبيّة اقتن بها طعاما و أخبر أمّك بقدومي و انتظرا زيارتي عند الغداء لمعت القطع الذّهبيّة في كفّ علاء الدّين كبارقة الأمل . و تبدّد فجأة من ذهنه الشّعور باليأس و قبل بعرض عمّه الجديد دون تفكير و انطلق إلى أمّه يزفّ لها المفاجأ السّارّة و الخبر السّعيد فما زادت على أن أبدت استغرابا و تعجّبا ![]() ولمّا حان وقت الغداء طرق الباب . و إذا هو العمّ الجديد قد وصل . فاستقبلته زوجة الفقيد استقبال الضّيوف و رحّبت به في بيتها و شكرت له صنيعه مع ولدها و وعدته بأن تردّ له معروفه عندما تسمح الظّروف بذلك و قد أبدى الرّجل من الحزن و الأسف على فقد مصطفى ما جعلها تصدّق أنّه فعلا أخ لزوجها و عمّ لولدها و هو ما جعلها لا تتردّد في الموافقة على خروج علاء الدّين برفقته في تجارة قريبة يصيب منها ربحا يسيرا و يعود إليها قبل الغروب و انطلقا فأتيا ربوة في سفح جبل أخشب من من دونهما غابة كثيرة النّبات و الأشجار فقال العمّ لابن أخيه : إيتني بخشب و حطب لعلّي أوقد نارا فأريك ما لا عين رأت . فاساتجاب علاء الدّين وقدح عمّه النّار بحجرين و أخرج من جرابه بخورا ألقى به إلى النّار فتصاعد الدّخان في أرجاء المكان و العمّيتمتم بكلمات لا يفهمها ابن الأخ و انشقّت الأرض في سفح الجبل و أفصحت عن صخرة عظيمة شدّت إليها حلقة من نحاس دعي علاء الدّين إلى الاستعانة بها في رفع الصّخرة ملئ الفتى رعبا و خوفا للوهلة الأولى لما رآه من عجيب عمل الرّجل الّذي أخبره بأنّه عمّه . وبدأ يشكّ في نوايا صاحبه . و لكنّ لباقة الرّجل وقدرته على أن يمنّيه بأن يكون أثرى الأثرياء بفضل الكنز الّذي سيعثر عليه وراء تلك الصّخرة الّتي لا قبل لأحد بزحزحتها غيره جعلته ينخدع مرّة أخرى و يتهيّأ له أنّ العمّ يريد مصلحته . وما إن أمسك علاء الدّين بتلك الحلقة النّحاسيّة مستجمعا كلّ قوّته لرفع الصّخرة العظيمة حتّى تزحزحت الصّخرة من تلقاء نفسها . وظهر للفتى درج تنتهي درجاته عند قبو مظلم في الأسفل فتنفّس العمّ الصعداء و بدت على وجهه علامات الارتياح و السّرور بالإنجاز العظيم .التفت إلى علاء الدّين وقال له في صوت رقيق حنون : أي بنيّ انزل في هذا الدّرج يصلك بقبو في آخره نفق . فاسلكه يسلمك إلى باب . قم بفتحه تجد نفسك وسط حديقة في الجانب الأيمن منها مسرب ينفتح على باب ثان إذا ما فتحته وجدت نفسك إزاء فضاء تأتلق أرجاؤه بما يغشاه من بريق الذّهب و لمعان الفضّة و غيرها من نفيس المعادن فما عليك إلا أن تتّجها قدما صوب شرفة تطلّ على بحيرة زرقاء يسبح بها بجع يحاكي ببياض ريشه ماء البحيرة صفاء و في تلك الشّرفة يوجد تمثال لفيل من الذّهب الخالص وضع على أرنبة خرطومه المنتصب إلى الأعلى مصباح قديم يوقد بالزّيت فما عليك إلاّ أن تنتزع الفتيلة و تسكب الزّيت في البحيرة و تعود أدراجك بالمصباح دون أن تلتفت إلى الخلف لتسلّمني المصباح ونعود سويّا إلى البيت . استمع علاء الدين إلى توجيهات عمّه و همّ بالبنّزول لإنجاز مهمّته فاستوقفه عمّه قائلا : خذ هذا الخاتم وضعه في أحد أصابع يدك فإنّه كفيل بحمايتك من كلّ مكروه .صحبتك السّلامة يا بنيّ تدحرج علاء الدّين في القبو متّخذا عين المسلك الموصوف . واستولت عليه عوالم عجيبة و مشاهد غريبة و سبته الأشجار بشهيّ ثمارها فهو يقطف من كلّ شجرة تعترضه ثمرة يتذوّقها و يسكّن بها آلام معدة بدأت تعتصر خواءها . و تستوقفه أكياس الذّهب و الفضّة فيأبى إلا أن يملأ منها جيوبه و نطاقه . حتّى إذا بلغ الشّرفة المطلّة على البحيرة حيث الفيل الذّهبيّ أخذ المصباح النّحاسيّ وقفل راجعا بعد مدّة من الزّمن لا يدري مقدارها قضاها داخل القبو و العمّ في الأعلى يتقلّب ![]() على الجمر بسبب تأخّر الفتى عن الخروج إليه بالمصباح الّذي قطع المسافات الطّوال من أجل الحصول عليه . وماإن رآه يهمذ بارتقاء الدّرج حتّى صاح قائلا: إليّ بالمصباح أوّلا .فتردّد علاء الدّين وقال: بل أصعد أوّلا ثمّ أسلّمك المصباح .فزمجر عمّه : المصباح أوّلا و إلا أغلقت المغارة دونك و حبستك بداخلها . فتراجع علاء الدّين و سقط إلى الخلف مهزوما و أدرك أنّ ذلك الرّجل ليس له بعمّ و إنّما هو محض عمّ مزعوم و أنّه مجرّد ساحر أراد استغلاله لتحقيق غاية في نفسه . و أنّ المأزق الّذي هو واقع به لا خلاص له منه إلاّ بمعجزة . زمجر السّاحر و أرعد ثمّ أزبد بعد أن توعّد و هدّد و تلمّض لسانه بكلمات وطلاسم فتحرّكت الصّخرة و أطبق الظّلام على الكهف . ودون أن يشعر لامست كفّ علاء الدين ذلك الخاتم الّذي منحه إيّاه السّاحر فمثل بين يديه فجأة خادم للخاتم عظيم قائلا : أنا في خدمة مولاي. لم يكن الوقت مواتيا للتّعبير عن الدّهشة أو حتّى الرّهبة فعبارات التّسخير و الخدمة قرعت أذنه و نزلت على قلبه بردا وسلاما فأدرك بسرعة أنّ خادم الخاتم موجود لخدمته وقضاء حاجته فطلب منه على الفور أن يخرجه من ذلك الكهف المظلم .و قبل أن يرتدّ إليه طرفه وجد علاء الدّين نفسه خارج المغارة و في حوزته المصباح الّذي يجهل حقيقته و الّذي من أجله كاد أن يفقد حياته و تفقده أمّه إلى الأبد . ![]() و رجع علاء الدّين إلى أمّه و قصّ عليها ماحدث مع العمّ المزعوم . فحمدت الله على سلامة ابنها . وهيأت له مكانا للرّاحة فاستسلم للنّوم من حينه كمن يعود من سفر بعيد أو قتال شديد . ومن الغد استيقظالفتى باكرا وقد شعر بألم في معدته فتذكّر بأنّه لم يأكل شيئا منذ تلك الحادثة عدا بعض الثّمار الّتي اقتطفها من حديقة ذلك القبو وفتحت شهيّته للأكل لحلاوتها فزادته جوعا نسي تسكينه لدى رجوعه لشدّة هلاكه من التّعب . وتذكّر جنّيّ الخاتم و مواهبه العجيبة فطلبه بلمسة من إصبعه فحضر فاستطعمه فإذا مائدة فاخرة حفّت بصنوف الطّعام من سمك و دجاج و لحم ضأن و أطباق الأطايب من حلوى و فواكه و غلال منصوبة بين يديه . دعا أمّه إلى الوليمة فأكلت آكلها و شعر بأنّها أحسن حالا من ذي قبل و بأنّ الحياة قد أسفرت لهما عن وجهها الباسم فسرّا أيّما مسرّة ولم ينس علاء الدّين ما جمعه من قطع ذهبيّى و فضّيّة فكان يبيعها و يقتني بثمانها ما تحتاج إليه أسرته الصّغيرة من متاع و لباس و طعام و ربما أغدق على فقراء القرية سرّا و علانية و دعاهم إلى طعامه و رزقهم من حيث رزق . و نسي في بحبوحة العيش تلك ما كان من أمر الخاتم و المصباح إمعانا في التّكتّم و التّستّر على سرّ التّنعّم المفاحئ فكان المصباح مهملا في بعض زوايا البيت . حتّى إذا كانت أمّه بصدد ترتيب بعض أشيائها ظفرت به و كان قديما متّسخا فأرادت أن ترميه في سلّة القمامة و استشارت ابنها في الأمر فآثر الاحتفاظ به . و طلب من أمّه أن تنظّفه و ما إن ملرّرت عليه خرقة تريد مسح ماعلق به من غبار حتّى انبعث من داخله دخان انفلق منه انفلاق الصّبح مكن جوف الظّلام مارد عظيم قائلا : مولاي أنا في خدمة صاحب المصباح فعلمت الأمّ بالبديهة أنّ شأن مارد المصبح كشأن جنّيّ الخاتم لكلّ منهما قدرة عجيبة على الفعل .فقالت : دعوناكم عفوا فانصرف حتّى ندعوك مرّة أخرى و حدّثت ابنها بما رأت و سمعت من أمر مارد المصباح فأكبر شجاعتها و رجاحة عقلها و كان علاء الدّين يخرج كلّ يوم لقضاء بعض الشّؤون بما توفّر لديه من مال آثر استثماره في تجارة لكي لا يذهب هباء فصار من أعيان القرية . و إنّه لفي شغله المعهود ذات يوم إذ مرّت كوكبة من النّساء ذات صباح تحرسهنّ كوكبة من الحرّاس التّابعة للحرس الملكيّ فوقعت عينه على واحدة من بينهنّ لا مثيل لها في حسنها و جمالها . فخفق لها قلبه و حدّثته نفسه بأن يتزوّجهاو تقصّى أثرها بالسّؤال عنها. فعرف أنّها ابنة الملك فأرسل أمّه تطلبها للزّواج . فلم تتردّد و لم يرفض الملك و لكنّه اشترط أن يقدّم خاطب ابنته مهرا يليق بمقام ابنة الملك قصرا مماثلا لقصر أبيها . فالهدايا الّتي قدّمتها أمّ علاء الدّين على نفاسته لم تكن في قيمة القصر الّذي يجب أن تعيش في كنفه صاحبة السّعادة . و ما إن علم علاء الدّين بشرط الملك حتّى رجع إلى البيت و هو متيقّن من قدرته على إجابة الملك إلى ما يحبّ و يشتهي فتناول المصباح ومسح على ضهره ببطن يده فبرز المارد العظيم . و كانت تلك هي المرّة الأولى الّتي يطلبه منذ أن صرفته أمّه . فأوعز إليه أن ينشئ له قصرا مماثلا لقصر الملك و أن يكون موقعه بإزاء ذات القصر . و أوصاه أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن . وفي صبيحة اليوم الموالي انتبه الملك من النّوم و أطلّ من الشرفة فرأى عجبا . وعلم أنّ الخاطب قد استجاب للشّرط و أقام البنيان المطلوب لإبرام عقد الزّواج و تزوّج علاء الدّين من ابنة الملك و أصبح من أمراء البلاد و أثرى أثريائها وذاع صيته في كلّ مكان و شاع خبره بين النّاس حتّى بلغ مسامع السّاحر -الّذي أودعه في الكهف و قفل راجعا على بلاده بعد أن يئس من الحصول على المصباح و ظنّ أنّه دفن علاء الدّين إلى الأبد - فشدّ الرّحيل إلى مقرّ إقامة صهر الملك فمكث غير بعيد عن القصر يترصّد صاحبه حتّى إذا طلع علاء الدّين ذات يوم عليه مع زوجته متنزّها في بعض رياض حفّت بالقصر رآه فتعرّف إليه رغم تحسّن حاله و تخلّصه من أسماله . وعلم السّاحر أنّ علاء الدّين إنّما حقّق ما حقّقه من ثراء و بلغ ما بلغه من نعيم بفضل المصباح السّحري وفكّر في طريقة لاسترجاعه واهتدى إلى حيلة ظلّ يتحيّن الفرصة لتنفيذها . وذات يوم خرج علاء الدّين إلى الصّيد ولم يكن في القصر سوى زوجته و وصيفاتها فاغتنم السّاحر الفرصة و تنكّر في زيّ تاجر و غيّر من هيئته حتّى لا تبدو عليه مخايل التّحيّل و مرّ أمام القصر وهو ينادي بصوت يسمعه من بالدّاخل و الخارج : من يستبدل مصباحا جديدا بمصباح قديم ؟ فسمعت زوجة علاء الدّين مقالته و كان قد لفت انتبهها وجود ذلك المصباح القديم في إحدى حجرات القصر فلم تر حاجة للإبقاء عليه فدعت إحدى وصيفاتها و أمرتها أن تستوقف المقايض و تبيعه مصباحها القديم بآخر جديد و ما إن بصر السّاحر بالمصباح حتّى أخذه في لهفة وطلب مارد المصباح فحضر فأمره أن يحمل القصر بمن فيه و يغيّبه عن ذلك المكان و في طرفة عين أصبح المكان خلاء قفرا . وعندما رجع علاء الدّين لم يجد القصر فعرف أنّ أمرا كالّذي حدث لا قبل لأحد بإنجازه عدا مارد المصباح وأن لا أحد يعرف سرّه غير السّاح الّذي لا شكّ أنّه لا يزال يناور لاسترداده فأخذ يؤنّب نفسه على الإهمال و سوء التّدبير ![]() والتّقدير و لكنّه اهتدى أخيرا إلى ضرورة الاستعانة بجنّيّ الخاتم فدعاه على الفور فحضر بين يديه و بدا معاتبا لعلاء الدّين الّذي استغنى عن خدماته زمنا و لكنّه عبّر عن استعداده لخدمته قائلا : أنا في خدمة مولاي ما الّذي أستطيع فعله من أجلك فقال الأمير : أحبّ أن تأخذني على المكان الّذي يوجد فيه قصري و آمرك بأن لا تغفل عن حراستي و قبل أنم يرتدّ إليه طرفه وجد علاء الدّين قصره فتسلّل من الشّرفة و اختفى خلف إحدى ستائر حجرة الأميرة . حتّى إذا عاد السّاحر يريد أن يطلب الأميرة للزّواج خرج عليه علاء الدّين و باغته بضربة من قائم سيفه أفقدته وعيه ثمّ كبّله بالأغلال و فتّش عن المصباح السّحريّ فوجده مخبوءا بين طيّات ثيابه فدعا على الفور خادم المصباح و أمره بأن يرجع كلّ شيء إلى موضعه . وماهي إلا طرفة عين حتّى أقيمت الاحتفالات فرحا بعودة علاء الدّين و زوجته الأميرة إلى جوار الملك وفي ذلك الاحتفال البهيج تمّت محاكمة السّاحر البغيض اتلّذي أمر القاضي بسجنه مدى الحياة على ما ارتكب من جرم في حقّ علاء الدّين و زوجته إيذانا بانتصار الخير على الشّرّ الّذي قد يربح أصحابه جولة و لكنّ مآله دائما هو الاندحار |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |