إخوتي لأبي يضربونني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أبو الفتح ابن سيد الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1423 )           »          ما أحلى سويعات قربك يا أمي!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          دور المسجد في الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          هل تشكو من عصبية زوجك أو ولدك أو جارك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أصحاب الأخدود... عبر ودروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 28 )           »          العُمَران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني أحبك أيها الفاروق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المنهج التربوي وثقافة المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          بين الرأي والحديث.. لماذا وكيف تمذهب المسلمون ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2022, 03:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة : Egypt
افتراضي إخوتي لأبي يضربونني

إخوتي لأبي يضربونني
أ. يمنى زكريا

السؤال:

ملخص السؤال:
فتاة تعرَّضتْ للتحرش، وتدهورتْ نفسيتها، ولها إخوة مِن أبيها يضربونها ويسبُّونها، زرَعوا فيها الخوفَ والكره للرجال، وتسأل: كيف تُحَسِّن مِن حالها؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عرَضْتُ عليكم مشكلتي قبل زمَنٍ، وعدتُ إليكم مرَّة أخرى.
فأسألُ الله أن يُبارِكَ فيكم، ويجعلَ كلَّ ما تقدِّمونه في ميزان حسناتكم.


أخبرتُكم سابقًا بمشكلة التحرُّش؛ فقد تعرَّضتُ لها منذ مدَّة، لكني لا أزال أُعانِي منها، وأشعر بالنقْص دائمًا، وأني لستُ كبقيَّة البنات.


تدهورتْ نفسيتي لأسوأ ما يكون، إن خرجتُ أو خالطتُ الناسَ - حتى أقرب الناس إليَّ - تتزايدُ نبضاتُ قلبي، وأَشعُر بضيقٍ ورغبة في البكاء!


إخوتي لأبي لم أرَ أسوأ منهم؛ فهم يضربونني بشدَّة ويشتمونني، ومنذ أن عقلتُ وأنا أرى كبيرَهم يشتمُ أمي وأهلَها! وهذا لأنه قد طلَب مِن والدِه ألَّا يتزوَّج أمي بعد وفاةِ أمِّه هو!


لقد زَرَعُوا فيَّ الخوفَ والكُرهَ لأي رجلٍ، وزاد ذلك بعد تعرُّضي للتحرُّش، وهم كانوا السبب الأول في ذلك.


ليس عندي ثقةٌ في نفسي، تدهورتُ للأسوأ، أستيقظُ مِن النوم مفزوعةً، وأخاف من أن أَفقِد عقلي، أصبحتُ لا أُبالي بشيءٍ في هذه الدنيا، فقط أصَلِّي وأصوم!

لا أدري ماذا يُريدون مني؟ ولا أدري ما الحل؟!
أفيدوني - بارك الله فيكم

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخيتي في الله، أرحِّب بكِ في شبكة الألوكة، وأدعو الله أن يكشفَ عنكِ هذه الغُمَّة، وأن يحفظكِ مِن كلِّ مكروهٍ وأذى.


أختي الحبيبة، قرأتُ رسالتَكِ أكثر مِن مرة، وهالَني ما يفعله بعضُ الإخوة في حق أخواتهم، وأسأل الله أن يرزقَكِ الصبرَ، وينجيكِ مما أنتِ فيه.

حبيبتي، الصبر له شأنٌ عظيمٌ في حياة المؤمنِ؛ فبه يتحمَّل الإنسانُ الضغوط، ويرضى بقدَر الله، ويسلِّم به، وللصبر أنواعٌ ثلاثة: صبر على المصائب، صبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، ولا ريب أن الصبرَ ليس بالشيء الهين، بل هو ثقيلٌ على النفس، ويحتاج إلى مجاهَدة.

ولكن يُساعدنا عليه الآتي:
اليقين بحُسن الجزاء مِن الله؛ ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]؛ وقد رُوي عن بعض السلَف قال: "ما أُصِبْتُ ببلاء إلا كان لله عليَّ فيه أربع نعم: أنه لم يكنْ في ديني، وأنه لم يكنْ أكبر منه، وأني لم أحْرَم الرضا به، وأني أرجو ثواب الله عليه".

الدنيا ليستْ دارَ نعيمٍ، بل فيها الأفراحُ والأتراحُ، الراحةُ والتعَبُ، الخوفُ والأمنُ، والمؤمنُ الحقُّ يعلم ذلك، فيوطِّن نفسَه على الصبر.

التأمُّل في قصص التاريخ وسِيَر الصابرين، وخصوصًا الرُّسُل - عليهم السلام - ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ... ﴾ [الأحقاف: 35].

اليقين بأن الفرَج مِنْ عند الله، وأنه آتٍ لا ريبَ فيه؛ ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 6].

الإيمان بالقضاء والقدَر، وأنه لا رادَّ لقضاء الله؛ ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22، 23].

من كلِّ ما سبَق يتَّضِح لنا أن الصبرَ أهم عواملِ النجاح، وكلما صبرْنا زادتْ فرحتُنا، وكبرتْ فرصتُنا في التفوُّق على أنفسِنا وعلى غيرِنا.

اعلمي - أختي الحبيبة - أن اختيارَ والدينا أو أهلينا لا يدَ لنا فيه، ولكن الخيار لنا في طريقة التعامُل، وردودِ الأفعال، وكيفيةِ التأقْلُم مع هذه الظروفِ؛ لذا أنصحُكِ بألَّا تستسلمي لهذا الوَضْع وتُشعري نفسكِ بالنقص أو بأنكِ الضحية؛ لأن الاستسلام سيزيد مِن آلامِكِ، ولكن عليكِ أن تستفيدي مِن هذه الظروف، بمُحاولة تجاوُزِها، وحُسنِ الظن بالله، وبالتفاؤل (أنا عند ظَنِّ عبدي بي)، ونحن حين نفتقد الدِّفء والحنانَ في بيوتنا بإمكاننا أن نعوِّضَ هذا بأن نصنعَ الدفء والحنان فيمَن حولنا مِن صُحبة صالحةٍ، وصديقاتٍ صالحاتٍ.

عزيزتي، ليس مِن الحكمة أن نتعامَل مع الحياة على أنها دائمةٌ ومستمرةٌ؛ فدوامُ الحال مِنَ المُحال، وستتحسَّن الأحوال بإذن المولى - جل وعلا - ولا تُشعِري نفسَكِ بالنقص أبدًا، وابحثي عن مَواهبِكِ، ولا تجعلي ظروفَكِ الاجتماعية تُشَكِّل ضغطًا عليكِ؛ فلا يدَ لكِ فيها، فهي قدَرُ الله فيكِ وهي خيرٌ.

أخيتي، حسِّني عَلاقتَكِ بالله، وحافِظي على الصلوات، ودَاوِمِي على قراءة وِرْدِكِ من القرآن، وأكثري مِن (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ومِن الاستغفار، أَعِيدي تنظيم وقتكِ بصورةٍ جيدةٍ، فمِن الممكن أن تنضمِّي للجمعيات الخيرية إذا أتيح لكِ ذلك، وأيضًا مراكز تحفيظ القرآن، وإن شاء الله لكلِّ داءٍ دواءٌ، والإنسانُ لم يُخلَقْ عبثًا، ولا تُفَكِّري في الماضي، ولا تسترجعي الأحداثَ المُزعِجة، وليس شرطًا أنَّ ما يقوله الآخرون صحيحٌ دائمًا؛ فالمبتكرون والعظماء نالوا الكثيرَ مِن السخرية والرفض أيضًا، فلا تَقنَطِي مِن رحمة الله، ولا تَشغَلِي نفسَكِ بانتقادات الآخرين، ولا تعطيهم أكبر مِن حجمِهم، وكما قال الشافعيُّ أو غيره: (مَن عَرَف نفسه لا يضره ما يقول الناسُ فيه).

وأخيرًا - أختي الحبيبة - تذكَّري أنَّ الله إذا أحبَّ عبدًا ابتلاه، فلتصْبِري ولتحتَسِبي، وكوني على يقينٍ بأن الحالَ سيتبدَّل عن قريبٍ، والفجرَ الباسم قادمٌ - بإذنه تعالى.

حَفِظكِ الله مِن كلِّ سوء



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.48 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]