الخجل والتفاعل الاجتماعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 602 - عددالزوار : 339334 )           »          أبناؤنا وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          7خطوات تعلمكِ العفو والسماح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          تربية الزوجات على إسعاد الأزواج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          حدث في العاشر من صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الإنسان القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          الخطابة فنّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          متاعب الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2022, 08:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,926
الدولة : Egypt
افتراضي الخجل والتفاعل الاجتماعي

الخجل والتفاعل الاجتماعي


د. زيد بن محمد الرماني




تستخدم كلمة الخجل في الأحاديث اليومية المعتادة للإشارة إلى الشعور بالضيق والانزعاج وعدم الراحة في المواقف الاجتماعية. وليس لكلمة الخجل معنًى دقيق محدد، فهي تتضمن معاني الحذر والاحتراس والجبن والكف عن السلوك. ويصف أحد الرجال ما ينتابه من خجل حال وجوده مع جماعة من الأفراد المعروفين جميعاً له، فيقول:
(أشعر بأنني لست على ما يرام، وأعتقد أنني من الضآلة والتفاهة بحيث لا أستطيع أن أقول أي شيء يمكن أن يلقى أدنى اهتمام من هؤلاء الآخرين، وأشعر بالعجز والارتباك كأنني غريب عن هذا المكان حتى لو كنا جميعاً معاً. وإذا سألني أحدهم عن أي شيء أشعر بالقلق والتوتر الشديد، ولا أعرف كيف أو بماذا أرد، ويصاحب ذلك شعور بالسخونة تسري في جسدي ويحمر وجهي. لقد حاولت ألا أكون كذلك، وأن أفعل أي شيء آخر غير هذا الذي يحدث لي، ولكنني لم أستطع سوى الهروب والابتعاد عن الجماعة. وهذا الارتباك والخجل لا يحدث لي أبداً عندما أكون مع أي فرد من تلك الجماعة على حدة، بل فقط عندما أكون مع الجماعة).

إن إحدى الخصائص الشائعة للخجل هي شعور الفرد بأنه لا يجد ما يقوله. ومصدر صمت ذلك الرجل هو انشغاله الشديد بأثر ما سوف يقوله ووقعه على الآخرين، وبرأيهم الذي سوف يكونونه عنه في ضوء ما سيقوله. وهو - كما يصف حالته - يتوقع مسبقاً أنهم سيتخذون حياله رأياً وموقفاً سلبياً، لأنه - ببساطة - ليس لديه ما يقوله، بحيث يثير قدراً ولو بسيطاً من اهتمامهم. ويؤدي هذا الانشغال الشديد إلى درجة عالية من الشعور بالذات، والرغبة الشديدة في الهروب من هذا الموقف. ويشير كذلك هذا الرجل إلى أنه لا يشعر بالخجل في كل المواقف، فهو لا يخجل عندما يتحدث مع فرد واحد، بل ينتابه الخجل فقط وسط الجماعة.

إن الخجل ليس حكراً على حياتنا المعاصرة، بل يوجد في كل العصور وفي كل المجتمعات.

وعلى الرغم من أن دراسة الخجل في إطار العلاقات الاجتماعية الحميمة يمكن أن تساعدنا على معرفة كثير من أسباب الخجل، فإن الدراسات التي اهتمت بذلك قليلة.

ولذا كان الخجل موضوعا جديرا بالدراسة لأهميته النظرية والعملية. فدراسته تمدنا بكثير من الاستبصارات عن العمليات المتضمنة في التفاعل الاجتماعي بين الأفراد باختلاف طبيعته ومداه. فعندما يكون هذا التفاعل سلساً طبيعياً، فإن العمليات المتضمنة فيه، التي تجعله كذلك، عادة ما تكون خفية، ونادراً ما يلتفت إليها الباحثون. أما عندما يكون هناك ما يعوق التفاعل الاجتماعي أو يؤدي إلى ضعفه وتدهوره - مثلما يفعل الخجل - فإن الأمر يستحق الدراسة والبحث للوصول إلى علاج هذه المشكلة وتحسين مستوى التفاعل.

وواقع الأمر أن التفاعل الاجتماعي الذي يبدو لنا سلساً وطبيعياً، إنما هو في حقيقة الأمر نتاج لما يمتلكه أطراف هذا التفاعل من مهارات سلوكية، حتى لو كان الأفراد المتفاعلون غير مدركين لذلك، ويستخدمون مهاراتهم تلك بطريقة لا شعورية. والخجل ظاهرة تتحدد بدرجة كبيرة على أساس اعتقاد الفرد في مهاراته، وقدرته على التفاعل الاجتماعي بكفاءة. ولاشك في أن دراسة تلك المعتقدات سوف تعرفنا الخصائص والقدرات التي يجب أن يتحلى بها الفرد لكي يشعر بالثقة والاسترخاء والراحة في المواقف الاجتماعية.

وهناك سبب آخر لأهمية دراسة الخجل هو ما يسببه من مشكلات لعدد كبير من الناس، باعتباره آفة تؤرق حياتهم، ومصدراً دائماً للشعور بالبؤس والتعاسة وعدم الراحة والاستقرار. ويعتبر البعض الخجل شكلاُ من أشكال المرض، إلا أنه مرض لا يدركه المتعاملون مع الشخص الخجول ولا يعترفون به. ولهذا ربما نتصور أن الخجل كان في بؤرة اهتمام الدراسات النفسية منذ مدة طويلة، غير أن ذلك ليس صحيحاً، فالاهتمام بالخجل اهتمام حديث نسبياً مقارنة بغيره من الظواهر النفسية الأخرى. ولعل ذلك يرجع إلى عدة أسباب أهمها أن جوانب الخجل كانت بالفعل محل اهتمام علماء النفس منذ مدة طويلة، ولكن تحت مسميات وموضوعات أخرى مختلفة مثل الحساسية من التحدث أمام جماعة، والخوف من التواصل الاجتماعي، والقابلية للارتباك، واضطراب توكيد الذات، والصمت وقلة الكلام، والوعي بالذات، والقلق الاجتماعي، والعصاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي، واضطراب المهارة الاجتماعية، والرعب من الجمهور. فوجود هذه المفاهيم واهتمام الباحثين بها جعلهم لا يهتمون - إلا أخيراً - بدراسة الخجل كمفهوم محدد قائم بذاته.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.23 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]