تخريج حديث: الصلاة وما ملكت أيمانكم

[ابوالوليد المسلم]

تخريج حديث: الصلاة وما ملكت أيمانكم
الشيخ طارق عاطف حجازي

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينِ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: «الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ.



تخريج الحديث:
حسن بشواهده: ورد من حديث أنس ومن حديث عليّ ومن حديث أم سلمة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي رافع، ومن حديث جابر بن عبد الله.


فأما حديث أنس فيرويه سليمان التيمي واختُلف عنه:
• فرواه غير واحد عن سليمان التيمي عن قتادة عن أنس قال: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: «الصلاة وما ملكت أيمانكم»، حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها في صدره، وما كاد يفيض بها لسانه.


أخرجه ابن سعد (2/ 253) وأحمد (3/ 117) والطحاوي في «المشكل» (3202)، والضياء في «المختارة» (2425) عن أسباط بن محمد القرشي.


وابن أبي الدنيا في «المحتضرين» (34)، وابن نصر في «الصلاة» (324)، والنسائي في «الكبرى» (7095)، وابن حبان (6605)، والبيهقي في «الدلائل» (7/ 204 - 205)، وفي «الشعب» (9193)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب» (2015)، والضياء في «المختارة» (2422)، والبزار (7014) عن جرير بن عبد الحميد الرازي.


والخطيب في «التاريخ» (4/ 239 - 240)، والضياء في «المختارة» (2420) عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط.


والبيهقي في «الدلائل» (7/ 204 - 205) عن عيسى بن يونس وأبو سليمان الربعي في «وصايا العلماء» (ص 26)، وأبو الفضل الرازي في «حديثه» (518) عن شجاع بن الوليد الكوفي، والضياء في «المختارة» (2421) عن زهير. كلهم عن سليمان التيمي به.


واللفظ لابن سعد وغيره.


ورواه معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه واختُلف عنه:
فرواه غير واحد عن معتمر عن أبيه عن قتادة عن أنس.


أخرجه ابن ماجه (2697) وأبو يعلى (2990)، وابن عساكر في «تاريخه» (7/ 44)، والبزار (7014) عن أحمد بن المقدام العِجْلي.


والخطابي في «الغريب» (1/ 565)، عن خليفة بن خياط، والضياء (2424) عن عاصم بن النضر.


وأبو يعلى (2933) وأبو الشيخ في «الطبقات» (2/ 158)، وابن عساكر (7/ 44) عن أبي حمزة هريم بن عبد الأعلى الأسدي.


وأسلم في «تاريخ واسط» (ص 214) عن أبي جعفر محمد بن صدقة بن عمران، والضياء (2423) عن أبي الأشعث، قالوا: ثنا معتمر بن سليمان به.


ورواه عبد الله بن عمر الخطابي عن معتمر عن أبيه عن قتادة عن صاحب له عن أنس.
أخرجه النسائي في «الكبرى» (7096).


• ورواه زهير بن معاوية الكوفي عن سليمان التيمي عن أنس، ولم يذكر قتادة.
أخرجه الطحاوي في «المشكل» (3200) والحاكم (3/ 57).


• ورواه سفيان الثوري عن سليمان التيمي واختُلف عنه:
فقيل: عن سفيان عن سليمان التيمي عن أنس.


أخرجه النسائي في «الكبرى» (7094)، والضياء في «المختارة» (2155) عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري وعبد بن حميد (1214) والطحاوي في «المشكل» (3199)، والدِّينَوَري في «المجالسة» (2391)، والضياء في «المختارة» (215، 2157) عن قبيصة بن عقبة الكوفي، كلاهما عن سفيان به.


ورواه وكيع عن سفيان عن سليمان التيمي عمن سمع أنس بن مالك.
أخرجه ابن سعد (2/ 253) والطحاوي (3201).


قال البزار: لا أعلم أحدًا تابع التيمي، وإنما رواه غيره عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة «النكت الظراف» (1/ 320).


وقال أبو حاتم كما في «العلل لابنه» (300) عن رواية قتادة عن أنس: نرى أن هذا خطأ، والصحيح حديث همام عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم.


وقال أبو زرعة: ابن أبي عروبة أحفظ، وحديث همام أشبه، زاد همام رجلًا، وانظر: «البحر الزخار» للبزار (13/ 365) وسيأتي.


ورواه أبو المعتمر عمار بن زربى، ثنا بشر بن منصور عن ثابت عن أنس بن مالك: أخرجه البيهقي في «الشعب» (11053)، وهذا إسناد ضعيف جدًا: آفته: عمار بن زربى، فإنه متهم.
انظر: «الضعيفة» (3216).


وللحديث طريق أخرى عند البيهقي في «الشعب» (10542) وفيها من لا يُعرف.


ورواه الدارقطني في «الأفراد» كما في «الأطراف» (698)، وابن عدي في «الكامل» (2/ 52) من وجهين آخرين ضعيفين عن أنس.


وأما حديث علي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه محمد بن فُضَيْل الكوفي ثنا المغيرة عن أم موسى عن علي قال: كان آخر= كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم».
أخرجه أحمد (1/ 78) عن ابن فُضيل به.


وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (158) بتحقيقي، وأبو داود (5156)، وابن ماجه (2698)، وابن أبي الدنيا في «المحتضرين» (29)، وابن نصر في «الصلاة» (325)، وأبو يعلى (596)، والطبري في «تهذيب الآثار» (مسند علي ص 166)، والمحاملي في «أماليه» (140)، والبيهقي (8/ 11)، وفي «الآداب» (67)، وفي «الشعب» (8195)، والضياء في «المختارة» (806، 807) من طرق عن ابن فضيل به.


والمغيرة هو ابن مِقسم الضبي، وهو ثقة إلا أنه يدلس، ولم يذكر سماعًا من أم موسى.


وأم موسى وثقها العجلي، وقال الدارقطني: حديثها مستقيم، يُخرج حديثها اعتبارًا، وقال الطبري: مجهولة، لم يَرو عنها إلا المغيرة بن مِقسم، وذكرها الذهبي في «الميزان» في المجهولات وقال: تفرد عنها مغيرة بن مِقسم.


الثاني: يرويه عمر بن الفضل العبدي عن نعيم بن يزيد عن علي قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده. قال: فخشيت أن تفوتني نفسه. قال: قلت: إني أحفظ وأعي. قال: «أوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم».


أخرجه أحمد (1/ 90) واللفظ له: ومن طريقه المزي في «تهذيب الكمال» (21/ 482) عن بكر بن عيسى الراسبي.


وابن سعد (2/ 243)، والبخاري في «الأدب المفرد» (156) بتحقيقي، والنسائي في «مسند علي» كما في «تهذيب الكمال» (21/ 482) عن حفص بن عمر الحَوْضي، قالا: ثنا عمر بن الفضل به.


وإسناده ضعيف، نعيم بن يزيد مجهول، ما روى عنه سوى عمر بن الفضل «ميزان الاعتدال» (4/ 271)، و«تهذيب التهذيب» (10/ 468)، و«تقريب التهذيب».
وانظر: «الإرواء» (2178).


وأما حديث أم سلمة فيرويه قتادة واختُلف عنه:
فرواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت كان من آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم»، حتى جعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه.


أخرجه أحمد (6/ 290 و 315)، والحربي في «الغريب» (1/ 131)، والنسائي في «الكبرى» (7098).


ورواه أبو عَوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن قتادة واختُلف عنه:
فرواه غير واحد عن أبي عوانة مثل رواية سعيد بن أبي عروبة.


أخرجه يعقوب بن سفيان في «المعرفة» (3/ 357)، والبيهقي في «الدلائل» (7/ 205) عن أبي النعمان محمد بن الفضل البصري.


والطبري في «تهذيب الآثار» (مسند علي، ص 166)، والطحاوي في «المشكل» (3203) عن أسد بن موسى المصري.


وأبو يعلى (6936) عن عبد الواحد بن غياث البصري. والطبراني (23/ برقم 690) عن أبي خليفة عبد الله بن عبد الوهاب، قالوا: ثنا أبو عوانة به.


ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن أبي عوانة عن قتادة عن سفينة، ولم يذكر أم سلمة.


أخرجه النسائي في «الكبرى» (7097).
وتابعه خالد بن خداش البصري ثنا أبو عوانة به.
أخرجه ابن أبي الدنيا في «المحتضرين» (30).


ورواه همام بن يحيى البصري عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة.


أخرجه ابن سعد (2/ 253 - 254)، وإسحاق في «مسند أم سلمة» (1893)، وأحمد (6/ 311 و 321) وعبد بن حميد (1542)، وابن ماجه (1625)، والنسائي في «الكبرى» (7100)، وأبو يعلى (6979)، والبيهقي في «الدلائل» (7/ 205)، وفي «الآداب» (68)، والبغوي في «شرح السنة» (2415)، وفي «الشمائل» (1190)، والخطيب في «المتفق والمفترق» (845)، وفي «تاريخه» (10/ 169)، والطبراني (23/ برقم 691، 897).
وصحح البيهقي هذه الرواية.
قلت: وإسناد هذه الرواية منقطع.


قال المزي في «التهذيب»: صالح أبو الخليل عن سفينة مرسل.


ورواه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة عن سفينة ولم يذكر أم سلمة.


أخرجه النسائي في «الكبرى» (7099)، وذكر الدارقطني هذا الاختلاف في «علله» (2522)، وقال عن رواية همام: هذا أصح. وفي (3952) قال: لم يتابِع همام على قوله: عن أبي الخليل.


وحديث التيمي عن قتادة عن أنس غير محفوظ. وقيل: عن التيمي، عن أنس. قيل له: سفينة الصحابي؟ قال: نعم. وقال البيهقي في «الدلائل» عن حديث همام: هو الصحيح.


وكذا قاله الذهبي في «تاريخ الإسلام» (1/ 627)، وانظر: «الصحيحة» (868).


قلتُ: حديث أنس تقدم تخريجه قريبًا، فانظره.


وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني كما في «المجمع» (4/ 237)، والطرَسوسي في «مسند ابن عمر» (17).


قال الهيثمي: وفيه عبيد الله أبو الوليد الوصافي، وهو متروك. «المجمع» (4/ 237).


وأما حديث أبي رافع فأخرجه البزار (3886)، (339 - كشف الأستار) عن غسان بن عبيد الله ثنا يوسف بن نافع ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجر علي بن أبي طالب، وهو يقول لعلي: «الله الله وما ملكت أيمانكم، الله الله والصلاة»فكان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قال الهيثمي: وفيه غسان بن عبيد الله، لم أجد من ترجمه. وبقية رجاله ثقات «المجمع» (1/ 293).


قلت: ويوسف بن نافع هو ابن عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، لم أقف له على ترجمة.
وانظر: «الإرواء» (2178).


وأما حديث جابر بن عبد الله:
فأخرجه ابن سعد (2/ 262، 263) عن الواقدي، أنا عبد العزيز بن محمد عن حرام بن عثمان عن أبي حازم عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين: ما كان آخر ما تكلم به رسول الله. صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: سل عليًّا. قال: أين هو؟ قال: هو هنا. فسأله فقال علي: أسندتُه إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال: «الصلاة الصلاة!» فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أُمروا وعليه يُبعثون. قال: فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ قال: سل عليًّا. قال: فسأله فقال: كنت أنا أغسله وكان عباس جالسًا، وكان أسامة وشقران يختلفان إليَّ بالماء.


قلتُ: إسناده ضعيف جدًّا؛ لأن الواقدي وحرام بن عثمان متروكان.