واجبات المعلم تجاه أولياء الطلبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         توكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          علِّم طفلك الإيمان قبل أن تعلمه القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كعب بن مالك رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          عندما تكون الزوجة فنانة في النكد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          قصص القرآن الكريم ـ أصحاب الكهف ـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أسباب سقوط الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          علم أصول الفقه وأثره في تشكيل العقل المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          القواعد العشر لمن يتعامل مع الواتساب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سادة إبليس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صناعة النجاح وصناعة الفشل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-07-2021, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,735
الدولة : Egypt
افتراضي واجبات المعلم تجاه أولياء الطلبة

واجبات المعلم تجاه أولياء الطلبة


د. طه فارس





أولاً: التَّواصلُ مع أولياءِ أمورِ الطَّلبة:
التَّعلِيم عملية مُتَكاملة يتطلَّبُ نجاحُهَا تضافرَ جهودِ جهاتٍ مُتعدِّدَة، تتمثَّل في المُعلِّم والإدارة والأسرة والمجتمع من جهة، والطالب من جهة أخرى، ومن الوسائل الإيجابية المُفيدة في العملية التَّعليميَّة تواصلُ المُعلِّم مع وَليِّ أمر الطَّالب، ليَكون على بيِّنَة من أوضاع ولده، ويَتَعَاون مع المُعلِّم لِتَحسِين المستوى الدراسي لولده، وتجاوزِ العَقبَات التي تَحُول دونَ ذلك.

كما أنَّ معرفة المُعلِّم للظُّروف المُحِيطَة بالطَّالب داخلَ أسرته له دور كبير في حَلِّ المشاكل التي تَبْرُز عند الطالب، سواء كانت تعليميةً أو سلوكية.

فإذا قامَ هذا التَّواصلُ بصورة إيجابيَّةٍ فاعلةٍ بين المُعلِّم وأولياءِ أمور الطلبة تحسَّنت مُخرَجاتُ التَّعلِيم، وانتقلَ المُعلِّم من كَونه مُدَرِّساً لمادةِ فَحَسب، إلى مُرَبٍّ يعالجُ بعضَ المشاكل التي تُحيط بالطالب، وتؤثِّر على قُدرَاتِه وسلوكياته[1].

ثانياً: وصفُ أحوالِ الطَّلبَة لأوليائهم بِصدقٍ وشَفَافيَّة:
على المُعلِّم أن يكون صادقاً عند تواصُلِه مع أولياء الطَّلبة في وصف حال أولادهم، ولا ينبغي له أن يزيِّن للأهل أنَّ أداء ولدِهم على ما يُرَام، وهو يعلم خلافَ ذلك؛ رغبةً منه في استرضائِهم وكَسبِ ودِّهِم.

كما لا ينبغي له أن يَحُطَّ من شأن طالبٍ جيد، نكايةً فيه أو في أوليائِه، أو رغبةً في أن يَطْلُب منه وليُّ الطَّالب إقامة دروسٍ خاصَّةٍ خارج إطار المؤسَّسَة التعليميَّة؛ ليَحصُلَ من خلال ذلك على منفعَة ماديَّة، مما يَخْدِشُ في رسالته التعليميَّة، ونزاهتِهِ الشخصيَّة.

ثالثاً: الاستماعُ لآراءِ أولياء أمورِ الطَّلبة ومقترحاتِهِم واعتراضاتِهِم:
إذا كانتِ النَّصيحةُ وقولُ كلمة الحقِّ من ديننا وقيمنا، فعلى المُعلِّم أن يُحْسن الاستماعَ لآراء أولياء أمور الطَّلبة ومقترحاتهم ونصائحهم، ويضعَ ذلك موضعَ التنفيذِ إن كانت تلك الآراءُ والمُقترحاتُ تعودُ على العمليَّة التعليميَّة بالنَّفع، مع الأخذ باعتبار إمكانيةَ تطبيقها والعمل بها.

كما ينبغي عليه أن يتقبَّل شكاوى أولياء الأمورِ بصدرٍ رَحْبٍ، مُتَحلِّيَاً بالحِلم والصبر ولينِ الجَانب، فإن استبان له صَوَابُ رأيهم ووِجهَةِ نظرِهم، فعليه أن يبديَ تقبُّلَه لنُصحِهم، ويشكرهم على ذلك، وإن بدا له غيرُ ذلك حاورَهم بالتي هي أحسن، وشكرهم على تفاعلهم وتواصلهم [2].

رابعاً: عدمُ إرهَاق أولياءِ الأمورِ بكثرة الطَّلبَات:
ليس كلُّ النَّاسِ في سَعَة من المال وفراغ من الوقت، ولذلك ينبغي على المُعلِّم أن يراعيَ ظروفَ النَّاس، فلا يُرهق كاهلَ الأهلِ بكثرة المَطالب والمُطالبات، ويقتصر على ما تمسُّ الحاجة التعليميَّة إليه، ولا يكلف طلبته بشيءٍ زائد عن ذلك، كما لا يكلِّفهم من الأنشطة والوسائل ما يشقُّ عليهم فعلُه وإحضارُه، إلا إذا لَمَسَ رغبةً من الطالب لذلك واستعداداً.


[1] وهذا من قبيل التعاون على البر والتقوى الذي دعانا الله تعالى إليه بقوله: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].
ومما قرأته من القصص الواقعية الذي تؤكد ضرورة معرفة أحوال وظروف الطلبة وأثر ذلك في العملية التعليمية: أن معلمة للصف الخامس وقفت ذات يوم وألقت على التلاميذ جملة: إنني أحبكم جميعاً، وهي تستثني في نفسها تلميذاً يُدعى: (تيدي)، فملابسُه دائماً وسخة، ومستواه الدراسي متدن جدًا، وهو منطو على نفسه، وهذا الحكم الجائر منها كان بناء على ما لاحظته خلال العام الدراسي، فهو لا يلعب مع الأطفال وهو في حالة كآبة دائمة مع مظهر بائس، وكانت المعلمة تجدُ مُتعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر لتضع عليها علامات x بخط عريض، ثم تكتب عبارة راسب في الأعلى.
ذات يوم طُلِب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، وبينما كانت تراجع ملف (تيدي) فوجئت بشيء ما، فقد كتب عنه معلم الصف الأول: ( تيدي) طفل ذكي موهوب يؤدِّي عملَه بعناية وبطريقة منظمة، ومعلم الصف الثاني: (تيدي) تلميذ نجيب ومحبوب لدى زملائه ولكنه منزعج بسبب إصابة والدته بمرض السرطان، أما معلم الصف الثالث كتب: قد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه، وقد بذل أقصى ما يملك من جهود لكن والده لم يكن مهتمًا به، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات، بينما كتب معلم الصف الرابع: (تيدي) تلميذ منطو على نفسه لا يبدي الرغبة في الدراسة، وليس لديه أصدقاء وينام أثناء الدرس.
هنا أدركت المعلمة (تومسون) المشكلة وشعرت بالخجل من نفسه، وقد تأزم موقفها عندما أحضر التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها ملفوفة بأشرطة جميلة ما عدا الطالب( تيدي)، كانت هديته ملفوفة بكيس مأخوذ من أكياس البقالة، تألَّمت المعلمة وهي تفتح هدية (تيدي) وضحك التلاميذ من هديته، وهي: عقد مؤلف من ماسات ناقصة الأحجار وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع، ولكن كفَّ التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت المعلمة عن إعجابها بجمال العقد والعطر وشكرته بحرارة، وارتدت العقد ووضعت شيئاً من ذلك العطر على ملابسها، ويومها لم يذهب (تيدي) بعد الدراسة إلى منزله مباشرة بل انتظر ليقابل معلمته، وقال لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي، عندها انفجرت المعلمة بالبكاء لأن (تيدي) أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة، منذ ذلك اليوم أولت اهتمامًا خاصًا به، وبدأ عقله يستعيد نشاطه، وبنهاية السنة أصبح (تيدي) أكثر التلاميذ تميزًا في الفصل، ثم وجدت السيدة مذكرة عند بابها للتلميذ (تيدي) كُتب عليها أنها أفضل معلمة قابلها في حياته، فردت عليه أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة، بعد عدة سنوات فُوجئت هذه المعلمة بتلقيها دعوةً من كلية الطب لحضور حفل تخرج الدفعة في ذلك العام موقعة باسم: ابنك تيدي، فحضرت وهي ترتدي ذات العقد وتفوح منها رائحة ذات العطر. واليوم أصبح تيدي ستودارد أشهر طبيب في العالم، ومالك مركز (ستودارد) لعلاج السرطان. فلنعتبر ولنتأمل!

[2] وفي هذا الباب ينبغي أن يحمل المعلم ذلك على أنه من باب التناصح والتواصي بالحق الذي أمرنا الله تعالى به، لا من باب تتبع الأخطاء والعثرات، وقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه: « رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي »، انظر: سنن الدارمي 1 /169.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]