شرح حديث حارثة بن وهب: "ألا أخبركم بأهل الجنة" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حلية المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          دعاء العبادة ودعاء المسألة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشك في الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم التشاؤم بشهر صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 116 - عددالزوار : 60104 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 57519 )           »          وأنا أبكي من الفرح ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 267 )           »          أمسك عليك لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          باختصار – حاجاتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-03-2021, 10:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث حارثة بن وهب: "ألا أخبركم بأهل الجنة"

شرح حديث حارثة بن وهب: "ألا أخبركم بأهل الجنة"








سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

عن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيفٍ متضعِّف، لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه، ألا أخبركم بأهل النار؟ كلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُستكبِرٍ))؛ متفق عليه.




((العُتُلُّ)): الغليظُ الجافي: ((والجَوَّاظُ)) بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة: هو الجَمُوعُ المَنُوعُ، وقيل: الضخم المُختالُ في مِشيته، وقيل: القصير البَطينُ.



قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

ذكر المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن حارثة بن وهب رضي الله عنه في باب ضعفاء المسلمين وأذلائهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيف متضعِّف لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه))، يعني هذه من علامات أهل الجنة؛ أن الإنسان يكون ضعيفًا متضعِّفًا؛ أي: لا يهتم بمنصبه أو جاهه، أو يسعى إلى علوِّ المنازل في الدنيا، ولكنه ضعيف في نفسه متضعِّف، يميل إلى الخمول وإلى عدم الظهور؛ لأنه يرى أن المهم أن يكون له جاه عند الله عز وجل، لا أن يكون شريفًا في قومه أو ذا عظَمةٍ فيهم، ولكن يرى أن الأهم كله أن يكون عند الله سبحانه وتعالى ذا منزلة كبيرة عالية.



ولذلك تجد أهل الآخرة لا يهتمُّون بما يفُوتهم من الدنيا؛ إن جاءهم من الدنيا شيء قَبِلوه، وإن فاتَهم شيء لم يهتمُّوا به؛ لأنهم يرَوْن أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن الأمور بيد الله، وأن تغيير الحال من المحال، وأنه لا يمكن رفعُ ما وقع، ولا دفعُ ما قدِّر، إلا بالأسباب الشرعية التي جعلها الله تعالى سببًا.



وقوله: ((لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه)) يعني لو حلَفَ على شيء لَيسَّرَ الله له أمره، حتى يحقق له ما حلف عليه، وهذا كثيرًا ما يقع؛ أن يَحلِفَ الإنسان على شيء ثقةً بالله عز وجل، ورجاء لثوابه، فيَبَرُّ الله قَسَمَه، وأما الحالف على الله تعاليًا وتحجُّرًا لرحمته، فإن هذا يُخذَل، والعياذ بالله.



وهاهنا مَثَلانِ:

المَثَلُ الأول: أن الرُّبَيِّعَ بنت النضر رضي الله عنهما، وهي من الأنصار، كسَرتْ ثَنيَّةَ جاريةٍ من الأنصار، فرفَعوا الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تُكسَر ثنية الرُّبَيِّع؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ﴾ إلى قوله: ﴿ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ ﴾ [المائدة: 45]، فقال أخوها أنسُ بن النضر: واللهِ يا رسول الله لا تُكسَرُ ثنية الرُّبَيِّع، فقال: ((يا أنس، كتابُ الله القِصاصُ))، فقال: والله لا تُكسَر ثنية الرُّبَيِّع.



أقسَمَ بهذا، ليس ذلك ردًّا لحُكمِ الله ورسوله، ولكنه يحاول بقدر ما يستطيع أن يتكلَّم مع أهلها حتى يعفوا ويأخذوا الديةَ، أو يعفوا مجانًا، كأنه واثق من موافقتهم، لا ردًّا لحكم الله ورسوله، فيسَّرَ الله سبحانه وتعالى؛ فعفى أهل الجارية عن القِصاص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من عباد الله من لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه)).



وهنا لا شكَّ أن الحامل لأنس بن النضر هو قوة رجائه بالله عز وجل، وأن الله سيُيسِّر من الأسباب ما يمنع كسر ثنية أخته الرُّبَيِّع.



أما المَثَلُ الثاني: الذي أقسَمَ على الله تأليًا وتعارضًا وترفعًا، فإن الله يُخيِّب آماله، ومثال ذلك الرجل الذي كان مطيعًا لله عز وجل عابدًا، يمر على رجل عاصٍ، كلما مرَّ عليه وجده على المعصية، فقال: "والله لا يغفر الله لفلان"، حمَلَه على ذلك الإعجابُ بنفسه، والتحجُّر بفضل الله ورحمته، واستبعاد رحمة الله عز وجل من عباده.



فقال الله تعالى: ((من ذا الذي يتألَّى عليَّ - أي يَحلِفُ عليَّ - ألا أَغفِرَ لفلان؟ قد غفَرتُ له، وأحبَطتُ عمَلَك))، فانظر الفرق بين هذا وهذا.



فقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن مِن عباد الله)) (مِن) هنا للتبعيض، ((إن مِن عباد الله مَن لو أقسَمَ على الله لأَبَرَّه))، وذلك فيمن أقسم على الله ثقة به، ورجاءً لما عند الله عز وجل.




المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 47- 49)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]