أخشى فضيحة الماضي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ماذا لو كنتِ قطرة مـــــاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حنين إلى القدس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وصيـّتي إليك !ـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسراف والتبذير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السعادة الحقيقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          هَذَا هُوَ القُرْآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أكرمُ الناس وأجودُهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بداية الوحي وحديث البخاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4488 - عددالزوار : 1028040 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4024 - عددالزوار : 546096 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2021, 09:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,784
الدولة : Egypt
افتراضي أخشى فضيحة الماضي

أخشى فضيحة الماضي


أ. عائشة الحكمي


السؤال


السلام عليكم.
كنت أبحث في (الإنترنت) عمَّن يسمعُني ويرشدني، ووجدت موقعكم، وأحببت أن أعرض مشكلتي، آمل أن أجد من ينصحني فيها.


عندما كنت في 12 من عمري كنت مع عيال حَارَتِنَا، كان فيهم واحد أخرجُ معه دائمًا لنذهب للبقالة، البقالة بعيدة عن بيتنا قليلاً.



ذات يوم من الأيَّام خرجت معه للبقالة ثم رجعنا، ووجدنا في الشارع اثنين معهما سيارة وهو يعرفهما جيدًّا، ونادى أحدهما، قال: اتركهم يُوصِّلانا البيت، قلت: أنا موافق.


وجدت ولد جارنا قد سبق له عَمَلُ مخطط معهما، "يطلعان فِيَّ"، وأنا ما كنت أدري القصة، المهم أنا حاولت أن أقاومهم، فلم أقدر؛ لأنَّهما أكبر مني، وجلدوني، ولد جارنا لم يفعل شيئًا، ذهب ورجع بعد ربع ساعة، والموضوع انتهى على هذا، حينها أنا قطعت عَلاقتي بولد جارنا.



أنا لا أعرفُ ما ناداه، لكن جاءني خَبَرٌ أن واحدًا منهما مات، والثاني لو يأتيني الآن لا أعرفه.



وأنا والله تعبت بالتفكير وأخاف أن ينتشر الموضوع، بالرغم أنَّ الموضوع قديم لكن أخاف أن يؤثر على علاقتي بالناس.


ولا أزال أبحث عن النصيحة

الجواب
أخي الكريم، حماكَ الله ورعاك.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


نسعد في (الألوكة) دائمًا حين تتوِّجوننا بثقتكم الغالية، وتشركوننا معكم في همومكم، كتبها الله لنا ولكم في موازين الحسنات، فمرحبًا بكَ يا أخي الكريم، وأهلاً وسهلاً بإطلالاتكَ العطرة.



أفهم من بين سطوركَ أنَّك تعرضتَ في طفولتكَ لتحرش جنسي، أليس كذلك؟ حقيقةً يتعرض الذُّكور في مجتمعاتنا العربية لهذا النوع من الممارسات الشائنة والْمُحرَّمة أكثر من الإناث بكثير؛ نتيجة لحرص الأهل عادة على حماية البنات وتشديد الرِّقابة عليهنَّ، وترك الحبل للبنين على الغارب، وكأن الابن الصغير قد خُلِق قادرًا على حماية نفسه بنفسه، ولا حول ولا قوة إلا بالله!


في الحالتين تبقى هذه الممارسات العنيفة في حقِّ الطفولة البريئة خبرة مريرة وشعور قاتل، ومع ذلك أؤكد لك - يا أخي الكريم - أنَّ هذا الماضي قد انتهى الآن إلى غير رجعة، وقد أخذ كلُّ واحد منهم جزاءه أو ينتظره، ومثلما لا تتذكر أنت هؤلاء الناس، فأمثال هؤلاء الذِّئاب البشرية لا يتذكَّرون فرائسهم في العادة، وإن تذكروكَ فصدِّقني هم من المفترض أنْ يعيشوا في خوف وقلق دائم؛ خشية افتضاح أمرهم وليس أنت؛ لأنَّهم هم المذنبون؛ {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 58]، وأيُّ إثم يا أخي؟!


إنَّ مَن يقترف فعل قوم لوط وصفهم الله - عزَّ وجلَّ - بأشنع الصفات؛ لاقترافهم أشنع المعاصي عند الله فهم (فاسقون)؛ {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ} [الأنبياء: 74]، و(مسرفون)؛ {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} [الأعراف: 81]، و(مجرمون)؛ {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف: 84]، و(ظالمون)؛ {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود: 82 - 83]، و(عادون)؛ {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء: 165 - 166]، و(جاهلون)؛ {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [النمل: 55]، و(مفسدون)؛ {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} [العنكبوت: 29 - 30]، فلا تظننَّ بعد هذا أن انكشاف أمرهم مجرد فضيحة لأمرهم، بل يَجب تسليم أمثال هؤلاء إلى المحاكم والقضاء؛ لتنفيذ حكم الله العادل فيهم، ولا أظن أن أمثالَ هؤلاء لديهم أدنى شعور بالجرم؛ ليعترفوا بجرمهم، ثق بذلك.



وحتَّى على افتراض أسوأ الاحتمالات، وهو انكشافُ أمركَ أمام الناس، فماذا تتوقع أن تكون نظرة الناس إليك؟




بالتأكيد ستكون نظرة عطف ورحمة وإشفاق، ورُبَّما خالطهم الشُّعور بالذنب؛ إذ تركوك يومئذٍ عُرْضَة لمثل هذه الخبرات المؤلمة.


صدقني يا أخي، أنتَ تُتْعِب تفكيركَ في أمر قد انتهى، أسميته بنفسِك: "جزءًا من ماضي حياتي"، وما دام أنه قد مضى، فلماذا تستحضره كلَّ حين؟! ما الفائدة التي ستجنيها من التفكير في الماضي الأليم غير التعب والألم والعذاب؟!


ربَّما تكون المشكلة أكثر تعقيدًا لو أنَّ السائلة فتاة، فالمسألة هنا تتجاوز المعاناة النفسيَّة إلى المعاناة الجسدية، وما يتبع ذلك من متاعب مستقبليَّة عند التفكير في الزَّواج، تعرف ذلك.


وإذًا؛ ما دُمتَ راغبًا في النصيحة، فنصيحتي الأولى: ثق بربِّك، فالحقوق التي يضيِّعها البشر لا تضيع عند ربِّ البشر؛ {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93]، ومن لم يعاقب منهم في الدُّنيا، فسيجد عقوبته في الآخرة؛ {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً} [الكهف: 58].


المشكلة الآن ليست أن يعرفَ الناس؛ {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]، بل بالآثار المترتبة على هذه النوعية من المشكلات.

وأبرزها وأشدها ضررًا هنا:

أنَّ الطفل بعد تعرُّضه للتحرش الجنسي قد يصبح نشِطًا جنسيًّا، ومِنْ ثَمَّ يكون أكثر إدمانًا من غيره في مراهقته على ممارسة العادة السرية.

أنْ يتحول الطفل بعد تعرُّضه للتحرش الجنسي إلى شاب شاذٍّ جنسيًّا، يُمارس الجنس بنفس الطريقة التي تعرض لها في طفولته.

إن كنتَ قد مررتَ بهذه التجربة القاسية دون حدوث أي من هذه الآثار، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فقد انتهت مشكلتك تمامًا، أمَّا إن كنتَ تشعر بميول جنسية مثلية، فهنا أطلب منك أن تقفَ مع نفسك وقفة جادَّة وصادقة، وتتجه من فوركَ إلى طبيب نفسي لعلاج المشكلة قبل أن تتفاقم، أرجوك أن تفعل ذلك لو كنت حقًّا تشعر بمثل هذه المشاعر الشاذة.

فيما عدا ذلك، فالأمر هيِّن، ولا يستلزم منك غير الالتزام والاستقامة على طريق الله المستقيم، وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة في المسجد، وذكر الله؛ قال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45]، ورمضان - بلغنا الله وإياك هذا الشهر - فرصةٌ ذهبية للاقتراب أكثر من الله - عزَّ وجلَّ.

ادعُ الله - يا أخي الكريم - باسمه "السِّتِّير" أن يستر عليكَ في الدنيا والآخرة، والتزم بهذه التعويذات صباحًا ومساء: ((أعوذ بكلمات الله التامة من شرِّ ما خلق وذرأ و برأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كلِّ طارق إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن))، وبإذن الله لن يضركَ شيء، وإن لحق بك الضرر، فليس إلا أذى يكفِّر الله به عن سيئاتك.

بَقِيَ أن أقول لك: ربَّما لا تعرف هؤلاء الأشخاص، لكن بالتأكيد أنت تعرفهم بأسمائهم، وإلا كيف عرفتَ أنَّ أحدهم قد مات.

فيا أخي، رجاءً رجاءً أزح هذه الحثالة من دائرة تفكيرك واهتمامك، فهم لا يستحقون منك حتى التفكير فيهم، فلا تتعب نفسك وأعصابك في تتبع آخر أخبارهم؛ لأنَّهم لن يضروكَ مادام الله معك؛ {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64].


أسأل الله - تعالى - أنْ يحفظكَ ويستر عليكَ فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض آمين.

دمتَ بألف خير، ولا تنسنا من صالح دعائك

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.91 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]