حتى لا يصرخ لقيط جديد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم الإشتراك فى صفح على النت فيها أخطاء شرعية ،التعليق على صفحة فيها منكرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حكم زيارة القبور للنساء والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لا يجوز للمسلم أن يحمل أو يلبس ما فيه شعار الكفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          النوم بعد صلاة الصبح لا يحرم وتركه أفضل ولكن ما أضرار النوم وقت الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التحذير من مصاحبة أهل السوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مفاسد مجالسة أهل المنكر والكفر، وهل يجب نصح الكافر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          قيام الليل دأب الصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          موالد مصر: بين الجهل والاستغلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 21 )           »          الاستغلال السياسي لبدعة المولد النبوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أهمية الكتابة لطالب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2020, 03:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,920
الدولة : Egypt
افتراضي حتى لا يصرخ لقيط جديد

حتى لا يصرخ لقيط جديد


بندر بن عبدالله الثبيتي






نص الرسالة:
"لا أعلم السرَّ الذي تنتظره الجهات المَعْنِيَّة لاكتشاف سببِ زيادة الجرائم الأخلاقية في مجتمعنا المحافظ، وانتشار المضايقات الأخلاقية لأعلى نسبها، هل ينتظرون أن يصرخ لقيطٌ جديد ينضمُّ لقائمة محرومة من حقوقها، وهل ينتظرون فصولاً جديدة من فصول المعاكسات، وحالات الابتزاز، والتشكِّي، والبكاء، وشغل السلطات التنفيذية!

أتعجَّب كثيرًا من هذا التفاني في وضع الخطط الاحترازية لمقاومة الحرائق، ودفع المبالغ الطائلة لنشر ثقافة التعامل مع الحالات الطارئة، ولا أجد تفانيًا لوضعِ خُطَطٍ احترازية لنار الشهوات، التي تمزّق قلوبنا؛ شبابنا وفتياتنا، فأيهما أولى: نار الروح التي لم تطفَأ بعدُ، أم نار الماديات التي يُخشَى عليها من الهلاك؟!

إنّ التعامل الحالي مع القضايا الأخلاقية لا يُجدِي نفعًا، ولا يُعدُّ علاجًا نافعًا لهذا الجحيم الذي يدور فيه جيلٌ تتقاذفه الشهوات من كل جانب؛ فالوقاية تكادُ تكون معدومةً، وهي جهود أفراد ومؤسسات لا تلقى الدعم الكافي لأن تجعل الوقاية ثقافة يعيشها واقع المجتمع المسلم، فلا يكفي إحالة الجاني أو عقوبته؛ إذ إن هناك الآلاف لا يمكن الوصول إليهم، وهم وإن أمنوا العقوبة الدنيوية، فهم وبالٌ على مجتمعهم، وسببٌ عظيم لحلول عذاب الله ونقمته على ديارهم، ولو أجدى هذا الأمرُ نفعًا لرأينا عدد اللُّقَطاء في تراجعٍ، عكس ما نرى من تزايد، ولرأينا المعاكسات تقل، ولسمعنا ندرة حالات الابتزاز، ولرأينا انشراحًا في صدور شبابنا، بدلاً من النار التي تُسعِرُ قلوبهم!

(إن الله يرى) الثقافة التي نريد أن نزرعَها في قلوب الناس، ونجلب بها خيري الدنيا والآخرة، وهي الثقافة التي تراجعت بشتى الصور، وأبدل عنها الملتقيات المختلطة، والمهرجانات المحرَّمة، والأماكن التي تصدُّ عن سبيله - سبحانه - فكيف نأمنُ على شبابنا وفتياتنا، وهم أمام شاشات تهيِّج شهواتهم، وبأيديهم ما يُعجِّل تفريغها، وبجوارهم ما يُهيِّئ فرصة أن تكون واقعًا متاحًا؟!

إن الله ما جعل الأنثى إلا لتكون غاية للرجل، وهذا في إسلامنا لا يكون إلا بالزواج الشرعي، وخلاف ذلك فقد جُعِلت السبل من الصيام وإعفاف النفس وسيلةً لكبح جماح الرغبة في المرأة، فكيف نجعل اللوم على شبابٍ وفتيات يرون الحرام أسهل من الحلال، ويرون انفتاحًا في التواصل والتعارف واللقاء، وحتى الوصول إلى ما يغضب الله دونما عائقٍ كبيرٍ لذلك.

ولذا لا يظن جاهلٌ بأن فتح المجال على مصراعيه للاختلاط بين الجنسين سبيلٌ لاستقرار الفرد والمجتمع؛ بل إننا نعاني من صيحات بُؤَر الفساد التي يعد الاختلاط فيها عابرًا؛ كالأسواق، والمهرجانات، والأماكن العامة، فكيف يكون الحال والاختلاط منظَّم، يُقاد فيه الشاب والفتاة لمصرعيهما، دونما نظرٍ في العواقب، كما لا يظن ظانٌّ أن التساهل في الحجاب الشرعي - بدعوى الحرية الشخصية - أمرٌ فردي لا يمثل إلا ذات الشخص؛ بل إنه السبب الأكبر في تفشِّي ظاهرة التبرج والسفور المتسبِّبين الأوَّلين في كثيرٍ من حالات الانفلات الأخلاقي التي نعيشها.

أقولها وبكل حرقة: ارحموا لقطاءنا، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا كبشَ فداءٍ لشهوةٍ، ما راعت حق الله، ولجهاتٍ تسبَّبت في مآسيهم، سمحت لأن يلتقي الرجال بالنساء دونما رقيبٍ، ودونما ردعٍ لمظاهر نراها في جملتها تافهة، هي والله بداية جحيمٍ يُكبدنا المزيد من الخسائر الأخلاقية، ومزيدًا من سخط الله على قومٍ جعلوه - سبحانه - أهون الناظرين إليهم.

ارحموا شبابنا الذين يئنُّون من جحيم الشهوات التي يعيشون فيها، وارحموا فتياتنا، فكم من فتاة هي في طريقها إلى الهلاك، إن لم نتدارك واقع تعاملنا مع الانفلات الأخلاقي الموجود!

إن الوقاية تعني مزيدًا من الإجراءات في دعم الحجاب الشرعي، وفي نبذ ومعاقبة كل أنواع السفور والتبرج، وتعني كذلك ضبط الأماكن التي يرتادها الجنسان، وفصلها تمامًا عن بعضها البعض، وتعني كذلك تجريم الاختلاط ومعاقبة فاعليه؛ إذ إنه الشرارة الكبرى لنار الشهوات، التي يئن منها مجتمعنا، والوقاية تعني كذلك تعزيز مراقبة الله، والتذكير باليوم الآخر في الإعلام المحلي، وإيقاف عبث الصحافة والإعلام المرئي بأعراضنا، وهي تعني أن ينشأ الطالب والطالبة منذ المراحل الأولى على ثقافة (إن الله يرى)، فلا يمر على الطالب والطالبة في يومه وغده إلا ومنادي الله في قلبه حي، لا تغيره الظروف والتقلبات.

إنها مفهومٌ غائبٌ في مجتمعنا، لا يكفي أن تتبناه جهاتٌ خيرية، أو مجموعة أفراد؛ إذ إن الواقع يشهد بأنه إن لم تكن هناك رغبة من صنّاع القرار في تدارك هذا الغزو الأخلاقي، مثله مثل الغزو الفكري التكفيري، الذي رأينا تعامل الجهات معه، فإننا على محكٍّ جديد وفصلٍ قادم من المآسي التي تسبّب فيها هذا الغزو الأخلاقي العنيف، فكما أن التكفير والتفجير مدمران للبلاد وجالبان للخراب، فوالله إن الانفلات الأخلاقي أشدُّ فتكًا منه، وأشد تأثيرًا على المجتمع منه.

والله أسأل أن يهيِّئ لهذا الأمر مَن تحمد له عقباه، ويكون له العزة في الدنيا والآخرة، والحمد لله أولاً وأخيرًا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]