الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حلية المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          دعاء العبادة ودعاء المسألة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الشك في الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حكم التشاؤم بشهر صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 116 - عددالزوار : 60096 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 57500 )           »          وأنا أبكي من الفرح ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 263 )           »          أمسك عليك لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          باختصار – حاجاتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 12-11-2020, 09:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية



99- ﴿ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ﴾.
﴿ فَأَبَىٰ ٱلظَّـٰلِمُونَ ﴾ أي: بعد قيامِ الحجَّةِ عليهم ﴿ إِلاَّ كُفُورًا ﴾: إلا تمادياً في باطلهم وضلالهم. (ابن كثير).

105- ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾.
وما أرسلناكَ يا محمدُ إلى من أرسلناكَ إليه من عبادنا، إلّا مبشِّرًا بالجنَّة مَن أطاعنا، فـانتهَى إلى أمرنا ونَهْينا، ومنذراً لمن عصانا وخالفَ أمرَنا ونهيَنا. (الطبري).

106- ﴿وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾.
أي: وأنزلناهُ شيئًا بعدَ شيء. (الطبري، ابن كثير).

سورة الكهف
2- ﴿ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴾.
ويبشِّرَ به المؤمنينَ الصَّادقين، الذين أتْبَعوا إيمانَهم بالعملِ الصَّالح... (الواضح).

3- ﴿ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ﴾.
﴿ مَّاكِثِينَ فِيهِ ﴾: في ثوابهم عند الله، وهو الجنة، خالدين فيه ﴿ أَبَدًا ﴾: دائماً، لا زوالَ له ولا انقضاء. (ابن كثير).

5- ﴿ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾.
كذبـاً وفريةً افترَوها علـى الله. (الطبري).

9- ﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا ﴾.
أي: هم عجبٌ من آياتنا؟ (البغوي).

13- ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾.
اعترفوا له بالوحدانية، وشهدوا أنه لا إله إلا هو. (ابن كثير).

14- ﴿ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾.
ربُّنا مَلِكُ السماواتِ والأرضِ وما فيهما من شيء، وآلهتُكَ مربوبة، وغيرُ جائزٍ لنا أن نتركَ عبـادةَ الربِّ ونعبدَ المربوب. (الطبري).

15- ﴿ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾.
﴿ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً ﴾: اتخذوا من دونِ الله آلهةً يعبدونها من دونه.
﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾: ومَن أشدُّ اعتداءً وإشراكًا بـاللهِ ممَّن اختلقَ فتخرَّصَ علـى اللهِ كذبًا، وأشركَ مع اللهِ في سلطانهِ شريكًا يعبدهُ دونه، ويتَّـخذهُ إلهًا؟ (الطبري).

17- ﴿ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾.
وهذا مِن هدايةِ اللهِ لهؤلاءِ الشَّبابِ المؤمن، حيثُ أرشدَهم إلى ذلكَ الكهفِ المناسبِ لإيوائهم، ومَن هداهُ اللهُ فهو المهتَدي حقًّا، ومَن يُضلِلْهُ فلن تجدَ مَن يُرشدُهُ إلى الهُدَى ويُخلِّصُهُ منَ الضَّلال. (الواضح).

18- ﴿ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا ﴾.
أي: لأعرضتَ بوجهِكَ عنهم وأوليتَهم كشحَك. (روح المعاني).

19- ﴿ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴾.
تفسيرُ الآية: وكما أنَمناهم في الكهفِ وحفِظناهم فيه، كذلكَ أيقظناهُم مِن نومِهم، ليَسألَ بعضُهم بعضًا، فقالَ واحد منهم: كم رقدتُم؟ قالوا: رقدنا يومًا، أو قسمًا منه. فلمَّا نظروا إلى شعورِهم وأظفارِهم استَدرَكوا قائلين: اللهُ أعلَمُ بمقدارِ نومِكم، فابعَثوا واحدًا منكم بدراهمِكم الفضِّيَّةِ هذه إلى المدينة، فلْيَنظُرْ أيُّها أحلُّ وأطيَبُ طعامًا، فليَأتِكم بقُوتٍ منه، ولْيَترفَّقْ في ذهابهِ وإيابهِ وشرائه، وليَكنْ في سترٍ وكِتمان، حتَّى لا يَشعُرَ بكم أحدٌ ولا يَعرِفوا مكانَكم. (الواضح).

20- ﴿ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴾.
أو يردُّوكم في دينهم، فتصيروا كفّارًا بعبادةِ الأوثان، ﴿ وَلَنْ تُفْلِـحُوا إذًا أبَداً ﴾ يقول: ولن تُدركوا الفلاح، وهو البقاءُ الدائمُ والخـلودُ في الجنان، ﴿ إِذًا ﴾: أي إنْ أنتم عُدتُم في ملَّتِهم، ﴿ أَبَدًا ﴾: أيامَ حياتِكم. (الطبري).

21- ﴿ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ﴾.
ربُّ الفتـيةِ أعلمُ بـالفتـيةِ وشأنِهم. (الطبري).

22- ﴿ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾.
أي: فإنهم لا علمَ لهم بذلك إلا ما يقولونهُ من تلقاءِ أنفسهم رجماً بالغيب، أي: من غيرِ استنادٍ إلى كلامٍ معصوم، وقد جاءكَ اللهُ يا محمدُ بالحقِّ الذي لا شكَّ فيه، ولا مريةَ فيه، فهو المقدَّمُ، الحاكمُ على كلِّ ما تقدَّمَهُ من الكتبِ والأقوال. (ابن كثير).

26- ﴿ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾.
له ما غابَ فيهما وخفيَ من أحوالِ أهلِهما، فلا خلقَ يخفَى عليه علماً. (البيضاوي).

28- ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾.
﴿ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾: أي: يريدون الله، لا يريدون به عَرَضاً من الدنيا.
﴿ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾: أي: طلبَ مجالسةِ الأغنياءِ والأشرافِ وصحبةِ أهلِ الدنيا. (البغوي).

29- ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾.
﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا ﴾ أي: أرصدنا، ﴿ لِلظَّـٰلِمِينَ ﴾: وهم الكافرون بالله ورسولهِ وكتابه.
﴿ بِئْسَ الشَّرَابُ ﴾: أي بئسَ هذا الشراب، كما قالَ في الآيةِ الأخرى: ﴿ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ ﴾ [سورة محمد: 15]، وقالَ تعالى: ﴿ تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ ﴾ [سورة الغاشية: 5] أي: حارة، كما قالَ تعالى: ﴿ وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ ﴾ [سورة الرحمن:44]. (ابن كثير).

30- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾.
إن الذين صدَقوا الله ورسوله، وعملوا بطاعةِ الله، وانتهَوا إلى أمرهِ ونهيه. (الطبري).

31- ﴿ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾.
﴿ يُحَلَّوْنَ فِـيها مِنْ أساوِرَ ﴾ يقول: يـلبسون فـيها من الحُليِّ أساورَ من ذهب.
﴿ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾: وحسُنتْ هذه الأرائكُ في هذه الجنان التي وصفَ تعالَى ذكرهُ في هذه الآيةِ متَّكأ. (الطبري).

33- ﴿ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ﴾.
نعتهما بوفاءِ الثمارِ وتمامِ الأكلِ من غيرِ نقص، ثم بما هو أصلُ الخيرِ ومادتهُ من أمرِ الشرب، فجعلَهُ أفضلَ ما يُسقَى به، وهو النهرُ الجاري فيها. (النسفي).

35- ﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾.
﴿ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ ﴾: تهلك، ﴿ هَـٰذِهِ أَبَداً ﴾، قالَ أهلُ المعاني: راقَهُ حُسنها وغرَّتْهُ زهرتُها، فتوهَّم أنها لا تفنَى أبداً، وأنكرَ البعث. (البغوي).

38- ﴿ لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾.
﴿ لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ﴾ أي: أنا لا أقولُ بمقالتك، بل أعترفُ للهِ بالربوبيةِ والوحدانية، ﴿ وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾ أي: بل هو اللهُ المعبودُ وحدَهُ لا شريكَ له. (ابن كثير).

39- ﴿ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾.
وهو قولُ المؤمنِ الذي لا مالَ له ولا عشيرةَ مثلَ صاحبِ الجنَّتين وعشيرته، وهو مثلُ سَلْمانَ وصُهَيب وخبّاب، يقول: قالَ المؤمنُ للكافر: إنْ ترنِ أيها الرجلُ أنا أقلَّ منكَ مالًا وولدًا. (الطبري).

43- ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا﴾.
وما كان ممتنعاً بقوتهِ عن انتقامِ الله. (النسفي).

44- ﴿ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾.
﴿ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا ﴾: أفضلُ جزاءً لأهلِ طاعتهِ لو كان غيرهُ يُثيب، ﴿ وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾ أي: عاقبةُ طاعتهِ خيرٌ من عاقبةِ طاعةِ غيره، فهو خيرٌ إثابة. (البغوي).

47- ﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ ﴾.
واذكرْ يومَ نَقلعُها ونسيِّرُها في الجوّ، أو نَذهبُ بها فنجعلُها هباءً منبثًّا. (البيضاوي).

48- ﴿ لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا ﴾.
يقالُ لهم إذ عُرضوا على الله: لقد جئتُمونا أيها الناس أحياءً كهيئتِكهم حين خلقناكم أوَّلَ مرَّة، بل زعمتُم أن لن نجعلَ لكم البعثَ بعد الممات، والحشرَ إلى القيامة موعداً، وأن ذلك إنما يقالُ لمن كان في الدنـيا مكذِّبـًا بالبعثِ وقيامِ الساعة. (الطبري).

49- ﴿ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾.
﴿ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا ﴾ أي: من خيرٍ وشرّ، ﴿ وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ أي: فيحكمُ بين عبادهِ في أعمالهم جميعاً، ولا يظلمُ أحداً من خلقه، بل يعفو ويصفح، ويغفرُ ويرحم، ويعذِّبُ من يشاءُ بقدرتهِ وحكمتهِ وعدله، ويملأُ النارَ من الكفارِ وأصحابِ المعاصي، ثم ينجي أصحابَ المعاصي، ويخلِّدُ فيها الكافرين، وهو الحاكمُ الذي لا يجورُ ولا يظلم. (ابن كثير).

50- ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ﴾.
أفتوالونَ - يا بني آدم - مَن استكبرَ على أبيكم وحسدَه، وكفرَ نعمتي عليه، وغرَّهُ حتَّى أخرجَهُ مِن الجنةِ ونعيمِ عيشهِ فيها إلى الأرضِ وضيقِ العيشِ فيها، وتُطيعونَهُ وذرِّيتَهُ مِن دونِ الله...؟ (يُنظر تفسير الطبري).

51- ﴿ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾.
تفسيرُ الآية: يقولُ تعالى: هؤلاء الذين اتخذتموهم أولياءَ من دوني عبيدٌ أمثالكم، لا يملكون شيئاً، ولا أشهدتُهم خلقَ السماواتِ والأرض، ولا كانوا إذ ذاك موجودين. يقولُ تعالى: أنا المستقلُّ بخلقِ الأشياءِ كلِّها، ومدبِّرُها ومقدِّرُها وحدي، ليس معي في ذلك شريكٌ ولا وزير، ولا مشيرٌ ولا نظير، كما قال: ﴿ قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثُقَالَ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِّن ظَهِيرٍ وَلاَ تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾ [سورة سبأ: 22- 23] الآية، ولهذا قال: ﴿ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً ﴾ قالَ مالك: أعواناً. (ابن كثير).

53- ﴿ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ﴾.
أي: المشركون. (البغوي).

59- ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا﴾.
وأهلُ القُرَى مِن الأممِ السَّابقة، كعادٍ وثمودَ وقومِ لوط، أهلكناهم لمـَّا كفروا بآياتِ اللهِ وكذَّبوا رسُلَه، وقد جعلنا لإهلاكِهم موعدًا محدَّدًا، فلم يتجاوزوه، فلا يغرَّنَّ أحدًا إمهالُ اللهِ لهم. (الواضح).

63- ﴿ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾.
أي: وما أنسانيهُ أن أذكرَ لكَ أمرَ الحوتِ إلاّ الشيطان. (البغوي).
لعلهُ شغلَهُ بوساوسَ في الأهلِ ومفارقةِ الوطن، فكان ذلك سبباً للنسيانِ بتقديرِ العزيزِ العليم، وإلا فتلك الحالُ مما لا تُنسَى. (روح المعاني).

66- ﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾.
أي: مما علَّمكَ الله شيئاً أسترشدُ به في أمري، من علمٍ نافعٍ وعملٍ صالح. (ابن كثير).

69- ﴿ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴾.
أي: ولا أخالفُكَ في شيء. (ابن كثير).

72- ﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
﴿ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ على ما ترَى مِن أفعالي، لأنكَ ترَى ما لم تُحِطْ به خُبرًا؟ (الطبري).

73- ﴿ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴾.
يقول: لا تضيِّقْ عليَّ أمري، وعامِلْني باليسر، ولا تعاملني بالعسر. (البغوي).

الجزء السادس عشر
75- ﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾.
قالَ العالمُ لموسى: ﴿ ألَـمْ أقُلْ لكَ إنَّكَ لَنْ تَسْتَطيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ على ما ترى من أفعالي التي لم تُحِطْ بها خُبرًا؟ (الطبري).

78- ﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾.
قالَ لهُ الخَضِرُ عليهِ السَّلام: هذا وقتُ فراقِ ما بيني وبينِك، فإنَّكَ لم تلتزِمْ بشرطِ الصُّحبةِ معي، وسأُخبِرُكَ بمآلِ وعاقبةِ ما لم تصبرْ عليه ممّا حدثَ معنا، لكونهِ مُنكَرًا عندكَ مِن حيثُ الظَّاهر. (الواضح).

79- ﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴾.
﴿ أَعِيبَهَا ﴾ أي: أجعلَها ذاتَ عيبٍ بالخَرْق، ولم أردْ إغراقَ مَن بها كما حسبت.
﴿ غَصْبًا ﴾ مِن أصحابها. والظاهرُ أنه كان يغصبُ السفنَ من أصحابها ثم لا يردُّها عليهم. (روح المعاني، باختصار).

80- ﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴾.
يغشيهما طغياناً، وهو الاستكبارُ على الله، وكفراً به. (الطبري).

81- ﴿ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مّنْهُ ﴾.
بأن يرزقَهما بدلَهُ ولداً خيراً منه. (روح المعاني).

82- ﴿ فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾.
ولو تُرِكَ الجدارُ يَنقضُّ لظهرَ الكنزُ مِن تحتِه، ولَما استطاعَ الصَّغيرانِ أنْ يَدفعا عنهُ مكروهًا، فأرادَ ربُّكَ أنْ يَكبَرا ويُدرِكا قوَّتَهما، ليَستخرجا حينذاكَ كنزَهما وهما قادرانِ على حمايتِه.

وهذا الذي فعلتُهُ كانَ رحمةً منَ اللهِ بأصحابِ السَّفينة، ووالدَي الغلام، وولدَي الرَّجلِ الصَّالح. وما فعلتُ ذلكَ باختياري ورأيي، لكنِّي أُمِرتُ به، وفعلتُهُ بأمرِ الله - وهذا دليلٌ على نبوَّتِه -. وما فعلْتهُ وأوقَفتُكَ على بيانِهِ ونتيجتِه، هو ما لم تَقدِرْ على الصَّبرِ عليه.
وليسَ هُناكَ أيُّ دَليلٍ شَرعيٍّ ثابتٍ على أنَّ الخَضِرَ مازالَ حَيًّا، وما يَرِدُ في مثلِ هذا أقاويلُ وحِكاياتٌ لا تَنهَضُ حُجَّةً على ذلك. (الواضح).

83- ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ﴾.
فقلْ لهم: سأتلو علـيكم مِن خبرهِ ذِكرًا. يقول: سأقصُّ علـيكم منهُ خبرًا. (الطبري).

86- ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ﴾.
﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ ﴾ أي: فسلكَ طريقًا حتى وصلَ إلى أقصَى ما يُسلَكُ فيه مِن الأرضِ مِن ناحيةِ المغرب، وهو مغربُ الأرض.

وأما الوصولُ إلى مغربِ الشمسِ مِن السماءِ فمتعذِّر، وما يذكرهُ أصحابُ القصصِ والأخبارِ مِن أنه سارَ في الأرضِ مدَّةً والشمسُ تغربُ مِن ورائه، فشيءٌ لا حقيقةَ له، وأكثرُ ذلكَ مِن خرافاتِ أهلِ الكتاب، واختلاقِ زنادقتِهم وكذبِهم.
﴿ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً ﴾ أي: أمَّةً من الأمم، ذكروا أنها كانت أمَّةً عظيمةً من بني آدم. (ابن كثير).

90- ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ ﴾.
هو الأُفقُ الشَّرقيُّ في عينِ الرَّائي. (الواضح).

97- ﴿ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾.
وما استطاعوا أن يَنقُبوهُ ويَخرُقوه، لصلابتهِ وثخانتِه. (الواضح).

98- ﴿ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴾.
﴿ قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ﴾ أي: لما بناهُ ذو القرنين، ﴿ قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ﴾ أي: بالناس، حيثُ جعلَ بينهم وبين يأجوجَ ومأجوجَ حائلاً يمنعهم من العيثِ في الأرضِ والفساد، ﴿ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي ﴾ أي: إذا اقتربَ الوعدُ الحقُّ ﴿ جَعَلَهُ دَكًّا ﴾ أي: ساواهُ بالأرض، تقولُ العرب: ناقةٌ دكّاء، إذا كان ظهرُها مستوياً لاسنامَ لها، وقالَ تعالى: ﴿ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ﴾ [الأعراف: 143] أي: مساوياً للأرض. وقالَ عكرمة في قوله: ﴿ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ ﴾ قال: طريقاً كما كان، ﴿ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً ﴾ أي: كائناً لا محالة. (ابن كثير).

105- ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ ﴾.
أي: جحدوا آياتِ اللهِ في الدنيا، وبراهينَهُ التي أقامَ على وحدانيَّته، وصدقِ رسله. (ابن كثير).

106- ﴿ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴾.
أي: إنما جازَيناهم بهذا الجزاءِ جهنَّم، بسببِ كفرِهم، واتخاذِهم آياتِ الله ورسلهِ هزواً، استهزؤوا بهم، وكذَّبوهم أشدَّ التكذيب. (ابن كثير).

107- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴾.
إنَّ الذين آمنوا، وأتْبَعوا إيمانَهم بالعملِ الصَّالح، وهو الموافِقُ لشرعِ الله، كانتْ لهم فيما سبقَ في علمِ الله، جنَّاتُ الفردوسِ مَنزِلاً ومُقامًا.
وفي صحيحِ البخاريِّ مِن حديثِ أبي هريرةَ المرفوع: "إنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجَةٍ أعدَّها اللهُ للمجاهِدينَ في سبيلِه، كلُّ درجتَينِ ما بينَهما كما بينَ السَّماءِ والأرض، فإذا سألتُمُ اللهَ فسَلُوهُ الفِردَوس، فإنَّهُ أوسطُ الجنَّةِ وأعلَى الجنَّة، وفوقَهُ عرشُ الرَّحمن، ومنهُ تَفَجَّرُ أنهارُ الجنَّة". (الواضح).

108- ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾.
﴿ خَـٰلِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ ﴾: لا يطلبون، ﴿ عَنْهَا حِوَلاً ﴾ أي: تحوُّلاً إلى غيرها. قالَ ابنُ عباس: لا يريدون أن يتحوَّلوا عنها كما ينتقلُ الرجلُ من دارٍ إذا لم توافقْهُ إلى دارٍ أخرى. (البغوي).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 12-11-2020, 09:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (17)






أ. محمد خير رمضان يوسف



(سورة مريم، سورة طه)



سورة مريم
5- ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ﴾.
﴿ وَلِيًّا ﴾: ولدًا وارثًا ومُعِينًا. (الطبري).

9- ﴿ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾.
أي: إيجادُ الولدِ منكَ ومن زوجتِكَ هذه لا من غيرها، ﴿ هَيِّنٌ ﴾ أي: يسيرٌ سهلٌ على الله. (ابن كثير).

11- ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾.
صلاةَ الفجرِ وصلاةَ العصر. (النسفي، روح المعاني).

15- ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾.
قالَ سفيان بنُ عُيينة: أوحشُ ما يكونُ الإِنسانُ في هذه الأحوال: يومَ وُلد، فيَخرجُ مما كان فيه، ويومَ يموت، فيرَى قوماً لم يكنْ عاينهم، ويومَ يُبعَث، فيرَى نفسَهُ في محشرٍ لم يرَ مثله، فخصَّ يحيـَى بالسلامةِ في هذه المواطن. (البغوي).

19- ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا
الغلامُ الزكيّ: هو الطاهرُ مِن الذنوب. (الطبري).

21- ﴿ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾.
أي: إعطاءُ الولدِ بلا أبٍ عليَّ سهل. (النسفي).

30- ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾.
رُويَ عن الحسن: أنه كان في المهدِ نبيًّا، وكلامهُ معجزته. (البغوي).

31- ﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾.
ما كنتُ حيًّا فـي الدنـيا موجودًا. (يُنظر تفسير الطبري).

33- ﴿ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ ذكرُ تسليمهِ على نفسهِ وإدلالهُ في ذلك، ويعني عند تفسيرِ الآيةِ (15) من السورة، في قولهِ تعالَى في شأنِ يحيى عليه السلام: ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾.
وقد قالَ هناك: وقوله: ﴿ وَسَلَامٌ ﴾، قالَ الطبريُّ وغيره: معناه: وأمان. والأظهرُ عندي أنها التحيةُ المتعارفة، فهي أشرفُ وأنبهُ من الأمان؛ لأن الأمانَ متحصِّلٌ له بنفي العصيان، وهي أقلُّ درجاته، وإنما الشرفُ في أن سلَّمَ الله عليه وحيَّاهُ في المواطنِ التي الإنسانُ فيها في غايةِ الضعفِ والحاجةِ وقلَّةِ الحيلةِ والفقرِ الى الله وعظيمِ الهول.
وذكرَ الطبريُّ عن الحسن أن عيسى ويحيى التقيا وهما ابنا الخالة، فقالَ يحيى لعيسى: ادعُ لي فأنتَ خيرٌ مني. فقالَ عيسى: بل أنتَ ادعُ لي فأنتَ خيرٌ مني، سلَّمَ الله عليكَ وأنا سلَّمتُ على نفسي.

35- ﴿ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ القولُ فيه. وقد راجعتُ ما قالَهُ في أربعِ آيات، فرأيتهُ دخلَ في أمورٍ كلاميةٍ وأطالَ فيها..
قالَ ابنُ كثير رحمَهُ الله: أي: إذا أرادَ شيئًا، فإنما يأمرُ به، فيصيرُ كما شاء.

36- ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾.
ومِن تمامِ قولِ عيسَى عليهِ السَّلامُ في المهد: إنَّ اللهَ ربِّي وربُّكم، فكلُّنا مخلوقون، وله عبيد، فاعبدوهُ وأطيعوه، ووحِّدوهُ ولا تُشرِكوا به شيئًا. (الواضح).

38- ﴿ لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
لكنِ الكافرون.. (الطبري).

39- ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
وهم لا يصدِّقون بالقيامةِ والبعث، ومجازاةِ الله إيّاهم على سيِّىءِ أعمالهم، بما أخبرَ أنه مـجازيهم. (الطبري).

40- ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾.
أي: يردُّون فيجازَون جزاءً وفاقاً. (النسفي).

42- ﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا
﴿ وَلاَ يُغْنِى عَنكَ شَيْئاً ﴾ في جلبِ نفعٍ، أو دفعِ ضرّ. (البيضاوي).

48- ﴿ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾.
﴿ وأعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ يقول: وأجتنبُكم وما تدعون من دونِ الله من الأوثانِ والأصنام،﴿ وأدْعُو رَبّي ﴾ يقول: وأدعو ربِّي، بإخلاصِ العبـادةِ له، وإفرادهِ بالربوبـية، ﴿ عَسَى أنْ لا أكُونَ بِدُعاءِ رَبّـي شَقِـيًّا ﴾ يقول: عسَى أنْ لا أشقَى بدعاءِ ربِّي، ولكنْ يُجيبُ دعائي، ويُعطينـي ما أسأله. (الطبري).

49- ﴿ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴾.
وجعلناهم كلَّهم - يعني بـالكلِّ إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ - أنبـياء. (الطبري).

55- ﴿ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾.
محمودًا فيما كلَّفَهُ ربُّه، غيرَ مقصِّر في طاعته. (الطبري).

59- ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ﴾.
أي: المعاصي، وشربَ الخمر، يعني آثروا شهواتِ أنفسِهم على طاعةِ الله. (البغوي).

60- ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾.
إلاّ مَن تابَ مِن ذنوبَه، وصدَقَ في إيمانِه، وقرنَ توبتَهُ بالعملِ الصَّالِح، فأولئكَ يدخلونَ جنَّةَ ربِّهم، ولا ينقصُ مِن ثوابِ أعمالِهم شيء. (الواضح).

63- ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾.
أي: هذه الجنةُ التي وصفنا بهذه الصفاتِ العظيمة، هي التي نورثُها عبادَنا المتقين، وهم المطيعون لله عزَّ وجلَّ في السرّاء والضرّاء، والكاظمون الغيظ، والعافون عن الناس، وكما قال َتعالَى في أولِ سورةِ المؤمنين: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2] إلى أن قال: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَٰرِثُونَ * ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ ﴾ [سورة المؤمنون: 10 - 11]. (ابن كثير).

65- ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾.
خالقُ ذلكَ ومدبِّره، والحاكمُ فيه والمتصرِّفُ الذي لا معقِّبَ لحكمِه. (ابن كثير).

72- ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ القولُ فيها. ويعني في الآيةِ (68) من السورة، وانتهَى هناك إلى أنها قعدةُ الخائفِ الذليلِ على ركبتيهِ كالأسير.

80- ﴿ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ﴾.
لا يصحبهُ مالٌ ولا ولدٌ كان له في الدنيا، فضلاً أن يؤتَى ثَمَّ زائداً. (البيضاوي).

82- ﴿ كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴾.
أي: أعداءً لهم، وكانوا أولياءَهم في الدنيا. (البغوي).

86- ﴿ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴾.
الكافرين بـالله الذين أجرموا. (الطبري).

90- ﴿ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴾.
وتكادُ الأرضُ تنشقّ، فتنصدعُ من ذلك، ﴿ وتَخِرُّ الجبالُ هَدًّا ﴾ يقول: وتكادُ الجبالُ يسقطُ بعضُها علـى بعضِ سقوطاً. (الطبري).

91- ﴿ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ﴾.
﴿ أَن دَعَوْا ﴾ أي: من أجلِ أن جعلوا ﴿ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً ﴾. (البغوي).

93- ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾.
وكلُّ مَن في السَّماواتِ والأرض، مِن الإنسِ والجنِّ والملائكةِ عبيدٌ للهِ وتحتَ تصرُّفِه، ويأتونَ إلى محلِّ حُكمِهِ في أرضِ المحشَرِ بأمرِه، في خضوعٍ وذُلٍّ واستكانة. (الواضح).

سورة طه
3- ﴿إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى﴾.
لكنْ تذكيراً. (البيضاوي).

4- ﴿ تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ﴾.
أي: هذا القرآنُ الذي جاءكَ يا محمدُ هو تنزيلٌ من ربِّك، ربِّ كلِّ شيءٍ ومليكه، القادرِ على ما يشاء، الذي خلقَ الأرضَ بانخفاضِها وكثافتها، وخلقَ السماواتِ العُلَى في ارتفاعِها ولطافتها. (ابن كثير).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 12-11-2020, 09:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

6- ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾.
أي: الجميعُ ملكه، وفي قبضته، وتحتَ تصرُّفهِ ومشيئتهِ وإرادتهِ وحُكمه، وهو خالقُ ذلك ومالكهُ وإلهه، لا إله سواه، ولا ربَّ غيره. (ابن كثير).
﴿ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ من الموجوداتِ الكائنةِ في الجوِّ دائماً، كالهواءِ والسحاب، وخلقٍ لا نعلمهم، هو سبحانهُ يعلمهم، أو أكثريًّا كالطير الذي نراه. (روح المعاني).

8- ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾.

الـمعبودُ الذي لا تصلـحُ العبـادةُ إلاّ له. يقول: فإيّاهُ فـاعبدوا أيُّها الناس، دونَ ما سواهُ مِن الآلهةِ والأوثان. (الطبري).

13- ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾.
اصطفيتُكَ للنبوة. (البيضاوي).

14- ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾.
إنَّني أنا اللهُ، ذو الأُلوهيَّةِ والمعبوديَّةِ على خَلقهِ أجمعين، لا إلهَ إلاّ أنا، الواحدُ الأحد، المستحِقُّ للعبادةِ وحدي. ووحِّدْني ولا تَعبدْ غيري (الواضح).

16- ﴿ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ﴾.
أي: مُرادَه، وخالفَ أمرَ الله عزَّ وجلّ. (زاد المسير).

18- ﴿ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى ﴾.
﴿ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ﴾: أعتمدُ عليها إذا أعييتُ أو وقفتُ على رأسِ القطيع.
﴿ وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى ﴾: حاجاتٌ أُخَر، مثلُ أن كان إذا سارَ ألقاها على عاتقهِ فعلَّقَ بها أدواته، وعرضَ الزندين على شعبتيها وألقَى عليها الكساءَ واستظلَّ به، وإذا قصرَ الرشاءُ وصلَهُ بها، وإذا تعرَّضتِ السباعُ لغنمهِ قاتلَ بها... (البيضاوي).

22- ﴿ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى ﴾.
يعني دلالةً أخرى على صدقِكَ سوَى العصا. (البغوي).

26- ﴿ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ﴾.
وسهِّلْ عليَّ ما أمرتني به من تبليغِ الرسالةِ إلى فرعون. (النسفي).

35- ﴿ إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ﴾.
عالماً بأحوالنا، وأن التعاونَ مما يصلحنا، وأن هارونَ نعمَ المعينُ لي فيما أمرتني به. (البيضاوي).

43- ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾.
اذهبا إلى فرعونَ بها [بآياتي]، إنه تـمرَّد في ضلالهِ وغيِّه، فأبلغْهُ رسالاتي. (الطبري).

44- ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾.
أي: يتَّعظُ ويخافُ فيُسلِم. (البغوي).

45- ﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ﴾.
أي: يجاوزُ الحدَّ في الإِساءةِ إلينا. (البغوي).

47- ﴿ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ﴾.
﴿ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ ﴾ أي: بدلالةٍ ومعجزةٍ مِن ربِّك. (ابن كثير).
﴿ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ﴾ أي السلامةُ من العذابِ في الدارين لمن اتَّبعَ ذلك بتصديقِ آياتِ الله تعالى الهاديةِ إلى الحقّ. (روح المعاني).

48- ﴿ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾.
إنما يعذِّبُ اللَّه من كذَّبَ بما جئنا به وأعرضَ عنه. (البغوي).

49- ﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى ﴾.
أي: الذي بعثكَ وأرسلكَ من هو؟ فإني لا أعرفه، وما علمتُ لكم من إلهٍ غيري. (ابن كثير).

55- ﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴾.
بتأليفِ أجزائكم المتفتِّتةِ المختلطةِ بالترابِ على الصورِ السابقة، وردِّ الأرواحِ إليها. (البيضاوي).

57- ﴿ قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى ﴾.
﴿ قَالَ ﴾ يعني فرعون: ﴿ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا ﴾ يعني مصر، ﴿ بِسِحْرِكَ يَٰمُوسَىٰ ﴾ أي: أتريدُ أن تغلبَ على ديارنا فيكونَ لكَ الملكُ وتخرجَنا منها؟ (البغوي)

58- ﴿ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى ﴾.
فسوفَ نأتيكَ بسحرٍ مِن مثلِ سحرِك، فحدِّدْ موعدًا يكونُ بيننا وبينَك، لا نتخلَّفُ عنه نحن ولا أنت، في مكانٍ معيَّن، يكونُ مستويًا، لا يَحجُبُ أحدًا عن مشاهدةِ ما يَجري. (الواضح).

59- ﴿ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴾.
أي: ضحوةً من النهار، ليكونَ أظهرَ وأجلَى، وأبينَ وأوضح. وهكذا شأنُ الأنبياء، كلُّ أمرهم بيِّنٌ واضح، ليس فيه خفاءٌ ولا ترويج، ولهذا لم يقل: ليلاً، ولكنْ نهاراً ضحى. (ابن كثير).

61- ﴿ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ﴾.
وقد خسرَ وخابَ مَن كذَبَ على الله، فانظُروا ما تُقْدِمونَ عليه، فإنَّهُ لا خلاصَ لكم مِن عذابهِ إذا بارزتموهُ بالكذبِ عليه. (الواضح).

63- ﴿ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا ﴾.
الغرضُ أن السحرةَ قالوا فيما بينهم: تعلمون أن هذا الرجلَ وأخاهُ - يعنون: موسى وهارون - ساحران عالمان، خبيران بصناعة السِحر، يريدانِ في هذا اليومِ أنْ يَغلباكم وقومَكم ويستوليا على الناس، وتَتبَعهما العامَّة، ويُقاتلا فرعونَ وجنوده، فينتصرا عليه، ويُخرجاكم مِن أرضِكم. (ابن كثير).

69- ﴿ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ﴾.
وألقِ عصاكَ تبتلعْ حبالَهم وعِصيَّهم التي سحروها حتى خُيِّـلَ إليكَ أنها تسعَى، إن الذي صنعَهُ هؤلاء السحرةُ كيدٌ مِن ساحر. (ابن كثير، باختصار).

70- ﴿ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ﴾.
فألقاهم ذلك على وجوههم سُجَّداً لله، توبةً عمّا صنعوا، وإعتاباً وتعظيماً لما رأوا. (البيضاوي).

71- ﴿ قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾.
قالَ فرعونُ للسَّحَرةِ وقد غُلِبَ في كيدِه، وانقلبَ أنصارهُ إلى ضدِّه: أصدَّقتُم موسَى قبلَ أنْ أسمحَ لكم بذلك؟ إنَّهُ رئيسُكم ومُعلِّمُكم الذي علَّمَكم السِّحر، وقد اتَّفقتُم معهُ على ما جرَى لتُظهِروهُ بمظهرِ المنتصِر.
﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾: وستعلَمونَ بعدَ ذلكَ مَن هو أقوَى عذابًا وأدومَه: أنا أم رَبُّ موسَى، الذي تدَّعونَ أنَّهُ سيُعَذِّبُ الضَّالِّينَ بعذابٍ شديد؟. (الواضح).

73- ﴿ إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾.
﴿ إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا ﴾: إنّا أقررنا بتوحيدِ ربِّنا، وصدَّقنا بوعدهِ ووعيده، وأنَّ ما جاءَ به موسى حقّ، ﴿ لِـيَغْفِرَ لَنا خَطايانا ﴾ يقول: لـيعفوَ لنا عن ذنوبنا فـيسترها علـينا.
﴿ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾: والله خيرٌ منكَ يا فرعونُ جزاءً لمن أطاعه، وأبقَى عذاباً لمن عصاهُ وخالفَ أمره. (الطبري).

75- ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا ﴾.
﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً ﴾: موحِّداً، لا يُشركُ به، ﴿ قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ ﴾، يقول: قد عملَ ما أمرَهُ به ربُّه، وانتهَى عمّا نهاهُ عنه، ﴿ فأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلَى ﴾ يقول: فأولئكَ الذين لهم درجاتُ الجنةِ العُلَـى. (الطبري).

76- ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ﴾.
وهي جنَّاتٌ مُعَدَّةٌ للإقامةِ الدَّائمة فيها، ومِن نعيمِها وجمالِها أنَّها تجري مِن تحتِها الأنهار، ويمكثُ فيها أصحابُها على الدَّوام، فلا رحيلَ عنها، ولا استبدالَ بها. (الواضح).

78- ﴿ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾.
﴿ فَأَتْبَعَهُمْ ﴾: فلحقهم ﴿ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ ﴾، وقيل: معناه: أمرَ فرعونُ جنودَهُ أن يتبَعوا موسى وقومه، والباء فيه زائدة، وكان هو فيهم، ﴿ فَغَشِيَهُم ﴾: أصابهم، ﴿ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾ وهو الغرق. وقيل: غشيَهم: علاهم وسترَهم بعضُ ماءِ اليمِّ لا كلُّه. (البغوي).

79- ﴿ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ﴾.
وجاوزَ فرعونُ بقومهِ عن سواءِ السبيل، وأخذَ بهم على غيرِ استقامة، وذلكَ أنه سلكَ بهم طريقَ أهلِ النار، بأمرِهم بالكفرِ بالله، وتكذيبِ رسله، ﴿ وَما هَدَى ﴾ يقول: وما سلكَ بهم الطريقَ المستقيم، وذلك أنه نهاهم عن اتِّباعِ رسولِ الله موسى، والتصديقِ به، فأطاعوه، فلم يَهدهم بأمرهِ إيّاهم بذلك، ولـم يهتدوا بـاتِّباعِهم إيّاه. (الطبري).

80- ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ﴾.
بيَّن معناهما في الآية (57) من سورةِ البقرة، فذكر أن المنَّ هو صمغةٌ حلوة، ثم أوردَ أقوالًا أخرى فيه، وأن السَّلوَى طيرٌ بإجماعٍ من المفسرين، قالَهُ ابنُ عباس ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم. قيل: هو السُّمانَى بعينه...

87- ﴿ قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ ﴾.
من حُليِّ القبطِ التي استعرناها منهم حين هممنا بالخروج من مصرَ باسمِ العرس. (البيضاوي).

92- ﴿ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ﴾.
﴿ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ﴾ عن دينهم، فكفروا بـالله وعبدوا العجل. (الطبري).

93- ﴿ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ﴾.
أي: الذي أمرتُكَ به من القيامِ بمصالحهم. (البغوي).

94- ﴿ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي
فسَّر جزءًا منها في الآيةِ السابقة.
وقوله: ﴿ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ﴾ على معنى: بشعرِ رأسي وشعرِ لحيتي. وكان قد أخذَ ذوائبه. (يُنظر تفسير البغوي وروح المعاني).
﴿ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴾: ولم تحفظْ قولي: ﴿ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ﴾ [سورة الأعراف: 142]. وفيه دليلٌ على جوازِ الاجتهاد. (النسفي).

98- ﴿ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا
يقولُ لهم موسَى عليه السلام: ليسَ هذا إلهَكم، ﴿ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ أي: لا يستحقُّ ذلكَ على العبادِ إلا هو، ولا تنبغي العبادةُ إلا له، فإنَّ كلَّ شيءٍ فقيرٌ إليه، عبدٌ لربِّه. (ابن كثير).

101- ﴿ خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا ﴾.
﴿ خَـٰلِدِينَ فِيهِ ﴾: مقيمين في عذابِ الوزر، ﴿ وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ حِمْلاً ﴾ أي: بئسَ ما حملوا على أنفسهم من الإِثمِ كفراً بالقرآن. (البغوي).

102- ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ﴾.
المشركين. (القرطبي).

103- ﴿ يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا ﴾.
عشرةَ أيامٍ أو نحوها. (ابن كثير).

109- ﴿ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴾.
أي: رضيَ قولاً لأجله، بأنْ يكونَ المشفوعُ له مسلماً. (النسفي).

110- ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾.
ولا يحيطُ خَلقهُ به علماً. ومعنى الكلام: أنه محيطٌ بعبادهِ علماً، ولا يحيطُ عبـادهُ به علماً. (الطبري).

111- ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ﴾.
﴿ لِلْحَيِّ ﴾ الذي لا يموت. وكلُّ حياةٍ يتعقَّبُها الموتُ فهي كأنْ لم تكن. (النسفي).

112- ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا﴾.
ومَن يعملْ مِن صالحاتِ الأعمال، وذلكَ فيما قيل: أداءُ فرائضِ اللهِ التي فرضَها على عباده، ﴿ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾ يقول: وهو مصدِّقٌ بالله، وأنهُ مُجازٍ أهلَ طاعتهِ وأهلَ معاصيهِ على معاصيهم.. (الطبري).

114- ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾.
﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ﴾: أي: تنزَّهَ وتقدَّسَ الملِكُ الحق، الذي هو حق، ووعدهُ حق، ووعيدهُ حق، ورسلهُ حق، والجنةُ حق، والنارُ حق، وكلُّ شيءٍ منه حق، وعدلهُ تعالى أن لا يعذِّبَ أحداً قبل الإنذارِ وبعثةِ الرسل، والإعذارُ إلى خلقهِ لئلا يبقَى لأحدٍ حجَّةٌ ولا شبهة.
﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾: أي: زدني منكَ علماً. قال ابنُ عيينة رحمهُ الله: ولم يزلْ صلى الله عليه وسلم في زيادةٍ حتى توفَّاهُ الله عز وجل. (ابن كثير).

125- ﴿ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴾.
ويقولُ العبدُ لربِّهِ يومذاك: يا ربّ، لماذا أعمَيتَ عينيَّ وقد كنتُ أرَى بهما في الدُّنيا؟ (الواضح).

128- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾.
إن فيما يعاينُ هؤلاء ويرون من آثارِ وقائعنا بالأمم المكذِّبةِ رسلَها قبلهم، وحلولِ مُثلاتنا بهم لكفرهم بـالله، ﴿ لَآيَاتٍ ﴾ يقول: لدلالاتٍ وعبرًا وعظات.. (الطبري).


132- ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ﴾.
لا نكلِّفُكَ أن ترزقَ أحداً من خلقنا، ولا أن ترزقَ نفسك، وإنما نكلِّفُكَ عملاً. (البغوي).

134- ﴿ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى ﴾.
مِن قبلِ أن نَذِلَّ بتعذيبِكَ إيَّانا ونَخزَى به؟ (الطبري).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 12-11-2020, 09:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (18)






أ. محمد خير رمضان يوسف



(سورة الأنبياء، سورة الحج)






سورة الأنبياء

3- ﴿ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾.

﴿ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾: ما يستمعُ هؤلاءِ القومُ - الذين وصفَ صفتَهم - هذا القرآنَ إلا وهم يلعبون، غافلةً عنه قلوبُهم، لا يتدبَّرون حِكَمَهُ، ولا يتفكَّرون فيما أودعَهُ اللهُ منَ الحُجَجِ علـيهم.

﴿ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾: هؤلاء الناسُ الذين اقتربتِ الساعةُ منهم وهم في غفلةٍ معرضون. (الطبري).



4- ﴿ قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾.

﴿ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾ لأقوالهم، ﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾ بما في ضمائرهم. (النسفي).



13- ﴿ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴾.

﴿ إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ ﴾ فسَّرَهُ في الآية (15)، بقوله: الإتراف: التنعيم.

﴿ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴾ فسَّرَهُ في الآية (16)، فقال: قالَ بعضُ الناس: ﴿ تُسْأَلُونَ ﴾ معناهُ تفهمون وتفقهون. قال: وهذا تفسيرٌ لا يعطيهِ اللفظ. وقالت فرقة: ﴿ تُسْأَلُونَ ﴾ معناهُ شيئاً من أموالكم وعرَضِ دنياكم، على وجهِ الهزء.



14- ﴿ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾.

﴿ قَالُواْ ﴾ لما يئسوا من الخلاصِ بالهرب، وأيقنوا استيلاءَ العذاب: ﴿ يَا وَيْلَنَا ﴾: يا هلاكنا، ﴿ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ ﴾ بآياتِ الله تعالى، مستوجبين للعذاب. وهذا اعترافٌ منهم بالظلم، واستتباعهِ للعذاب، وندمٌ عليه حين لا ينفعُهم ذلك. (روح المعاني).



17- ﴿ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾.

أي: من عندنا، من الحورِ العِين، لا من عندكم من أهلِ الأرض. (البغوي، ابن كثير).

من جهةِ قدرتنا. (البيضاوي).



22- ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾.

الوصفُ بربِّ العرشِ لتأكيدِ التنزُّه، مع ما في ذلك من تربيةِ المهابة. (روح المعاني).



25- ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾.

فأخـلِصوا ليَ العبـادة، وأفرِدوا ليَ الألوهة. (الطبري).



32- ﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ﴾.

غيرُ متفكرين. (البيضاوي).



33- ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾.

﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾ أي: هذا في ظلامهِ وسكونه، وهذا بضيائهِ وأُنسه، يطولُ هذا تارةً ثم يقصرُ أخرى، وعكسهُ الآخر. ﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ هذه لها نورٌ يخصُّها، وفلَكٌ بذاته، وزمانٌ على حِدَة، وحركةٌ وسيرٌ خاصّ، وهذا بنورٍ خاصٍّ آخر، وفلَكٍ آخر، وسيرٍ آخر، وتقديرٍ آخر. (ابن كثير).



37- ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾.

فلا تستعجلوا ربَّكم... (الطبري).



39- ﴿ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾.

يُمنَعون من العذاب. (البغوي).



40- ﴿ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴾.

﴿ فَتَبْهَتُهُمْ ﴾ أي: تذعرهم، فيستسلمون لها حائرين، لا يدرون ما يصنعون، ﴿ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا ﴾ أي: ليسَ لهم حيلةٌ في ذلك. (ابن كثير).



42- ﴿ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾.

المعنى أنه تعالى مع إنعامهِ عليهم ليلاً ونهاراً بالحفظِ والحراسة، فهم عن ذكرِ ربهم - الذي هو الدلائلُ العقليةُ والنقليةُ ولطائفُ القرآنِ – معرضون، فلا يتأمَّلون في شيءٍ منها ليعرفوا أنه لا كالىءَ لهم سواه، و[لا] يَتركون عبادةَ الأصنامِ التي لا حظَّ لها في حفظهم ولا في الإنعام عليهم. (التفسير الكبير للفخر). [الكالئ: الحافظ].



44- ﴿ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ﴾.

في الدنيا، أي: أمهلناهم. وقيل: أعطيناهم النعمة. (البغوي).



47- ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾.

فلا يظلمُ الله نفسًا ممن وردَ عليه منهم شيئاً، بأن يعاقبَهُ بذنبٍ لم يعمله، أو يبخسَهُ ثوابَ عملٍ عمله، وطاعةٍ أطاعَهُ بها، ولكن يجازي المحسنَ بإحسانه، ولا يعاقبُ مسيئاً إلا بإساءته، وإنْ كانَ الذي له مِن عملِ الحسناتِ أو عليه مِن السيِّئاتِ وزنُ حبَّةٍ مِن خردَل، جئنا بها فأحضرناها إيَّاه. وحسبُ مَن شهدَ ذلكَ الموقفَ بنا حاسبـين؛ لأنه لا أحدَ أعلمُ بأعمالهم وما سلفَ فـي الدُّنا من صالحٍ أو سيىِّءٍ منّا. (الطبري، باختصار).

والخَرْدَلُ نباتٌ عشبيّ، تُستَعملُ بزورهُ في الطبّ، ويُضرَبُ بها المثَلُ في الصِّغَر. (ينظر المعجم الوسيط).



48- ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ ﴾.

وتذكيرًا لمن اتَّقَى اللهَ بطاعتهِ وأداءِ فرائضهِ واجتنابِ معاصيه. ذكَّرَهمْ بما آتَى موسى وهارونَ من التوراة. (الطبري).



53- ﴿ قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴾.

لم يكنْ لهم حجةٌ سوى صنيعِ آبائهم الضلّال. (ابن كثير).



54- ﴿ قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.

أي: الكلامُ مع آبائكم الذين احتججتُم بصنيعهم كالكلامِ معكم، فأنتم وهم في ضلالٍ على غيرِ الطريقِ المستقيم. (ابن كثير).



55- ﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴾.

يعنون أجادٌّ أنت فيما تقولُ أم أنت من اللاعبين؟ (البغوي).



56- ﴿ قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾.

أي: ربُّكم الذي لا إلهَ غيره، هو الذي خلقَ السماواتِ والأرض، وما حوَتْ مِن المخلوقاتِ الذي ابتدأ خلقَهنَ، وهو الخالقُ لجميعِ الأشياء، ﴿ وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ ﴾ أي: وأنا أشهدُ أنه لا إلهَ غيرُه، ولا ربَّ سواه. (ابن كثير).



57- ﴿ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴾.

لأكسرنَّها، بعد ذهابِكم عنها إلى عيدكم. (النسفي).



59- ﴿ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾.

يعني من المجرمين. (البغوي).



67- ﴿ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾.

قُبحًا لكم وللآلهةِ التي تَعبدونَ مِن دونِ الله، أفلا تعقلون قبحَ ما تفعلون من عبادتكم ما لا يضرُّ ولا ينفعُ فتتركوا عبادته، وتعبدوا الله الذي فطرَ السماواتِ والأرض، والذي بيدهِ النفعُ والضرّ؟ (الطبري).



71- ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾.

وأمرناهُم أنْ يَقصِدوا بلادَ الشَّامِ المباركة، ففيها بُعِثَ أكثرُ الأنبياء، وانتشرتْ شرائعُهم في العالَم. (الواضح).



72- ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴾.

أي: الجميعَ أهلَ خيرٍ وصلاح. (ابن كثير).



73- ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾.

وجعلناهُم أئمَّةً يُقتدَى بهم، يَهدونَ الأممَ إلى الحقِّ والعدلِ كما أمرناهُم وعلَّمناهُم، وأوحَينا إليهم أنْ يَعمَلوا بالشَّرائعِ المـُنزَلَةِ عليهم، ففيها الخيرُ والفلاح، والبِرُّ والصَّلاح، مِن حقوقِ اللهِ وحقوقِ العباد، وأمرناهُم بالمواظبةِ على الصَّلاة، وإعطاءِ الزَّكاةِ للفقراءِ والمساكين. (الواضح في التفسير).



74- ﴿ وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾.

﴿ وَعِلْمًا ﴾: وآتـيناهُ أيضًا علمًا بأمرِ دينه، وما يجبُ علـيه للهِ مِن فرائضه.

﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾: مخالفين أمرَ الله، خارجينَ عن طاعتهِ وما يَرضَى مِن العمل. (الطبري).



75- ﴿ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾.

وأدخلنا لوطًا في رحمتِنا بإنجائنا إيَّاهُ ممَّا أحلَلنا بقومهِ من العذابِ والبلاءِ وإنقاذنا إيَّاهُ منه. إنَّ لوطًا مِن الذين كانوا يعملونَ بطاعتِنا وينتَهونَ إلى أمرِنا ونهينا، ولا يعصونَنا. (الطبري).



77- ﴿ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.

وحمَيناهُ ومنَعناهُ مِن هؤلاءِ الذين كذَّبوا بآياتِنا ومعجزاتِنا، إنَّهم كانوا قومًا سيِّئينَ مُنهمِكينَ في الفواحش، مُلازمينَ للكفر، فأهلَكناهُم جميعًا بالطُّوفان. (الواضح في التفسير).



78- ﴿ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾.

لا يخفَى علينا منه شيء، ولا يغيبُ عنا علمه. (الطبري).



80- ﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ﴾.

أي: نعمَ الله عليكم، لما ألهمَ به عبدَهُ داود، فعلَّمَهُ ذلك من أجلكم. (ابن كثير).



81- ﴿ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾.

وكنَّا بكلِّ شيءٍ علَّمناهُ عالِـمينَ بصحَّةِ التدبيرِ فيه، أي: عَلِمنا أنَّ ما يُعطَى سليمانُ مِن تسخيرِ الريحِ وغيره، يدعوهُ إلى الخضوعِ لربِّهِ عزَّ وجلَّ. (البغوي).



85- ﴿ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾.

وكلُّ هؤلاءِ كانوا ثابتينَ على إيمانِهم وعهودِهم معَ الله، أقوياءَ في عزائمِهم، صابرينَ على تكاليفِ الدَّعوةِ والتَّبليغ. (الواضح في التفسير).



86- ﴿ وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾.

وأدخَـلنا إسماعيلَ وإدريسَ وذا الكفلِ فـي رحمتِنا، إنهم مـمَّن صلح، فأطاعَ اللهَ وعملَ بـما أمره. (الطبري، باختصار).



88- ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾.

أي: إذا كانوا في الشدائدِ ودَعَونا منيبين إلينا، ولا سيَّما إذا دعَوا بهذا الدعاءِ في حالِ البلاء، فقد جاءَ الترغيبُ في الدعاءِ بها عن سيدِ الأنبياء... (ابن كثير).



89- ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾.

﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ ﴾: دعا ربَّه، ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا ﴾: وحيدًا لا ولدَ لي، وارزقني وارثًا، ﴿ وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾: ثناءٌ على اللهِ بأنهُ الباقي بعدَ فناءِ الخَلق، وأنهُ أفضلُ مَن بقيَ حيًّا. (البغوي).



90- ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾.

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى ﴾: فاستجبنا لزكريا دعاءه، ووهبنا له يحيى ولدًا ووارثُا يرثه. (الطبري).

﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾ أي: في عملِ القرُباتِ وفعلِ الطاعات. (ابن كثير).



93- ﴿ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ﴾.

أي: يومَ القيامة، فيُجازَى كلٌّ بحسبِ عمله، إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرّ. (ابن كثير).



94- ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾.

أي: يُكتَبُ جميعُ عمله، فلا يَضيعُ عليه منه شيء. (ابن كثير).



98- ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾.

أنتم عليها - أيها الناسُ - أو إليها ﴿وَارِدُونَ﴾، يقول: داخلون. (الطبري).



99- ﴿لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.

أي: العابدون ومعبوداتهم، كلُّهم فيها خالدون. (ابن كثير).


102- ﴿ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴾.


وهم فيما تشتهيهِ نفوسُهم مِن نعيمِها ولذَّاتِها ماكثون فيها، لا يخافونَ زوالاً عنها ولا انتقالاً عنها. (الطبري).



106- ﴿ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾.

لمنفعةً وكفاية. (ابن كثير).



108- ﴿ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾.

قلُ يا محمَّد: ما يوحي إليَّ ربِّي إلا أنَّهُ لا إلهَ لكم يجوزُ أنْ يُعبَدَ إلا إلهٌ واحد، لا تصلحُ العبـادةُ إلا له، ولا ينبغي ذلكَ لغيره، يقول: فهل أنتم مذعنون له أيها المشركون العابدون الأوثانَ والأصنامَ بالخضوعِ لذلك، ومتبرِّؤون من عبادةِ ما دونهُ من آلهتكم؟ (الطبري).



109- ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ ﴾.

أي: تركوا ما دعوتَهم إليه. (ابن كثير).

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 12-11-2020, 09:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية



112- ﴿ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾.

أي: على ما يقولون ويفترون من الكذب، ويتنوَّعون في مقاماتِ التكذيبِ والإفك. (ابن كثير).



سورة الحج

1- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ﴾.

المأمورُ به مطلقُ التقوى، الذي هو التجنبُ عن كلِّ ما يؤثمُ من فعلٍ وترك، ويندرجُ فيه الإيمانُ بالله تعالى واليومِ الآخرِ حسبما وردَ به الشرعُ اندراجًا أوليًّا، لكن على وجهٍ يعمُّ الإيجادَ والدوام... (روح المعاني).



2- ﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾.

إي إن شدَّةَ عذابهِ تعالَى تجعلُهم كما ترَى. (روح المعاني).



4- ﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾.

﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ ﴾ قالَ مجاهد: يعني الشيطان، يعني كتبَ عليه كتابةً قدرية، ﴿ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ ﴾ أي: اتَّبعَهُ وقلَّده، ﴿ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ أي: يُضلُّهُ في الدنيا، ويَقودهُ في الآخرةِ إلى عذابِ السعير، وهو الحارُّ المؤلمُ المزعجُ المـُقلق. (ابن كثير).



7- ﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾.

﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ﴾ أي: كائنةٌ لا شكَّ فيها ولا مرية، ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ أي: يُعيدُهم بعدَما صاروا في قبورِهم رِمَمًا، ويوجِدُهم بعدَ العدم.. (ابن كثير).



8- ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾.

ومِن النَّاسِ المعانِدينَ للحقّ، الجهَلَةِ المقلِّدين، مَن يجادلُ ويخاصمُ في شأنِ اللهِ وقدرتهِ على البعث، بغيرِ علمٍ صحيحٍ ومعرفةٍ مقبولة، ولا استنادٍ إلى وحي أو مصدرٍ فيهِ حُجَّةٌ وبرهان، بل هو مجرَّدُ رأي وهوًى. (الواضح).



9- ﴿ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾.

يجادلُ هذا المشركُ في الله بغيرِ علم، مُعرضاً عن الحقّ استكبـاراً، ليصدَّ المؤمنـين بـالله عن دينهم الذي هداهم له، ويستزلَّهم عنه. (الطبري).



10- ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾.

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ فيعذبَهم بغيرِ ذنب، وهو جلَّ ذكرهُ على أيِّ وجهٍ شاءَ تصرَّفَ في عبدهِ فحُكمهُ عدل، وهو غيرُ ظالم. (البغوي).



11- ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾.

﴿ ذٰلِكَ ﴾ أي: خسرانُ الدارَين، ﴿ هُوَ ٱلْخُسْرٰنُ ٱلْمُبِينُ ﴾: الظاهرُ الذي لا يخفَى على أحد. (النسفي).



14- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾.

إنَّ اللهَ يُدخِلُ المؤمنين المخلِصين، الذين يُتبِعونَ إيمانَهم بالأعمالِ الحسنة، جنَّاتٍ عاليات، تجري مِن تحتِها الأنهار. واللهُ يفعلُ ما يريد، فيُعاقِبُ الكافرينَ لكفرِهم وعنادِهم، ويُثيبُ المؤمنين على إيمانِهم وأعمالِهم الصَّالحة. (الواضح).



17- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾.

بالحكومةِ بينهم، وإظهارِ المحقِّ منهم على المبطل، أو الجزاء، فيجازي كلًّا ما يليقُ به، ويُدخلهُ المحلَّ المعدَّ له. (البيضاوي).



18- ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾.

ومَن يُهِنْهُ اللهُ مِن خَلقهِ فيُشقِهِ، فما له مِن مُكرِمٍ بالسعادةِ يُسعِدُهُ بها؛ لأن الأمورَ كلَّها بيدِ الله، يوفِّقُ مَن يشاءُ لطاعته، ويخذلُ مَن يشاء، ويُشقي مَن أراد، ويُسعِدُ مَن أحبّ. إنَّ اللهَ يفعلُ في خَلقهِ ما يشاء، مِن إهانةِ مَن أرادَ إهانتَه، وإكرامِ مَن أرادَ كرامتَه، [بحُكمهِ العدل]؛ لأنَّ الخَلقَ خَلقه، والأمرَ أمرُه. (الطبري، وما بين المعقوفتين من الواضح في التفسير).



20- ﴿ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴾.

تذابُ به أحشاؤهم كما تذابُ به جلودهم. (البيضاوي).



22- ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا ﴾.

مـما نالَهم من الغمِّ والكرب. (الطبري).



23- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

والمؤمنون الصَّالحون، الذين صدَقوا في إيمانِهم، وأحسَنوا في أعمالِهم، يُدخِلُهم اللهُ جنّاتٍ عاليات، تجري مِن تحتِ أشجارِها وقصورِها الأنهار. (الواضح).



25- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.

﴿ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: ويـمنعون الناسَ عن دينِ الله أن يدخـلوا فـيه. (الطبري).

﴿ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾: الظاهرُ أن الوعيدَ على إرادةِ ذلك مطلقاً، فيفيدُ أن من أرادَ سيئةً في مكةَ ولم يعملها يحاسَبُ على مجردِ الإرادة، وهو قولُ ابنِ مسعود وعكرمة وأبي الحجاج، وقالَ الخفاجي: الوعيدُ على الإرادةِ المقارنةِ للفعل، لا على مجردِ الإرادة، لكنَّ في التعبيرِ بها إشارةً إلى مضاعفةِ السيئاتِ هناك والإرادةِ المصممةِ مما يؤاخذُ عليها أيضاً، وإن قيلَ إنها ليست كبيرة، وقد رُويَ عن مالكٍ كراهةُ المجاورةِ بمكة... (روح المعاني).



28- ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾.

وليَشكُروهُ على ما رزقَهم مِن الأنعام، مِن الهَدي والأضاحي، وهي الإبلُ والبقرُ والغنمُ والمـَعْز. (الواضح).



30- ﴿ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾.

إلاّ ما يُتلَى عليكم، مِن قولِهِ تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ﴾ [سورة المائدة: 3].



35- ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾.

أي: وينفقون مما آتاهم الله من طيِّبِ الرزق، على أهليهم وأرقّائهم وفقرائهم ومحاويجهم، ويُحسنون إلى الخلق، مع محافظتهم على حدودِ الله، وهذه بخلافِ صفاتِ المنافقين، فإنهم بالعكسِ من هذا كلِّه. (ابن كثير).



36- ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.

﴿ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾: ذكرَ أنه تقدَّمَ القولُ في الشعائر. ويعني الآية (32) من السورة، قولهُ تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾، وفيه قوله: "الشعائر": جمعُ شعيرة، وهي كلُّ شيءٍ لله تعالى فيه أمرٌ أشعرَ به وأعلَم. وقالت فرقة: قُصِدَ بالشعائرِ في هذه الآيةِ الهديُ والأنعامُ المشعَرة.

﴿ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾: نعمةً منّا لتتمكَّنوا من نحرها، لكي تشكروا إنعامَ الله عليكم. (الغوي).



37- ﴿ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾.

أي: من أجلِ ذلك سخَّرَ لكم البُدن. (ابن كثير).



40- ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾.

﴿ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾: أي: ما كان لهم إلى قومهم إساءة، ولا كان لهم ذنب، إلا أنهم وحَّدوا الله وعبدوه، لا شريكَ له.

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾: وصفَ نفسَهُ بالقوَّةِ والعزَّة، فبقوَّتهِ خلقَ كلَّ شيءٍ فقدَّرَهُ تقديرًا، وبعزَّتهِ لا يقهرهُ قاهر، ولا يغلبهُ غالب، بل كلُّ شيءٍ ذليلٌ لديه، فقيرٌ إليه. ومَن كانَ القويُّ العزيزُ ناصِرَهُ فهو المنصور، وعدوُّهُ هو المقهور.. (ابن كثير).



42- ﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ﴾.

وهكذا كانَ موقفُ عادٍ مِن نبيِّهم هُود، وموقفُ ثَمودَ مِن صالح، عليهما السَّلام. (الواضح).



43- ﴿ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ﴾.

وقومُ إبراهيمَ أصرُّوا على عبادةِ الأصنامِ وكذَّبوا نبيَّهم حتَّى أوقَدوا النِّيرانَ ورمَوهُ فيها، وأنقذَهُ الله. وقومُ لُوطٍ أصرُّوا على فاحشةِ اللِّواطِ وكذَّبوا نبيَّهم كذلك. (الواضح).



44- ﴿ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ ﴾.

وكذا كانَ موقفُ أصحابِ مَدْيَنَ مِن نبيِّهم شُعَيب... (الواضح).



45- ﴿ وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ﴾.

أي: متروكة؛ لفقدِ دلوها ورشائها، وفقدِ تفقُّدها، أو هي عامرةٌ فيها الماءُ ومعها آلاتُ الاستقاء، إلا أنها عُطِّلت، أي: تُركتْ لا يُستقَى منها، لهلاكِ أهلها. (النسفي).



46- ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾.

أو آذانٌ تصغي لسماعِ الـحقِّ فتَعي ذلكَ وتـميِّزُ بـينهُ وبـين البـاطل. (الطبري).



47- ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ﴾.

ويستعجلونكَ يا محمَّدُ مشركو قومِكَ بما تَعِدهُم مِن عذابِ اللهِ على شركِهم به وتكذيبِهم إيّاكَ فيما أتـيتَهم به مِن عندِ اللهِ في الدنـيا. (الطبري).



48- ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾.

﴿ وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ ﴾: وكم من أهلِ قرية. (البيضاوي).

﴿ وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾: وإليَّ مصيرُهم أيضًا بعدَ هلاكهم، فيلقَونَ مِن العذابِ حينئذٍ ما لا انقطاعَ له... (الطبري).



49- ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾.

أبيِّنُ لكم إنذاري ذلك وأُظهرهُ لتُنيبوا من شرككم وتَحذَروا ما أُنذركم من ذلك، لا أملكُ لكم غيرَ ذلك... (الطبري).



52- ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾.

﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ أي: بما يكونُ مِن الأمورِ والحوادث، لا تخفَى عليه خافية، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ أي: في تقديرهِ وخَلقهِ وأمره، له الحكمةُ التامَّةُ والحجَّةُ البالغة. (ابن كثير).



54- ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾.

أي: في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فيُرشدهم إلى الحقِّ واتباعه، ويوفِّقهم لمخالفةِ الباطلِ واجتنابه، وفي الآخرة يهديهم الصراطَ المستقيمَ الموصلَ إلى درجاتِ الجنات، ويزحزحهم عن العذابِ الأليمِ والدركات. (ابن كثير).



56- ﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾.

فالذين آمنوا بهذا القرآن، وبمن أنزله، ومَن جاءَ به، وعملوا بما فيه، مِن حلالهِ وحرامه، وحدودهِ وفرائضه، في جنّاتِ النعيمِ يومئذ. (الطبري).



57- ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.

والذين كفروا باللهِ ورسوله، وكذَّبوا بآياتِ كتابهِ وتنزيله، وقالوا: ليسَ ذلكَ مِن عندِ الله، إنما هو إفكٌ افتراهُ محمَّدٌ وأعانَهُ عليه قومٌ آخرون، ﴿ فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ يقول: فالذين هذه صفتُهم، لهم عندَ اللهِ يومَ القيامةِ عذابٌ مهين، يعني عذابٌ مذلٌّ في جهنَّم. (الطبري).



58- ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾.

وإنَّ اللهَ لهو خيرُ مَن بسطَ فضلَهُ علـى أهلِ طاعتهِ وأكرمَهم. (الطبري).



59- ﴿ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾.

﴿ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ ﴾ بأحوالهم وأحوالِ معادهم، ﴿ حَلِيمٌ ﴾ لا يعاجلُ في العقوبة. (البيضاوي).



60- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾.

واللهُ عفوٌّ، مُحِبٌّ للعفو، فأحِبُّوا العفوَ مِثلَه، غفور، يتجاوزُ عن ذنوبِ الناسِ إذا رأى منهم توبةً وندمًا، فاعفُوا عنهم أنتم كذلكَ واغفِروا لهم، ليُعاملَكمُ اللهُ بعفوهِ ومغفرتِه، كما تعاملتُم بذلك مع عبادِه. (الواضح في التفسير).



61- ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾.

فلا يخفَى عليه ما يجري فيهما على أيدي عبادهِ من الخيرِ والشرِّ والبغي والإنصاف، وأنه سميعٌ لما يقولون، ولا يشغلهُ سمعٌ عن سمع، وإن اختلفت في النهار الأصواتُ بفنونِ اللغات، بصيرٌ بما يفعلون، ولا يسترُ عنه شيءٌ بشيءٍ في الليالي وإن توالتِ الظلمات. (النسفي).



62- ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾.

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ﴾ أي: الإلهُ الحقُّ الذي لا تنبغي العبادةُ إلا له؛ لأنه ذو السلطانِ العظيم، الذي ما شاءَ كانَ وما لم يشأْ لم يكن، وكلُّ شيءٍ فقيرٌ إليه، ذليلٌ لديه، ﴿ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ﴾ أي: مِن الأصنامِ والأندادِ والأوثان، وكلُّ ما عُبِدَ مِن دونهِ تعالَى فهو باطل؛ لأنه لا يملكُ ضرًّا ولا نفعًا. ﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ ﴾ كما قال: ﴿ وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْعَظِيمُ ﴾ [سورة البقرة: 255] وقال: ﴿ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ ﴾ [سورة الرعد: 9]. فكلُّ شيءٍ تحت قهرهِ وسلطانهِ وعظمته، لا إله إلا هو، ولا ربَّ سواه؛ لأنه العظيمُ الذي لا أعظمَ منه، العليُّ الذي لا أعلَى منه، الكبيرُ الذي لا أكبرَ منه، تعالَى وتقدَّس، وتنزَّهَ عزَّ وجلَّ عمّا يقولُ الظالمون المعتدون علوًّا كبيرًا. (ابن كثير).



64- ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾.

﴿ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾ خلقاً وملكاً، ﴿ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ ﴾ في ذاتهِ عن كلِّ شيء، ﴿ ٱلْحَمِيدُ ﴾: المستوجبُ للحمدِ بصفاتهِ وأفعاله. (البيضاوي).



65- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾.

تفسيرُ الآية: ألم تنظرْ وتتفكَّرْ أيُّها العاقلُ كيفَ ذلَّلَ اللهُ لكم ما في الأرضِ لتنتفِعوا بها وتَقضُوا بها حوائجَكم، مِن الدوابِّ والنَّباتِ والمعادنِ وغيرِها.

وهذهِ السُّفنُ بأنواعِها وأحجامِها تَمخُرُ عُبابَ البحار، بتسخيرِهِ وتهيئتهِ المياهَ لذلك، بحسبِ ما يضعُ اللهُ فيها من نواميسَ وقوانينَ فيزيائيَّة، فتطفو عليها، فتحملُكم وما ترغبونَ من حاجاتِكم لتنقُلَكم إلى ما وراءَ البحار.

ومِن لطفهِ وقدرتهِ تعالَى إمساكُ السَّماءِ لئلاّ تقعَ على الأرض، إلاّ إذا شاءَ ذلك، بما وضعَ فيها أيضًا مِن نواميس، وجعلَها قويَّةً متماسكة.

واللهُ رؤوفٌ بعبادِه، رحيمٌ بهم، فأمَّنَ لهم الأرضَ التي يعيشونَ عليها حتَّى لا تسقطَ عليها أجرامٌ سماويَّةٌ فتُهلِكَهم، وسخَّرَ لهم ما فيها لأجلِ مصالحِهم. (الواضح).



66- ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ﴾.

﴿ وَهُوَ ٱلَّذِى أَحْيَاكُمْ ﴾ في أرحامِ أمَّهاتِكم، ﴿ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ﴾ عند انقضاءِ آجالكم، ﴿ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ﴾ لإيصالِ جزائكم، ﴿ إِنَّ ٱلإِنْسَـٰنَ لَكَفُورٌ ﴾: لجحودٌ لما أفاضَ عليه من ضروبِ النعم، ودفعَ عنه من صنوفِ النقم... (النسفي).



68- ﴿ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾.

وإذا ناقشكَ وخاصمكَ المشركونَ في أمرِ الدِّينِ وقد ظَهرتِ الحجَّةُ عليهم، فقُلْ لهم على سبيلِ الوعيدِ والتَّهديد: اللهُ أعلمُ بما تخوضونَ فيهِ مِن العنادِ والبطلان. (الواضح في التفسير).



69- ﴿ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾.

واللهُ يقضي بـينكم يومَ القـيامة فيما كنتـم فـيه من أمرِ دينِكم تختلفون، فتعلـمونَ حينئذٍ أيها الـمشركونَ الـمُـحِقَّ من الـمُبطل. (الطبري).



71- ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾.

أي: ولا علمَ لهم فيما اختلقوهُ وائتفكوه، وإنما هو أمرٌ تلقَّوهُ عن آبائهم وأسلافهم بلا دليلٍ ولا حجة، وأصلهُ مما سوَّلَ لهم الشيطان، وزيَّنَهُ لهم، ولهذا توعَّدَهم تعالى بقوله: ﴿ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴾ أي: مِن ناصرٍ ينصرُهم من الله فيما يَحلُّ بهم من العذابِ والنكال. (ابن كثير).



72- ﴿ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾.

أي: وبئسَ النارُ منزلًا ومقيلًا ومرجعًا وموئلًا ومقامًا، ﴿ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [سورة الفرقان: 66]. (ابن كثير).



73- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾.

﴿ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ﴾: أي: أنصِتوا وتفهَّموا. (ابن كثير).

﴿ وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾: إن جميعَ ما تعبدون من دونِ الله من الآلهةِ والأصنامِ لو جُمعت لم يَخـلقوا ذبـابـاً في صغرهِ وقلَّته، لأنها لا تقدرُ علـى ذلك ولا تُطيقه. (الطبري).



74- ﴿ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾.

إنَّ اللهَ لقويٌّ على خَـلق ما يشاء، مِن صغيرِ ما يشاءُ مِن خَـلقهِ وكبـيره. ﴿ عَزِيزٌ ﴾ يقول: منـيعٌ في مُلكه، لا يقدرُ شيءٌ دونَهُ أنْ يسلبَهُ مِن ملكهِ شيئًا، وليسَ كآلهتِكم أيها المشركون، الذين تَدْعون مِن دونهِ الذين لا يقدرون على خَلقِ ذباب، ولا على الامتناعِ مِن الذبابِ إذا استلبَها شيئًا، ضعفًا ومهانة. (الطبري).



75- ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾.

أي: سميعٌ لقولهم، بصيرٌ بمن يختارهُ لرسالته. (البغوي).



76- ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾.

إلـى اللهِ في الآخرةِ تصيرُ إلـيه أمورُ الدنـيا، وإلـيهِ تعودُ كما كانَ منهُ البدء. (الطبري).



77- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.

يا أيها الذين صدَّقوا اللهَ ورسولَه، اركعوا للهِ فـي صلاتِكم، واسجدوا له فـيها، ﴿ وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ ﴾ يقول: وذلُّوا لربِّكم، واخضعوا له بـالطاعة. (الطبري).




78- ﴿فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾.

﴿ فَنِعْمَ المَوْلَى ﴾ يقول: فنعمَ الوليُّ الله لمن فعلَ ذلك منكم، فأقامَ الصلاةَ وآتَى الزكاة، وجاهدَ في سبيلِ الله حقَّ جهاده، واعتصمَ به، ﴿ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ يقول: ونعمَ الناصرُ هو له على مَن بغاهُ بسوء. (الطبري).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 12-11-2020, 09:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (19)






أ. محمد خير رمضان يوسف



(سورة المؤمنون، سورة النور)

الجزء الثامن عشر



سورة المؤمنون
6- ﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾.
يعني يحفظُ فرجَهُ إلا مِن امرأتهِ أو أمَته، فإنه لا يلامُ على ذلك، وإنما لا يلامُ فيهما إذا كان على وجهٍ أذنَ فيه الشرع، دون الإِتيانِ في غيرِ المأتي، وفي حالِ الحيضِ والنفاس، فإنه محظورٌ هو على فعلهِ ملوم. (البغوي).

11- ﴿ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾.
ماكثون فـيها أبداً، لا يتـحوَّلون عنها. (الطبري).

14- ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾.
فتنتشرُ العضلاتُ في العظام، وتُكتَسَى باللَّحمِ في نهايةِ الأسبوعِ السَّابِع، وتعتدِلُ الصُّورةُ الأوَّليَّة، حيثُ يستوي العمودُ الفِقَريُّ وغيرُه. (الواضح).

15- ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ﴾.
ثمَّ إنَّكم بعدَ النَّشأةِ تموتون. (الواضح).

18- ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾.
﴿ فَأَسْكَنَّاهُ فِى ٱلأَرْضِ ﴾ أي: جعلنا الماءَ إذا نزلَ من السحابِ يخلدُ في الأرض، وجعلنا في الأرضِ قابليةً له، تشربه، ويتغذَّى به ما فيها من الحَبِّ والنوَى.
وقوله: ﴿ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَـٰدِرُونَ ﴾ أي: لو شئنا أن لا تمطرَ لفعلنا، ولو شئنا لصرفناهُ عنكم إلى السباخِ والبراري والقفارِ لفعلنا، ولو شئنا لجعلناهُ أُجاجاً لا ينتفعُ به لشربٍ ولا لسقي لفعلنا، ولو شئنا لجعلناهُ لا ينزلُ في الأرض، بل ينجرُّ على وجهها لفعلنا، ولو شئنا لجعلناهُ إذا نزل فيها يغورُ إلى مدى لا تصلون إليه ولا تنتفعون به لفعلنا، ولكن بلطفهِ ورحمتهِ ينزلُ عليكم الماءُ من السحابِ عذباً فراتاً زلالاً، فيُسكنهُ في الأرض، ويسلكهُ ينابيعَ في الأرض، فيفتحُ العيونَ والأنهار، ويسقي به الزروعَ والثمار، وتشربون منه ودوابكم وأنعامكم، وتغتسلون منه، وتتطهرون منه وتتنظَّفون، فله الحمدُ والمنَّة. (ابن كثير).

19- ﴿ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾.
أي: من الجنات، أي: من ثمارها. ويجوزُ أن هذا من قولهم: "فلانٌ يأكلُ من حرفةٍ يحترفها، ومن صنعةٍ يغتلُّها"، أي أنها طعمتهُ وجهتهُ التي منها يحصلُ رزقه، كأنه قال: وهذه الجنّاتُ وجوهُ أرزاقِكم ومعايشِكم، منها تُرزَقون وتتعيَّشون. (النسفي).

20- ﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ ﴾.
وكونهِ إداماً يُصبَغُ فيه الخبز، أي: يُغمَسُ فيه للائتدام. (البيضاوي).

21- ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾.
من لحومها، وأولادها، والكسبِ عليها. (زاد المسير).

22- ﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾.
وتركبون ظهورَها في البَرّ، وتَحمِلُ أمتِعتَكمُ الثَّقيلةَ إلى أماكنَ بعيدة، كما سخَّرَ لكمُ السُّفنَ تجري في البحر، تَحمِلُكم وتَحمِلُ أثقالَكم. (الواضح في التفسير).

23- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾.
﴿ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾: وحِّدوه، ﴿ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ﴾: معبودٍ سواه، ﴿ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: أفلا تخافون عقوبتَهُ إذا عبدتم غيرَه؟ (البغوي).

24- ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾.
﴿ يُرِيدُ أنْ يَتَفَضَّلَ عَلَـيْكُمْ ﴾ يقول: يريدُ أن يصيرَ له الفضلُ عليكم، فيكونَ متبوعاً وأنتم له تبع، ﴿ وَلَوْشاءَ اللّهُ لأَنْزَلَ مَلائِكَةً ﴾ يقول: ولو شاءَ الله أن لا نعبدَ شيئاً سواهُ لأنزلَ ملائكة، يقول: لأرسلَ بالدعاءِ إلى ما يدعوكم إلـيه نوحٌ ملائكةً تؤدِّي إلـيكم رسالته. وقوله: ﴿ ما سَمِعْنا بِهَذَا ﴾ الذي يدعونا إليه نوحٌ من أنه لا إله لنا غيرُ الله في القرونِ الماضية، وهي آباؤهم الأوَّلون. (الطبري).

27- ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ﴾.
فاستَجبنا دعاءَه، وأوحينا إليه أنِ اصنَعِ السَّفينةَ... (الواضح).

29- ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ﴾.
وأنتَ خيرُ مَن أنزلَ عبـادَهُ المنازل. (الطبري).

32- ﴿ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾.
﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ يا قومُ وأطيعوهُ دونَ الآلهةِ والأصنام، فإنَّ العبادةَ لا تنبغي إلا له. ما لكم مِن معبودٍ يصلحُ أنْ تعبدوا سِواه. أفلا تخافون عقابَ اللهِ بعبادتِكم شيئًا دونه، وهو الإلهُ الذي لا إلهَ لكم سواه؟ (الطبري).

33- ﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴾.
تفسيرُ الآية: وقالَ كُبَراءُ قومهِ المعاندونَ المتكبِّرون، الذين كفروا وكذَّبوا بالبعثِ والحسابِ يومَ الدِّين، وقد أعطيناهُم مِن الدُّنيا ووسَّعنا عليهم منَ الأموالِ والأنفُسِ والثَّمراتِ ما نشاء، قالوا: ما هذا الدَّاعي إلاّ واحدٌ مِن بَني جنسِكم، يأكلُ منَ الطَّعامِ الذي تأكلونَه، ويشربُ مِن الماءِ الذي تشربونَ منه. (الواضح).

34- ﴿ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ﴾.
يقولُ تعالى ذكرهُ مُخبرًا عن قيلِ الملأ من قومِ صالحٍ لقومهم: ﴿ وَلَئِنْ أطَعْمتُـمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ ﴾ فاتَّبعتُموهُ وقبلتُم ما يقولُ وصدَّقتموه، إنَّكم أيها القومُ إذًا لمغبونونَ حظوظَكم مِن الشرفِ والرفعةِ فـي الدنـيا بـاتِّبـاعكم إيّاه. (الطبري).

37- ﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾.
بمنشَرين بعد الموت. (البغوي).

38- ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ﴾.
قالوا: ما صالحٌ إلا رجلٌ اختلقَ على الله كذباً في قوله ما لكم من إلهٍ غيرُ الله [في الآية 32 من السورة]، وفي وعدهِ إيّاكم ﴿ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ﴾ [الآية 35 من السورة]. (الطبري).

41- ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾.
﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ﴾ يعني صيحةَ العذاب. (البغوي).
﴿ فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾: فأبعدَ اللهُ القومَ الكافرينَ بهلاكهم، إذ كفروا بربِّهم، وعَصَوا رسلَه، وظلـموا أنفسَهم. (الطبري).

43- ﴿ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴾.
أي: ما تتقدَّمُ أمةٌ من الأممِ المهلَكةِ الوقتَ الذي عُيِّنَ لهلاكهم، ﴿ وَمَا يَسْتَـئْخِرُونَ ﴾ ذلك الأجلَ ساعة. (روح المعاني، باختصار).

44- ﴿ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
﴿ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ﴾: كلَّما جاءَ أمَّةً مِن تلكَ الأممِ التي أنشأناها بعدَ ثمودَ رسولُها الذي نرسلهُ إلـيهم، كذَّبوهُ فـيما جاءَهم به مِن الحقِّ مِن عندنا.
﴿ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾: فأبعدَ اللهُ قومًا لا يؤمنونَ بـاللهِ ولا يصدِّقونَ برسوله. (الطبري).

47- ﴿ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴾.
استكبروا عن اتباعهما والانقيادِ لأمرهما لكونهما بشرَين، كما أنكرتِ الأممُ الماضيةُ بعثةَ الرسلِ من البشر. تشابهتْ قلوبهم. (ابن كثير).

51- ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
الصلاحُ هو الاستقامةُ على ما توجبهُ الشريعة (البغوي)، إني بأعمالِكم ذو علم، لا يخفَى عليَّ منها شيء، وأنا مُجازيكم بجميعها، وموفِّيكم أجورَكم وثوابَكم عليها، فخذوا في صالحاتِ الأعمالِ واجتهدوا. (الطبري).

52- ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾.
يقول: وأنا مولاكم فـاتَّقوني بطاعتي تأمنوا عقابي. (الطبري).

55- ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ﴾.
قالَ الزجّاج: المعنى: أيحسبون أن الذي نمدُّهم به ﴿ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ﴾ مجازاةٌ لهم؟! إِنما هو استدراج. (زاد المسير).

56- ﴿ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ ﴾.
أيحسبون أن الذي نمدُّهم به نسارعُ به لهم فيما فيه خيرُهم وإكرامُهم؟ ﴿ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ ﴾: بل هم كالبهائم، لا فطنةَ لهم ولا شعورٌ ليتأمَّلوا فيه فيعلَموا أن ذلك الإِمدادَ استدراجٌ لا مسارعةٌ في الخير. (البيضاوي).

62- ﴿ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.
ولا يُظلَمُ منهم أحدٌ بزيادةِ عقابٍ أو نقصانِ ثواب، أو بتكليفِ ما لا وسعَ له به. (النسفي).

65- ﴿ لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ ﴾.
أي: لا يجيركم أحدٌ مما حلَّ بكم، سواءٌ جأرتم أو سكتم، لا محيدَ ولا مناصَ ولا وزَر، لزمَ الأمرُ ووجبَ العذاب. (ابن كثير).
الوزَر: الملجأ والمعتصَم.

70- ﴿ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
﴿ أمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ﴾ يقول: أيقولون بمحمدٍ جنون، فهو يتكلمُ بما لا معنى له ولا يُفهَمُ ولا يَدْرِي ما يقول؟
﴿ بَلْ جَاءَهُمْ بِالحَقِّ ﴾ يقولُ تعالى ذكره: فإنْ يقولوا ذلك فكَذِبُهم في قيلِهم ذلك واضحٌ بيِّن، وذلك أن المجنونَ يَهذي، فيأتي من الكلامِ بما لا معنى له، ولا يُعقَلُ ولا يُفهَم، والذي جاءَهم به محمدٌ هو الحكمةُ التي لا أحكمَ منها، والحقُّ الذي لا تَخفَى صحتهُ علـى ذي فطرةٍ صحيحة، فكيف يجوزُ أن يقال: هو كلامُ مجنون؟

وقوله: ﴿ وأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴾ يقولُ تعالَى ذكره: ما بهؤلاءِ الكفَرةِ أنهم لم يعرفوا محمَّدًا بالصدق، ولا أن محمَّدًا عندهم مجنون، بل قد علِموهُ صادقًا مُحِقًّا فيما يقولُ وفيما يدعوهم إلـيه، ولكنَّ أكثرَهم للإذعانِ للحقِّ كارهون، ولأتباعِ محمَّدٍ ساخطون، حسدًا منهم له، وبغيًا علـيه، واستكبارًا في الأرض. (الطبري).

71- ﴿ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ﴾.
﴿ فَهُمُ ﴾ بما فعلوا من النكوص، ﴿ عَن ذِكْرِهِمْ ﴾ أي: فخرهم وشرفهم خاصة، ﴿ مُّعْرِضُونَ ﴾، لا عن غيرِ ذلك مما لا يوجبُ الإقبالَ عليه والاعتناءَ به. (روح المعاني).

72- ﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾.
واللهُ خيرُ مَن أعطَى عوضًا علـى عملٍ ورزقَ رزقًا. (الطبري).

74- ﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴾.
وإنَّ الكافرينَ الذين لا يؤمنون بالبعث، والحسابِ والجزاء، زائغون عن الصِّراطِ المستقيم، جائرون منحرفون. (الواضح).

75- ﴿ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾.
﴿ لَّلَجُّواْ ﴾ لثبتوا. واللجاج: التمادي في الشيء. ﴿ فِي طُغْيَـٰنِهِمْ ﴾: إفراطهم في الكفر، والاستكبارِ عن الحقّ، وعداوةِ الرسولِ والمؤمنين. (البيضاوي). ﴿ يَعْمَهُونَ ﴾ يعنـي: يتردَّدون. (الطبري).

80- ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾.
﴿ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ أي: يُحيي الرِّمَم، ويُميتُ الأُمَم.
﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ أي: أفليسَ لكم عقولٌ تدلُّكم على العزيزِ العليم، الذي قد قهرَ كلَّ شيء، وعزَّ كلَّ شيء، وخضعَ له كلُّ شيء؟ (ابن كثير).

82- ﴿ قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾.
يقول: أئذا متنا وعُدنا ترابـًا قد بَلـيتْ أجسامُنا، وبرأتْ عظامُنا من لحومنا. (الطبري).

83- ﴿ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾.
تفسيرُ الآية: قالوا: لقد سبقَ أن ذُكِرَ لنا هذا مِن خبرِ الأنبياءِ السَّابقين، كما وعَدوا آباءَنا وأجدادَنا بذلك، وما هذا سوَى حكاياتِ المتقدِّمين وأكاذيبِهمُ التي سطَّروها في كتبِهم. (الواضح).

84- ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾.
إنْ كنتُم مِن أهلِ العقلِ والعلم؟ (الواضح).

88- ﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾: قلْ يا محمد: مَن بـيدهِ خزائنُ كلِّ شيء؟ (الطبري).
الملكوت: الـمُلك، والتاءُ فيه للمبالغة. (البغوي).
﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾: من ذلك صفته. (الطبري).
قيل: معناه: أجيبوا إن كنتم تعلمون. (البغوي).

91- ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾.
﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ ﴾: ما للهِ مِن ولد. (الطبري). لتنزُّههِ عزَّ وجلَّ عن الاحتياجِ، وتقدُّسهِ تعالَى عن مماثلةِ أحد. (روح المعاني).
﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾: تنزيهًا للهِ عمّا يصفهُ به هؤلاءِ المشركون مِن أنَّ له ولدًا، وعمّا قالوهُ مِن أنَّ له شريكًا، أو أنَّ معهُ في القِدَمِ إلهًا يُعبَد، تباركَ وتعالَى. (الطبري).

92- ﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾.
أي: تقدَّسَ وتنزَّهَ وتعالَى وعزَّ وجلَّ عمّا يقولُ الظالمون والجاحدون. (ابن كثير).

94- ﴿ رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾.
فـي القومِ المشركين. (الطبري).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 12-11-2020, 09:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية


95- ﴿ وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴾.
كانوا ينكرون الموعدَ بالعذاب، ويضحكون منه، فقيلَ لهم: إن الله قادرٌ على إنجازِ ما وعدَ إنْ تأمَّلتم، فما وجهُ هذا الإنكار؟ (النسفي).

96- ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾.
نحن أعلمُ بما يصفون اللهَ به، وينحَلُونَهُ من الأكاذيبِ والفِريةِ عليه، وبما يقولون فيكَ من السوء، ونحن مجازوهم علـى جميعِ ذلك، فلا يحزُنْكَ ما تسمعُ منهم مِن قبيحِ القول. (الطبري).

100- ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾.
﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾: ... يقول: كي أعملَ صالحًا فيما تركتُ قبلَ اليومِ من العملِ فضيَّعتهُ وفرَّطتُ فـيه. (الطبري).
﴿ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾: يعني إلى يومِ يُبعَثون مِن قبورهم، وذلكَ يومُ القـيامة. (الطبري).

103- ﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾.
فقد ضيَّعوا أنفُسَهم وخابوا وخسروا، وهم ماكثونَ في جهنَّمَ أبدًا. (الواضح).

105- ﴿ أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾.
وتزعمون أنها ليستْ من الله تعالى. (النسفي).

106- ﴿ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴾.
أي: قد قامتْ علينا الحجَّة، ولكنْ كنّا أشقَى مِن أنْ ننقادَ لها ونتَّبعَها، فضللنا عنها، ولم نُرزَقْها. (ابن كثير).

107- ﴿ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ
اردُدْنا إلى الدارِ الدنيا، فإنْ عُدنا إلى ما سلفَ منّا فنحن ظالمونَ مستحقُّونَ للعقوبة. (ابن كثير).

109- ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾.
لقد كانَ جماعةٌ مِن عباديَ المؤمنينَ يوحِّدونَني، ويدعونَني لأَغفِرَ لهم، وأرحمَهم، واللهُ خيرُ مَن رَحِمَ وعفا. (الواضح).

110- ﴿ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴾.
أي: مِن صنيعِهم وعبادتِهم. (ابن كثير).

111- ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾.
أي: بسببِ صبرهم على أذيَّتِكم. استئنافٌ لبيانِ حُسنِ حالهم، وأنهم انتفعوا بما آذَوهم، وفيه إغاظةٌ لهم. (روح المعاني).

115- ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾.
أي: أفحسبتُم أنكم إلينا لا تُرجَعون في الآخرةِ للجزاء؟ (البغوي).

116- ﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾.
أي: تقدَّسَ أنْ يخلقَ شيئًا عبثًا، فإنه الملكُ الحقُّ المنزَّهُ عن ذلك (ابن كثير)، لا معبودَ تنبغي له العبودةُ إلا اللهُ الـمَلِك الحقّ. (الطبري)، ﴿ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾: فذكرَ العرشَ لأنه سقفُ جميعِ المخلوقات، ووصفَهُ بأنه "كريم"، أي: حسَنُ المنظر، بهيُّ الشكل، كما قالَ تعالى:
﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴾ [سورة لقمان: 10]. (ابن كثير).


سورة النور
2- ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
﴿ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾: إنْ كنتُم تصدِّقون باللهِ ربِّكم وبالـيومِ الآخر، وأنكم فـيه مبعوثونَ لحشرِ القيامةِ وللثوابِ والعقاب، فإنَّ مَن كان بذلكَ مصدِّقًا فإنهُ لا يخالفُ اللهَ في أمرهِ ونهيه، خوفَ عقابهِ علـى معاصيه.
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾: مِن أهلِ الإيـمانِ بـاللهِ ورسوله. (الطبري).

6- ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴾.
أوردَ المؤلفُ ألفاظَ اللعانِ عند تفسيرِ الآيةِ التاسعة.

10- ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ
ذكرَ تعالى لطفَهُ بخلقه، ورأفتَهُ بهم، وشرعَهُ لهم الفرجَ والمخرجَ مِن شدَّةِ ما يكونُ فيه مِن الضيق، فقال تعالى: ﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ﴾ أي: لحرجتم، ولشقَّ عليكم كثيرٌ من أموركم، ﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ ﴾ أي: على عباده، وإن كان ذلك بعد الحلفِ والأيمانِ المغلَّظة، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ فيما يشرعهُ ويأمرُ به، وفيما ينهَى عنه. (ابن كثير).

14- ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.
ولولا فضلُ اللهِ عليكم ورأفتهُ بكم في الدُّنيا والآخرة، بأنْ عفا عنكم وقَبِلَ توبتَكم لإيمانِكم، لأصابَكم بسببِ ما خضتُم فيهِ من حديثِ الإفكِ عذابٌ كبيرٌ لا ينقطِع. والخطابُ للخائضينَ فيه مِن غيرِ المنافقين. (الواضح).

17- ﴿ يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
أي: إنْ كنتم تؤمنون باللهِ وشرعه، وتعظِّمون رسولَهُ صلى الله عليه وسلم. فأمّا مَن كان متَّصفًا بالكفر، فذاكَ له حكمٌ آخر. (ابن كثير).

18- ﴿ وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾.
ويفصِّلُ الله لكم حججَهُ عليكم بأمرهِ ونهيه، ليتبيَّنَ المطيعُ له منكم من العاصي، والله عليمٌ بكم وبأفعالكم، لا يخفَى عليه شيء، وهو مجازٍ المحسنَ منكم بإحسانه، والمسيءَ بإساءته، حكيمٌ في تدبيرِ خَلقه، وتكليفهِ ما كلَّفهم من الأعمال، وفرضَهُ ما فرضَ عليهم من الأفعال. (الطبري).

19- ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
وأنتم لا تعلمونَ ما يَعلمُه، فردُّوا إليهِ الأمورَ تَرشُدوا وتَنجوا. (الواضح).
فعاقِبوا في الدنيا على ما دلَّ عليه الظاهر، والله سبحانهُ يعاقبُ على ما في القلوبِ من حبِّ الإِشاعة. (البيضاوي).

20- ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾.
ولولا فضلُ اللهِ ونعمتهُ عليكم، ورحمتهُ بكم، لعجَّلَ بعقوبتِكم، ولكنَّهُ رحمَكم وتابَ عليكم. وهذا لغيرِ المنافقين. (الواضح).

21- ﴿ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾.
ومَن يَسلُكْ طرقَ الشيطان، فإنَّهُ يكونُ ساعيًا وآمِرًا بالأفعالِ القبيحةِ التي يُنكِرُها الشَّرع، لضررِها وآثارِها السيِّئة. (الواضح).

22- ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.
﴿ أُولِي الْقُرْبَى ﴾: ذوي قرابتهم، فيصِلوا به أرحامَهم، كمِسْطَح، وهو ابنُ خالةِ أبي بكر.
﴿ وَالْمَسَاكِينَ ﴾: يقول: وذوي خَـلَّةِ الـحاجة، وكان مِسْطح منهم، لأنه كان فقـيراً محتاجا.

﴿ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: وهم الذين هاجروا من ديارهم وأموالهم في جهادِ أعداءِ الله، وكان مِسْطَحُ منهم؛ لأنه كان ممن هاجرَ من مكةَ إلى المدينة، وشهدَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بدراً.
﴿ وَلْـيَعْفُوا ﴾: يقول: ولـيَعفُوا عمّا كان منهم إليهم من جُرم، وذلك كجرمِ مِسْطحَ إلى أبي بكرٍ فـي إشاعتهِ على ابنتهِ عائشةَ ما أشاعَ من الإفك.

﴿ وَلْـيَصْفَحُوا ﴾ يقول: ولْيَتركوا عقوبتَهم على ذلكَ بحرمانِهم ما كانوا يؤتونَهم قبلَ ذلك، ولكنْ لـيعودوا لهم إلى مثلِ الذي كانوا لهم عليه من الإفضالِ علـيهم.
﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ لذنوبِ مَن أطاعَهُ واتَّبعَ أمرَه، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهم أنْ يعذِّبَهم مع اتِّباعِهم أمرَه وطاعتِهم إيّاه، على ما كان لهم مِن زلَّةٍ وهفوةٍ قد استغفروهُ منها، وتابوا إليه مِن فعلِها. (الطبري).

23- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
إنَّ الذين يَقذِفونَ العفيفاتِ البعيداتِ عن التُّهَم، المؤمناتِ، بالزِّنا، أُبعِدوا منَ الرَّحمة، فعُذِّبوا في الدُّنيا بالحدّ، وفي الآخرةِ بالنَّار، ولهم مع الَّلعنِ عذابٌ كبيرٌ هائل. (الواضح في التفسير).

25- ﴿ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴾.
يبيِّنُ لهم حقيقةَ ما كان يَعِدُهم في الدنيا. قالَ عبد الله بنُ عباسٍ رضيَ الله عنهما: وذلك أن عبد الله بنَ أُبيّ كان يشكُّ في الدين، فيَعلَمُ يومَ القيامةِ أن الله هو الحقُّ المبين. (البغوي).

28- ﴿ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾.
يعني: الرجوعُ أطهرُ وأصلحُ لكم. (البغوي).

29- ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ
واللهُ يعلمُ ما تُظهِرونَ - أيها الناسُ - بألسنتِكم منَ الاستئذانِ إذا استأذنتُم على أهلِ البـيوتِ المسكونة، وما تُضمرونَهُ في صدورِكم عند فعلِكم ذلكَ ما الذي تقصدون به: أطاعةَ اللهِ والانتهاءَ إلى أمره، أم غيرَ ذلك؟ (الطبري).

30- ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
﴿ ذَلِكَ أزْكَى لَهُمْ ﴾ يقول: فإنَّ غضَّها من النظرِ عمّا لا يحلُّ النظرُ إليه، وحفظَ الفرجِ عن أن يَظهرَ لأبصارِ الناظرين، أطهرُ لهم عند الله وأفضل. ﴿ إنَّ اللّهُ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ يقول: إنَّ اللهَ ذو خبرةٍ بما تصنعونَ أيها الناسُ فيما أمرَكم به، مِن غضِّ أبصارِكم عمَّا أمرَكم بالغضِّ عنه، وحفظِ فروجِكم عن إظهارِها لمنْ نهاكم عن إظهارِها له. (الطبري).

31- ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.
﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ﴾ يعني المقانع، يُعمَلُ لها صنفاتٌ ضارباتٌ على صدورهنَّ لتواريَ ما تحتها من صدرها وترائبها..

والخُمر جمعُ خِمار، وهو ما يُخمَرُ به، أي: يُغطَّى به الرأس، وهي التي تسمِّيها الناسُ المقانع.
قالَ سعيد بنُ جبير: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ ﴾: وليشدُدن، ﴿ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ﴾ يعني: على النحرِ والصدر، فلا يُرى منه شيء.

﴿ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾... فإنَّ الفلاحَ كلَّ الفلاح، في فعلِ ما أمرَ اللهُ به ورسوله، وتركِ ما نهَيا عنه. واللهُ تعالَى هو المستعان. (ابن كثير، باختصار).

34- ﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾.
يعني ما وعظَ به في تلك الآيات. وتخصيصُ المتقين لأنهم المنتفعون بها. (البيضاوي).

35- ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾.
أي: هو أعلمُ بمن يستحقُّ الهدايةَ ممَّن يستحقُّ الإضلال. (ابن كثير).

43- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ﴾.
﴿ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ﴾: وسطه.
﴿ فَيُصِيبُ بِهِ ﴾: يعني بالبرَد ﴿ مَنْ يَشَآءُ ﴾، فيهلكُ زروعَهُ وأمواله، ﴿ وَيَصْرِفُهُ عَمَّنْ يَشَآءُ ﴾، فلا يضرُّه. (البغوي).

44- ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾.
إنَّ في إنشاءِ اللهِ السحابَ، وإنزالهِ منه الودَقَ، ومن السماءِ البرَدَ، وفي تقليبهِ الليلَ والنهار، لعبرةً لمن اعتبرَ به، وعظةً لمن اتَّعظ به، ممَّن له فهمٌ وعقل؛ لأن ذلك يُنبىءُ ويدلُّ على أنَّ له مدبِّرًا ومصرِّفًـا ومقلِّبًا، لا يُشبِههُ شيء. (الطبري).

45- ﴿ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
يُحدِثُ اللهُ ما يشاءُ مِن الخَـلق، إنَّ اللهَ علـى إحداثِ ذلكَ وخَـلقهِ وخَـلقِ ما يشاءُ مِن الأشياءِ غيره، ذو قدرة، لا يتعذَّرُ علـيه شيءٌ أراد. (الطبري).

47- ﴿ وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾.
أي: ليسوا بالمؤمنينَ المعهودينَ بالإخلاصِ والثباتِ عليه. (روح المعاني).

50- ﴿ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ﴾.
يعني: لا يخرجُ أمرُهم عن أن يكونَ في القلوبِ مرضٌ لازمٌ لها، أو قد عرضَ لها شكٌّ في الدين، أو يخافون أنْ يجورَ اللهُ ورسولهُ عليهم في الحكم. وأيًّا ما كان، فهو كفرٌ محض، والله عليمٌ بكلٍّ منهم، وما هو منطوٍ عليه من هذه الصفات. (ابن كثير).

51- ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾.
﴿ أَنْ يَقُولُواْ سَمِعْنَا ﴾ قولَهُ ﴿ وَأَطَعْنَا ﴾ أمرَهُ. (النسفي).

52- ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾.
﴿ وَمَنْ يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾: قالَ ابنُ عباس رضيَ الله عنهما: فيما ساءَهُ وسرَّه، ﴿ وَيَخْشَى ٱللَّهَ ﴾: على ما عملَ من الذنوب، ﴿ وَيَتَّقْهِ ﴾ فيما بعد، ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ ﴾: الناجون. (البغوي).

53- ﴿ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾.
أي: هو خبيرٌ بكم وبمن يُطيعُ ممَّن يعصي، فالحلفُ وإظهارُ الطاعةِ - والباطنُ بخلافهِ - وإنْ راجَ على المخلوق، فالخالقُ تعالَى يعلمُ السرَّ وأخفَى، لا يروَّجُ عليه شيءٌ مِن التدليس، بل هو خبيرٌ بضمائرِ عباده، وإنْ أظهروا خلافَها. (ابن كثير).

54- ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾.
﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾: وقلْ لهم: أطيعوا اللهَ واستجيبُوا لأمرِه، وأطيعوا رسولَهُ ولا تخالِفوه.
﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾: وإذا أطعتُم الرَّسولَ فقد اهتديتُم إلى الحقّ. وما على رسولِنا إلاّ أنْ يُبَلِّغَكم ما أوحِيَ إليه، في وضوحٍ وبيان، وقد فعَل، ولا سيطرةَ له على قلوبِكم. (الواضح).

55- ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾.
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ بـالله ورسولهِ ﴿ مِنْكُمْ ﴾ أيها الناس، ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ يقول: وأطاعوا الله ورسولَهُ فـيـما أمراهُ ونهياه.

﴿ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾: كما فعلَ مِن قبلهم ذلك ببني إسرائيل، إذ أهلكَ الـجبـابرةَ بـالشأم، وجعلَهم ملوكها وسكانها.
﴿ لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾: لا يشركون في عبـادتِهم إيّايَ الأوثانَ والأصنامَ ولا شيئًا غيرَها، بل يُخـلصون ليَ العبادة، فـيُفردونها إليَّ دون كلِّ ما عُبِدَ مِن شيءٍ غيري. (الطبري).

56- ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾.
أي: لكي تُرحَموا، فإنها من مستجلبات الرحمة. (النسفي).

58- ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾.
كما بيَّنتُ لكم أيها الناسُ أحكامَ الاستئذانِ في هذه الآية، كذلكَ يبيِّنُ اللهُ لكم جميعَ أعلامهِ وأدلَّتهِ وشرائعَ دينه، واللهُ ذو علمٍ بما يُصلحُ عبادَه، حكيمٌ في تدبيرهِ إيّاهم، وغيرِ ذلكَ مِن أموره. (الطبري).

59- ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾.
﴿ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِ ﴾: دلالاته، وقيل: أحكامه، ﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ ﴾ بأمورِ خلقه، ﴿ حَكِيمٌ ﴾ بما دبَّرَ لهم. (البغوي).

64- ﴿ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾.

ويوم يَرجعُ إلى الله الذين يخالفون عن أمره ﴿ فـيُنَبِّئُهُم ﴾، يقول: فـيخبرهم حينئذٍ ﴿ بِـمَا عَمِلُوا ﴾ في الدنـيا، ثم يجازيهم على ما أسلفوا فـيها، من خلافهم علـى ربهم. ﴿ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِـيـمٌ ﴾ يقول: واللهُ ذو علمٍ بكلٍّ شيءٍ عملتموهُ أنتم وهم وغيركم، وغيرِ ذلكَ مِن الأمور، لا يخفَى عليه شيء، بل هو محيطٌ بذلكَ كله، وهو مُوفٍ كلَّ عاملٍ منكم أجرَ عملهِ يومَ تُرجَعونَ إلـيه. (الطبري).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 12-11-2020, 09:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (20)






أ. محمد خير رمضان يوسف



(سورة الفرقان، سورة الشعراء)




سورة الفرقان
5- ﴿ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾.
﴿ وَقَالُوۤاْ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ يعني النضر بنَ الحارث، كان يقول: إنّ هذا القرآنَ ليسَ من الله، وإنما هو مما سطَّرَهُ الأولون، مثلُ حديثِ رُستم واسفنديار، ﴿ ٱكْتَتَبَهَا ﴾: انتسخها محمدٌ من جبر، ويسار، وعدَّاس. ومعنى "اكتتب" يعني طلبَ أن يُكتبَ له، لأنه كان لا يكتب، ﴿ فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ ﴾، يعني تُقرأ عليه ليحفظها لا ليكتبها، ﴿ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾: غدوةً وعشياً. (البغوي).

قالَ ابنُ كثير رحمَهُ الله: وهذا الكلامُ لسخافتهِ وكذبهِ وبُهتهِ منهم، يعلمُ كلُّ أحدٍ بطلانه، فإنه قد عُلِمَ بالتواترِ وبالضرورةِ أن محمداً رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لم يكنْ يعاني شيئاً من الكتابة، لا في أولِ عمرهِ ولا في آخره، وقد نشأ بين أظهرهم من أولِ مولدهِ إلى أن بعثَهُ الله نحواً من أربعينَ سنة، وهم يعرفون مدخلَهُ ومخرجَه، وصدقَهُ ونزاهته، وبرَّهُ وأمانته، وبُعدَهُ عن الكذبِ والفجورِ وسائرِ الأخلاقِ الرذيلة، حتى إنهم كانوا يسمُّونَهُ في صغرهِ وإلى أن بُعث: الأمين؛ لما يعلمون من صدقهِ وبرِّه، فلمَّا أكرمَهُ الله بما أكرمَهُ به، نصبوا له العداوة، ورموهُ بهذه الأقوال، التي يعلمُ كلُّ عاقلٍ براءتَهُ منها، وحاروا فيما يقذفونَهُ به، فتارةً من إفكهم يقولون: ساحر، وتارةً يقولون: شاعر، وتارةً يقولون: مجنون، وتارةً يقولون: كذّاب. وقالَ الله تعالى: ﴿ ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً ﴾ [سورة الفرقان: 9].

9- ﴿ ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً ﴾.
﴿ ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ ﴾: بيَّنوا ﴿ لَكَ ٱلأَمْثَالَ ﴾: الأشباه. أي: قالوا فيكَ تلك الأقوال، واخترعوا لكَ تلك الصفاتِ والأحوال، من المفتري، والمملَى عليه، والمسحور. (النسفي).

10- ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا ﴾.
تقدَّسَ الذي إنْ شاءَ جعلَ لكَ خيرًا ممَّا قالَ هؤلاءِ المشركونَ لكَ يا محمد، فجعلَ لكَ مكانَ ذلكَ بساتينَ تجري في أصولِ أشجارِها الأنهار، ويجعلْ لكَ بيوتًا مبنيَّة. وكانت قريشٌ ترَى البـيتَ مِن الحجارةِ قصرًا، كائنًا ما كان. (ينظر تفسير الطبري).

11- ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴾.
﴿ بِالسَّاعَةِ ﴾: بالقيامة.
قالَ البيضاوي: ﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ ﴾ فقصرتْ أنظارُهم على الحطامِ الدنيوية، وظنوا أن الكرامةَ إنما هي بالمال، فطعنوا فيكَ لفقرك.
أو فلذلك كذَّبوك، لا لما تمحَّلوا من المطاعنِ الفاسدة.
أو فكيف يلتفتون إلى هذا الجوابِ ويصدِّقونك بما وعدَ الله لكَ في الآخرة.
أو فلا تعجبْ من تكذيبهم إيّاك، فإنه أعجبُ منه.

15- ﴿ قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا ﴾.
وجعلها لهم جزاءً ومصيراً على ما أطاعوهُ في الدنيا، وجعلَ مآلَهم إليها. (ابن كثير).

16- ﴿ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ﴾.
﴿ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ﴾ أي: مِن الملاذّ، مِن مآكلَ ومشارب، وملابسَ ومساكن، ومراكبَ ومناظر، وغيرِ ذلكَ ممّا لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلبِ أحد. وهم في ذلكَ خالدون أبدًا دائمًا سرمدًا، بلا انقطاعٍ ولا زوالٍ ولا انقضاء، لا يبغونَ عنها حِوَلا. وهذا مِن وعدِ اللهِ الذي تفضَّلَ به عليهم، وأحسنَ به إليهم. (ابن كثير).

17- ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴾.
فيقولُ اللهُ للذين كانَ هؤلاءِ المشركون يعبدونهم مِن دونِ الله: أنتم أزَلتُموهم عن طريق الهُدَى ودعوتُموهم إلى الغيِّ والضلالةِ حتى تاهوا وهلكوا، أم عبـادي هم الذين ضلُّوا سبيلَ الرشدِ والحقِّ وسلكوا العطَب؟ (الطبري).

18- ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ ﴾.
﴿ قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ ﴾، نزَّهوا الله من أن يكونَ معه إله، ﴿ مَا كَانَ يَنبَغِى لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ ﴾، يعني: ما كان ينبغي لنا أن نواليَ أعداءك، بل أنت وليُّنا من دونهم. وقيل: ما كان لنا أن نأمرَهم بعبادتِنا ونحن نعبدُك. (البغوي).

19- ﴿فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا﴾.
﴿ وَلَا نَصْرًا ﴾ ولا نصرَ أنفسِكم.
﴿ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴾: فُسِّرَ بالخلودِ في النار، وهو يليقُ بالشركِ دون الفاسق.. (النسفي).

الجزء التاسع عشر
28- ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾.
صديقًا.

29- ﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾.
﴿ وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ ﴾: وهو كلُّ متمرِّدٍ عاتٍ من الإِنسِ والجنّ، وكلُّ من صدَّ عن سبيلِ الله فهو شيطان، ﴿ لِلإِنْسَـٰنِ خَذُولاً ﴾ أي: تاركاً، يتركهُ ويتبرأ منه عند نزولِ البلاءِ والعذاب. وحكمُ هذه الآيةِ عامٌّ في حقِّ كلِّ متحابَّين اجتمعا على معصيةِ الله. (البغوي).

31- ﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا
وكفاكَ يا محمَّدُ بربِّكَ هاديًا يَهديكَ إلى الحقّ، ويُبصِّركَ الرشد، وناصرًا لكَ على أعدائك. يقول: فلا يهولنَّكَ أعداؤكَ مِن المشركين، فإني ناصرُكَ عليهم، فاصبرْ لأمري، وامضِ لتبليغِ رسالتي إلـيهم. (الطبري).

34- ﴿ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾.
هم أسوأُ منزِلة، وأبعدُ طريقًا عن الحقّ. (الواضح في التفسير).

37- ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾.
وأعدَدنا لهم من الكافرينَ باللهِ في الآخرةِ عذابًا أليمًا، سوَى الذي حلَّ بهم مِن عاجلِ العذابِ في الدنـيا. (الطبري).

42- ﴿إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾.
يقولُ تعالى ذكرهُ مخبراً عن هؤلاءِ المشركين الذين كانوا يهزؤون برسولِ الله صلى الله عليه وسلم: إنهم يقولون إذا رأوه: قد كادَ هذا يضلُّنا عن آلهتنا التي نعبدها، فـيصدُّنا عن عبـادتها لولا صبرنا عليها، وثبوتنا على عبـادتها. ﴿ وَسَوْفَ يَعْلَـمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العذَابَ ﴾ يقولُ جلَّ ثناؤه: سيُبيَّنُ لهم حينَ يعاينونَ عذابَ اللهِ قد حلَّ بهم على عبـادتِهم الآلهة، مَن الراكبُ غيرَ طريقِ الهُدى، والسالكُ سبيلَ الردَى، أنتَ أو هم. (الطبري).

43- ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾.
حفيظاً تمنعهُ عن الشركِ والمعاصي وحالهُ هذا؟ (البيضاوي).
وقد فسَّرَ المؤلفُ (الوكيل) في الآيةِ التالية.

48- ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ﴾.
وهو الذي بعثَ الرِّياحَ لتبشِّرَ بنزولِ المطر، بعدَ تشكُّلِ السَّحاب. (الواضح).

49- ﴿ لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴾.
أي: أرضاً قد طالَ انتظارها للغيث، فهي هامدةٌ لا نباتَ فيها ولا شيء، فلمّا جاءها الحَيَا عاشت واكتست رباها أنواعَ الأزاهير والألوان، كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ﴾ [سورة فصلت: 39] الآية.
﴿ وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَـٰماً وَأَنَاسِىَّ كَثِيراً ﴾ أي: وليشربَ منه الحيوان، من أنعامٍ وأناسيّ محتاجين إليه غايةَ الحاجة، لشربهم وزروعهم وثمارهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ ﴾ [سورة الشورى: 28] الآية، وقالَ تعالى: ﴿ فَٱنظُرْ إِلَىٰ ءَاثَـٰرِ رَحْمَةِ ٱللَّهِ كَيْفَ يُحْىِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ ﴾ [سورة الروم: 50]. (ابن كثير).

52- ﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾.
﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ ﴾: فلا تُطعِ الكافرينَ فيما يدعونكَ إليه مِن موافقتِهم ومداهنتِهم. (البغوي).
﴿ وَجَـٰهِدْهُمْ بِهِ ﴾ أي بالقرآن، كما أخرجَ ابنُ جرير وابن المنذر عن ابنِ عباس رضيَ الله تعالى عنهما، وذلك بتلاوةِ ما فيه من البراهينِ والقوارعِ والزواجرِ والمواعظ، وتذكيرِ أحوالِ الأممِ المكذِّبة، ﴿ جِهَاداً كَبيراً ﴾، فإن دعوةَ كلِّ العالمين على الوجهِ المذكورِ جهادٌ كبير، لا يُقادَرُ قدرهُ كمًّا وكيفًا. (روح المعاني).

54- ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا
وربُّكَ يا محمدُ ذو قدرةٍ على خَلقِ ما يشاءُ مِن الخَلقِ، وتصريفِهم فيما شاءَ وأراد. (الطبري).

58- ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾.
﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾: وتوكَّلْ يا محمَّدُ على الذي له الحياةُ الدائمةُ التي لا موتَ معها، فثِقْ به في أمرِ ربِّكَ وفوِّضْ إليه، واستسلِمْ له، واصبرْ على ما نابكَ فيه.
﴿ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾: وحسبُكَ بالحيِّ الذي لا يموتُ خابراً بذنوبِ خَلقه، فإنه لا يخفَى علـيه شيءٌ منها، وهو مُحصٍ جميعَها علـيهم، حتـى يجازيَهم بها يومَ القـيامة. (الطبري).

59- ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾.
اللهُ الذي خلقَ السَّماواتِ العظيمةَ وما فيها مِن شموسٍ وكواكبَ ومخلوقاتٍ لم نرَها، والأرضَ وما فيها مِن حيوانٍ ونباتٍ وجماد، في ستَّةِ أيَّام، ثمَّ استوَى على العرش، يدبِّرُ الأمرَ ويَقضي بين الخَلق.. (الواضح).

60- ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا .
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ﴾ أي: إذا قالَ محمدٌ عليه الصلاةُ والسلامُ للمشركين: ﴿ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ ﴾: صلُّوا لله واخضعوا له.
﴿ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا ﴾: للذي تأمرنا بالسجودِ له، أو لأمرِكَ بالسجودِ يا محمدُ من غيرِ علمٍ منا به. (النسفي).

64- ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾:
﴿ سُجَّداً ﴾: على وجوههم، ﴿ وَقِيَـٰماً ﴾: على أقدامهم. (البغوي).

66- ﴿ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾.
أي: بئسَ المنزلُ منظراً. (ابن كثير).

69- ﴿ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾.
﴿ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ أي: يكرَّرُ عليه ويغلَّظ، ﴿ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ أي: حقيرًا ذليلاً. (ابن كثير).

70- ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾.
﴿ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ﴾: وصدَّقَ بما جاءَ به محمدٌ نبيُّ الله، وعملَ بما أمرَهُ اللهُ مِن الأعمال، وانتهَى عمّا نهاهُ اللهُ عنه.
﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾: وكان اللهُ ذا عفوٍ عن ذنوبِ مَن تابَ مِن عبـاده، وراجعَ طاعته، وذا رحمةٍ به أنْ يعاقبَهُ على ذنوبهِ بعدَ توبتهِ منها. (الطبري).


71- ﴿ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴾.
وعملَ بما أمرَهُ اللهُ فأطاعَه. (الطبري).

75- ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾.
فهؤلاءِ المتَّصفونَ بصفاتِ "عبادِ الرحمن"، ينالونَ جنَّةَ اللهِ الدَّائمة، وتبتدِرُهمُ الملائكةُ بالتحيَّةِ والسَّلامِ مِن كلِّ باب، مع التَّقديرِ والإكرام. (الواضح).

76- ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً ﴾.
ويُقيمونَ في الجنَّةِ على الدَّوام، لا يموتونَ فيها ولا يخرجونَ منها، وما أحسنَها وأجملَها موضِعًا، وما أطيبَها مَنزِلاً ومُقامًا. (الواضح).

سورة الشعراء
5- ﴿ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴾.
أي: كلما جاءهم كتابٌ من السماء، أعرضَ عنه أكثرُ الناس.. (ابن كثير).

6- ﴿ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾.
فقد كذَّبوا بالقرآنِ وما فيه من الحقّ، وسوفَ يأتيهم خبرُ ما كذَّبوا به، من العقوبةِ والعذاب. (الواضح).

8- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾: إن في إنباتِ تلك الأصناف، أو في كلِّ واحد، ﴿ لَآيَةً ﴾ على أن مُنبِتَها تامُّ القدرةِ والحكمة، سابغُ النعمةِ والرحمة. (البيضاوي).

10- ﴿ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾.
﴿ وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ ﴾: واذكرْ يا محمدُ إذ نادَى ربُّكَ موسى حين رأى الشجرةَ والنار، ﴿ أَنِ ٱئْتَ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴾، يعني الذين ظلموا أنفسَهم بالكفرِ والمعصية، وظلموا بني إسرائيل باستعبادهم وسَومِهم سوءَ العذاب. (ابن كثير).

11- ﴿ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ﴾.
ألا يتَّقونَ عقابَ اللهِ علـى كفرهم به؟ (الطبري).

12- ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ﴾.
قالَ موسَى لربِّه: رَبِّ إنِّي أخافُ مِن قومِ فرعونَ الذين أمرتَني أنْ آتيَهم أنْ يكذِّبوني بقيلي لهم إنكَ أرسلتَني إلـيهم. (الطبري).

13- ﴿ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ﴾.
كأنه قال: أرسِلْ جبريلَ - عليه السلامُ - إلى هارونَ واجعلهُ نبيًّا. (روح المعاني).

16- ﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
اذهبا إلى فرعونَ المتكبِّر، وقولا له: لقد بعثَنا اللهُ رسولَينِ إليكَ ندعوكَ إلى الهُدَى. (الواضح).

21- ﴿ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾.
ففررتُ منكم معشرَ الملأ مِن قومِ فرعونَ لمـّا خفتُكم أنْ تقتلوني، بقتليَ القتيلَ منكم، فوهبَ لي ربِّي نبوَّة، وألحقَني بعِدادِ مَن أرسلَهُ إلى خَلقه، مبلِّغًا عنه رسالتَهُ إليهم، بإرسالهِ إيّايَ إليكَ يا فرعون. (الطبري).

24- ﴿ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ﴾.
أي: خالقُ جميعِ ذلك، ومالكهُ والمتصرِّفُ فيه، وإلهه، لا شريكَ له، هو الذي خلقَ الأشياءَ كلَّها؛ العالمَ العلويَّ وما فيه من الكواكبِ الثوابتِ والسيَّارات النيِّرات، والعالمَ السفليَّ وما فيه من بحارٍ وقفارٍ وجبالٍ وأشجارٍ وحيواناتٍ ونباتٍ وثمار، وما بين ذلك من الهواءِ والطير، وما يحتوي عليه الجوّ، الجميعُ عبيدٌ له خاضعون ذليلون، ﴿ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ ﴾ أي: إنْ كانت لكم قلوبٌ موقنة، وأبصارٌ نافذة. (ابن كثير).

26- ﴿ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾.
أي: خالقُكم وخالقُ آبائكم الأوَّلين، الذين كانوا قبلَ فرعونَ وزمانه. (ابن كثير).

27- ﴿ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴾.
يتكلمُ بكلامٍ لا نعقلهُ ولا نعرفُ صحَّته. وكان عندهم أن من لا يعتقدُ ما يعتقدون ليس بعاقل! (البغوي).

28- ﴿ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾.
أي: هو الذي جعلَ المشرقَ مشرقًا تطلعُ منه الكواكب، والمغربَ مغربًا تغربُ فيه الكواكب، ثوابتُها وسيّاراتُها، مع هذا النظامِ الذي سخَّرها فيه وقدَّرها، فإنْ كانَ هذا الذي يزعمُ أنه ربُّكم وإلهُكم صادقًا فليعكسِ الأمر، وليجعلِ المشرقَ مغربًا، والمغربَ مشرقًا.. (ابن كثير).
﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾: إنْ كانَ لكم عقولٌ تعقلونَ بها ما يُقالُ لكم، وتفهمونَ بها ما تسمعونَ ممَّا يُعينُ لكم. (الطبري).

30- ﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ ﴾.
أي: أتفعلُ ذلك ولو جئتُكَ بشيءٍ يبيِّنُ صدقَ دعواي؟ يعني المعجزة، فإنها الجامعةُ بين الدلالةِ على وجودِ الصانعِ وحكمته، والدلالةِ على صدقِ مدَّعَى نبوَّته. (البيضاوي).

31- ﴿ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾.
قالَ له فرعون: فأتِ بالشيءِ المبينِ حقيقةَ ما تقول، فإنّا لن نسجنكَ حينئذٍ إن اتَّخذتَ إلهًا غيري ﴿ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾، يقول: إنْ كنتَ محقًّا فيما تقول، وصادقًا فيما تصفُ وتُـخبر. (الطبري).

33- ﴿ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴾.
أي: بياضُها يجتمعُ النظارةُ على النظرِ إليه؛ لخروجهِ عن العادة.. (روح المعاني).

34- ﴿ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ
قالَ المؤلفُ في الآيةِ (109) من سورةِ الأعراف ﴿ قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴾: الساحرُ كان عندهم في ذلك الزمنِ أعلَى المراتبِ وأعظمَ الرجال..

35- ﴿ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾؟
قالَ في الآيةِ (110) من سورةِ الأعراف ﴿ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾: يعنون بأنه يحكمُ فيكم بنقلِ رعيَّتِكم في بني إسرائيل، فيُفضي ذلك إلى خرابِ دياركم إذا ذهبَ الخدَمةُ والعمَرة، وأيضاً فلا محالةَ أنهم خافوا أن يقاتلهم، وجالت ظنونُهم كلَّ مجال.
وقالَ النقّاش: كانوا يأخذون من بني إسرائيلَ خرجاً كالجزية، فرأوا أن ملكَهم يذهبُ بزوالِ ذلك.
وقوله: ﴿ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾؟ الظاهرُ أنه من كلامِ الملأ بعضِهم إلى بعض، وقيل: هو من كلامِ فرعونَ لهم..

37- ﴿ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ
وابعثْ في بلادِكَ وأمصارِ مصرَ حاشرين يَحشرون إليكَ كلَّ ﴿ سَحَّارٍ ﴾: عليمٍ بالسحر. (الطبري).

39- ﴿ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ ﴾.
أي: اجتمِعوا. وهو استبطاءٌ لهم في الاجتماع، والمرادُ منه استعجالُهم. (النسفي).

41- ﴿ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴾.
فقامَ السحرةُ بين يدَي فرعونَ يطلبون منه الإحسانَ إليهم والتقربَ إليه إن غَلبوا، أي: هذا الذي جمعتَنا من أجله، فقالوا: ﴿ أَإِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَـٰلِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ ﴾ أي: وأخَصُّ مما تطلبون أجعلُكم من المقرَّبين عندي وجلسائي. (ابن كثير).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 12-11-2020, 09:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية



43- ﴿ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ﴾.
﴿ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ﴾ مِن حبـالِكم وعِصيِّكم. (الطبري).

44- ﴿ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾.
﴿ فَأَلَقُوا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ ﴾ مِن أيديهم، ﴿ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ ﴾ يقول: أقسَموا بقوَّةِ فرعون، وشدَّةِ سلطانه، ومنَعةِ مملكته: ﴿ إِنَّا لَنَـحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾ موسَى. (الطبري).

49- ﴿ قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.
وقالَ في خُبثٍ وهو يَكذِب: إنَّ موسَى هو السَّاحرُ الكبيرُ فيكم، وقد دبَّرتُم هذا الأمرَ بليلٍ لتقوموا بمؤامرةٍ على البلد، ﴿ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا ﴾ [سورة الأعراف: 123]. وسترَونَ ما أفعلهُ بكم، سأقطَعُ أياديكم اليُمنَى مع أرجُلِكمُ اليُسرَى، ولأُصلِّبنَّكم في جذوعِ النخلِ لتموتوا جوعًا وعطشًا. (الواضح).

67- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
قالَ في الآيةِ الثامنةِ من السورة: حتمَ على أكثرهم بالكفر.

72- ﴿ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴾.
أي: هل يسمعون دعاءكم. قالَ ابنُ عباس: يسمعون لكم. (البغوي).
أي: يستجيبون.

73- ﴿ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾.
﴿ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ ﴾ قيل: بالرزق، ﴿ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ إنْ تركتُم عبادتها. (البغوي).

76- ﴿ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴾.
يعني بالأقدمين: الأقدمين من الذين كان إبراهيـمُ يخاطبهم، وهم الأوَّلون قبلهم، ممن كان علـى مثلِ ما كان علـيه الذين كلَّمهم إبراهيمُ من عبـادةِ الأصنام. (الطبري).

81- ﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴾.
أي: هو الذي يحيي ويميت، لا يقدرُ على ذلك أحدٌ سواه، فإنه هو الذي يُبدىءُ ويعيد. (ابن كثير).

86- ﴿ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴾.
الكافرين. (النسفي).

87- ﴿ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴾.
يومَ القيامة، ويومَ يُبعَثُ الخلائق، أوَّلُهم وآخِرُهم. (ابن كثير).

90- ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾.
الذين اتَّقَوا عقابَ اللهِ في الآخرةِ بطاعتِهم إيّاهُ في الدنـيا. (الطبري).

91- ﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴾.
أي: أُظهِرَتْ وكُشِفَ عنها، وبدتْ منها عُنق، فزفرتْ زفرةً بلغتْ منها القلوبُ الحناجرَ. (ابن كثير).

93- ﴿ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ ﴾.
﴿ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ ﴾: يمنعونكم من العذاب، ﴿ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴾ لأنفسهم. (البغوي).

102- ﴿ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
فلو أن لنا رجعةً إلى الدنـيا فنؤمنَ بـالله، فنكونَ بإيمانِنا به مِن المؤمنـين. (الطبري).

103- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
﴿ إِنَّ فِي ذَلك ﴾ أي: فيما ذُكرَ من قصةِ إبراهيم، ﴿ لآيَةً ﴾: لحجَّةً وعظةً لمن أرادَ أن يستبصرَ بها ويعتبر، فإنها جاءت على أنظمِ ترتيبٍ وأحسنِ تقرير، يتفطَّنُ المتأمِّلُ فيها لغزارةِ علمه، لما فيها من الإِشارةِ إلى أصولِ العلومِ الدينية، والتنبيهِ على دلائلها، وحسنِ دعوتهِ للقوم، وحسنِ مخالفتهِ معهم، وكمالِ إشفاقهِ عليهم، وتصوُّرِ الأمرِ في نفسه، وإطلاقِ الوعدِ والوعيدِ على سبيلِ الحكايةِ تعريضاً وإيقاظاً لهم، ليكونَ أدعَى لهم إلى الاستماعِ والقبول. ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ ﴾: أكثرُ قومهِ ﴿ مُّؤْمِنِينَ ﴾ به. (البيضاوي).

104- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
فسَّرها في الآيتين (9) و(68) من السورةِ بقوله: يريد: عزَّ في نقمتهِ من الكفّار، ورحمَ مؤمني كلَّ أمَّة.

106- ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾.
أي: ألا تخافونَ اللهَ في عبادتِكم غيرَه؟ (ابن كثير).

108- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾.
﴿ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ﴾ بطاعتهِ وعبادته، ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما آمركم به من الإِيمانِ والتوحيد. (البغوي).

109- ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
ولا أسألُكم على تبليغِ رسالةِ اللهِ مالاً تكافؤونَني عليه، إنما أطلبُ الثَّوابَ من اللهِ وحدَه. (الواضح).

113- ﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ ﴾.
﴿ لَوْ تَشْعُرُونَ ﴾ لعلمتُم ذلك، ولكنكم تجهلون فتقولون ما لا تعلمون. (البيضاوي).

114- ﴿ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
يقولُ تعالَى ذكرهُ مُخبرًا عن قـيـلِ نوحٍ لقومه: وما أنا بطاردِ مَن آمنَ بـالله، واتَّبعَني على التصديقِ بما جئتُ به مِن عندِ الله. (الطبري).

115- ﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾.
ما أنا إلا نذيرٌ لكم مِن عندِ ربِّكم، أُنذركم بأسَهُ وسطوتَهُ علـى كفرِكم به، ﴿ مُبِـينٌ ﴾ يَقول: نذيرٌ قد أبانَ لكم إنذاره، ولـم يكتُـمكم نصحيته. (الطبري).

116- ﴿ قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴾.
قالَ لنوحٍ قومهُ: لئن لم تنتهِ يا نوحُ عمّا تقول، وتدعو إلـيه، وتعيبُ به آلهتنا... (الطبري).

117- ﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ﴾.
قالَ نوح: ﴿ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ﴾ فيما أتيتُهم به مِن الحقِّ مِن عندك، ورَدُّوا عليَّ نصيحتي لهم. (الطبري).

118- ﴿ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
فـاحكمْ بيني وبينهم حُكمًا مِن عندك، تهلكُ به الـمُبطل، وتنتقمُ به ممَّن كفرَ بكَ وجحدَ توحيدك، وكذَّبَ رسولَك، ونجِّني من ذلكَ العذابِ الذي تأتي به والذين معي مِن أهلِ الإيمانِ بكَ والتصديقِ لي. (الطبري، باختصار).

119- ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾.
والمشحونُ هو المملوءُ بالأمتعةِ والأزواجِ التي حملَ فيها من كلٍّ زوجين اثنين، أي: أنجينا نوحاً ومن اتبعَهُ كلَّهم. (ابن كثير).

120- ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ﴾.
وأغرقنا مَن كفرَ به وخالفَ أمرَهُ كلَّهم أجمعين. (ابن كثير).

121- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
يقولُ تعالى ذكره: إن فيما فعلنا يا محمدُ بنوحٍ ومن معه من المؤمنـين في الفلكِ المشحون، حين أنزلنا بأسنا وسطوتنا بقومهِ الذين كذَّبوه، لآيةً لكَ ولقومِكَ المصدِّقيكَ منهم والمكذِّبـيك، في أن سنَّتَنا تنجيةُ رسلِنا وأتبـاعِهم، إذا نزلت نقمتُنا بالمكذِّبين بهم من قومهم، وإهلاكُ المكذِّبين بـالله، وكذلك سنَّتـي فيكَ وفي قومك. ﴿ وَما كانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِـينَ ﴾ يقول: ولم يكنْ أكثرُ قومِكَ بـالذين يصدِّقونكَ مما سبقَ في قضاءِ الله أنهم لن يؤمنوا. (الطبري).

122- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
فسَّرها في الآيتين (9) و(68) من السورةِ بقوله: يريد: عزَّ في نقمتهِ من الكفّار، ورحمَ مؤمني كلَّ أمَّة.

123- ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ﴾.
ذكرَ المؤلفُ في أكثرَ من موضعٍ أن تكذيبَ قومٍ لرسولٍ يعني تكذيبَهم كلَّ الرسل.

124- ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾.
إذْ قالَ لهم أخوهم في النَّسبِ هود: ألَا تخافونَ عذابَ اللهِ وتَدفعونَهُ عن أنفسِكم بالإيمانِ بهِ وطاعتِه؟ (الواضح).

125- ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾.
قالَ لهم: إنَّني رسولٌ إليكم مِن عندِ الله، مؤتَمَنٌ على وحيه، صادقٌ فيما أُبلِّغُكم. (الواضح).

126- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾.
فاخشَوا اللهَ واتَّقُوا نقمتَه، وأطيعوني فيما آمرُكم به وأنهاكُم عنه، فإنَّهُ لِخيرٍ تتمنَّونَه. (الواضح).

127- ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
ولا أطلبُ منكم أُجرةً مِن مالٍ أو متاعٍ مقابلَ تبليغِ رسالةِ ربِّي، حتَّى لا تقولوا إنَّهُ يريدُ أن يُثرِيَ مِن خلالِ هذهِ الدَّعوة، إنَّما أطلبُ الأجرَ والثَّوابَ من اللهِ وحدَه. (الواضح).

128- ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ ﴾.
أي: وإنما تفعلون ذلك عبثاً، لا للاحتياجِ إليه، بل لمجردِ اللعبِ واللهوِ وإظهارِ القوة، ولهذا أنكرَ عليهم نبيُّهم عليه السلامُ ذلك؛ لأنه تضييعٌ للزمان، وإتعابٌ للأبدانِ في غيرِ فائدة، واشتغالٌ بما لا يُجدي في الدنيا، ولا في الآخرة. (ابن كثير).

131- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾.
أي: اعبدوا ربَّكم، وأطيعوا رسولَكم. (ابن كثير).

132- ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ﴾.
واحذَروا عقابَ الله، الذي أنعمَ عليكم وأعطاكم مِن الخيراتِ ما تَعرفون، فإنَّهُ قادرٌ على سلبِها منكم. (الواضح).

139- ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
فكذَّبتْ عادٌ رسولَ ربِّهم هُودًا، فأهلكناهم بتكذيبِهم رسولَنا، إنَّ في إهلاكِنا عادًا لعبرةً وموعظةً لقومِكَ يا محمَّد، الذين كذَّبوكَ فيما أتيتَهم به مِن عندِ ربِّك. وما كانَ أكثرُ مَن أهلَكنا بـالذين يؤمنونَ في سابقِ علـمِ الله. (الطبري).

140- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
فسَّرها في الآيتين (9) و(68) من السورةِ بقوله: يريد: عزَّ في نقمتهِ من الكفّار، ورحمَ مؤمني كلَّ أمَّة.

141- ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ
ذكرَ المؤلفُ في أكثرَ من موضعٍ أن تكذيبَ قومٍ لرسولٍ يعني تكذيبَهم كلَّ الرسل.

142- ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ .
ألا تتَّقون عقابَ اللهِ يا قومُ على معصيتِكم إيّاه، وخلافِكم أمرَه، بطاعتِكم أمرَ المفسدين في أرضِ الله؟ (الطبري).

143- ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾.
﴿ إنّـي لَكُمْ رَسُولٌ ﴾ من الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبتَهُ على خلافِكم أمرَه، ﴿ أمِينٌ ﴾ على رسالتهِ التي أرسلها معي إلـيكم. (الطبري).

144- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾.
﴿ فَـاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أيها القوم، واحذروا عقابه، ﴿ وأطِيعُونِ ﴾ في تحذيري إيّاكم، وأمرِ ربِّكم باتِّباعِ طاعته. (الطبري).

145- ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
وما أسألُكم على نُصحي إيّاكم وإنذارِكم مِن جزاءٍ ولا ثواب، إنْ جزائي وثوابي إلاّ على ربِّ جميعِ ما في السماوات، وما في الأرض، وما بـينهما مِن خَـلق. (الطبري).

147- ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾.
في بساتينَ جميلة، وأنهارٍ جارية، سعداءَ مخلَّدين؟ (الواضح).

149- ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ﴾.
وتتـخذون من الجبـالِ بـيوتاً. (الطبري).

150- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾.
فـاتقوا عقابَ الله أيها القومُ على معصيتِكم ربَّكم، وخلافِكم أمرَه، وأطيعونِ في نصيحتي لكم، وإنذاري إيّاكم عقابَ الله تَرشُدوا. (الطبري).

152- ﴿ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾.
﴿ ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِى ٱلأَرْضِ ﴾ بالظلمِ والكفر، ﴿ وَلاَ يُصْلِحُونَ ﴾ بالإيمانِ والعدل. والمعنَى أن فسادَهم مصمت، ليس معه شيءٌ من الصلاحِ كما تكونُ حالُ بعضِ المفسدين مخلوطةً ببعضِ الصلاح. (النسفي).

155- ﴿ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾.
ولكم مثلهُ شِربُ يومٍ آخرَ معلوم. (الطبري).

158- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
إنّ في إهلاكِ ثمودَ بما فعلت من عقرها ناقةَ الله، وخلافِها أمرَ نبيِّ الله صالح، لعبرةً لمن اعتبرَ به يا محمدُ من قومك، ﴿ وَما كانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِـينَ ﴾ يقول: ولن يؤمنَ أكثرهم في سابقِ علمِ الله. (الطبري).

159- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
فسَّرها في الآيتين (9) و(68) من السورةِ بقوله: يريد: عزَّ في نقمتهِ من الكفّار، ورحمَ مؤمني كلَّ أمَّة.

160- ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ .
ذكرَ المؤلفُ في أكثرَ من موضعٍ أن تكذيبَ قومٍ لرسولٍ يعني تكذيبَهم كلَّ الرسل.

161- ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾.
إذْ قالَ لهم لوطٌ أخوهم في النَّسَب، أو الإنسانيَّة، أو لكونهِ واحدًا منهم، وقد ذُكِرَ أنَّهم كانوا مِن أصهارِه، قالَ لهم: ألا تخافونَ اللهَ بمخالفتِكم أمرَهُ واستمرارِكم في عملِ الفواحشِ والمعاصي؟ (الواضح).

162- ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾.
﴿ إِنّـي لَكُمْ رَسُولٌ ﴾ من ربِّكم، ﴿ أَمِينٌ ﴾ على وحيه، وتبلـيغِ رسالته. (الطبري).

163- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾.
﴿ فَـاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ في أنفسكم، أن يحلَّ بكم عقابهُ على تكذيبِكم رسولَهُ، ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما دعوتُكم إليه، أَهدِكم سبيلَ الرشاد. (الطبري).

164- ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
ولا أطلبُ منكم أُجرةً على تبليغِ رسالةِ الله، إنَّما أطلبُ ثوابَهُ منَ اللهِ وحدَه. (الواضح).

173- ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾.
فبئسَ ذلكَ المطرُ مطرُ القومِ الذين أنذرَهُم نبيُّهم فكذَّبوه. (الطبري).
وكانَ حجارةً من سجِّيل.

174- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
إن في إهلاكنا قومَ لوطٍ الهلاكَ الذي وصفنا بتكذيبهم رسولنا، لعبرةً وموعظةً لقومِكَ يا محمد، يتعظون بها في تكذيبهم إيّاك، وردِّهم عليكَ ما جئتَهم به من عندِ ربِّك من الحقّ، ﴿ وَمَا كَانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِـينَ ﴾ في سابقِ علمِ الله. (الطبري).

175- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
فسَّرها في الآيتين (9) و(68) من السورةِ بقوله: يريد: عزَّ في نقمتهِ من الكفّار، ورحمَ مؤمني كلَّ أمَّة.

176- ﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴾.
ذكرَ المؤلفُ في أكثرَ من موضعٍ أن تكذيبَ قومٍ لرسولٍ يعني تكذيبَهم كلَّ الرسل.

177- ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾.
ألا تتَّقونَ عقابَ اللهِ على معصيتِكم ربَّكم؟ (الطبري).

178- ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾.
إنّـي لكم مِن اللهِ رسولٌ أمينٌ على وحيه. (الطبري).

179- ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾.
﴿ فَـاتَّقُوا ﴾ عقابَ اللَّهِ علـى خلافِكم أمرَهُ، ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ تَرُشدوا. (الطبري).

183- ﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾.
ولا تنقصوا الناسَ حقوقَهم في الكيلِ والوزن، ولا تُكثروا في الأرضِ الفساد. (الطبري).

184- ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ﴾.
واخشَوا اللهَ واحذَروا نقمتَهُ إذا خالفتُم أمرَه، الذي خلقَكم وخلقَ الأُممَ الماضين. (الواضح).

185- ﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾.
قالَ له قومهُ مكذِّبينَ بنبوَّتهِ ورسالتِه: ما أنتَ سِوَى رجلٍ مسحور، قد مسَّكَ الجِنّ. (الواضح).

186- ﴿ وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾.
وما أنتَ إلاّ بشرٌ مثلُنا تأكل وتشرب، وما نحسبُكَ فيما تُخبرنا وتدعونا إليه إلا ممَّن يكذِب فيما يقول. (الطبري).

187- ﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾.
فإنْ كنتَ صادقًا فيما تقولُ بأنكَ رسولُ اللهِ كما تزعم، ﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّماءِ ﴾ يعني قِطَعًا مِن السماء. (الطبري).

188- ﴿ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾.
أي: من نقصانِ الكيلِ والوزن. وهو مجازيكم بأعمالكم، وليس العذابُ إليّ، وما عليَّ إلا الدعوة. (البغوي).

190- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
إن في تعذيبنا قومَ شُعيبٍ عذابَ يومِ الظُّلَّة، بتكذيبِهم نبـيّهم شُعيبـاً، لآيةً لقومِكَ يا محمد، وعبرةً لمن اعتبر، إن اعتبروا أن سنَّتَنا فيهم بتكذيبِهم إيّاكَ سنَّتُنا في أصحابِ الأيكة، ﴿ وَما كانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِـينَ ﴾ في سابقِ علمِنا فـيهم. (الطبري).

191- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
فسَّرها في الآيتين (9) و(68) من السورةِ بقوله: يريد: عزَّ في نقمتهِ من الكفّار، ورحمَ مؤمني كلَّ أمَّة.

195- ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾.
فصيح، ومصحَّحٌ عمّا صحَّفتهُ العامَّة. (النسفي).

202- ﴿ فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾.
﴿ بَغْتَةً ﴾: فجأة، ﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ بإتيانه. (النسفي).

213- ﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾.
قالَ ابنُ عباس رضيَ الله عنهما: يحذِّرُ به غيره، يقول: أنتَ أكرمُ الخلقِ عليّ، ولو اتخذتَ إلهاً غيري لعذَّبتك. (البغوي).

215- ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
أمرَهُ اللهُ تعالَى أنْ يليِّنَ جانبَهُ لمن اتَّبعَهُ مِن عبادِ اللهِ المؤمنين. (ابن كثير).

220- ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾.
أي: السميعُ لأقوالِ عباده، العليمُ بحركاتِهم وسكناتِهم. (ابن كثير).


221- ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴾.
قد علمتُم أنَّ الشَّياطينَ لا تَنزِلُ بالقرآن، إذ ليسَ هو مِن مصلحتِهم ولا رغبتِهم، فهل أُخبِرُكم على مَن تتنزَّلُ إذًا؟ (الواضح).

227- ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾.
إلاّ الشُّعَراءَ الذينَ صدَقوا في إيمانِهم، وأحسَنوا في أعمالِهم، ولم يَشغَلْهمُ الشِّعرُ عن طاعةِ ربِّهم وذكرِه... (الواضح).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 12-11-2020, 10:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (21)






أ. محمد خير رمضان يوسف



(سورة النمل، سورة القصص)



سورة النمل
1- ﴿ طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ.
أي: بيِّنٍ واضح. (ابن كثير).

2- ﴿ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.
يعني: هو هدًى من الضلالة، وبشرَى للمؤمنين المصدِّقين به بالجنة. (البغوي).

3- ﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾.
وأيقنَ بالدارِ الآخرة، والبعثِ بعد الموت، والجزاءِ على الأعمال: خيرِها وشرِّها، والجنةِ والنار... (ابن كثير).

6- ﴿ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴾.
عليمٍ بالأمور، جليلِها وحقيرِها، فخبرهُ هو الصدقُ المحض.. (ابن كثير).

12- ﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾.
خارجين عن أمرِ الله، كافرين. (النسفي).

13- ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾.
فلمَّا جاءَتهُم هذه المعجزات، وظهرتْ على يدَي موسَى بيِّنةً واضحة، قالوا: هذا سحرٌ ظاهرٌ بيِّن! (الواضح).

15- ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
﴿ وَلَقَدْ آتَـيْنَا دَاوُدَ وَسُلَـيـمَانُ عِلْـماً ﴾: وذلك علمُ كلامِ الطيرِ والدوابّ، وغيرِ ذلكَ مما خصَّهم الله بعلـمه، ﴿ وَقالا الـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلـى كَثِـيرٍ مِنْ عِبـادِهِ الـمُؤْمِنِـينَ ﴾ يقولُ جلَّ ثناؤه: وقالَ داودُ وسليمان: الحمدُ لله فضَّلَنا بما خصَّنا به مِن العلمِ - الذي آتاناهُ دونَ سائرِ خـلقهِ مِن بني آدمَ فـي زمانِنا هذا - علـى كثـيرٍ مِن عبـادهِ المؤمنينَ به في دهرِنا هذا. (الطبري).

16- ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴾.
الظاهرُ البيِّنُ لله علينا. (ابن كثير).
الزيادةُ الظاهرةُ على ما أُعطِيَ غيرُنا. (البغوي).

18- ﴿ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾.
ادخُلوا مساكنَكم حتَّى لا يَحطِمَكم سُلَيمانُ وجنودهُ وخيولهُ دونَ أن يَشعروا بذلك. (الواضح).

19- ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾.
فسمعَ سُلَيمانُ ما قالتِ النَّملة، وتبسَّمَ سرورًا بما فهَّمَهُ اللهُ مِن كلامِها، وأُلهِمَ الشفقةَ والتَّقوَى بذلك، وقالَ في عبوديَّةٍ وخشوع: اللهمَّ ألهِمني أنْ أشكرَ نعمتكَ التي منَنتَ بها عليّ، مِن النبوَّةِ والمـُلكِ وتعلُّمِ منطقِ الحيوان، ونعمتكَ على والدَيَّ بالإيمانِ والإسلام، ووفِّقني لأقومَ بالأعمالِ الحسنةِ التي تحبُّها وترضَى بها، وأدخِلني في جملةِ الصَّالحين مِن عبادِكَ إذا توفَّيتَني، واحشُرني في زمرتِهم. (الواضح).

22- ﴿ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾.
أي: بخبرٍ صدقٍ حقٍّ يقين. (ابن كثير).

24- ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾.
وقد حسَّنَ الشَّيطانُ الأعمالَ الشِّركيَّةَ في قلوبِهم، فمنعَهم بذلكَ مِن طريقِ الحقِّ والصَّواب، فهم لا يَهتدونَ إليها. (الواضح).

25- ﴿ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴾.
أي: يعلمُ ما يُخفيهِ العباد، وما يعلنونَهُ مِن الأقوالِ والأفعال. (ابن كثير).

26- ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾.
الله الذي لا تصلحُ العبـادةُ إلا له، لا إله إلا هو، لا معبودَ سواهُ تصلحُ له العبـادة، فأخلِصوا له العبـادة، وأفردوهُ بـالطاعة، ولا تشركوا به شيئًا. (الطبري).

34- ﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ﴾.
قال ابنُ عباس: أي: إذا دخلوا بلداً عنوةً أفسدوه، أي: خرَّبوه، ﴿ وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً ﴾ أي: وقصدوا مَن فيها من الولاةِ والجنودِ فأهانوهم غايةَ الهوان، إما بالقتلِ أو بالأسر. (ابن كثير).

36- ﴿ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴾.
فلمَّا جاءَ رسولُها سليمان، وسلَّمَ الهديَّةَ إليه، قالَ له: أتصانعونَني بالمالِ لأتركَكم وشركَكم؟
فإنَّ الذي وهبَني اللهُ مِن النبوَّة، وأنعمَ عليَّ بالمـُلكِ والمالِ والجنود، هو أعظمُ وأفضلُ ممّا أنتم فيه، بل إنَّ همَّتَكم في الدُّنيا والفرحِ بزينتِها والتفاخرِ بها، والانقيادِ للهدايا والتُّحَفِ فيها، ولستُ على ما تظنُّونَ مِن ذلك، ولا أقبَلُ منكم إلاّ الإسلامَ أو السَّيف. (الواضح).


37- ﴿ وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾.
﴿ وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ ﴾ أي: من أرضِهم وبلادهم، وهي سبأ، ﴿ أَذِلَّةً وَهُمْ صَـٰغِرُونَ ﴾: ذليلون إنْ لم يأتوني مسلمين. (البغوي).

40- ﴿ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾.
ليَختبرَني: أأشكرُ فضلَهُ على ذلكَ وأعترِفُ بأنَّهُ مِن منَّتهِ وحُسنِ تدبيرهِ ولُطفِه، أم لا أشكرهُ عليه؟ ومَن شكرَ اللهَ على نِعَمهِ فإنَّما يَنفَعُ نفسَهُ بذلك، لأنَّهُ يعرِّفُها الحقّ، ويَستجلِبُ لها المزيدَ مِن الخيرِ والنَّفع. (الواضح في التفسير).

42- ﴿ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴾.
وقالَ سليمان: ﴿ وَأُوِتينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا ﴾ أي: هذه المرأة، بـالله وبقدرتهِ على ما يشاء، ﴿ وَكُنَّا مُسْلِـمِينَ ﴾ لله مِن قبلِها. (الطبري).

43- ﴿ وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴾.
إن هذه المرأةَ كانت كافرة، من قومٍ كافرين. (الطبري).

45- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ﴾.
وقد أرسلنا إلى قبيلةِ ثمودَ أخاهُم في النَّسبِ صالحًا عليه السَّلام. (الواضح).

47- ﴿ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ﴾.
وبمن اتَّبعَكَ من المؤمنين.

51- ﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾.
وقومَهم من ثمودَ أجمعين، فلم نُبقِ منهم أحداً. (الطبري).

52- ﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾.
إنَّ في فعلِنا بثمودَ ما قصَصنا عليك يا محمد، لعظةً وعبرةً لـمَن يعلمُ فعلَنا بهم ما فعلنا، مِن قومِكَ الذين يكذِّبونكَ فيما جئتَهم به مِن عندِ ربِّك. (الطبري، بشيء من الاختصار).

53- ﴿ وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾.
وأنجينا مِن نقمتِنا وعذابِنا الذي أحلَلناهُ بثمود، رسولَنا صالحًا والمؤمنينَ به، وكانوا يتَّقونَ ما حلَّ بثمودَ مِن عذابِ الله، فكذلكَ نُنجيكَ يا محمَّدُ وأتباعَك، عندَ إحلالِنا عقوبتَنا بمشركي قومِكَ مِن بـين أظهرِهم. (الطبري، باختصار).

55- ﴿ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾.
أتأتون الرِّجالَ في أدبارِهم لقضاءِ شهوتِكم وتدَعونَ ما خلقَ اللهُ لكم مِن الزَّوجاتِ وهنَّ محلُّ الشَّهوة؟ بل أنتم سفهاءُ ماجنون، تجهلونَ عاقبةَ فعلِكمُ الفاحش، الذي هو انتكاسةٌ للفطرةِ والرجولة، وشذوذٌ وانحرافٌ في السُّلوك، وأمراضٌ جنسيَّةٌ وغيرُ جنسيَّة، وعقوبةٌ في الدُّنيا، وعذابٌ في الآخرة. (الواضح).

الجزء العشرون
57- ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾.
﴿ فَأَنجَيْنَـٰهُ وَأَهْلَهُ ﴾ أي: بعد إهلاكِ القوم. فالفاءُ فصيحة، ﴿ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَـٰهَا ﴾ أي: قدَّرنا كونها... (روح المعاني).

58- ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾.
فساءَ ذلكَ المطر، مطرُ القومِ الذين أنذرَهم اللهُ عقابَهُ على معصيتِهم إيّاه، وخوَّفَهم بأسَهُ بإرسالِ الرسولِ إلـيهم بذلك. (الطبري).

61- ﴿ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا ﴾ أي: قارَّةً ساكنةً ثابتة، لا تميدُ ولا تتحركُ بأهلها، ولا ترجفُ بهم، فإنها لو كانت كذلك لما طابَ عليها العيشُ والحياة، بل جعلها من فضلهِ ورحمتهِ مهاداً بساطاً ثابتة، لا تتزلزلُ ولا تتحرك، كما قالَ تعالى في الآيةِ الآخرى: ﴿ ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءً ﴾ [سورة غافر: 64].
﴿ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللهِ ﴾ أي: فعلَ هذا؟ أو يُعبَد.. ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أي: في عبادتهم غيره. (ابن كثير، بشيء من الاختصار).

62- ﴿ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾.
﴿ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ يقدرُ على ذلك، أو إلهٌ مع اللهِ يُعبَد، وقد عُلِمَ أنَّ اللهَ هو المتفرِّدُ بفعلِ ذلك، ﴿ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ أي: ما أقلَّ تذكُّرَهم فيما يُرشِدهم إلى الحقّ، ويَهديهم إلى الصراطِ المستقيم. (ابن كثير).

63- ﴿ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾.
ومَن الذي يبعثُ الرِّياحَ لتُبشِّرَ بنزولِ المطرِ بعدَ تشَكُّلِ السَّحاب؟ هل هناكَ إلهٌ آخرُ يساعدُ اللهَ في ذلك؟ تعالَى وتقدَّسَ ربُّ العالَمينَ عمَّا يشركونَ به. (الواضح).

64- ﴿ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾.
قولهُ تعالى: ﴿ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَـٰنَكُمْ ﴾ أمرٌ له عليه الصلاةُ والسلامُ بتبكيتهم إثرَ تبكيت، أي: هاتوا برهاناً عقلياً أو نقلياً يدلُّ على أن معه عزَّ وجلَّ إلهاً، وقيل: أي: هاتوا برهاناً على أن غيرَهُ تعالى يقدرُ على شيءٍ مما ذُكِرَ من أفعالهِ عزَّ وجلّ، ﴿ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴾ أي: في تلك الدعوَى. (روح المعاني، باختصار).

65- ﴿وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾.
وما يشعرُ الخلائقُ الساكنونَ في السماواتِ والأرضِ بوقتِ الساعة، كما قالَ تعالى: ﴿ ثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً ﴾ [سورة الأعراف: 187] أي: ثقلَ علمُها على أهلِ السماواتِ والأرض. (ابن كثير).

66- ﴿ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ﴾.
أي: شاكُّون في وجودها ووقوعها، ﴿ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ ﴾ أي: في عمايةٍ وجهلٍ كبيرٍ في أمرها وشأنها. (ابن كثير).

68- ﴿ لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾.
أحاديثُهم وأكاذيبُهم التي كتبوها. (البغوي).

70- ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾.
أي: في كيدِكَ وردِّ ما جئتَ به، فإنَّ اللهَ مؤيِّدُكَ وناصرك، ومُظهِرٌ دينكَ على مَن خالفَهُ وعاندَهُ في المشارقِ والمغارب. (ابن كثير).

72- ﴿ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ﴾.
قلْ لهم: عسَى أنْ يكونَ اقتربَ بعضُ العذابِ الذي تستعجِلونَه.
وقد أصابَهم مِن ذلكَ يومَ بدر. (الواضح).

73- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴾.
وإنَّ اللهَ ذو فضلٍ على جميعِ النَّاس، بما أسبغَ عليهم مِن نِعَمِه، لكنَّ أكثرَهم لا يقَدِّرونَها ولا يشكرونَ للمُنعِمَ بها، وهو يرحمُهم ولا يعاجلُهم بالعقوبة. (الواضح).

74- ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾.
أي: يعلمُ السرائرَ والضمائر، كما يعلمُ الظواهر. (ابن كثير).

77- ﴿ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.
وإنَّ القرآنَ هدايةٌ لمن يؤمنُ به، فيُرشِدُهم إلى الطَّريقِ الحقّ، ورحمةٌ لهم وسعادةٌ في الدَّارَين، فيأخذُهم إلى الفوزِ والظَّفَر. (الواضح).

78- ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴾.
﴿ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾: المنيع، فلا يُرَدُّ له أمر، ﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾ بأحوالهم، فلا يخفَى عليه شيء. (البغوي).

80- ﴿ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴾.
إذا هم أدبروا مُعرِضين عنه، لا يسمعون له؛ لغلبةِ دينِ الكفرِ على قلوبهم، ولا يُصغون للحقّ، ولا يتدبَّرونه، ولا ينصتون لقائله، ولكنهم يُعرضون عنه، ويُنكرون القولَ به، والاستـماعَ له. (الطبري).

81- ﴿ وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ﴾.
ولا تستطيعُ أن تُرشِدَ أعمَى القلبِ وتَصرِفَهُ عن الضَّلالِ الذي هو فيه، ولا تُسمِعُ إلاّ مَن فتحَ اللهُ قلبَهُ للإيمان، وصدَّقَ أنَّ القُرآنَ مِن عندِ الله، فعندئذٍ يَسمعُ ما تَتلوهُ عليه، وما تُرشِدُهُ إليه، لأنَّهُ مسلِمٌ مُخلِصٌ في إيمانِه، مُنقادٌ للحقِّ المطلوبِ منه. (الواضح في التفسير).

82- ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾.
﴿ أَنَّ النَّاسَ كَانُواْ بِئَايَاتِنَا ﴾: خروجِها وسائرِ أحوالها، فإنها من آياتِ الله تعالى، ﴿ لاَ يُوقِنُونَ ﴾: لا يتيقنون. (البيضاوي، باختصار).
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 408.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 402.99 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (1.43%)]