|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أمسك عليك لسانك قال الله -تعالى-: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}(سورة ق:18)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك»، لقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه خطورة اللسان فكان ابن مسعود - رضي الله عنه -: «يحلف بالله الذي لا إله إلا هو، ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان»، وعن سعيد الجريري عن رجل قال: «رأيت ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- أخذ بثمرة لسانه، وهو يقول: ويحك قل خيرًا تغنم، واسكت عن شر تسلم، فقال له رجل: يا ابن عباس ما لي أراك آخذاً بثمرة لسانك تقول كذا؟ قال: إنه بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحنق منه على لسانه»، وفي اللسان آفتان عظيمتان: آفة الكلام بالباطل، وآفة السكوت عن قول الحق. فمهما كان صلاحك، ومهما كانت عبادتك، ومهما كان خيرك، ومهما كان علمك، ومهما كانت نيتك، ومهما كان قصدك لا بد أن تحاسب على ما أطلقه لسانك من ألفاظ وكلمات، ورحم الله ابن القيم رحمة واسعة يوم أن قال: «من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والسرقة، وشرب الخمر، والنظر المحرم، وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يُشار إليه بالدين، والزهد، والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً، يزل بالكلمة الواحدة أبعد مما بين المشرق والمغرب -والعياذ بالله-»، وقال أيضاً: «إن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله -تعالى-، وما اتصل به». وقال الإمام النووي -رحمه الله-: «اعلم أنه لكلّ مكلّف أن يحفظَ لسانَه عن جميع الكلام إلا كلاماً تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلامُ وتركُه في المصلحة فالسنّة الإمساك عنه؛ لأنه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلُها شيء». ولما أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل - رضي الله عنه -، ودلَّه على أبواب الخير كلها بكلمات هي من جوامع الكلم، قال له: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه فقال: «كفَّ عليك هذا»، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يُكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟». وإنما كان اللسان بهذه المنزلة من الخطر؛ لأن به يكون الشرك بالله، والكفر به، وبه يكون الكذب، والغيبة، والنميمة، وشهادة الزور، وبه يكون القول على الله بغير علم، ومعظم هذه من الموبقات. وإن أكثر ما يقع بين الناس ويشتهر في أوساط المجتمعات «مسألة الغيبة» التي حرمها الله -تعالى- بقوله: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}(الحجرات:12)، والغيبة لا تختص باللسان؛ بل قد تكون بالتعريض، أو الفعل، أو الإشارة، أو الغمز، أو اللمز، أو الكتابة، أو سائر ما يتوصل به إلى المقصود كأن يمشي مشيه؛ فهو غيبة، بل هو أعظم من الغيبة؛ لأنه أعظم وأبلغ في التصوير والتفهيم». ومن يتأمل خطورة اللسان يتبين لنا أن السكوت عن الكلام إلا في خير هو سبيل النجاة والسعادة، وأن سلوك طريق الصمت إلا فيما يلزم فيه السلامة، والكلمة إن لم يتكلم الإنسان بها فهو مَلِكُهَا، فإن نطق وتكلم بها خرجت عن ملكه وسلطانه، وأصبح هو في مِلكِهَا، فليستعد لما يكون بعدها. اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |