|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وأنا أبكي من الفرح !
قال أَبو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: «كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَبْكِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ، فَتَأْبَى عَلَيَّ ، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، قَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ الْبَابَ، ثُمَّ قَالَتْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: خَيْرًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِمُ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي». حينما يجتمع الحزن مع الفرح، والخيبة مع النصر، في آن واحد وحادثة واحدة، تتجلى فيها مكانة الصحابي الجليل أبي هريرة - رضي الله عنه -. وَأَنَا أَبْكِي كم كان أبو هريرة - رضي الله عنه - حريصـًا على إسلام أمه، فما زال يجمع لها بين الدعوة والترغيب في الإسلام وبين الدعاء الصادق والإلحاح، ومع ذلك لم تسلم وأسمعته في حبيبه النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يكره، ليهرول مسرعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي، فيخبره الخبر، ويستبشر ببركة دعاء النبي قائلا: «فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ». مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو لها بالإسلام، وفي الوقت ذاته تتنزل الرحمات من السماء وتجاب الدعوات، فتقوم أم أبي هريرة وتغتسل، قد ألان الله قلبها للإسلام، قد استجاب الله دعوة النبي المختار، فيخرج أبو هريرة من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - مستبشرا ببركة دعائه - صلى الله عليه وسلم -، يقول - رضي الله عنه -: «فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ»، وإذ بها اغتسلت ونطقت بكلمة التوحيد، لتفتح النور على قلبها، وتزيل درك السنين عن صدرها، لينزل الله السكينة والخشية على قلبها وجسدها، فيقشعر جسد أبي هريرة - رضي الله عنه - من عظمة الموقف، ويذهب مسرعًا إلى حبيبه - صلى الله عليه وسلم - يبلغه الخبر. أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دعوتك أسرع أبو هريرة - رضي الله عنه - إلى حبيبه - صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي، لكن هذه المرة بكاء فرح، فقد أبدله الله بعد الألم بالفرح، وقرّ عينيه بإسلامها، وهنا أراد أبو هريرة - رضي الله عنه - أن يشارك رفيقه الفرحة ويشكره، فقال - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فيرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحمد والثناء لله -تعالى-، ليغرس في القلوب أن الفضل لله وحده، وأن الهداية بيد الله -سبحانه-، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو عبد الله ورسوله المبلغ. فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي علامة الإيمان حب الصحابة -رضي الله عنهم-، وعلامة النفاق بغضهم والعياذ بالله، فهم الذين رضي الله عنهم، واختارهم لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فاتبعوه ونصروه وأيدوه - صلى الله عليه وسلم -، وهنا تتلألأ عين أبي هريرة فرحًا ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيطمع بمزيد من البركة، ويطلب من النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو له بما يقربه إلى الله -سبحانه-، إنه يريد القبول في الأرض؛ بنشر سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد تحقق له ذلك بفضل دعاء النبي له؛ فأحبه كل مؤمن؛ حتى قال: «فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي»، فمحبته - صلى الله عليه وسلم - دليل على صدق الإيمان، واتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبه ويهتم لأمره، ويشهد بحفظه وحرصه على الحديث -رضي الله عنه وأرضاه-، فاللهم إنا نشهدك أنا نحبك ونحب نبيك - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، ونحب حافظ الصحابة أبي هريرة - رضي الله عنه -، الملازم للنبي - صلى الله عليه وسلم -، الحريص على الحديث، الزاهد العابد، البار بأمه -رضي الله عنهما-. ما يستفاد من الحديث
حكمة النبي - صلى الله عليه وسلم -
أهمية الصبر والتحمل
الدعاء عبادة عظيمة
فضل أبي هريرة - رضي الله عنه -
فضل الصحابة -رضي الله عنهم-
طلب محبة الناس من الله
اعداد: د. سندس عادل العبيد
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |