|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ^ أولا: لطائف في الحث على تعلم القرآن وتعليمه وبيان فضله وبركته ونحو ذلك ^ ô قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من علّم آية من كتابالله كان له ثوابها ما تليت). $السلسة الصحيحة للألباني ô قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كان القرآن فيإهاب ما أكلته النار) أي ينبغي ويحق أن القرآن لو كان في مثل هذا الشيء الحقير الذي لا يؤبه به ويلقى في النار مامسته، فكيف بالمؤمن الذي هو أكرم خلق الله وقد وعاه في صدره، وتفكر في معانيه وعمل بما فيه، كيف تمسه فضلاً عن أن تحرقه. $الطيبي - فيض القدير للمناوي (الإهاب : الجلد). ô عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم) . فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك . قال: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له منناقتين، وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن عدادهن من الإبل). رواه مسلم وبنحوه في سنن أبي داود. والحاصل أنه صلى الله عليه وسلم أراد ترغيبهم في الباقيات وتزهيدهم من الفانيات، فذكره هذا على سبيل التمثيل والتقريب إلى فهم العليل، وإلا فجميع نعيم الدنيا أحقر من أن يقابل بمعرفة آية من كتاب الله تعالى، أو بثوابها من الدرجات العلى . $محمد شمس الحق العظيم آبادي - عون المعبود شرحسنن أبي داود ô عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال لله ولكتابه ) الحديث .النصيحة لكتاب الله شدة حبه وتعظيم قدره، إذ هو كلام الخالق، وشدة الرغبة في فهمه، وشدة العناية في تدبره، والوقوف عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ويقوم به له بعدما يفهمه .والناصح لكتاب ربه يُعنى بفهمه ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى، ثم ينشر مافهمه في العباد ويديم دراسته بالمحبة له والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه. $محمد بن نصر المروزي - تعظيم قدر الصلاة ô البيت الذي يتلى فيه كتاب الله كثُر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين، والبيت الذي لايتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة . $أبو هريرة رضيالله عنه - الزهد لابن المبارك ô ألفاظ القرءان: ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة، معان هي عذوبة ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان، ونور تبصر به في مرآة الإيمان وجه الأمان. $ الرافعي - إعجاز القرءان ô فما أشدها من حسرة وما أعظمها من غبنة على من أفنى أوقاته في طلب العلم، ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرءان ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه فالله المستعان. $ابن القيم - بدائع الفوائد ô إني لأعجب ممن قرأ القرءان ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته! $ ابن جرير الطبري - معجم الأدباء ô القرءان الكريم : به فنون المعاني قـد جمعـن فمـا يفـتن من عجب إلا إلى عجـب أمـر ونهـي وأمثـال وموعظـة وحكمة أودعت في أفصـح الكتب لـطائف يجتليها كـل ذي بصـر وروضة يجتـنيها كـل ذي أدب $أبو حيانالأندلسي - البحر المحيط ô في رحلة إلى أنديجان (وهي منطقة تتبع جمهورية أوزبكستان) قام بها رئيس تحرير صحيفة العالم الإسلامي مراد عرقسوس يتحدث عن موقف لا ينسى فيقول :عندما أدركتنا صلاة العصر وكنا بالقرب من أحد المساجد، ولجنا إلى بيت الله لأداء الصلاة وبعد انتهائها رأيت المصلين يتسابقون للجلوس في طابور طويل يبدأ عند أحد أعمدة المسجد وينتهي عند المدخل، ثم قام إمام المسجد بعد ذلك بفتح صندوق حديدي مثبت في المسجد وأخرج مصحفاً قديماً وبدأ كل شخص من المصطفين يقرأ صفحة واحدة فقط من المصحف تحت إشراف الإمام ويغادر المسجد ثم الذي يليه وهكذا، وتبين أن هذا الطابور من المصلين ينتهي عند أذان المغرب؛ نظراً لأن هذا المسجد لا يوجد فيه سوى هذا المصحف فقط وأن جميع المصلين لا يملكون مصاحف خاصة بهم في منازلهم! $مجلة العالم الإسلامي عدد 1776- 1423هـ ô ينبغي لتالي القرءان العظيم أن ينظر كيف لطف الله تعالى بخلقه في إيصال معاني كلامه إلى أفهامهم، وأن يعلم أن مايقرؤه ليس من كلام البشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبر كلامه . $ابن الجوزي ô إذا أردتم العلم فاقرؤا هذا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين. ôلم نجد شيئاً أرق لهذه القلوب ولا أشد استجلاباً للحق من قراءة القرءان لمن تدبره. $وهيب بن الورد - حلية الأولياء ô القرءان لا يثبت في الصدر ولا يسهل حفظه وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل. $الشنقيطي - أضواء البيان ô من أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعقله وتدبره بقلبه، وجد فيه من الفهم والحلاوة والهدى وشفاء القلوب والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه و لا منثوره . $ابن تيمية- اقتضاء الصراط المستقيم ô من قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعه من الله يخاطبه به، وعندئذ تزدحم معاني المسموع ولطائفه و عجائبه على قلبه. $ابن القيم - مدارج السالكين ô قال بشر بن السري: إنما الآية مثل التمرة، كلما مضغتها استخرجت حلاوتها .فحُدث بذلك أبوسليمان فقال: صدق إنما يؤتى أحدكم من أنه إذا ابتدأ السورة أراد آخرها . $البرهان في علوم القرآن للزركشي ô ربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي مثلي بهذه الطريقة :فقد درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية والأنظمة المحكمة والبلاغة الرائعة التي لم أجد مثلها قط في حياتي، جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات، هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد عن ربه . $المستشرق الألماني د . شومبس - بالقرآن أسلمهؤلاء لعبد العزيز الغزاوي ô اعلم أن علم التفسير أجلّ العلوم على الإطلاق، وأفضلها وأوجبها وأحبها إلى الله؛ لأن الله أمر بتدبر كتابه والتفكر في معانية والاهتداء بآياته وأثنى على القائمين بذلك وجعلهم في أعلى المراتب ووعدهم أسنى المواهب .فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن لم يكن ذلك كثيراً في جنب ما هو أفضل المطالب، وأعظم المقاصد وأصل الأصول كلها وقاعدة أساسيات الدين وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة، وكانت حياة العبد زاهرة بالهدى والخير والرحمة وطيب الحياة والباقيات الصالحات . $السعدي - القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن ô قيل لعامر بن عبد قيس :أما تسهو في صلاتك؟ قال أوَ حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به؟! $ابن الجوزي – المدهش ô من مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول هذه مخاطرة حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعاً. $ ابن هبيرة - ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ô من استمع إلى القرآن إدراكاً وفهماً وتدبراً وإجابة، لن يعدم من اختار هذا السماع إرشاداً لحجة وتبصرة لعبرة وتذكرة لمعرفة وفكرة في آية ودلالة على رشد وحياة لقلب وغذاءً ودواءً وشفاءً وعصمة ونجاة ، وكشف شبهة. $ابن القيم - مدارج السالكين ô إنما آيات القرآن خزائن، فإذا دخلت خزانة فاجتهد أن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها . $سفيان بن عيينة - رموز الكنوز في تفسير الكتابالعزيز للرسعني (تنبيه) : تفسير الرسعني المتقدم صدر حديثاً محققا، بتحقيق أ.د عبدالملك بن دهيش 1429هـ، في تسع مجلدات قال عنه ابن بدران في كتابه (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل) عند حديثه عن تفاسير الحنابلة: وأجلّ هذه التفاسير كلها وأنفعها تفسير الإمام عبدالرازق الرسعني فيه فوائد حسنة، ويروي فيه أحاديث بإسناده، ويذكر الفروع الفقهية مبيناً خلاف الأئمة فيها، وله مناقشات مع الزمخشري، ولقد اطلعت عليه وارتويت من مورده العذب الزلال، وشنفت مسامعي بتحقيقه وارتويت من كوثر تدقيقه فرحم الله مؤلفه. ô الاستشفاء بالقرآن لن ينتفع به إلا من أخلص لله قلبه ونيته، وتدبر الكتاب في عقله وسمعه، وعمر به قلبه، وأعمل فيه جوارحه وجعله سميره في ليله ونهاره وتمسك به وتدبره. $ الزركشي - البرهان في علوم القرآن ô فالقرآن هو النعمة العظمى التي كل نعمة وإن عظمت فهي إليها حقيرة ضئيلة فعليك أن تستغني به. $الزمخشري - الكشاف ô العادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحونه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. $ابن تيمية - مقدمة في التفسير ô مع هذه الكثرة الكاثرة من النصوص الآمرة بتدبر القرآن العظيم، والتفكر في معانيه، وإمعان النظر فيه والناهية عن الإعراض عنه وكذلك النقول الواردة عن علماء التفسير في وجوب تدبر القرآن، نجد أن غالب المسلمين اليوم قد اكتفوا بألفاظ يرددونها، وأنغام يلحنونها في المآتم والمقابر والدور، وبمصاحف يحملونها أو يودعونها تركة في البيوت ونسوا أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى إنما هي في تدبر آياته وتفهمها والتأدب بها والوقوف عند أوامرها والبعد عن نواهيها ومساخطها . $الزرقاني - مناهل العرفان في علوم القرآن ô اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي حقيقة، ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعة أو كبر أو هوى أو حب الدنيا أو هو مصر على ذنب أو غير متحقق بالإيمان، وهذه كلها حجب وموانع، بعضها آكد من بعض. $ الزركشي - البرهان في علوم القرآن ô فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم، فوجدت أمتنها حبالاً وأرسخها جبالاً وأجملها آثاراً وأسطعها أنوراً علم كتاب الله جلت قدرته، وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأيقنت أنه أعظم العلوم تقريباً إلى الله تعالى، ورجوت الله تعالى أن يحرم على النار فكراً عمرته أكثر عمره في معانيه، ولساناً مرن على آياته ومثانيه ونفساً ميزت براعة رصفه ومبانيه وجالت في مباديه ومعانيه. $ابن عطية الأندلسي - المحرر الوجيز في تفسير الكتابالعزيز ô إن المؤمن اتخذ كتاب ربه مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله به المؤمنين، ومرة ينظر إلى ما نعت الله به المفترين، ومرة ينظر إلى الجنة وما وعد الله فيها، ومرة ينظر إلى النار وما وعد الله فيها. تلقاه دائماً ناصباً كالسهم المرمى به شوقاً إلى ما شوقه الله إليه، وهرباً مما خوفه الله منه. $سميط بن عجلان - هداية الإنسان في الاستغناء بالقرآن للمبرد ô اعلموا عباد الله أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية وبلغت في معرفته الغاية، ما كان لله في العلم به رضا، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى. وإن أجـمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه، وتنزيله الذي لا مرية فيه، الفائز بجزيل الذخر وسنا الأجر تاليه . $ الطبري - جامع البيان ô الأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك به فتجمع قلبك على فهمه وتدبره والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك$ . ابن القيم - مدارج السالكين ^ ثانيا: لطائف حول الآيات مرتبة حسب ورودها في القرآن^ ôقال تعالى في سورة البقرة 6: (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون) الإنسان إذا كان لايشعر بالخوف عند الموعظة ولا بالإقبال على الله تعالى، فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ ولايؤمنون عند الدعوة إلى الله. $ابن عثيمين - تفسير سورة البقرة ô قال تعالى عن المنافقين في سورة البقرة 17: (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلماتلا يبصرون) قال سبحانه بنورهم ولم يقل بنارهم؛ لأن النار فيها الإحراق والإشراق فذهب بما فيه الإضاءة والإشراق وأبقى عليهم ما فيه الأذى والإحراق. وكذلك حال المنافقين ذهب نور إيمانهم بالنفاق وبقي في قلوبهم حرارة الكفر والشكوك والشبهات تغلي في قلوبهم. $ابن القيم - الوابل الصيب
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() ôقال تعالى في سورة البقرة 35: (وقلنا يآدم اسكن أنت وزوجك الجنة) وقال تعالى في سورة الأعراف19: (ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) لماذا عبر الله جل وعلا في الآيتين بلفظ اسكن دون غيره من الألفاظ التي تؤدي نفس المعنى؟ إشارة إلى قصر وقت الإقامة في الجنة حينذاك؛ لأن الله تعالى إنما خلق آدم لخلافة الأرض. $الفخر الرازي - مفاتيح الغيب ôقال تعالى عن اليهود في سورة البقرة 90: (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزلالله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب) فلما تبين لهم الحق ردوه بغياً وحسداً، وزعموا أنهم أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يتبعوه . فمن رد الحق من هذه الأمة لأن فلاناً الذي يرى أنه أقل منه هو الذي جاء به فقد شابه اليهود. $ابن عثيمين - تفسير سورة البقرة (بتصرف يسير) ô قال تعالى في سورة البقرة 102: (ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريقمن الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون * واتبعوا ما تتلواالشياطين على ملك سليمان) لما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع ابتلي بالاشتغال بما يضره، فمن ترك عبادة الرحمن ابتلي بعبادة الأوثان، ومن ترك محبة الله وخوفه ورجائه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه، ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان، ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل .كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين. $السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ô قال تعالى في سورة البقرة 124: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قالومن ذريتي) يؤخذ من هذا إباحة السعي في منافع الذرية والقرابة وسؤال من بيده ذلك. $ابن الفرس - أحكام القرآن ô قال تعالى في سورة البقرة 125: (وطهر بيتي للطائفين والقائمينوالركع السجود) هذا هو السر الذي لأجله علقت القلوب على محبة الكعبة البيت الحرام، حتى استطاب المحبون في الوصول إليها هجر الأوطان والأحباب، ولذّ لهم فيها السفر الذي هو قطعة من العذاب، فركبوا الأخطار، وجابوا المفاوز والقفا ، واحتملوا في الوصول غاية المشاق، ولو أمكنهم لسعوا إليها على الجفون والأحداق. وسر هذه المحبة هي إضافة الرب سبحانه البيت إلى نفسه بقوله: (وطهر بيتي للطائفين والقائمين). $ابن القيم - روضة المحبين ôقال تعالى في سورة البقرة 148 : (ولكل وجهة هو موليهافاستبقوا الخيرات)الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات، فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها وإيقاعها على أكمل الأحوال والمبادرة إليها، ومن سبق في الدنيا فهو السابق في الآخرة إلى الجنان، فالسابقون أعلى الخلق درجة. ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل كالصلاة في أول وقتها، والإتيان بسنن العبادات وآدابها، فلله ما أجمعها وأنفعها من آية. $السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ô قال تعالى في سورة البقرة 152 : (فاذكروني أذكركم) قف عند هذه الآية ولا تعجل، فلو استقر يقينها في قلبك ما جفت شفتاك . $خالد بن معدان - الدر المنثور للسيوطي ô قال تعالى في سورة البقرة 155: (وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) فيه استحباب الاسترجاع عند المصيبة وإن قلت، كما أشار إليه تنكير مصيبة. $السيوطي - الإكليل في استنباط التنزيل ôقال تعالى في سورة البقرة 186: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) انظر إلى هذه اللطيفة القرآنية في هذه الآية إذ ورد فيها لفظ السـؤال ولم يأت بعده لفظ (قل) كما هو في آيات السؤال الأخرى في القرءان الكريم مثل قوله تعالى: (يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) وقوله تعالى: (يسئلونك ماذاينفقون قل العفو) وفي هذا والله أعلم إشارة إلى رفع الواسطة بين العبد وربه في مقام التعبد والدعاء.$ بكر أبوزيد - تصحيح الدعاء ô قال تعالى في سورة البقرة 206 :(وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم) أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن من أكبر الذنب أن يقول الرجل لأخيه: اتق الله فيقول: عليك نفسك. ô قال تعالى في سورة البقرة 223: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) هذه الآية من الكنايات اللطيفة والتعريضات المستحسنة وهذه وأشباهها في كلام الله آداب حسنة على المؤمنين أن يعلموها ويتأدبوا بها ويتكلفوا مثلها في محاوراتهم ومكاتباتهم. $ الزمخشري - الكشاف ô قال تعالى في سورة البقرة 266: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كلالثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) قال الحسن البصري: هذا مثلٌ قلّ والله من يعقله من الناس: شيخ كبير ضعف جسمه وكثر صبيانه أفقر ما كان إلى جنته، وإن أحدكم والله أفقر ما يكون إلى عمله إذا انقطعت عنه الدنيا. صدق والله الحسن هذا مثلٌ قلّ من يعقله من الناس، ولهذا نبه الله سبحانه وتعالى على عظم هذا المثل، وحدا القلوب إلى التفكر فيه لشدة حاجتها إليه فقال تعالى: (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) فلو فكر العاقل في هذا المثل وجعله قبلة قلبه لكفاه و شفاه ، فكذلك العبد إذا عمل بطاعة الله، ثم أتبعها بما يبطلها ويحرقها من معاصي الله كان كالإعصار ذي النار المحرق للجنة التي غرسها بطاعته وعمله الصالح .فلو تصور العامل بمعصية الله بعد طاعته هذا المعنى حق تصوره وتأمله كما ينبغي لما سولت له نفسه والله إحراق أعماله الصالحة وإضاعتها .فتبارك من جعل كلامه حياة للقلوب و شفاء للصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. $ ابن القيم - طريق الهجرتين ôقال تعالى في سورة البقرة 276 : (يمحق الله الربا ويربي الصدقات) تأمل حكمته تعالى في محق أموال المرابين وتسليط المتلفات عليها كما فعلوا بأموال الناس ومحقوها عليهم وأتلفوها بالربا، جوزوا إتلافاً بإتلاف !فقل أن ترى مرابياً إلا وآخرته إلى محق وقلة وحاجة. $ابن القيم - مفتاح دار السعادة ô قال تعالى في سورة آل عمران 38: (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) دلت هذه الآية على أنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل مطلق الذرية؛ لأن الذرية قد يكونون نكداً وفتنة، وإنما يسأل الذرية الطيبة. $ابن عثيمين - تفسير سورة آل عمران ô قال تعالى في سورة آل عمران 42: (إذ قالتالملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين * يا مريم اقنتيلربك واسجدي واركعي مع الراكعين) أشارت الآية إلى أنه كلما منّ الله سبحانه وتعالى على إنسان بشيء كانت مطالبته بالعبادة أثر؛ لأن الملائكة لما قالت : (إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) أمرتها بالقنوت والسجود والركوع، فدل هذا على أنه ينبغي للإنسان كلما ازدادت عليه نعم الله أن يزداد على ذلك شكراً بالقنوت لله والركوع والسجود وسائر العبادات . $ابن عثيمين - تفسير سورة آل عمران ô قال تعالى في سورة آل عمران 92: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) ينبغي للإنسان أن يتأول هذه الآية ولو مرة واحدة، إذا أعجبه شيء من ماله فليتصدق به لعله ينال هذا البر . $ ابن عثيمين - تفسير سورة آل عمران ô قال تعالى في سورة النساء 14: (تلك حدود الله ومن يطع اللهورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومنيعص الله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها) تأمل: عند جزاء الطائعين قال (خالدين) وعند جزاء العاصين قال (خالدا) فلماذا التغاير؟ جمع الفائزين بدخول الجنة؛ تبشيرا بكثرة الواقف عند هذه الحدود، ولأن منادمة الإخوان من أعلى نعيم الجنة. وأفرد العاصي في النيران؛ لأن الانفراد المقتضي للوحشة من العذاب والهوان. $ البقاعي - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ô قال تعالى في سورة النساء 34 :(واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيرا)(إن الله كان علياً كبيراً) فاحذروه ولاتظلموا النسوة من غير سبب فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم وعجزن عن الإنصاف منكم فالله سبحانه عليّ قاهر كبير قادر ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن. فلا تغتروا بكونكم أعلى يداً منهن وأكبر درجة منهن، فإن الله أعلى منكم وأقدر منكم عليهن، فختم الآية بهذين الاسمين فيه تمام المناسبة. $القاسمي - محاسن التأويل ô قال تعالى في سورة النساء 79 : (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) العبد لا يطمئن إلى نفسه فإن الشر لا يجيء إلا منها، ولا يشتغل بملام الناس وذمهم، ولكن يرجع إلى الذنوب فيتوب منها ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله ويسأل الله أن يعينه على طاعته فبذلك يحصل له الخير ويدفع عنه الشر، ولهذا كان أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: (اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين). $ابن تيمية - مجموع الفتاوى ô فكما أن من تعامى في حياته صلى الله عليه وسلم عن نبع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من معجزاته ملوم مدحور، ومأزور غير مأجور، فكذلك من تعامى عن آيات الكتاب وكأن لم يقرع أذنه قارع، من هذا الباب، ولهذا نبه تعالى بقوله: (أفلا يتدبرون القرآن). –سورة النساء 82- $أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي - البرهان فيتناسب سور القرآن ô قال ابن عقيل يوماً في وعظه: يا من يجد من قلبه قسوة، احذر أن تكون نقضت عهداً فإن الله يقول: (فبما نقضهم ميثاقهملعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية). - سورة المائدة 13- $ذم قسوة القلب لابن رجب ô قال تعالى في قصة ابني آدم في سورة المائدة 31 : (فبعث الله غراباً يبحث في الأرض)تأمل الحكمة في إرسال الله تعالى لابن آدم الغراب المؤذن اسمه بغربة القاتل من أخيه وغربته هو من رحمة الله وغربته من أبيه وأهله واستيحاشه منهم واستيحاشهم منه. $ابنالقيم - مفتاح دار السعادةقال بعض أهل الفضل من المفسرين: الغراب أحد الفواسق الخمسة وفعل ابن آدم وهو القتل من أعظم الفسق، فناسب ما بعث إليه هذا الفعل، والله أعلم بمراد كتابه. ô قال تعالى عن الكافرين في سورة المائدة 37: (ولهم عذاب مقيم)إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة، من الآلام النفسية : غماً وحزناً وقسوة وظلمة قلب وجهلا، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم. ولهذا نجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما يزيل العقل، ويلهي القلب، من تناول مسكر، أو رؤية مله، أو سماع مطرب، ونحو ذلك. $ابن تيمية - اقتضاء الصراط المستقيم ô سئل القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي عن السر في تطرق التغيير للكتب السالفة وسلامة القرآن من طرق التغيير له؟ فأجاب: بأن الله أوكل للأحبار حفظ كتبهم فقال في سورة المائدة 44: (بما استحفظوا من كتاب الله) وتولى حفظ القرآن بذاته تعالى فقال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). –سورة الحجر9- $التحرير والتنوير - محمد الطاهر ابن عاشور ô قال تعالى في سورة الأنعام 68: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) فمجالسة الفساق تبعث على مساوقة طباعهم وأخلاقهم الرديئة، وهو داء دفين قلّ ما يتنبه له العقلاء فضلاً عن الغافلين، وذلك أنه قلّ أن يجالس الإنسان فاسقاً مدة مع كونه منكراً عليه في باطنه إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لوجد فرقاً في النفور عن الفساد؛ لأن الفساد يصير بكثرة المباشرة هيناً على الطبع ويسقط وقعه واستعظامه . $ابن قدامة -مختصر منهاج القاصدين فإذا رزقت يقظة فصنها في بيت عزلة فإن أيدي المعاشرة نهابة، احذر معاشرة البطالين فإن الطبع لص، لاتصادقن فاسقاً ولا تثق إليه، فإن من خان أول منعم عليه لا يفي لك. $ ابن القيم - بدائعالفوائد ô حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء : أحدهما : رد الحق لمخالفته هواك، فإنك تعاقب بتقليب القلب، ورد ما يرد عليك من الحق رأساً، ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك .قال تعالى في سورة الأنعام 110: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) فعاقبهم على رد الحق أول مرة بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك. الثاني : التهاون بالأمر إذا حضر وقته فإنك إن تهاونت به ثبطك الله و أقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك .قال تعالى في سورة التوبة 83: (فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوامعي أبدا ولن تقاتلوا معي عدواً إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين) فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فلتهنه السلامة. $ ابن القيم - بدائع الفوائد ô قال تعالى في سورة الأنعام 122: (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) فأكمل الناس حياة أكملهم استجابة لهذا القرآن، ففيه الحياة الكاملة ومن فاته جزء من الاستجابة للقرآن فقد فاته جزء من الحياة الحقيقة الكاملة. $ابن القيم - الفوائد ô قال تعالى في سورة الأعراف 27 بعد ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان : (يا بني آدم لايفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة)(يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلمسجد) (يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم ءاياتي) لمخاطبتهم ببني آدم وقع عجيب بعد الفراغ من ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان :وذلك أن شأن الذرية أن تثأر لآبائها وتعادي عدوهم، وتحترس من الوقوع في شَركِه. $ محمد الطاهر بن عاشور - التحرير والتنوير ô قال تعالى في سورة الأعراف 55 : (ادعو ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) في الآية دليل على أن من لم يدعه تضرعاً وخفية فهو من المعتدين الذين لا يحبهم. $ ابن القيم - بدائع الفوائد ô قال تعالى في سورة الأعراف 154: (ولما سكت عنموسى الغضب) عدل سبحانه عن قوله سكن إلى قوله (سكت) تنزيلاً للغضب منزلة السلطان الآمر الناهي الذي يقول لصاحبه: افعل لا تفعل فهو مستجيب لداعي الغضب الناطق فيه المتكلم على لسانه. $ ابن القيم - إغاثة اللهفان فيحكم طلاق الغضبان ô قال تعالى في سورة الأعراف 163 : (وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون فيالسبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون) فاعتدوا فكان الجزاء: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) عوقب هؤلاء المتحيلين أنهم مسخوا قردة خاسئين، والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح، فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي، وهذا لأن الجزاء من جنس العمل. $ابن عثيمين - تفسير سورة البقرة الذي فعله اليهود هو إلقاء الشباك يوم الجمعة فتدخل فيها الحيتان ويخرجونها يوم الأحد حتى يظفروا بصيد السبت الذي نهوا عن الصيد فيه . ô قال تعالى في سورة الأنفال 64: (يا أيها النبي حسبك الله)، وقال تعالى في سورة الأنفال 65 : (ياأيها النبي حرض المؤمنين) ، وقال تعالى في سورة آل عمران 176: (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) ناداه بالنبي كما ناداه بالرسول في بعض المواضع، ولم يناده باسمه العلمي قط، فإن مواجهة العظماء بأسمائهم ليست من عادة الكرماء. $القونوي - حاشيةالقونوي على تفسير البيضاوي ô قال تعالى في سورة التوبة 28: (إنما المشركون نجس) نجاسة المشرك عينية؛ ولهذا جعل سبحانه المشرك نَجَساً بفتح الجيم ولم يقل إنما المشركون نجِِس بالكسر فإن النَجَس عين النجاسة والنجِس (بالكسر) هو المتنجس، فأنجس النجاسة الشرك كما أنه أظلم الظلم. $ابن القيم - إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ô قال تعالى عن مانعي زكاة الذهب والفضة في سورة التوبة 35: (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههموجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) ظهر لي في هذه الآية معنى: وهو أن كي هذه المواضع الثلاثة هي أشد على الإنسان من غيرها، وهي متضمنة لجهاته الأربع، الأمام والخلف واليمين والشمال، وهذه الوجوه التي يُخرج منها الإنسان. فلما منعوا الواجب عليهم منعاً تاماً من جميع جهاتهم جوزوا بنقيض مقصودهم. $السعدي - المواهب الربانية منالآيات القرآنية ô تقديم الأموال على الأنفس في الجهاد وقع في جميع القرءان إلا في موضع واحد قدمت فيه الأنفس وهو قوله تعالى في سورة التـوبة 111: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجـنة) فما الحكمة من ذلك؟ تقديم الأنفس هنا هو الأولى؛ لأنها هي المشتراة بالحقيقة وهي مورد العقد وهي السلعة التي استامها ربها وطلب شراءها لنفسه وجعل ثمن هذا العقد رضاه وجنته .والأموال تبع لها فإذا ملك المشتري النفس ملك مالها فإن العبد وما يملكه لسيده .فحسن تقديم النفس على المال في هذه الآية حسناً لا مزيد عليه. $ابن القيم - بدائع الفوائد ô قال تعالى في قصة كعب بن مالك وصاحبيه في غزوة تبوك في سورة التوبة 118: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) يتبادر للذهن أن المقصود بالذين خلفوا أي تخلفوا عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل هذا صحيح؟ ليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا . $كعب بن مالك رضي الله عنه- صحيح البخاري قد فسرها كعب بالصواب فليس ذلك تخلفهم عن الغزو؛ لأن الله لو أراد ذلك لقال وعلى الثلاثة الذين تخلفوا.$ ابن القيم - مدارج السالكين ô قال تعالى في سورة يونس 5: (هو الذي جعل الشمسضياءً والقمر نوراً) فجعل الشمس ضياءً لانتفاع الناس بضيائها في مشاهدة ما تهمهم مشاهدته بما به قوام أعمال حياتهم في أوقات أشغالهم. وجعل القمر نوراً للانتفاع بنوره انتفاعاً مناسباً للحاجة التي قد تعرض إلى طلب رؤية الأشياء في وقت الظلمة وهو الليل .ولذلك جعل نوره أضعف لينتفع به بقدر ضرورة المنتفع فمن لم يضطر إلى الانتفاع به لايشعر بنوره، ولا يصرفه ذلك عن سكونه الذي جعل ظلام الليل لحصوله. $ محمد الطاهر بن عاشور ـ التحرير والتنوير ôذكر الله الرياح في القرآن جمعاً ومفردة، فحيث كانت في سياق الرحمة أتت مجموعة وحيث وقعت في سياق العذاب أتت مفردة. وسر ذلك أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والمهاب والمنافع وإذا هاجت منها ريح أُنشأ لها ما يقابلها ما يكسر سورتها ويصدم حدتها فينشأ من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات. وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد لا يقوم لها شيء ولا يعارضها غيرها حتى تنتهي إلى حيث أُمرت. ثم تأمل كيف اطرد هذا إلا في قوله تعالى: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلكوجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف) – سورة يونس 22- فذكر ريح الرحمة الطيبة بلفظ الإفراد؛ لأن تمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لا باختلافها. فإن السفينة لا تسير إلا بريح واحدة من وجه واحد تسيرها فإذا اختلفت عليها الرياح وتصادمت وتقابلت فهو سبب الهلاك فالمطلوب هناك ريح واحدة لا رياح. وأكد هذا المعنى بوصفها بالطيب دفعاً لتوهم أن يكون ريحاً عاصفة بل هي مما يفرح بها لطيبها . فلينزه الفطن بصيرته في هذه الرياض المونقة المعجبة التي ترقص القلوب لها فرحاً ويغتذي بها عن الطعام والشراب فالحمد لله الفتاح العليم . فتبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه، وهذه المعاني ونحوها إذا تجلت للقلوب رافلة في حللها، فإنها تسبي القلوب وتأخذ بمجامعها. $ابن القيم - بدائعالفوائد
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() ô قال تعالى عن القرءان في سورة يونس 57: (قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور) وقال تعالى عن العسل: (فيه شفاءللناس) لم يصف الله في كتابه بالشفاء إلا القرءان والعسل فهما الشفاءان .القرءان شفاء القلوب من أمراض غيها وضلالها وأدواء شبهاتها وشهواتها .والعسل شفاء الأبدان من كثير من أسقامها وأخلاطها وآفاتها .ولقد أصابني أيام مـقامي بمكة أسقام مختلفة ولا طبيب هناك ولا أدوية فكنت استشفي بالعسل وماء زمزم ورأيت فيهما من الشفاء أمراً عجباً .وتأمل إخباره سبحانه وتعالى عن القرءان بأنه نفسه شفاء وقال عن العسل فيه شفاء للناس وما كان نفسه شفاء أبلغ مما جعل فيه شفاء. $ابن القيم - مفتاح دار السعادة ô قال تعالى في سورة يونس 94: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) في الآية تنبيه على أن كل من خالجته شبهة في الدين ينبغي أن يسارع إلى حلها بالرجوع إلى أهل العلم. $البيضاوي - تفسير البيضاوي ô قال تعالى في بيان رؤيا يوسف في سورة يوسف 4 : (يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) ذكر جماعة من المفسرين أن القمر تأويله الأب والشمس تأويلها الأم، فاستقرأ بعض الناس من تقديمها وجوب بر الأم وزيادته على بر الأب. $ابن الفرس - أحكام القرءان ô قال تعالى في سورة يوسف 5 : (قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لككيدا) يعقوب عليه السلام عرف تأويل الرؤيا ولم يبال بذلك فإن الرجل يود أن يكون ولده خـيراً منه، والأخ لا يود ذلك لأخيه. $ابن العربي - أحكامالقرآن ô قال تعالى عن يوسف عليه السلام في سورة يوسف 22: (ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين) في هذه الآية دليل على أن الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى العباد سبب ينال به العلم، وتنال به خيرات الدنيا والآخرة. $ السعدي - فوائد مستنبطة من قصة يوسف ô قال تعالى عن يوسف عليه السلام في سورة يوسف 24 : (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنهمن عبادنا المخلصين) محبة الصور المحرمة وعشقها من موجبات الشرك، وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد، وكلما كان أكثر إخلاصاً وأشد توحيداً كان أبعد من عشق الصور. ولهذا أصاب امرأة العزيز ما أصابها من العشق لشركها ونجا منه يوسف الصديق عليه السلام بإخلاصه. $ ابنالقيم - إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ô قال تعالى عن يوسف عليه السلام في سورة يوسف 24 : (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنهمن عبادنا المخلصين) محبة الصور المحرمة وعشقها من موجبات الشرك، وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد، وكلما كان أكثر إخلاصاً وأشد توحيداً كان أبعد من عشق الصور. ولهذا أصاب امرأة العزيز ما أصابها من العشق لشركها ونجا منه يوسف الصديق عليه السلام بإخلاصه. $ابنالقيم - إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ô قال تعالى في شأن يوسف وامرأة العزيز في سورة يوسف 25: (واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب) تأمل: المتبادر للذهن أن يكون الخطاب وألفيا سيدهما؛ لأن يوسف مملوك لدى العزيز فلماذا نسبت السيادة للمرأة فقط؟ لأن يوسف مسلم والعزيز كافر ولا تكون أبداً السيادة للكافر على المسلم. $البقاعي - نظم الدرر وجه آخر: وإنما لم يقل سيدهما؛ لأن ملكه ليوسف لم يكن صحيحاً فلم يكن سيداً له لأن استرقاق يوسف غير شرعي وهذا كلام ربه العليم بـأمره لا كلام من استرقه. $الهرري - حدائق الروح والريحان ô قال تعالى في سورة يوسف 30 : (وقال نسوة في المدينة امرأةالعزيز تراود فتاها عن نفسه) لماذا قلن امرأة العزيز ولم يصرحوا باسمها؟ أضفنها إلى زوجها؛ إرادة لإشاعة الخبر فإن النفس إلى سماع أخبار أولي الأخطار والمكانة أميل. $ البقاعي - نظم الدرر ô إذا كانت مشاهدة مخلوق يوم (اخرج عليهن) –سورة يوسف 31- استغرقت إحساس الناظرات (وقطعن أيديهن) وماشعرن، فكيف بالحال يوم المزيد؟ ! لو أحببت المعبود لحضر قلبك في عبادته. $ ابن القيم - الفوائد ôمن قال أني لا أحب الدنيا فهو كذاب، فإن يعقوب عليه السلام لما طلب منه أبناءه أخاهم بنيامين قال في سورة يوسف 64 (هل ءامنكمعليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل) فقالوا: (ونزداد كيل بعير) فقال: خذوه. $أبو الوفاء بن عقيل - صيد الخاطر ô طلب العفو من الشباب أسهل منه عند الشيوخ ألم تر إلى يوسف لما طلب منه إخوته أن يعفو عنهم قال في سورة يوسف 92: (لا تثريب عليكماليوم) ولما طلبوا من يعقوب قال: (سوف أستغفر لكم ربي). $عطاء الخراساني - تفسير ابن أبي حاتم ô قال يوسف عليه السلام بعد أن اجتمع إليه أهله في سورة يوسف 100: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو) إن قلت : لم ذكر يوسف نعمة الله عليه في إخراجه من السجن دون إخراجه من الجب مع أنه أعظم نعمه؛ لأن وقوعه في الجب كان أعظم خطراً ؟ هذا من عظيم خلق يوسف؛ لأن في ذكر الجب توبيخاً وتقريعاً لإخوته بعد قوله: (لا تثريب عليكم اليوم) فعدل عن ذلك وذكر السجن. $زكريا الأنصاري - فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرءان ô قال تعالى في سورة إبراهيم 34: (وإن تعدوانعمة الله لا تحصوها)ولو ذهبنا نستعرض لطفه سبحانه في نعمه الظاهرة لفنيت الأعمار ولم ندرك لها عداً ويكفي أن نذكر لطفه سبحانه في تيسير لقمة واحدة يتناولها العبد من غير كلفة يتجشمها وقد تعاون على إصلاحها خلق كثير . من مصلح الأرض وزارعها وساقيها وحاصدها ومنقيها وطاحنها وعاجنها وخابزها، وتيسير مضغها مما وضع الله في الفم من أسنان طاحنة وقاطعة ولسان يدير اللقمة ويسهلها للبلع ولعاب يسهل مرورها في المريء إلى آخر هذه الألطاف الربانية. $عبد العزيز الجليل - ولله الأسماء الحسنى ô قال تعالى في سورة الحجر 87: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدنعينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم) فكأنه قال: ولقد آتيناك عظيماً خطيراً فلا تنظر إلى غير ذلك من أمور الدنيا. $ ابن عطية - المحرر الوجيز ô قال تعالى النحل 7: (وإنالله بكم لرءوف رحيم)أقرب الخلق إلى الله تعالى أعظمهم رأفة ورحمة، كما أن أبعدهم منه من اتصف بضد صفاته. $ ابنالقيم - الروح ôقال تعالى في سورة النحل 68: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيـوتاً ومن الشجر ومما يعرشون) فتأمل كمال طاعتها وحسن ائتمارها لأمر ربها تعالى، كيف اتخذت بيوتها في الجبال وفي الشجر وفي بيوت الناس حيث يعرشون أي: يبنون العروش وهي البيوت، فلا يرى للنحل بيت غير هذه الثلاثة البتة .وتأمل كيف أن أكثر بيوتها في الجبال، وهو البيت المقدم في الآية ثم الأشجار وهو من أكثر بيوتها، وأقل بيوتها بينهم حيث يعرشون . $ابن القيم - مفتاح دار السعادة ô قال تعالى في سورة النحل 97: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) فهذا خبر أصدق الصادقين ومخبره عند أهله عين اليقين بل حق اليقين، فلا بد لكل من عمل صالحاً وهو مؤمن أن يحييه الله حياة طيبة بحسب إيمانه وعمله، ولكن يغلط الجفاة الأجلاف في مسمى الحياة الطيبة حيث يظنونها التنعم في أنواع المآكل والمشارب والملابس والمناكح أو لذة الرياسة والمال وقهر الأعداء والتفنن في أنواع الشهوات، ولا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم، بل يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان. ولكن أين هذه اللذة من اللذة بأمر، إذا خالط بشاشته القلوب سلا عن الأبناء والنساء والأوطان والأموال والإخوان والمساكن ورضي بتركها كلها والخروج منها رأسها وعرض نفسه لأنواع المكاره والمشاق وهو متحل بهذا منشرح الصدر به . والمقصود أن الهدى مستلزم لسعادة الدنيا وطيب الحياة والنعيم العاجل . $ابن القيم - مفتاح دارالسعادة ô قال تعالى في سورة الإسراء 1 : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) عبّر جل ذكره بالتسبيح أمام ذكر الإسراء بنبيه وعبده محمد صلى الله عليه وسلم، وكان مقتضى الحال حسب ما يظهر لعقولنا الضعيفة أن يعبر بالحمد والثناء فما الحكمة في ذلك؟ من الحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم صبيحة الإسراء بما حصل، ولو كان كذباً، لما تركه الله، فإن الله ينزه أن يمكّن شخصاً يكذب عليه مثل هذا الكذب من غير أن ينتقم منه، والله أعلم. $ ابن عثيمين - المنتقى منفرائد الفوائد ô قال تعالى في سورة الإسراء 82:(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيدالظالمين إلا خسارا) فلله الحمد والشكر والثناء، على أن جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورا وتبصرة وتذكرة وعبرة وبركة وهدى وبشرى للمسلمين. فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها، وكان حقيقا بالعبد أن يبذل جهده ويستفرغ وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك. $السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ô قال تعالى في سورة الكهف 50 : (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئسللظالمين بدلا) ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب !وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي فكانت معاداته لأجلكم ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة! $ابن القيم - الداء والدواء
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() قال تعالى عن قصة موسى والخضر عليهما السلام في سورة الكهف 71: (فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا) قال الناصر في الانتصاف: بادر موسى بالإنكار؛ التهاباً وحمية للحق فقال: (أخرقتها لتغرق أهلها) ولم يقل (لتغرقنا) فنسي نفسه واشتغل بغيره في الحالة التي كل أحد فيها يقول: (نفسي نفسي) لا يلوي على مال ولا ولد، وتلك حالة الغرق. فسبحان من جبل أنبياءه وأصفيائه على نصح الخلق والشفقة عليهم والرأفة بهم. $القاسمي - محاسن التأويل ô قال تعالى في قصة ذي القرنين في سورة الكهف 96:(حتى إذا ساوىبين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال ءاتوني أفرغ عليه قطراً * فمااسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً) في هذه الآية دليل على اتخاذ السجون وحبس أهل الفساد فيها، ومنعهم من التصرف لما يريدونه ولا يتركون وماهم عليه. $القرطبي - الجامع لأحكام القرآن ô قال تعالى مخبراً عن المسيح ابن مريم عليه السلام في سورة مريم 31: (وجعلني مباركاً أين ما كنت) أي معلماً للخير داعياً إلى الله مذكراً به مرغباً في طاعته .فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به. $ ابن القيم - رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ( الرسالة التبوكية) ô أما ما يذكره العـوام أن (يس) و (طه) من أسماء النبي فغير صحيح ليس في ذلك حديث صحيح، ولاحسن ولا مرسل ولا أثر عن صاحب إنما هذه الحروف مثل (ألم ) و (حم) ونحوها. $ابن القيم - تحفة المولود ô قال تعالى عن تحطيم إبراهيم عليه السلام للأصنام في سورة الأنبياء 58: (فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم)تأمل هذا الاحتراز العجيب ! فإن كل ممقوت عند الله لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم إلا على وجه إضافته لأصحابه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول: إلى عظيم الفرس إلى عظيم الروم ونحو ذلك ولم يقل إلى العظيم. وهنا قال تعالى: (إلا كبيراً لهم) ولم يقل كبيراً من أصنامهم، فهذا ينبغي التنبه له والاحتراز من تعظيم ما حقره الله إلا إذا أضيف إلى من عظمه. $السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ô قال تعالى في وصف عذاب الكافرين في جهنم في سورة الحج 22: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها) لما كان الكفار في سجن الكفر والشرك وضيقه، وكانوا كلما هموا بالخروج منه إلى فضاء الإيمان وسعته وروحه، رجعوا على حوافرهم، كانت عقوبتهم في الآخرة كذلك .فالكفر والمعاصي والفسوق كله غموم، وكلما عزم العبد أن يخرج منه أبت عليه نفسه وشيطانه ومألفه، فلا يزال في غم ذلك حتى يموت، فإن لم يخرج من غم ذلك في الدنيا بقي في غمه في البرزخ وفي القيامة، وإن خرج من غمه وضيقه ها هنا خرج منه هناك .فما حَبَسَ العبد عن الله في هذه الدار حبسه عنه بعد الموت، وكان معذباً به هناك كما كان قلبه معذباً به في الدنيا. $ ابن القيم - روضة المحبين ô قال تعالى في سورة الفرقان 30 : (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) وفي هذه الشكوى من التخويف والتحذير ما لايخفى، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا شكوا إلى الله قومهم عجل لهم العذاب ولم ينظروا. $الألوسي - روحالمعاني وهذه الآيات وإن كانت في المشركين إلا أن العبرة بعموم لفظها، فنظمها الكريم مما يرهب عموم المعرضين عن العمل بالقرآن، والأخذ بآدابه. $القاسمي - محاسن التأويل لذا ينبغي لكل مسلم يخاف العرض على ربه أن يتأمل هذه الآية الكريمة، ويمعن النظر فيها مراراً وتكراراً ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى والطامة الكبرى التي عمت جل بلاد المسلمين من هذه المعمورة وهي هجر القرآن الكريم. $الشنقيطي- أضواء البيان ôقال تعالى في وصف عباده المؤمنين في سورة الفرقان 63: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) كان التعليق بإذا؛ لأن مخاطبة الجاهلين لهم بالسوء أمر محقق ومتى سلم أهل العلم والدين من الجاهلين ؟ !. $عبدالحميد بن باديس - تفسير ابن باديس ô قال تعالى مخبراً عن دعاء سليمان عليه السلام في سورة النمل 19: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليوعلى والدي) هذا من تمام بر الوالدين، كأن هذا الولد خاف أن يكون والداه قصرا في شكر الرب عز وجل، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا . $ابن هبيرة - ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ôقال تعالى في سورة القصص 20: (وجاء من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك) فيه دليل على جواز النميمة لمصلحة دينية . $القرطبي - الجامع لأحكام القرآن ôقال تعالى عن موسى عليه السلام في سورة القصص 22: (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل) فيه تنبيه لطـيف على أن الناظر في العلم عند الحاجة إلى العـمل أو التكلم به إذا لم يترجح عنده أحد القولين فإنه يستهدي ربه ويسأله أن يهديه إلى الصواب من القولين بعد أن يقصد الحق بقلبه ويبحث عنه، فإن الله لا يخيب من هذه حاله. كما جرى لموسى لما قصد تلقاء مدين، ولايدري الطريق المعين إليها قال: (عسى ربي أن يهديني سواء السبيل)، وقد هداه الله وأعطاه ما رجاه وتمناه. $ السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ô لما علم الله سبحانه أن قلوب المشتاقين إليه لا تهدأ إلا بلقائه ضرب لهم أجلاً للقاء تسكيناً لقلوبهم فقال تعالى في سورة العنكبوت 5 : (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت). $ابن القيم - روضةالمحبين ô إني لأمر بالمثل من كتاب الله عز وجل ولا أعرفه فأغتم به لقول الله عز وجل: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون). –سورة العنكبوت 43- $عمرو بن مرة - فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بنسلام ô لقد عظمت نعمة الله على عبد أغناه بفهم كتابه عن الفقر إلى غيره : (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرىلقوم يؤمنون). سورة العنكبوت 51. $ ابن القيم - بدائع الفوائد ô قال تعالى في سورة الروم 22: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) من بدائع آياته سبحانه وتعالى أن جعل هذه الصفات مختلفة فلا تكاد تسمع شخصين يتكلمان فيشبه صوت أحدهما صوت الآخر أو شكله، وكذلك الصور وتخطيطها والألوان وتنويعها، ولاختلاف ذلك وقع التعارف فإنك لو رأيت توأمين متشابهين لا يتميز عندك أحدهما عن الآخر إلا بجهد فعند ذلك تعرف نعمة الله تعالى في الاختلاف. $السخاوي - تفسير القرآن العظيم ô الحيوان البهيم يتأمل العواقب، وأنت لا ترى إلا الحاضر. ما تكاد تهتم بمؤونة الشتاء حتى يقوى البرد، ولا بمؤونة الصيف حتى يقوى الحر، والذر يدخر الزاد من الصيف لأيام الشتاء. وهذا الطائر إذا علم أن الأنثى قد حملت أخذ ينقل العيدان لبناء العش قبل الوضع، أفتراك ما علمت قرب رحيلك إلى القبر، فهلا بعثت فراش: (ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون). –سورة الروم 44- $ابن القيم ـ بدائع الفوائد ô قال تعالى في سورة لقمان 34: (إن الله عـنده علم الساعـة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحـام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) تأمـل: قال سبحانه وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ولم يقل وماتدري نفس ماذا تعمل غدا فلماذا؟ لأن النفوس تعلم ماذا ستعمل في غدها لكن هل تكسبه أم لا هذا في علم الله عز وجل . $ابن عثيمين - مجموع الفتاوى ô قال تعالى في سورة السجدة 16: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاًوطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلاتعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوايعلمون) تأمل: كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لاتعلمه نفس .وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقومون إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة. $ابن القيم - حادي الأرواح ô قال تعالى في سورة الأحزاب 6 : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) أي في الحرمة والاحترام، وإنما جعلهن كالأمهات، ولم يجعل نبيه كالأب حتى قال سبحانه: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) لأنه تعالى أراد أن أمته يدعون أزواجه بأشرف ما تنادى به النساء وهو الأم، وأشرف ما ينادى به النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الرسول لا الأب، ولأنه تعالى جعله أولى بنا من أنفسنا، وذلك أعظم من الأب في القرب والحرمة، إذ لا أقرب إلى الإنسان من نفسه. $زكرياالأنصاري - فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن ô قال تعالى في سورة الأحزاب 30 : (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا *ومن يقنت منكن لله ورسوله ويعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقاً كريما)تأمل :عبر هنا عند إيتاء الأجر بقوله: (نؤتها) للتصريح بالمؤتي وهو الله، وفي الآية التي قبلها عبر عند العذاب بقوله (يُضاعف) فلم يصرح بالمعذب، إشارة إلى كمال الرحمة والكرم، ولأن الكريم عند النفع يظهر نفسه وفعله، وعند الضر لا يذكر نفسه. $ الرازي - التفسير الكبير ô قال تعالى في سورة الأحزاب 37: (فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون علىالمؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً) كان يقال: زيد بن محمد حتى نزل: (ادعوهم لآبائهم ) فقال: أنا زيد بن حارثة، وحرُم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد .فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أنه سماه في القرآن فقال تعالى: (فلما قضى زيد منها وطراً). ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار اسمه قرآناً يتلى في المحاريب، نوه به غاية التنويه، فكان هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم له. $عبدالرحمن السهيلي - الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام ôقال تعالى في سورة الأحزاب 60: (لئن لم ينـته المنافقون والذين في قلوبهم مرض لنغرينك بهم ثم لايجاورونك فيها إلا قليلاً) في الآية دليل على جواز ترك إنفاذ الوعيد، والدليل على ذلك بقاء المنافقين معه صلى الله عليه وسلم حتى مات، والمعروف من أهل الفضل إتمام وعدهم وتأخير وعيدهم. $ القرطبي - الجامع لأحكام القرآن ô قال تعالى في سورة سبأ 10: (ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد* أن اعمل سابغات وقدر في السرد) في هذه الآية دليل على مشروعية تعلم أهل الفضل الصنائع وأن التحرف بها لا ينقص من مناصبهم، بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم عن غيرهم، وكسب الحلال الخلي عن الامتنان. $القرطبي - الجامع لأحكام القرآن ô أربع آيات في كتاب الله إذا ذكرتهن لا أبالي على ما أصبحت أو أمسيت: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلاممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده) –سورة فاطر 2-، (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلاهو) –سورة يونس107-، (سيجعل الله بعد عسر يسرا) –سورة الطلاق7- ، (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) –سورة هود 6- $عامر بن عبد قيس - المدهش لابن الجوزي ô قال تعالى في سورة فاطر 22 : (إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور) شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور وهذا من أحسن التشبيه، فإن أبدانهم قبور قلوبهم فقد ماتت قلوبهم وقبرت في أبدانهم. ولقد أحسن القائل: وفي الجهل قبل الموت موت لأهـله وأجسـامهم قبـل القبـور قبـور وأرواحهم في وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشـور نشـور $ابن القيم -إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ô قال تعالى في سورة فاطر 29: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور) فهذا ثناء من الله تعالى على قراء القرآن العظيم أنهم يستمرون على تلاوته ويداومون عليها، فهم يتلون ألفاظه بدراسته، ومعانيه بتتبعها واستخراجها . $الشوكاني - فتحالقدير ôقال تعالى في سورة يس 20: (وجاء من أقصا المدينة رجل يسعىقال يا قوم اتبعوا المرسلين) ثم قال: (إني ءامنت بربكم فاسمعون) فكان جزاءه من قومه القتل، فقيل له عند موته: (قيل ادخل الجنةقال ياليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) في هذه الآيات تنبيه عظيم، ودلالة على وجوب كظم الغيظ، والحلم عن أهل الجهل، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأسرار وأهل البغي، والتشمر في تخليصه والتلطف في افتدائه والاشتغال بذلك عن الشماتة والدعاء عليه .ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته، والباغين له الغوائل، وهم كفرة عبدة أصنام. $القرطبي - الجامعلأحكام القرآن ô قال الضحاك بن قيس :اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس عليه السلام كان يذكر الله فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى: (فلولا أنه كان من المسبحين * للبث فيبطنه إلى يوم يبعثون) –سورة الصافات 143-وإن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله، فلما أدركه الغرق قال: آمنت، فقال الله تعالى: (آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين). –سورة يونس 91- $ابن رجب الحنبلي - نور الاقتباس في مشكاةوصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ô قال تعالى في سورة ص 29 : (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته) وما تدبر آياته إلا اتباعه والعمل به، أما والله ما هو بحفظ حروفه، وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا، وقد والله أسقطه كله، مايرى له القرآن في خلق ولا عمل حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا؟ لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء. $الحسن البصري - أخلاق حملة القرآن للآجري ô قال تعالى في الثناء على أيوب عليه السلام في سورة ص 44: (إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب) فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابراً، وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد. $ ابن القيم - عدة الصابرين
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() تأمل قوله سبحانه في سورة ص 50 : (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب)، كيف تجد تحته معنىً بديعاً وهو أنهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هي، وأما النار فإذا دخلها أهلها أغلقت عليهم أبوابها كما قال تعالى في سورة الهمزة 8 : ( إنها عليهم مؤصدة) ففي تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم من الجنة حيث شاءوا، ودخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت، وأيضاً أشار إلى أنها دار أمن لايحتاجون فيها إلى غلق الأبواب كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا. $ ابن القيم - حادي الأرواح إلى بلادالأفراح ô قال تعالى في سورة غافر 7 : (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون بهويستغفرون للذين ءامنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فا غفر للذين تابوا واتبعواسبيلك وقهم عذاب الجحيم) في هذه الآية دليل على أن صفة الإيمان إذا جمعت بين شخصين يجب أن تكون داعية للنصيحة وأن يستغفر له بظهر الغيب، وإن تباعدت أماكنهم وتفاوتت أجناسهم . فإنه لا اشتراك بين سماوي وأرضي، ولا بين ملك وبشر، ومع ذلك لما جمعتهم صفة الإيمان استغفر أهل السماوات العلى لأهل الأرضين السفلى. $ السخاوي - تفسير القرآن العظيمقال خلف بن هشام البزار القارئ :كنت أقرأ على سليم بن عيسى، فلما بلغت: (ويستغفرون للذين ءامنوا) بكى، ثم قال: يا خلف! ما أكرم المؤمن على الله نائماً على فراشه، والملائكة يستغفرون له . ô قال تعالى في سورة غافر 7 : (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذابالجحيم) علمت الملائكة أن الله عز وجل يحب عباده المؤمنين فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم، وأحسن القرب أن يُسأل المُحب إكرام حبيبه، فإنك لو سألت شخصاً أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده، حيث تحثه على إكرام محبوبه. $يحيى بن هبيرة - ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ô قال تعالى عن آل فرعون في سورة غافر 46: (النار يعرضون عليها غدواً وعشيا)قال ابن سيرين: كان أبو هريرة يأتينا بعد صلاة العصر فيقول: عرجت ملائكة، وهبطت ملائكة، وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار. $ ابن رجب - أهوال القبور وأحوالأهلها إلى النشور ô يا قوم: قلوبكم على أصل الطهارة، وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب فرشوا عليها قليلاً من ماء العيون وقد طهرت. ذكروها مدحة (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) –سورة فصلت 30- لعلها تحن إلى الاستقامة، عرفوها اطلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد، لعلها تستحي من قربه ونظره (ألم يعلم بأن الله يرى) (إن ربكلبالمرصاد). $ابن رجب - تحقيق كلمة الإخلاص ô قال تعالى في سورة فصلت 35: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن تفسير هذه الآية فقال :الرجل يشتمه أخوه فيقول :إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك. $السيوطي – الدر المنثور ô فنحمد الله العزيز، الذي أنزل كتاباً عزيزاً: (وإنه لكتاب عزيز)–سورة فصلت41-على نبي عزيز: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز) –سورة التوبة 128-لأمة عزيزة: (وللهالعزة ولرسوله وللمؤمنين).–سورة المنافقون 8- $الرازي - التفسيرالكبير ôقال تعالى في سورة الشورى 49 ![]() $ابن القيم - تحفة المودود بـأحكام المولود ôقال تعالى في سورة محمد 19: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها، فيعظموا الله حق عظمته. ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً، طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه وتفسيرها . $قوام السنة الأصفهاني ـ الحجة في بيان المحجة ô قال تعالى في سورة الحجرات 13: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ليس في كتاب الله آية واحدة يمدح فيها أحد بنسبه، ولايذم بنسبه، وإنما يمدح بالإيمان والتقوى، ويذم بالكفر والفسوق والعصيان . $ابن تيمية - مجموع الفتاوى ô قال تعالى في سورة ق 38 : (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون) تأمل قوله تعالى : (فاصبر على ما يقولون) فإن أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم نسبوه إلى ما لا يليق به، وقالوا فيه ما هو منزه عنه، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يصبر على قولهم، ويكون له أسوة بربه سبحانه وتعالى حيث قال أعداؤه فيه ما لايليق. $ابن القيم - إغاثةاللهفان في مصايد الشيطان ô قال تعالى في سورة الذاريات 17: (كانواقليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون) هذه سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم، ويستقله، ويعتذر من التقصير. $الفخرالرازي - التفسير الكبير ôقال تعالى في سورة الطور 4 : (والبيت المعمور) وهذا البيت هو كعبة أهل السماء، ولهذا وجد إبراهيم الخليل عليه السلام مسنداً ظهره إلى البيت المعمور؛ لأنه باني الكعبة الأرضية والجزاء من جنس العمل. $ابنكثير - تفسير القرءان العظيم ô قال تعالى في سورة الطور 21 : (والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) دلت هذه الآية على أن شفقة الأبوة كما هي في الدنيا متوفرة كذلك في الآخرة، ولهذا طيب الله تعالى قلوب عباده بأنه لا يولههم (يفرق بينهم وبين أولادهم) بل يجمع بينهم. $الفخر الرازي - التفسير الكبير ôقال تعالى في وصف خدم الجنة في سورة الطور 24: (ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون) قيل : هذا شأن الخادم فما شأن المخدوم؟! $السخاوي - تفسير القرآن العظيم (تنبيه): السخاوي المتقدم ذكره صدر تفسيره هذا العام وهو صاحب كتاب (هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في نظم متشابه الكتاب) توفي سنة 642هـ. ôقال تعالى في سورة القمر 17: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)أي: ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم ألفاظه للحفظ والأداء ومعانيه للفهم والعلم؛ لأنه أحسن الكلام لفظاً وأصدقه معنى وأبينه تفسيراً. فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير وسهله عليه. ولهذا كان علم القرآن حفظاً وتفسيراً أسهل العلوم وأجلها على الإطلاق، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه. $السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ô قال تعالى في سورة الرحمن 60: (هلجزاء الإحسان إلا الإحسان)انظر إلى الفضل والكرم : هو الذي منّ علينا بالهداية ثم يقول: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) ، فكأننا نحن الذين أحسنا فأحسن إلينا بالجزاء مع أنه له الإحسان أولاً و آخراً هو الذي أحسن إلينا أولاً، وأحسن إلينا آخراً ولكن هذه منته سبحانه وتعالى، ومن شكره لسعي عبده. $ابن عثيمين - تفسير سورة البقرة ôقال تعالى عن نار الدنيا في سورة الواقعة 73 :(نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين) فأخبر سبحانه أنها تذكرة تذكر بنار الآخرة ومنفعة للنازلين بالقواء وهم المسافرون .والسؤال: لماذا خص الله المقوين بالذكر مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين؟ تنبيها لعباده والله أعلم بمراده من كلامه على أنهم كلهم مسافرون، وأنهم في هذه الدار على جناح سفر ليسوا مقيمين ولا مستوطنين. $ابن القيم - طريق الهجرتين ô قال تعالى عن كتابه العظيم في سورة الواقعة 79: (لايمسه إلا المطهرون) فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة. $ ابن تيمية- مجموع الفتاوى ôقال تعالى في سورة الحديد 16: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولايكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها) من أحس بقسوة في قلبه فليهرع إلى ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه يرجع إليه حاله، كما أشار إليه قوله عز وجل: (اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها) فهو تمثيل ذكر استطراداً لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة بإحياء الأرض الميتة بالغيث للترغيب في الخشوع والتحذير عن القساوة . $ الألوسي - روح المعاني ô قال تعالى في سورة الحشر 9 : (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون فيصدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسهفأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذينسبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا) اعلم أن هذه الآيات قد استوعبت جميع المؤمنين لأنهم إما المهاجرون أو الأنصار، أو الذين جاؤوا من بعدهم، وبيّن أن من شأن من جاء من بعد المهاجرين والأنصار أن يذكر السابقين وهم المهاجرون والأنصار بالدعاء والرحمة، فمن لم يكن كذلك بل ذكرهم بسوء، كان خارجاً من جملة أقسام المؤمنين بحسب نص هذه الآية. $الفخر الرازي - التفسير الكبير ô قال تعالى في سورة الحشر 21: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاًمن خشية الله) أعرف امرأة كبيرة في السن أصيبت بألم في جسدها فلما ذهبت للمستشفى قال الطبيب: إن في جسدك مجموعة من الحصوات وقرر إجراء عملية لإزالتها فرفضت المرأة إجراء العملية .بعد مدة راجعت الطبيب فتبين بعد الكشف عليها أن جميع الحصوات زالت ، سألها الطبيب متعجباً ما الذي عملتيه حتى زالت ؟ قالت : قرأت عليها القرآن، هذا القرآن الذي لو قرأ على جبل لصدعه ما يصدع حصوات صغيرة في جسمي!. $عبدالكريم الخضير - شرح العقيدة الواسطية (مسموع) ô قال تعالى في سورة الجمعة 1 :(يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس) وقال تعالى في سورة الحشر 23: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس)ولم يرد اسمه سبحانه القدوس إلا مرتين في كتابه مقروناً باسم الملك. وقال صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الوتر: (سبحان الملك القدوس ثلاثاً). ولعل السر في اقتران الملك بالقدوس: أن من صفات هذا الملك أنه قدوس، إشارة إلى أنه سبحانه مع كونه ملكاً مدبراً متصرفاً في كل شيء، فهو قدوس منزه عما يعتري الملوك من النقائص التي أشهرها الاستبداد والظلم والاسترسال مع الهوى والمحاباة. $ ابن عاشور - التحرير والتنوير
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() ô قال تعالى في سورة الجمعة 5 : (مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحماريحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين) دخل في عموم هذا من يحفظ القرآن من أهل ملتنا ثم لايفهمه ولا يعمل به. $ الطرطوشي - البدع والحوادث ô قال تعالى في سورة الجمعة 5 :(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) فقاس سبحانه من حمّله كتابه ليؤمن به ولم يحمله إلا على ظهر قلب، فقراءته بغير تدبر ولا تفهم ولااتباع ولا تحكيم له وعمل بموجبه، كحمار على ظهره زاملة أسفار لايدري ما فيها وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا، فحظه من كتاب الله عز وجل كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره. فهذا المثل وإن كان قد ضرب لليهود فهو متناول من حيث المعنى لمن حمـل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حـقه ولم يرعه حق رعايته$ .ابن القيم - إعلام الموقعين ôقال تعالى عن المنافقينفي سورة المنافقون 4 :(كأنهم خشب مسندة) أي: مقطوعة ممالة إلى الحائط لاتقوم بنفسها، ولا هي ثابتة، وإنما كانوا يستندون إلى من ينصرهم وإلى من يتظاهرون به. $أبو الوفاء بن عقيل - الآداب الشرعيةلابن مفلح ô قال تعالى في سورة التغابن 14: (يا أيها الذين ءامنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم) ليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس أنها عداوة البغضاء والمحادة، بل إنما هي عداوة المحبة الصادة للآباء عن الهجرة والجهاد والتعلم والصدقة وغير ذلك من أمور البر وأعمال الخير. $ابن القيم - عدةالصابرين ô ذكر الله جل وعلا في سورة التحريم 11 عن امرأة فرعون قولها ![]() $ابن القيم - بدائع الفوائد ô قال تعالى عن مريم عليها السلام في سورة التحريم 12: (وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانتمن القانتين) جعلها سبحانه من خيرة نساء العالمين، حتى ألحقها بالرجال في صلاحها .تأمل أنه قال: (من القانتين) ولم يقل: من القانتات؛ لأنه كما جاء في الحديث: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا قليل). $ابن عثيمين - تفسير سورة آل عمران ô قال تعالى في سورة الحاقة 30: (خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه * إنه كانلا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين) كان أبو الدرداء رضي الله عنه يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، وكان يقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها الآخر. $ الرسعني- رموز الكنوز ô قال تعالى مخبراً عن دعاء نوح عليه السلام في سورة نوح 28: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً) في هذه الآية شريعة وتنبيه لكل مؤمن على الاستغفار لوالديه إلا أن يموتا على الكفر فلا وجه لاستغفاره لهما . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يارب أنى لي هذه فيقول: باستغفار ولدك لك. $ الرسعني - رموز الكنور في تفسير الكتاب العزيز ô قال تعالى في سورة المزمل 4: (ورتل القرآن ترتيلاً) أي تمهل وفرق بين الحروف لتبين، والمقصد أن يجد الفكر فسحة للنظر وفهم المعاني، وبذلك يرق القلب ويفيض عليه النور. $ ابن عطية - المحرر الوجيز ô قال تعالى في سورة المزمل 20: (وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً) ليعلم أن مثقال ذرة في هذه الدار من الخير، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا، وما عليها في دار النعيم المقيم من اللذات والشهوات، وإن الخير والبر في هذه الدنيا، مادة الخير والبر في دار القرار، وبذره وأصله وأساسه. فوا أسفاه على أوقات مضت في الغفلات، وواحسرتاه على أزمان تقضت في غير الأعمال الصالحات، وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها من نفسها. $ الفخر الرازي - التفسير الكبير ô تسمع قوله تعالى في سورة القيامة 22 : (وجوه يومئذ ناضرة) فتهش لها كأنها فيك نزلت، وتسمع بعدها (ووجوه يومئذ باسرة) فتطمئن أنها لغيرك، ومن أين ثبت هذا الأمر؟ ومن أين جاء الطمع؟ الله الله، وما هذه إلا خدعة تحول بينك وبين التقوى. $ابن عقيل - الفنون وربما سمع بعضهم قول من قال من المفسرين: هذه نزلت في عبّاد الأصنام، وهذه نزلت في النصارى، وهذه في الصابئة، فيظن الغمر أن ذلك مختص بهم وأن الحكم لا يتعداهم، وهذا أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن. $عبداللطيف آل شيخ - الدرر السنية ô قال تعالى في سورة الإنسان 8-9 : (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا) من طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية، ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للمرسول :اسمع ما دعوا به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ويبقى أجرنا على الله. $ ابن تيمية - مجموع الفتاوى ô قال تعالى في سورة الإنسان 8-9: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه اللهلا نريد منكم جزاء ولا شكوراً)محبة المساكين والإحسان إليهم توجب إخلاص العمل لله عز وجل لأن نفعهم في الدنيا لا يرجى غالبا. $ ابن رجب - اختيارالأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى ô قال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة التكوير 24: (وما هو على الغيب بضنين)، الضنين: البخيل، قال الفراء: (يقول تعالى يأتيه غيب السماء وهو منفوس فيه فلا يضن به عليكم) وهذا معنى حسن جداً فإن عادة النفوس الشح بالشيء النفيس ولا سيما عمن لا يعرف قدره ويذمه ويذم من هو عنده، ومع هذا الرسول لا يبخل عليكم بالوحي الذي هو أنفس شيء وأجله. $ابن القيم - التبيان في أقسام القرآن ôقال تعالى عن كتاب الفجار في سورة المطففين 7 : (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين) وقال جل وعلا عن كتاب الأبرار: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون) خص تعالى كتاب الأبرار بأنه يكتب ويوقع لهم به بمشهد من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين، ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفجار؛ تنويهاً بكتاب الأبرار وما وقع لهم به، وإشهاراً له وإظهاراً بين خواص خلقه كما يكتب الملوك تواقيع من تعظمه بين الأمراء وخواص أهل المملكة تنويهاً باسم المكتوب له، وإشادة بذكره، وهذا نوع من صلاة الله سبحانه وتعالى وملائكته على عبده . $ ابن القيم - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ô قال تعالى في سورة البروج 8 : (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) هذا شأن أعداء الله دائماً، ينقمون على أوليائه ما ينبغي أن يحبوا ويكرموا لأجله. $ابن القيم - التبيانفي أيمان القرآن ôقال تعالى في سورة الأعلى 9 : (فذكر إن نفعتالذكرى) من ها هنا يؤخذ الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير أهله. $ ابن كثير - تفسير القرآن العظيم ô قال تعالى في سورة الليل 8: (فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذببالحسنى * فسنيسره للعسرى) إن قيل: كيف قابل (اتقى) بـ (استغنى)؟ وهل يمكن العبد أن يستغني عن ربه طرفة عين ؟ قيل : هذا من أحسن المقابلة فإن المتقي لما استشعر فقره وفاقته وشدة حاجته إلى ربه اتقاه، ولم يتعرض لسخطه وغضبه ومقته بارتكاب ما نهاه عنه. فإن من كان فقيراً شديد الحاجة والضرورة إلى شخص فإنه يتقي غضبه وسخطه عليه غاية الاتقاء ويجانب ما يكرهه غاية المجانبة ويعتمد فعل ما يحبه ويؤثره. فقابل التقوى بالاستغناء تشنيعاً لحال تارك التقوى، ومبالغة في ذمه بأن فعَلَ فِعلَ المستغني عن ربه لا فعل الفقير المضطر إليه الذي لا ملجأ له منه إلا إليه، ولاغنى له عن فضله وجوده وبره طرفة عين. فلله ما أحلى هذه المقابلة وما أجمع هاتين الآيتين للخيرات كلها وأسبابها وللشرور كلها وأسبابها . $ابن القيم - التبيان في أيمان القرآن ô قال تعالى في سورة القارعة 6 : (فأما من ثقلت موازينهفهو في عيشة راضية) أما العيشة الراضية فالوصف بها أحسن من الوصف بالمرضية فإنها اللائقة بهم فشبه ذلك برضاها بهم كما رضوا بها وهذا أبلغ من مجرد كونها مرضية فقط فتأمله. $ابن القيم - التبيان في أيمان القرءان ô قال تعالى في سورة العصر : (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتوتوصوا بالحق) دلت الآية على أن الحق ثقيل، وأن المحن تلازمه فلذلك قرن به التواصي. $الفخر الرازي - التفسير الكبير ô قال تعالى في سورة الفلق 5: (ومن شر حاسد إذا حسد) تأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله (إذا حسد) لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولا يرتب عليه أذى بوجه ما لا بقلبه لا بلسانه ولابيده .بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك ولا يعامل أخاه إلا بما يحب فهذا لا يكاد يخلو منه أحد . $ابن القيم - بدائعالفوائد قال ابن تيمية : ما خلا جسد من حسد، فالكريم يخفيه واللئيم يبديه. ô المعوذتين: حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس. $ابن القيم - بدائع الفوائد
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() ô قال تعالى في سورة الجمعة 5 : (مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحماريحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين) دخل في عموم هذا من يحفظ القرآن من أهل ملتنا ثم لايفهمه ولا يعمل به. $ الطرطوشي - البدع والحوادث ô قال تعالى في سورة الجمعة 5 :(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) فقاس سبحانه من حمّله كتابه ليؤمن به ولم يحمله إلا على ظهر قلب، فقراءته بغير تدبر ولا تفهم ولااتباع ولا تحكيم له وعمل بموجبه، كحمار على ظهره زاملة أسفار لايدري ما فيها وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا، فحظه من كتاب الله عز وجل كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره. فهذا المثل وإن كان قد ضرب لليهود فهو متناول من حيث المعنى لمن حمـل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حـقه ولم يرعه حق رعايته$ .ابن القيم - إعلام الموقعين ôقال تعالى عن المنافقينفي سورة المنافقون 4 :(كأنهم خشب مسندة) أي: مقطوعة ممالة إلى الحائط لاتقوم بنفسها، ولا هي ثابتة، وإنما كانوا يستندون إلى من ينصرهم وإلى من يتظاهرون به. $أبو الوفاء بن عقيل - الآداب الشرعيةلابن مفلح ô قال تعالى في سورة التغابن 14: (يا أيها الذين ءامنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم) ليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس أنها عداوة البغضاء والمحادة، بل إنما هي عداوة المحبة الصادة للآباء عن الهجرة والجهاد والتعلم والصدقة وغير ذلك من أمور البر وأعمال الخير. $ابن القيم - عدةالصابرين ô ذكر الله جل وعلا في سورة التحريم 11 عن امرأة فرعون قولها ![]() $ابن القيم - بدائع الفوائد ô قال تعالى عن مريم عليها السلام في سورة التحريم 12: (وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانتمن القانتين) جعلها سبحانه من خيرة نساء العالمين، حتى ألحقها بالرجال في صلاحها .تأمل أنه قال: (من القانتين) ولم يقل: من القانتات؛ لأنه كما جاء في الحديث: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا قليل). $ابن عثيمين - تفسير سورة آل عمران ô قال تعالى في سورة الحاقة 30: (خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه * إنه كانلا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين) كان أبو الدرداء رضي الله عنه يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، وكان يقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها الآخر. $ الرسعني- رموز الكنوز ô قال تعالى مخبراً عن دعاء نوح عليه السلام في سورة نوح 28: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً) في هذه الآية شريعة وتنبيه لكل مؤمن على الاستغفار لوالديه إلا أن يموتا على الكفر فلا وجه لاستغفاره لهما . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يارب أنى لي هذه فيقول: باستغفار ولدك لك. $ الرسعني - رموز الكنور في تفسير الكتاب العزيز ô قال تعالى في سورة المزمل 4: (ورتل القرآن ترتيلاً) أي تمهل وفرق بين الحروف لتبين، والمقصد أن يجد الفكر فسحة للنظر وفهم المعاني، وبذلك يرق القلب ويفيض عليه النور. $ ابن عطية - المحرر الوجيز ô قال تعالى في سورة المزمل 20: (وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً) ليعلم أن مثقال ذرة في هذه الدار من الخير، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا، وما عليها في دار النعيم المقيم من اللذات والشهوات، وإن الخير والبر في هذه الدنيا، مادة الخير والبر في دار القرار، وبذره وأصله وأساسه. فوا أسفاه على أوقات مضت في الغفلات، وواحسرتاه على أزمان تقضت في غير الأعمال الصالحات، وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها من نفسها. $ الفخر الرازي - التفسير الكبير ô تسمع قوله تعالى في سورة القيامة 22 : (وجوه يومئذ ناضرة) فتهش لها كأنها فيك نزلت، وتسمع بعدها (ووجوه يومئذ باسرة) فتطمئن أنها لغيرك، ومن أين ثبت هذا الأمر؟ ومن أين جاء الطمع؟ الله الله، وما هذه إلا خدعة تحول بينك وبين التقوى. $ابن عقيل - الفنون وربما سمع بعضهم قول من قال من المفسرين: هذه نزلت في عبّاد الأصنام، وهذه نزلت في النصارى، وهذه في الصابئة، فيظن الغمر أن ذلك مختص بهم وأن الحكم لا يتعداهم، وهذا أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن. $عبداللطيف آل شيخ - الدرر السنية ô قال تعالى في سورة الإنسان 8-9 : (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا) من طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية، ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للمرسول :اسمع ما دعوا به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ويبقى أجرنا على الله. $ ابن تيمية - مجموع الفتاوى ô قال تعالى في سورة الإنسان 8-9: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه اللهلا نريد منكم جزاء ولا شكوراً)محبة المساكين والإحسان إليهم توجب إخلاص العمل لله عز وجل لأن نفعهم في الدنيا لا يرجى غالبا. $ ابن رجب - اختيارالأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى ô قال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة التكوير 24: (وما هو على الغيب بضنين)، الضنين: البخيل، قال الفراء: (يقول تعالى يأتيه غيب السماء وهو منفوس فيه فلا يضن به عليكم) وهذا معنى حسن جداً فإن عادة النفوس الشح بالشيء النفيس ولا سيما عمن لا يعرف قدره ويذمه ويذم من هو عنده، ومع هذا الرسول لا يبخل عليكم بالوحي الذي هو أنفس شيء وأجله. $ابن القيم - التبيان في أقسام القرآن ôقال تعالى عن كتاب الفجار في سورة المطففين 7 : (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين) وقال جل وعلا عن كتاب الأبرار: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون) خص تعالى كتاب الأبرار بأنه يكتب ويوقع لهم به بمشهد من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين، ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفجار؛ تنويهاً بكتاب الأبرار وما وقع لهم به، وإشهاراً له وإظهاراً بين خواص خلقه كما يكتب الملوك تواقيع من تعظمه بين الأمراء وخواص أهل المملكة تنويهاً باسم المكتوب له، وإشادة بذكره، وهذا نوع من صلاة الله سبحانه وتعالى وملائكته على عبده . $ ابن القيم - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ô قال تعالى في سورة البروج 8 : (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) هذا شأن أعداء الله دائماً، ينقمون على أوليائه ما ينبغي أن يحبوا ويكرموا لأجله. $ابن القيم - التبيانفي أيمان القرآن ôقال تعالى في سورة الأعلى 9 : (فذكر إن نفعتالذكرى) من ها هنا يؤخذ الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير أهله. $ ابن كثير - تفسير القرآن العظيم ô قال تعالى في سورة الليل 8: (فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذببالحسنى * فسنيسره للعسرى) إن قيل: كيف قابل (اتقى) بـ (استغنى)؟ وهل يمكن العبد أن يستغني عن ربه طرفة عين ؟ قيل : هذا من أحسن المقابلة فإن المتقي لما استشعر فقره وفاقته وشدة حاجته إلى ربه اتقاه، ولم يتعرض لسخطه وغضبه ومقته بارتكاب ما نهاه عنه. فإن من كان فقيراً شديد الحاجة والضرورة إلى شخص فإنه يتقي غضبه وسخطه عليه غاية الاتقاء ويجانب ما يكرهه غاية المجانبة ويعتمد فعل ما يحبه ويؤثره. فقابل التقوى بالاستغناء تشنيعاً لحال تارك التقوى، ومبالغة في ذمه بأن فعَلَ فِعلَ المستغني عن ربه لا فعل الفقير المضطر إليه الذي لا ملجأ له منه إلا إليه، ولاغنى له عن فضله وجوده وبره طرفة عين. فلله ما أحلى هذه المقابلة وما أجمع هاتين الآيتين للخيرات كلها وأسبابها وللشرور كلها وأسبابها . $ابن القيم - التبيان في أيمان القرآن ô قال تعالى في سورة القارعة 6 : (فأما من ثقلت موازينهفهو في عيشة راضية) أما العيشة الراضية فالوصف بها أحسن من الوصف بالمرضية فإنها اللائقة بهم فشبه ذلك برضاها بهم كما رضوا بها وهذا أبلغ من مجرد كونها مرضية فقط فتأمله. $ابن القيم - التبيان في أيمان القرءان ô قال تعالى في سورة العصر : (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتوتوصوا بالحق) دلت الآية على أن الحق ثقيل، وأن المحن تلازمه فلذلك قرن به التواصي. $الفخر الرازي - التفسير الكبير ô قال تعالى في سورة الفلق 5: (ومن شر حاسد إذا حسد) تأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله (إذا حسد) لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولا يرتب عليه أذى بوجه ما لا بقلبه لا بلسانه ولابيده .بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك ولا يعامل أخاه إلا بما يحب فهذا لا يكاد يخلو منه أحد . $ابن القيم - بدائعالفوائد قال ابن تيمية : ما خلا جسد من حسد، فالكريم يخفيه واللئيم يبديه. ô المعوذتين: حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس. $ابن القيم - بدائع الفوائد
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |