من أراد أن يسلم، فليحذر من داء الأمم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5125 - عددالزوار : 2414668 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4714 - عددالزوار : 1726041 )           »          المدونة الكبرى للإمام مالك رواية سحنون بن سعيد التنوخي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 410 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 631 - عددالزوار : 25356 )           »          الأخطاء الطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 10541 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 41 - عددالزوار : 25728 )           »          حديث أبي ذر.. رؤية إدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 194 )           »          أسبـــاب هـــلاك الأمـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 490 - عددالزوار : 204123 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-12-2025, 03:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,858
الدولة : Egypt
افتراضي من أراد أن يسلم، فليحذر من داء الأمم

من أراد أن يسلم، فليحذر من داء الأمم

الشيخ الحسين أشقرا
الخطبة الأولى

الحمد لله رب العالمين، الرحيم بالخلق أجمعين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، أما بعد:
فيا أيها المؤمنون والمؤمنات، أن يحيا الإنسان الحياة الطيبة في ظل الطاعات لخالقه ولرسوله صلى الله عليه وسلم هي أحلى وألذُّ ما يشعر وينعم به المسلم. ولا يدرك قيمة هذه النعمة إلا من عاشها، وكل ذي نعمة محسود، والحسد نقيض الإيمان، وعدوُّ للدين، ورأس كل المساوئ، ولا يجدر بمؤمن أن يكون من أهله؛ فهو شرٌّ وغمٌّ في الدنيا، مسببٌ للقلب في الأمراض والأتعاب، ولعطب الأنفس ودمار الأعصاب، ويجعل العلاقات محلًّا للاضطراب، وقد سمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم (داء الأمم)...فقال محذرًا: ((دبَّ إليكُم داءُ الأمَمِ قبلَكم: الحسَدُ والبغضاءُ هيَ الحالِقَةُ، لا أقولُ تحلِقُ الشَّعَرَ؛ ولكن تحلِقُ الدِّينَ، والَّذي نفسي بيدِهِ، لا تدخُلُوا الجنَّةَ حتَّى تؤمِنوا ولا تؤمِنوا حتَّى تحابُّوا، أفلا أنبِّئُكُم بما يثبِّتُ ذلك لكم، أفشوا السَّلامَ بينكُم)). فمن أراد أن يسلم، فليحذر من داء الأُمَم.

إن الحسد داء عضال، ومرض قتَّال، شرُّه كبيرٌ، وبلاؤه خطيرٌ...ما تحكم من إنسان إلا أشقاه وأضلَّ مَسْعاه... إنه سلاح من أسلحة الشيطان يضرب به قلوب العباد فتتمزَّق، ويسربه للجماعات فتتفرَّق...إنه داء يتمنَّى من ابْتُلي به زوال النعمة عن المحسود، وهو أول ذنب عظيم عصي به الله تعالى حينما أمر سبحانه الملائكة أن يسجدوا لآدم- تشريفًا- فسجدوا، إلا إبليس الذي منعه الحسد لآدم، فأبى وقال: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]... وكذلك كان الأمر في ما وقع بين ابني آدم حين تقبَّل الله تعالى قربانًا من أحدهما ولم يتقبله من الآخر ﴿ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 30]... وما الذي حمل إخوة يوسف عليه السلام على فعلهم؟! ﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا ﴾ [يوسف: 8]، ورموه في الجُبِّ.

إن داء الحسد خطير، ولا يكاد يسلم منه أحد وقد يصيب العلماء، والتجَّار، وأهل المناصب والمكانة، وفي ميادين التنافس على فعل الخير، وبين النساء حين تختص بعضهن بالوضاءة والجمال، وحتى بين الجماعات والدول.... والحاسد يحترق من داخله، فيجد في صدره ضيقًا وبغضاء وكراهية لظهور نعمة على أخيه المسلم، فيتمنى زوالها أو يسعى لزوالها عنه... وقد ذمَّ الله تعالى القوم الحاسدين للناس فقال: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54]، ونهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ((لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا... وكونوا عباد الله إخوانًا)). وقد تجلب هذه الآفة لصاحبها خمس عقوبات: غمًّا لا ينقطع، ومصيبة لا يؤجر عليها، ومذمة لا يحسد عليها، وسخطًا من الله عز وجل، وإغلاق باب التوفيق.

وللحسد أسباب؛ منها:
1) غياب التقوى وضعف الإيمان، مما يهيئ للشيطان سبيل إدخال الحسد للقلب.
2) العداوة والبغضاء.
3) الكبر؛ مما يجعل المتكبر لا يتحمل رؤية من هو أفضل منه.
4) عدم الرضا بقضاء الله والقناعة بما قسمه.

وقال الشاعر:
ألا قل لمن بات لي حاسدًا
أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه
لأنك لم ترض لي ما وهب
فجزاك ربي بأن زادني
وسد عليك وجوه الطلب


فاحذروا عباد الله من هذا الداء، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبكلام سيد المرسلين، ويغفر الله لي ولكم ولمن قال آمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بيده الخلق والإنشاء، والإماتة والإحياء، والعافية والبلاء، وجعل لكل داء دواء، وقال: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه.

عباد الله، لا يشك أو يجادل كل عاقل في كون "الحسد" داء خطير، إذا انتشر بين قوم أهلكهم، وإذا ساد في مجتمع أفسده.
كل العداوة قد ترجى إماتتها
إلا عداوة من عاداك في حسد




وإنَّ الحاسد مخذول موزور، ومغموم مهجور، بينما المحسود محبوب منصور، ومنعم مزور.

واسمعوا واعتبروا يرحمكم الله: " كان أحد الصلحاء يجلس بجانب ملكٍ ينصحُه ويقولُ له: "أحسن إلى المحسن بإحسانه؛ فإن المسيء ستكفيه إساءته".

فحسده على قربه من الملِك بعضُ الجهلة، ولجأ إلى حيلة على قتلِه. فقال للملك: إنه يزعُم أنك أبخَر، وأمارة ذلك أنك إذا اقتربت منه يضع يده على أنفه كي لا يشم رائحة البخرِ.

فقال له: انصرف حتى أنظر. فخرج ذلك الحسود من عند الملك، ودعا الرجل الصالح لمنزله، وأطعمه ثومًا، فخرج الرجل من عنده وجاء للملِك. قال مثل قوله السابق: "أحسن إلى المحسن بإحسانه فإن المسيء ستكفيه إساءته".

قال الملك: ادْنُ مني، فدنَى منه، فوضع يده على فمه مخافةَ أن يشم الملك رائحة الثوم منه... فقال الملك في نفسه: ما أرى فلانًا إلا قد صدق، وكان الملك لا يكتب بخطه إلا الجائزة، فكتب بخطه لبعض عُمَّاله: إذا أتاك صاحب كتابي هذا فاقتله.

فأخذ الكتاب وخرج فلقيه الذي سعى به، فقال: ما هذا الكتاب؟ قال: خط الملك لي بجائزة. فقال الساعي: هبه لي. فقال: هو لك.

فأخذه ومضى إلى العامل فقال العامل: في كتابك أن أقتلك. قال: فإن الكتاب ليس لي، دعني أراجع الملك. فقال العامل ليس لكتاب الملك مراجعة، فقتله وبعث بجثَّته إلى الملك.

ثم عاد الرجل فالتقى بالملك كعادته، وقال مثل قوله، فعجب الملك وقال: ماذا فعلتَ بالكتاب؟ قال: لقيني فلان وطلب مني أن أعطيه كتابك فدفعته له. فقال الملك: إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر. قال: ما قلت ذلك. قال الملك: فلماذا وضعت يدك على أنفك وفمك؟ قال: أطعمني ثومًا فكرهت أن تشمه. قال الملك: صدقت، ارجع إلى مكانك، فقد "لقي المسيء إساءته".

فتأملوا- رحمكم الله- شؤم الحسد وما جرَّ إليه. اللهم طهِّر قلوبنا من الحقد والحسد، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتَّبِعون أحسنه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.45 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]