العيش بأهداف سامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المدونة الكبرى للإمام مالك رواية سحنون بن سعيد التنوخي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 361 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 631 - عددالزوار : 25240 )           »          الأخطاء الطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 10516 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 41 - عددالزوار : 25695 )           »          حديث أبي ذر.. رؤية إدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 171 )           »          أسبـــاب هـــلاك الأمـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 490 - عددالزوار : 204023 )           »          قراءة سورة الأعراف في صلاة المغرب: دراسة فقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          دلالة الربط ما بين الحب ذي العصف والريحان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-12-2025, 03:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,858
الدولة : Egypt
افتراضي العيش بأهداف سامية

العيش بأهداف سامية

د. عبدالرزاق السيد

الحمد لله الوليِّ الحميد يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وأشهد أن لا إله إلا الله ذو العرش المجيد، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدالله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأزواجه، ومن تبِعهم بإحسان على يوم الدين؛ أما بعد:
أهمية الحديث عن الأهداف السامية:
أيها المسلمون: إن اختيار الأهداف السامية في هذه الحياة، وتحديدها بدقة، تعطي شعورًا إيجابيًّا مريحًا بأن المرء يسير في الاتجاه الصحيح بإذن الله، فكل من استطاع أن يحفر اسمه في سجل العظماء، وقوائم الناجحين، كانت له أهداف واضحة جليلة، وغايات بيِّنة عظيمة، سخَّر من أجل الوصول إليها كل ما يملك من وقتٍ وفكر، وجهد وتركيز، وهمة ومال، وقيمة الإنسان وفائدته في هذه الحياة مرتبطة بأهدافه وجودًا وعدمًا، والإنسان بلا أهداف واضحة إنسانٌ مُشتت، يهدِر أوقاته وطاقاته وجهده بلا إنجاز، فهو يخبط بها خبطَ عشواء، فكيف سيكون حاله في هذه الحياة؟

إن وجود الأهداف شيء أساسي في الحياة؛ فمن أجلها تتوحَّد الطاقات، وتركَّز الإمكانيات، وتُرسم الخطط، وتُنظم البرامج، وتُستفرغ الجهود.

القرآن والسنة تحدثاننا عن الأهداف السامية:
أيها المسلمون: لقد تحدث القرآن والسنة عن أهدافنا في الحياة، منها تحقيق العبودية لله تعالى؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]، ومن أهم الأهداف السامية هو بناء الإنسان المسلم الصالح، والمؤمن التقي، الخائف من ربه، العارف بمسؤولياته؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الحج: 35]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 134].

ويستنهض القرآن الهدفَ في مسؤولية الإنسان اتباع منهج الله في الحياة الدنيا؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16].

أما حين تُنسيك أهدافُك الدنيوية الهدفَ منك، فأنت على خطر، وعندما تشغلك أهدافك عن الهدف منك فأنت على خطر أيضًا؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16].

وفي السُّنة النبوية؛ روى الطبراني بسند صحيح من حديث الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يحب معاليَ الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها)).

الهدف السامي عمرٌ يطول وأثرٌ باقٍ:
أيها المسلمون: إن الأهداف السامية هي التي تمد الإنسان بالطاقة، وتقويه وتدعمه للمُضيِّ إلى الأمام، وتجعله يستيقظ كل صباح، ويتوكل على الله، ثم يمضي في الاستعانة بالأسباب؛ يقول ربنا في كتابه العزيز: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105]، فالتسلُّح بالأسباب أساسيٌّ للنجاح في تحقيق الأهداف السامية بإذن الله.

ومن الأسباب التي تحقق الأهداف السامية والغايات النبيلة: التخطيط لأهدافنا، دينيةً كانت أم دنيوية، مباحةً كانت من المكاسب والتجارات أو العلوم والمهارات أم غيرها، ووضوح الهدف؛ لأن الأهداف الواضحة تسهِم في تجاوُز العقباتِ والعراقيل، وأن يُنجز في وقت قصير أضعاف ما ينجزه غيره في وقت أطول، وهذا ما أثبتَته دراسات عدة في هذا المجال؛ فقد لُوحظ أنه بمجرد تبيُّن الهدف واتضاحه، فإن إمكانات المرء تتضاعف، ويزداد نشاطه وإنتاجه، ويتيقظ عقله، ويتحسن مزاجه ونفسيته، وتتحرك دوافعه ورغباته، وتتولد لديه الأفكار التي تخدم غرضه، وتسهل الوصول إليه.

وقيمة المرء عند الله وعند الناس لا تُقاس بطول الأعمار، ولا بكثرة الأموال والأولاد والأتباع، ولا تُقاس بما يأكل أو يلبَس أو يركب، أو بما يمتلك من دور وقصور، وحدائق وأنهار، إنما تُقاس بما يحقق من أهداف سامية، وما يقدم من إنجازات نافعة وعطاءات متنوعة، مع مبادئ وقيم سامية، تستقيم بها الحياة، وتحل السعادة، وتعود على مجتمعه وأُمته بالخير والصلاح؛ وقد قال الله تعالى وهو يصف هؤلاء: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]، وقال تعالى على لسان عيسى ابن مريم عليه السلام: ﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31]، وقال الله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 90]، وقال تعالى عن أصحاب الكهف: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف: 13]، فقد خلَّد الله ذِكرَهم لأن أهدافهم كانت سامية، فعاشوا عظماء، وبعد مماتهم لم تنتهِ حياتهم، بل ما زالت مآثرهم وأعمالهم تتحدث عنهم، وما زالت الألسن تلهَج بذِكرهم والثناء عليهم.

وهل أتاكم حديثُ من اهتز عرش الرحمن لموته؟ إنه سعد بن معاذ رضي الله عنه، ولم يكن بين إسلامه وبين موته إلا سنوات قليلة، فكان نِعم الرجل الرشيد في قومه، الحريص على دينه، المجاهد في سبيل ربه، القائم الليل، وقارئ القرآن، والمُنفق في سبيل الله، جُرح في غزوة بني قريظة، وانفجر جرحه ومات، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عرشَ الرحمن اهتزَّ لموته؛ فقد قال: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم قال وجنازة سعد موضوعة: اهتز لها عرش الرحمن، فطفِق المنافقون في جنازته وقالوا: ما أخفها! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما كانت تحمله الملائكة))؛ [رواه الألباني في السلسلة الصحيحة].

ضياع الأهداف وأثرها:
أيها المسلمون: الإنسان بلا هدف وبلا غاية هو إنسان تائه، يضِيع ويتخبَّط هنا وهناك، لا يعلم إلى أين يتجه، ولا أين ينتهي، تقوده نفسه إلى حيث يقودها هواها، لا يفكر بالعواقب، ولا يدرك معنًى للضياع، يتخبط يمينًا ويسارًا حتى يسقط في الهاوية وهو لا يشعر، مخدَّرَ الفكر، مشلول القدرة، مسلوب النجاح.

إن أتعسَ يومٍ يمر على الإنسان هو اليوم الذي تغرب شمسه ولم يُنجز فيه شيئًا، لا من عمل الدنيا ولا من عمل الآخرة، وإذا تتابع ذلك في حياته أحاطت به التعاسة من كل جوانبها، وأُصيب بأمراض الاكتئاب والملل، والسأم والهم والغم، وفقدان الذات، والإحساس بأنه على هامش في الحياة، وأن حياته لا تعني له ولا للآخرين شيئًا، وهو ما يُحِسُّه أكثر شباب اليوم وفتياته، فرغم ما يرفلون فيه من النِّعم والخير، فهم كثيرو التضجر والتأفُّف، والملل والشكاية، لا يدرون ماذا يريدون، ولا ماذا يفعلون، ولا لماذا يعيشون؟! يقول أحدهم: "مشكلتي أنني أحس نفسي بلا هدف، فلا أعرف ماذا أريد، أو ماذا يمكن أن أفعل، أو ما الخطوة القادمة؟ وبالتالي فإنني أُحِس بفراغ شديد، ومللٍ لا يُوصف، وأحِس بأن الحياة تسير وأنا أسير معها، بالرغم من أنني مُثقف وواعٍ، وأستطيع أن أقدم النصيحة لغيري، لكن بالنسبة لي لا أستطيع أن أحدد أو أوجِّه نفسي، وأعاني من هذه المشكلة"، إن هذا الشعور فتَّاك بقلوبهم، قتَّال لآدميتهم؛ لأنهم يعيشون بلا أهداف في هذه الحياة.

فكيف يقبل الإنسان على نفسه أن يعيش حياته الغالية بلا أهداف مميزة، ولا غايات سامية؟ قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الرعد: 19]، وقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 14]، وقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الملك: 22]، وقال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122].

كيف نحقق أهدافنا في الحياة؟
أيها المسلمون: تختلف أهداف الناس حسب تصوراتها ومعتقداتها في الحياة، وقد بيَّن الله عز وجل أنَّ مِن الناس مَن يريد الدنيا، ومنهم من يريد الآخرة، وبيَّن سبحانه وتعالى أن أفضل الناس وأنجحهم هو من يوازن بين الدنيا والآخرة، فيجعل عملَ الدنيا مزرعةً للآخرة، سائلًا الله التوفيق في الدارين؛ فيقول: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، والإنسان الناجح السعيد هو الإنسان المتوازن الذي يشبع احتياجاته النفسية والروحية، والجسدية والعقلية في اعتدال، ويوازن بين أمور الدنيا والآخرة فيعطي لكل شيء حقه؛ كما قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: "إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقه"؛ [رواه البخاري]، فإن فعل المسلمُ ذلك، شعر بالراحة والسعادة التامة، وحقَّق الاطمئنان والأمان الكامل، ونال الفوز العظيم.

ولتحقيق أهدافنا في الحياة لا بد من أمور؛ منها:
1- وضوح الهدف: الهدف لا بد أن يكون واضحًا محددًا، ولا بد أن يكون عظيمًا، تراه قريبًا ويراه غيرك مستحيلًا.

2- الإصرار والإيمان: إصرار الإنسان على الهدف وشدة إيمانه به، وحبه له، يجعله ينطلق نحوه بقوة لا تعرف اللين، وشدة لا تعرف الضعف، ولا تكاد تجد إنسانًا يؤمن بهدف عظيم وغاية كبرى نافعة، ويعمل مجدًّا نحوها حتى يحققها الله له.

3- الانشغال بالهدف: ويكون ذلك بكثرة التفكير فيه، وفي وسائله، وفي خطواته، وفي تيسير الوصول إليه؛ النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي، كان مشغولًا بدعوته، مهمومًا بانصراف قومه عنها، حتى نزل القرآن يخفف عنه؛ فيقول تعالى: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3].

4- التنفيذ والانضباط: وللنجاح في الوصول للهدف لا بد من الالتزام بتنفيذ الخطة التي وضعتَها، وضَعها أمامك للعمل عليها أيًّا كانت مشاغلك؛ وهذا ما يُعرف باسم الانضباط الذاتي، وهو بكل بساطة فعلُ الشيء الصحيح في وقته، سواء أحببت فعله أم لا.

5- التقييم: أثناء العمل وبعده لا بد من التقييم؛ للتعرف على نقاط الضعف ونقاط القوة، سواء أكان التقييم للعمل، أو لمن يقوم به.

6- الصبر والمرونة: لا حلَّ لمشكلةٍ إلا مع التحلي بالصبر والمرونة، الذي لا نجاح لأحد، ولا إنجاز لعمل بدونهما.

7- الاستمرار: لقد وُجد عبر التاريخ عظماء، لكن بموتهم ماتت إنجازاتهم ونُسيت أسماؤهم، والسبب أنهم عجزوا عن غرس قيمهم، وتوريث إنجازهم فيمن يحمله بعدهم، أما حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد استطاع أن تستمر إنجازاته؛ بأن جَعَلَ كلَّ واحد من أصحابه المقربين حوله يستشعر مسؤوليته في تحمُّل الرسالة، وتبليغ الدعوة، وكان ذلك أثناء وجوده وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم؛ مما حقق لدعوته البقاء والاستمرار والانتشار.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]