|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
يا يومَ وقْعَةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفتْ ♦ ♦ ♦![]() عنْك المُنى حُفَّلًا مَعسولةَ الحَلَبِ ![]() ![]() وبَرْزَةُ الوجهِ قد أَعْيَتْ رياضتُها ![]() كِسرى وصدَّت صدودًا عن أَبي كَرَبِ ![]() مِن عهدِ إسكندرٍ أو قبلَ ذلك قدْ ![]() شابتْ نواصي الليالي وَهْيَ لَمْ تَشِبِ ![]() بِكْرٌ فما افْتَرَعَتْها كَفُّ حادِثةٍ ![]() ولا تَرقَّتْ إليها هِمَّةُ النُّوَبِ ![]() حتى إذا مَخَّضَ الله السنينَ لَها ♦ ♦ ♦ ![]() مَخْضَ البخيلةِ كانتْ زُبْدَةَ الحِقَبِ ![]() لَمَّا رَأَتْ أُختَها بالأمسِ قد خَرِبَتْ ♦ ♦ ♦ ![]() كان الخرابُ لها أَعْدى مِن الجَرَبِ ![]() ![]() ما رَبْعُ ميَّةَ مَعمورًا يُطيفُ بِه ![]() غيلانُ أَبْهى رُبًا مِن رَبْعِها الخَرِبِ ![]() ولا الخُدودُ وقدْ أُدْمِينَ مِن خَجلٍ ![]() أَشهَى إلى ناظِري مِن خَدِّها التَّرِبِ ![]() سَماجةً غَنِيتْ منا العيونُ بِها ♦ ♦ ♦ ![]() عن كلِّ حُسنٍ بدَا أو منظرٍ عَجَبِ ![]() ![]() لَم يَعلَمِ الكُفرُ كَمْ مِن أَعْصُرٍ كمَنتْ ![]() له المنيةُ بين السَّمْرِ والقُضُبِ ![]() تَدبيرُ مُعتصمٍ بالله مُنتقمٍ ![]() لله مُرتَغبٍ في الله مُرتقِبِ ![]() وإني ما قرأتُ هذه البيت الأخير مرة، إلا وتخيَّلت أبا تمام يجأَر بأعلى صوته مِن فرط حماسته وإعجابه بهذا النصر العظيم، الذي وفَّق الله إليه أميرَ المؤمنين المعتصم بالله، وهو يَملأ فمه بهذه التقسيمات الموسيقية المدوية: "معتصم بالله، منتقم لله، مُرتغب في الله"، (وقد تكون هكذا: "بالله منتقم، لله مرتغب، في الله مرتقب"، وكلا التقسيمين أَحلى من الآخر، وقد أخذت الأرض والسماوات جلجلة اسم الذات الإلهية التي منها استمداد النصر وإليها الملاذ. إن القصيدة كما يقال: هي في مدحِ المعتصم، ولكن انظر كيف يكون المديح، إنه ليس مديح النفاق والكذب، بل مديح يعرف حدوده، فنُعجَب نحن به مِن ثَمَّةَ إعجابًا لا يَعرِفُ الحدودَ، فهو يقول:
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |