شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 520 )           »          أسماء الله وصفاته أنفعُ العلومِ وأشرفُها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          الْمِيثَاقُ الْغَلِيظُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          المخدرات والجريمة وجهان لعملة واحدة .. ضياع للأسرة ودمار للمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          شَرْحُ مُخْتصر شُعَب الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 657 )           »          النميمة: تعريفها وأضرارها وطرائق مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          «لاحول ولا قوة إلا بالله» كنز من كنوز الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          نظرة استراتيجية في السيرة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 120 - عددالزوار : 60037 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 119 - عددالزوار : 62617 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2023, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,345
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام

شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح

عَنْ عَلِيٌّ بنِ أبِي طالب قال: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللّهِ، فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ. يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا، لِمَنْ قَتَلَهُمْ، عِنْدَ اللّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وفي رواية لمسلم: قال عليٌ: لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصيبُونَهُمْ، مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ، لاَتَّكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ, وفي رواية له: أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ، قَالُوا: لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلّهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: كَلِمَةُ حَق أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ.

وبنحوه مختصرًا من حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أنه سمع النَّبِيَّ يَذْكُرُ الْخَوَارِجَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ.
وللبخاري: نَحْوَ الْعِرَاق.

وبنحو حديث علي عند مسلم من حديث أبي ذر.

شرح ألفاظ الحديث:
(( فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ)): أي أحب إليَّ من أن أكذب على النبي – صلى الله عليه وسلم - وفي هذا بيان تعظيمهم لأحاديث رسول الله والتحري في نقلها.

(( الْحَرْبَ خَدْعَة ٌ)): (خَدْعَة): ضبطت بثلاث لغات أفصحها بفتح الخاء وإسكان الدال، والثاني بضم الخاء وإسكان الدال، والثالث وهو أقلها بضم الخاء وفتح الدال، والمقصود أنه إذا كان الأمر بيني وبينكم، فإني أجتهد في رأيي وأمري.

(( أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ )):جمع حديث السن، والمقصود أنهم شباب صغار.

(( سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ )):الأحلام جمع (حِلم) بكسر الحاء والمراد به العقل، والمعنى أن عقولهم رديئة جاهلة.

((يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ)):قال بعض أهل العلم - رحمهم الله - في الجملة قلب والمقصود: يقولون من قول خير البرية، وهو القرآن، وقيل: هو على ظاهره حسن وباطنه خلاف ذلك، ومن ذلك قولهم حين التحكيم: (لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلّهِ)، ولذا قال لهم علي - رضي الله عنه -: (كَلِمَةُ حَق أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ).

((الْحَرُورِيَّةَ)): نسبة إلى بلدة حروراء قرب الكوفة على نحو ميلين، وهي بلدة الخوارج التي صارت مقرًّا لهم حين بدأ مذهبهم بالظهور، وتقدم بيان ذلك.

((لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلّه)): وأصل هذه العبارة مسألة مشهورة في تاريخ الخوارج وأول ظهورهم، وهي مسألة التحكيم، وملخصها أنه لما استمر القتال بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - في وقعة صفين، وكانت كفة القتال ليست في صالح معاوية، فأشار عمرو بن العاص على معاوية - رضي الله عنهما - برفع المصاحف على الرماح طلبًا للتحاكم إلى كتاب الله، وأيَّد ذلك (القراء) في جيش علي والذين صاروا بعد ذلك خوارجَ، بل هدَّدوا عليًّا إن امتنع عن ذلك، ولَما تَم الاتفاق على قضية التحكيم بعهود ومواثيق بين الطرفين، رجع (القراء) عن رأيهم وقالوا: (لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلّهِ)، وخرجوا على علي - رضي الله عنه - واستقلوا وحدَهم، وانشقوا عن جماعة المسلمين، وقالوا لعلي - رضي الله عنه - بعدما كفروه وشددوا في الإنكار عليه: اذهب بنا إلى عدونا حتى نقاتلهم حتى نلقى ربنا، وردَّ عليهم علي - رضي الله عنه - وناظرهم وأخبرهم أنهم الذين أرادوا التحكيم في أول الأمر، وقالوا كلمتهم المشهورة: (لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلّهِ)، وقال لهم علي - رضي الله عنه -: (كَلِمَةُ حَق أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ)؛ أي: إن كلمتهم هذه كلمة حق؛ لأن الله تعالى يقول:﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ﴾(يوسف: 40)، لكنهم أرادوا بها باطلًا وهو الإنكار على علي والخروج عليه، ونقض العهود مع الآخرين، فهذه مسألة التحكيم، وهي مسألة مهمة لها علاقة قوية بنشأة الخوارج، ولذلك هم يسمون المحكمة أيضًا لهذه الحادثة؛ [ انظر الكامل لابن الأثير ( 3/161،166)].

((وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ))، وفي رواية البخاري: (نَحْوَ الْعِرَاق)، والمقصود أن خروج الخوارج كان في العراق، وهي من جهة المشرق بالنسبة لمكة المكرمة.

من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ))، فيه إشكال وهو كيف نجمع بين إخبار النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن هؤلاء سيخرجون في آخر الزمان، وبين خروجهم في زمن علي - رضي الله عنه - وقتاله إياهم، وزمنه ليس آخر الزمان، قيل: إن المراد بآخر الزمان في حديث الباب هو آخر زمان الصحابة - رضوان الله عليهم - ونوقش هذا بأن آخر خلافة علي - رضي الله عنه - ليس آخر زمان الصحابة، فآخر زمان الصحابة - رضوان الله عليهم - كان على رأس المائة، والخوارج خرجوا قبل ذلك بستين سنة.

وقيل: المقصود بآخر الزمان هو آخر زمن خلافة النبوة، ففي السنن وصححه ابن حبان - رحمه الله - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تصير ملكًا))، وكانت قصة الخوارج وقتلهم في النهروان في أواخر خلافة علي - رضي الله عنه - سنة ثمان وعشرين دون الثلاثين بسنتين، وهذا آخر خلافة النبوة، واختار هذا ابن حجر - رحمه الله -؛ [انظر كتاب " استتابة المرتدين" حديث ( 6930) "باب قتل الخوارج ].

الفائدة الثانية:الحديث فيه بيان عظم ثواب من قاتل الخوارج، ففي الحديث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا، لِمَنْ قَتَلَهُمْ، عِنْدَ اللّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، ولبيان عظم الثواب، فقد جاء في رواية مسلم قول علي - رضي الله عنه -: "لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصيبُونَهُمْ، مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ، لاَتَّكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ".

وقاتلهم علي ومن معه، وسجد علي شكرًا لله تعالى حينما رأى ذا الثديَّة الرجل الأسود الذي وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم.

الفائدة الثالثة:الحديث فيه بيان سبب تسمية الخوارج المحكمة الأولى، وذلك لأنهم قالوا: ( لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلّهِ)، وتمسكوا بهذه العبارة مستدلين بها وهي كلمة حق، لكنهم أرادوا بها باطلًا، ولذلك قال علي - رضي الله عنه -: (كَلِمَةُ حَق أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ).

الفائدة الرابعة: في الحديث بيان معجزة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإخباره بهذه الطائفة التي ستخرج بعد موته وإخباره عن جهة خروجهم وهي العراق جهة المشرق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.74 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]