|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تعامل الأب مع مشكلة التحرش بالأطفال أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة ولديها أولاد، تعرض ابنها للتحرش من أحد أقاربه، وعندما علم الزوج فرَض حصارًا على البيت، ومنع الأولاد من زيارات الأقارب والخروج من البيت. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أُمٌّ لأولاد أربعة، تزوَّجتُ منذ 20 سنة، وبدأتْ مشكلتي منذُ سنتَيْن تقريبًا، عندما تعرَّض أحد أبنائي - 10 سنوات - لتحرُّش قريبه الذي يكبره بأكثرَ مِن خمس سنين، ولكوننا نسكن في مكانٍ واحدٍ كان اختلاطُ أولادنا ببعضهم كثيرًا. وقد شكا ابني ما حصل له لي ولأبيه، وبعدها أصبح زوجي ﻻ يثق في خروج الأولاد معي عند خالاتهم أو أخوالهم، حَبَسهم عن الاختلاطِ بالعائلة، إلا أن يكونوا أمام عينِه، ولا يسمح لهم بزيارات أقاربهم. وبالطبع أثَّر هذا على أولادي وعلى أخواتي، وأولادي يسألون: لماذا يمنعنا والدُنا من اللعب مع أولاد خالاتنا؟! وأخواتي كذلك يسألْنَ: لماذا زوجُك يمنع أولادَك مِن زيارتنا؟! وإذا ناقشتُ زوجي في هذا الأمر، وأنَّ ما حصل كان تنبيهًا من الله حتى ننتبه لهم، لا أن نحبسَهم عمَّا يحبون، يرد قائلًا: ﻻ تتدخَّلي في تربيتي لأولادي، أنتِ كنتِ مُهمِلَة، وإهمالُك هو السبب فيما حصل! واللهُ يعلم حبي لهم، وحِرصي عليهم، والكلُّ يشهد لهم ممن حولنا بحُسْن أخلاقِهم، وتفوُّقهم في دراستهم، واحترامهم لمن حولهم، وما حصل كان قدَرًا، وحصل مرة واحدة فقط ولم يتكرَّرْ. الآن أصبحتُ لا أذهب لأهلي، ولا أختلط بأخواتي إلا نادرًا؛ لأنَّ أولادي يقولون لي كلما أردتُ زيارتهم: اجعلي والدنا يُوافِق أولًا حتى نذهبَ معك عند خالاتنا، بل ويصل بهم الأمرُ إلى درجة البُكاء، وهو ﻻ يُوافق أيضًا. أصبح زوجي يفْتَعِل المشاكل كلما أردتُ زيارتهم، أو جاؤوا لزيارتنا، ويُظْهِر أنه مُتضايِقٌ مِن وُجودِهم، مع أني لا أستقبلهم إلا في عدم وُجودِه؛ حتى ﻻ يتضايَقَ منهم لأنه مُعَدِّد، وله بيتٌ ثانٍ مُجاورٌ لبيتنا، ويتصل كل ساعة بنا يسأل: ماذا يفعل الأولادُ؟ ويأتي البيت على حين غرة ليرى ماذا نفعل؟! وإذا انْصَرَف أهلي مِن عندنا، يأخُذ الأولادَ كلًّا على حدة، ويسأله: ماذا فعلتم؟ ومَن أتاكم؟ وأين قعدتم؟ هذا الأمرُ يتكرَّر كل شهر منذ سنةٍ، حتى أصبحَ الأولاد يسألون: لماذا يفعل والدُنا هذا معنا، وكأنه تحقيقٌ؟ أصبحتُ أكره أنْ أزورَهم حتى أُحافِظَ على نفسيَّات أولادي، وأكره أن يزوروني حتى أرتاحَ مِن تحقيقِه معنا، مع العلم أنه أصبح يتجسَّس على هاتفي، وأخذ حاسوبي الخاص ولم يُعِدْه إليَّ، ولا يسمح بأي أجهزة أخرى غير تلفاز وبه قنوات قليلة. أُهْدِيَ لي هاتف فأَخَذه مني، بحُجَّة أنه يخاف عليَّ مِن هذه الأجهزة الذكيَّة. لا أدري كيف أتصرَّف؟! وليس لديَّ أحدٌ أستطيع أن أستشيرَه مِن العائلة، وكل مدة يزيد مِن شُكوكِه السيئة، وأنا أصبر وأسْكُت مِن أجْلِ ألا تتعبَ نفسيات أولادي. أرجوكم ساعدوني؛ لأنَّ بيتي أصبح على وشك الانهيار! الجواب وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. هوِّني عليكِ يا أختي؛ فقد عشتُما معًا ثمانية عشر عامًا، لم يكنْ فيها ما يُؤذيكِ مِن زوجكِ، ولم يُظهِرْ تلك الشدة في التعامُل، أيقعُ البيت تحت تهديد الانهيار، لما يفرضه عليكم مِن حصار، وما يضعه مِن إطارٍ؟ أراكِ قد حصرتِ المشكلةَ في تعامُل زوجكِ وسُلوكه غير المقبول، دون الخَوْض في أمر ذلك الطفل الذي تعرَّض للتحرُّش، بما فيه مِن آثارٍ مُدمِّرةٍ على نفسيته وصِحَّتِه، فهل تَمَّ التعامُلُ مع المشكلة وعلاجها بشكلٍ صحيحٍ؟ أو أنَّ سُلُوك الوالد صرَفكِ عن التفكير فيها؟ على كلِّ حال سأُجيبكِ عما سألتِ، راجيةً مِن الله أن يحفظَ الطفل، ويقيَه شرَّ كلِّ ذي شر. الأمرُ يبدو خانقًا، والوضعُ يظهر مُتأزِّمًا، لكن مُحاولة تخيُّل وضع الطرف الآخر والتفكير بمنطقه يُزِيل بعضَ اللبس، ويُزيح العقَبات التي تقفُ حائلًا أمام التفاهُم؛ فزوجُك يَغِيب عن البيت كثيرًا، ويتْرُك الأطفالَ تحت رعايتك، ويشعر بتضاعُف المسؤولية عليه؛ لما يُعاني مِن مُراعاة بيتين في آنٍ، وهذه واحدةٌ مِن بعض مُعاناة الرجال ذوي أكثر مِن زوجة؛ فقد تعوقه حياتُه الأخرى عن مُتابَعة أطفاله ومُراقبتهم بشكلٍ يُرضيه؛ مما ينعكس سلبًا على نفسيته وحاله بشكلٍ عامٍّ. ولعل شيئًا مِن ذلك كان يدورُ في عقلِه، حتى تفاجأ بما حدث لولده الحبيب؛ فازداد لديه الشعورُ بالقلق، وتعاظمتْ مشاعرُ الخوف في قلبه، وربما حدَّثتْه نفسُه ببعض الإهمال مِن جانبه أيضًا، ما دعاه إلى فرْضِ المزيد مِن الحصارات على الجميع. ولتكنْ نظرتُك أقرب إلى العدل؛ فقد اتخذ هذا القرار، ومنعهم مِن التواصُل مع أبناء أعمامهم أيضًا؛ فالفاعلُ ابن أخيه كما هو ابن أختك، ولم يتعمَّدْ ذلك مع أهلكِ دون أهله. بالطبع لا أُوَافِقه على قراره، ولا أؤيِّده في حِصاره، بَيْد أن النظر مِن مِنْظار الآخرين يُمكِّننا مِن فَهْمِهم بصورةٍ أكبر، تُعِيننا على التوَصُّل لحلولٍ تُرِيحنا وإياهم. ما عليكِ فِعله: • أَشْعِريه باهتمامك الدائم بالأبناء؛ لتُزيلي مِن نفسِه ذلك الشك الذي يُشير إليك بأصابع الاتهام بتهمة اللامُبالاة، ونقص الخوف على الأبناء. • لا تُكرِّري عليه طلَبكِ بزيارة الأهل، أو اصطحاب الأبناء، بل أظْهِري تأييدك له حينًا، وتوَقَّفي عن ذلك حينًا. • بادري بالاتِّصال عليه لتُطمئنيه على حال الأبناء، ولإخباره بما يفعلون الآن، وأطْلعيه على خُطتك اليومية في التعامُل مع الأبناء، وفي الخروج مِن المنزل، وأطْلِعيه على بعض تفاصيل يومكِ قبل أن يستفسرَ؛ لإمداده بمزيدٍ مِن الاطمئنان الذي فقَدَه. • لا تُحاولي إقناعه بالطرُق العقلية، ولا تذكري وُجوب صلة الرحِم الآن؛ فهو واقعٌ تحت تأثير عاطفيٍّ، ويُعاني صدمةً نفسيةً قويَّةً لم يكن يتوقَّعها، فلن يتقبلَ مثل ذلك الكلام مهما بدَا واقعيًّا، ومهما أدرك صحته عقليًّا، بل اعملي على بثِّ ما قد يُقنعه قلبيًّا باستبعاد حُدُوث ذلك تحت مُلاحظتكِ وإشرافكِ على الأبناء في وجود الأهل. • اعلَمي أن الرِّيبة متى ما خالطت القلبَ صعب إخراجُها، والثقةَ متى سُلِبت من النفس تضاءلتْ نسبةُ رُجوعها، فتحلي بالصبر، وارتدي عباءته الفضفاضة، وحاولي تقريبَ وجهات النظر، دون أن يشعرَ أهلُك بشيءٍ مِن ذلك. • الأفضل لفتُ نَظَر أختك إلى سُلوك ولدِها، ولو بأسلوبٍ غير مباشر؛ فقد يكون الولدُ في حالة سيئةٍ تستدعي التدخُّل العلاجيَّ، وقد يكون في تركِه خطرٌ على كافة أطفال العائلة؛ فمَن يصدر منه مثلُ ذلك الفعل المشين يصعُب أن ينحصرَ عليه دون أن يورِّط غيره معه في تلك الفواحش، والأَوْلى تنبيهها لمِثْل ذلك لتبدأَ بحلِّ المشكلة، فهذا ولدها كولدك، وعليكِ الحرص عليه كأبنائك؛ فـ((الخالةُ بمنزلة الأم))؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |