|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#121
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1274 الفرقان المسؤولية الفردية والاعتماد على النفس لقد حثنا ديننا على علو الهمة، وعلى الاعتماد على النفس، ونهانا عن سفاسف الأمور وسقطاتها، وعن الاعتماد على الآخرين؛ لأن المسؤولية يوم القيامة فردية، وسيقف كل إنسان وحده يسأل عما اقترفته يداه، ولا يسأل أحد سواه عن أعماله التي قام بها، قال -تعالى-: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر:38)، فكل فرد يحمل هم نفسه وتبعتها، ويضع نفسه حيث شاء أن يضعها، يتقدم بها أو يتأخر، ويكرمها أو يهينها. وتعد قيمة المسؤولية الفردية والاعتماد على النفس وعدم الاتكال على الآخر من أهم القيم التي يجب على الشباب الاتصاف بها، فهي من أهم وسائل الفوز والنجاح؛ فالنجاح في هذه الحياة له سُنن، ومن أبرزها هاتان الصفتان؛ ولذلك لا ترى ناجحًا إلا وتكون هذه الصفات بارزة فيهم. فعلى الشباب أن يرْسُخ في أذهانهم أنهم المسؤولون عن أعمالهم وعن الواجبات الملقاة عليهم، سواء كانت دينية أو دنيوية، وأن نجاحهم في هذه الحياة مرتبط بأدائهم هذه الواجبات، وأنَّ الاعتماد على الآخر سبيل للخيبة والإخفاق، ولا سيما في هذا العصر، وما نجاح المسلمين في العصر الذهبي (عصر النبوة) إلا بعملهم بذلك المبدأ، وما إخفاقهم الآن في مواقع كثيرة أفرادًا وجماعات إلا بتركهم لذلك المبدأ واعتمادهم على غيرهم؛ فالذي يحيا معتمدًا على نفسه يحيا حياة عز واستقلال، وسيسلم من كل إهانة واحتقار، كالنخلة تعيش بكبرياء باعتمادها على نفسها واستقامتها على جذعها، بعكس الذي يعيش متكلاً على غيره فيعيش معيشة ذل وانكسار. إيجابية نملة قال الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُون}(النمل:18)، سليمان -عليه السلام- نبي الله هو وجيشه يمشون في الطريق وأمامهم مجموعة من النمل يسعون لطلب الرزق، فتحملت نملة واحدة مسؤولية الإنذار والتحذير وصاحت في النمل: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} واعتذرت عن سليمان وجنوده فقالت: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُون}، «قالت نملة» نملة نكرة ليست معرفة، ومن ثم فأي واحد منا يتحمل المسؤولية يكون موضع تقدير واحترام؛ لأنه يصبح إيجابيا. بين التوكل والتواكل التوكل هو الاعتماد على الله مع الأخذ بالأسباب، يعني أن الشخص يقوم بما عليه من واجبات ويسعى لتحقيق أهدافه، ثم يضع ثقته في الله ويتوكل عليه في النتائج، والتوكل يتضمن الإيمان بأن النتائج النهائية بتقدير الله -عز وجل-، ولكن الشخص يبذل جهده ويعمل بجد، أما التواكل، فيعني الاعتماد على الله دون اتخاذ أي خطوات فعلية؛ فالشخص المتواكل يتوقع أن تأتي النتائج دون أن يبذل أي جهد أو عمل، وهذا السلوك يعد سلبيا؛ لأنه يتجاهل أهمية العمل والسعي لتحقيق الأهداف. الإيجابية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ![]() حب النبي صلى الله عليه وسلم من مُقتضى الإيمان قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: إن حب النبي - صلى الله عليه وسلم - من مُقتضى الإيمان به وبرسالته، وهو من حقوقه - صلى الله عليه وسلم - علينا، قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواَ} (المائدة: 55)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولدهِ ووالدهِ والناسِ أجمعين»، وفي حديث آخر لابد أن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحب إلى المؤمن من نفسه، كما في حديث عمر - رضي الله عنه -. ابتغاء الرِّزق ![]()
أهمية الإيجابية في حياة الشباب تعد السلبية أخطر آفة يصاب بها الشباب، بينما الإيجابية هي أهم صفة ممكن أن يتصفوا بها؛ بل هي أهم وسيلة من وسائل نهضة الأمة؛ فمن الحقائق المسلَّم بها أن نهضة الأمم تقوم على أفراد إيجابيين مميزين بالأفكار الطموحة والإرادة الكبيرة، كما أنها نجاة من هلاك الأمم والشعوب قال -تعالى-: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (هود:117)، ولم يقل: صالحون، إنما قال: مصلحون، وهناك فارق بين صالح ومصلح فالصالح صلاحه بينه وبين ربه، أما المصلح فإنه يقوم بإصلاح نفسه ودعوة غيره. طريقك إلى الإيجابية وهناك الكثير من العوامل التي تساعد على تنمية الإيجابية وتسهم بطريقة كبيرة في خلق شخصية إيجابية لدى الشباب، أهمها: الوعي والعلم والمعرفة، والثقة بالنفس؛ فالكثير من الشباب يُضَيِّع على نفسه فرصًا للانطلاق وفعل الخير؛ نتيجة لتشككهم في قدراتهم وتقليلاً من شأنهم الإيجابي، لكن عليهم بالمبادرة والإقدام دون اندفاع وتهوّر، مع تقدير الأمور بمقاديرها، وهذه الرغبة في المبادرة تدفع الفرد إلى اكتشاف آفاق جديدة للحياة، وتسهم في إنماء حصيلةِ الفرد من الحلول، فلا يقف عند عائق متعثرًا ساخطًا؛ ولكنه يمتلك حلولاً بديلةً؛ نتيجة لاحتكاكه المستمر، وخوضِه الكثير من التجارب.
__________________
|
#122
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1275 الفرقان حاجة الشباب إلى القوة والأمانة يحتاج الشباب إلى القوة والأمانة لبناء مجتمعاتهم وتحقيق طموحاتهم، والقوة تشمل القوةَ البدنية، والشجاعةَ القلبية، والفصاحة اللِّسانية، والحصيلة العلمية، والمكانة الاجتماعية المتمثلة في الشُّهرة والمال والأتباع، وكذلك الهمّة العالية، والعزيمة الماضية، والمبادرة الفاعلة، فكل واحدة من هذه الصفات تمثل مظهرًا من مظاهر القوة، وهي متفاوتة بين البشر، بينما تعبر الأمانة عن تحمل المسؤولية الأخلاقية وحسن التدبير، وكلاهما ضروري لكي يصبح الشباب عماد الحضارات وقوة دافعة للتقدم في مختلف المجالات. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القويّ خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، في هذا التوجيه النبوي إشارة إلى أن القوة صفة مطلوبة في الشاب المسلم، والقوة ليست فقط قوة الجسد؛ بل تشمل القوة الفكرية والعلمية والإيمانية، قال -تعالى-: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} (الأنفال: 60)؛ مما يدل على أهمية إعداد القوة في مختلف المجالات؛ فالشاب المسلم مطالب بالاهتمام بصحته البدنية وأن يكون قويًّا في عمله ودراسته، ليكون مؤثرًا في مجتمعه. وأما الأمانة فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها: «لا إيمان لمن لا أمانة له»، وهذا تأكيد على أن الأمانة أساس النجاح في الحياة؛ فالشاب الذي يعمل في شركة مطالب بالحفاظ على أسرار العمل بها، وألا يستغل موقعه لتحقيق مكاسب شخصية، والطالب المسلم في دراسته يرفض الغش ولا يستسيغه ويعتمد على مجهوده ومثابرته في النجاح والتفوق الدراسي. مظاهر الأمانة في حياة الشباب
![]() مظاهر القوة في حياة الشباب
«الشباب» مرحلة عمرية مليئة بالتحديات يعيش الشباب في مرحلة عمرية مليئة بالتحديات والآمال والفرص، وحتى يكونوا عناصر فاعلة ومؤثرة في محيطهم، لابد أن يتحلوا بصفات تجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية وتحقيق النجاح، ومن أهم هذه الصفات القوة والأمانة؛ لأن القوة وحدها قد تؤدي إلى الظلم، والأمانة وحدها قد تؤدي إلى العجز، لكن عندما يجتمعان في شخصية الشاب، يصبح قادرًا على النجاح وخدمة مجتمعه بكفاءة ونزاهة. ![]() حُسن الظن بالله قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: الرجاء ينبغي أن يكون في محله؛ بحيث يكون الإنسان قد عمل عملًا يرجو الثواب عليه، أما الرجاء من دون عمل فهو من التمني الذي لا ينفع العبد، وفي الحديث الصحيح: «أنا عند ظن عبدي بي»، وكل هذه النصوص إنما تكون فيمن يعمل ما يمكن أن يرجو به ذلك، وأن يحسن به الظن.. ![]() من علامات السعادة قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: من علامات سعادة العبد: تيسير الطاعة عليه، وموافقة السنة في أفعاله، وصحبته لأهل الصلاح، وحسن أخلاقه مع الإخوان، وبذل معروفه للخلق واهتمامه للمسلمين، ومراعاته لأوقاته. ![]() نماذج مضيئة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والسلف
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ مع كثرة التحديات التي يواجهها الشباب في العصر الحديث، من مغريات الحياة وضغوطات العمل والدراسة، يحتاجون إلى وسائل تعينهم على التمسك بالأخلاق الإسلامية والقيم الإيجابية، ومن أهم هذه الوسائل نجد الصبر والصلاة، فقد أمرنا الله -تعالى- بالاستعانة بهما؛ لأنهما يعينان الإنسان على مواجهة الصعوبات بثبات وإيمان، قال -تعالى-: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (البقرة: 45)؛ فالصبر بما أنه القدرة على التحمل والثبات أمام العقبات دون يأس أو تراجع، يساعد الشباب على الاجتهاد والمثابرة لتحقيق التفوق والنجاح، والصلاة: تزود الشاب بالقوة والطاقة الإيمانية التي تعينهم على مواجهة الشدائد، ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه «كان إذا حزبه أمرٌ صلَّى»، أي أنه كان يلجأ إلى الصلاة عند الشدائد؛ فالصلاة تمنح الشباب الطمأنينة والثقة، وتدربهم على التركيز والانضباط؛ مما يساعدهم على اتخاذ قرارات صائبة بعيدًا عن التوتر والاندفاع، والشاب الذي يلجأ إلى الصلاة والدعاء يشعر بالراحة ويتخذ قراره بحكمة، ويكون قادر على الإبداع والتفكير العميق. أنتم من تصنعون الفارق الشباب الذين يجمعون بين القوة في الأداء، والأمانة في السلوك، هم من يصنعون الفارق في مجتمعاتهم، والتاريخ مليء بأمثلة لشباب نجحوا لالتزامهم بهذه القيم، ولكي يسير الشباب على هذه الطريق، يحتاجون إلى الاستعانة بالصبر والصلاة؛ فهما المفتاح الذي يعينهم على تحمل المسؤوليات وتحقيق النجاح والريادة في مختلف المجالات.
__________________
|
#123
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1276 الفرقان الشباب سرُّ تقدم الأمة ونهضتها لا يمكن للأمَّة أن تتقدَّم إلا إذا تكاتف شبابها وتعاونوا فيما بينهم على ما يحقق وحدتهم ورقيَّهم وسعادتهم {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103)، وتسلَّحوا بالعلم والمعرفة، وعملوا بما أمرهم الله به ورسوله، وانتهوا عمَّا نهاهم الله عنه ورسوله؛ فإن السعادة كلها في طاعة الله ورسوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 71)، والشقاوة كلها في معصية الله ورسوله {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا} (الأحزاب: 36)، والطاعة لله ورسوله تتمثَّل في أمور عدة أهمها مايلي:
صفات الشاب المؤمن التقي أكرم الناس نفسًا وأنداهم كفًّا وأطيبهم قلبًا وأرقهم عاطفة وأصدقهم عزمًا، هو الشابٌّ المؤمن التقي الذي يجلُّ الكبير ويحترمه، ويحنُّ على الصغير ويرحمه، لا تسمعه إلا مهنئًا، أو مشجعًا أو مسليًّا أو مسلّمًا، ولا تراه إلا هاشًّا باشًّا طلق الوجه مبتسمًا يحليه إيمانه بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويُبعِده دينه عن طيش الصغر وإصرار الكبر، وجديرٌ بشابٍّ هذا شأنه أن يظلَّه الله في ظلِّ عرشه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه، وأن يكون آمِنًا إذا فزع الناس أجمعون، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، والله ذو الفضل العظيم. صفات الشابِّ الناجحْ كلُّ شابٍّ منّا يريد أن يكون ناجحًا في حياته، وكثيرًا ما يتساءل الناس: من الشابُّ الناجحُ يا تُرى؟! إن الشاب الناجح هو الشابُّ الذي يثق بنفسه، ويصحب الأخيار من الأصدقاء، ويسلك السلوكَ الإسلاميَّ الرفيع بدفع الأذى بالإحسان، والمنعِ بالجود والعطاء، سلاحُهُ الإيمان، وعمادُه التوكل، وغذاؤُه المواظبةُ على القربات والطاعات، وأن يكون طموحُهُ وتطلعه إلى المثل العليا؛ فإن الشبابَ بلا طموح كشجرة لا تُزهر ومن ثم لا تُثمر. بناء شخصيَّة الشاب المسلم من أهم العوامل التي تُسهم في بناء شخصيَّة الشاب المسلم أن يعرف الغاية التي من أجْلها خَلَق الله الإنسان، وهذه الغاية هي العبادة المُطلقة لله -تعالى-، ومن معانيها إخلاص النيَّة لله في القول والعمل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والولاء والبَراء لله ورسوله، واتِّباع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً وعملاً، ظاهرًا وباطنًا، في الأمر والنهي، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد. ![]() الوصول إلى الحق بنية صادقة قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: «إن كل إنسان يقصد الوصول إلى الحق بنيَّة صادقة، فإنه لابُدَّ أن يصل إليه، وما أحسن عبارة قالها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في العقيدة الواسطية: «من تدبَّر القرآن طالبًا الهُدى منه، تبيَّن له طريق الحق»، فكل إنسان يصبو إلى الوصول، ويستعين بالله -عز وجل- مع بذل الجهد؛ فإن الله يعينه ما لم يكن إثما». ![]() اتقاء الذنوب قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر في تحذير الشباب من الذنوب: أرأيتم لو أنَّ شخصًا اشتد به الجوع، ووُضع بين يديه طعام شهي ومدَّ يده ليطعم منه؛ فقيل له: إنَّه مسموم إن أكلْتَ منه ضرَّك أو أهلكك ، أيضعُ يده فيه أو يكفَّها ؟ فسبحان الله ! كيف يتجنَّب طعاماً خوف مضرته، ولا يتجنب الذنوب خوف عقوبتها؟! هدانا الله. ![]() الشباب والعلم الشباب هم الذين يحملون أمانة العلم على عاتقهم، ويعملون على نشره والدعوة إليه؛ فالذين حملوا هذا العلم ونشروه، ودوَّنوا الكتب، وحفظوا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثرهم من الشباب: يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: «ما أتى الله -عزوجل- عبدًا علمًا إلا شابًا، والخير كله في الشباب، ثم تلا قوله -تعالى-: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} (الأنبياء:60). احفظ وقتك حفظك لنفسك احفظ وقتك حفظك لنفسك، واعلم بأنك مسؤول عنه ومجاز به فالوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع وإني سائلك لماذا أهدرت وقتك في الملاهي والألعاب؟ وأضعت ساعاتك في المناهي وصور الفساد؟ لماذا لم تستفد من حياتك التي تراها تذهب من بين يديك يوما بعد يوم؟ فديننا دين العمل والإنتاجية لا يعترف بالفراغ، ولا يحب البطالة، ولا يريد للمنتمين له أن يكونوا عالة على غيرهم، فقم الآن واعقد العزم بأن يكون وقتك كله لله، وأن تكون ممن يخلد له مجدًا في حياته وقبل مماته؛ (فالذكر بعد الموت عمر ثان). نماذج مضيئة معاذ بن جبل - رضي الله عنه - الذي أسلم وله ثماني عشرة سنة، وقد شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يأتي يوم القيامة يتقدم العلماء بِرَتْوة، مات وهو ابن ثلاث وثلاثين، وقيل: «مات وهو ابن ثمان وعشرين سنة، فمدة تحصيله للعلم لا تبلغ عشر سنوات، ومع هذا فهو إمام العلماء، وقد قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في (مستدرك الحاكم): «أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل...»، وكان قد جمع القرآن كله في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال عنه أنس بن مالك - رضي الله عنه -. الشباب ضيفٌ لا يعود من علم أن الشباب ضيف لا يعود، وفرصة إذا مرت لا رجوع لها، شغل شبابه واستثمره بطاعة الله، واستعان به على الصالح لدينه ودنياه، ومَن أتبع نفسه هواها، وقاده الشيطان بزمام الشباب إلى الذنوب والمعاصي والمهالك، ندم حين لا ينفع الندم.
__________________
|
#124
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1277 الفرقان فوائد الصديق الصالح الصاحب هو شخص تربطك به علاقة ودّية أو اجتماعية، وقد تتطور إلى علاقة وثيقة يسودها الثقة والتفاهم والاحترام، وقد نبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - على اختيار الصاحب الصالح؛ فقال: «لا تصاحِبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ». وقال - صلى الله عليه وسلم -: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثةً»؛ فالصديق إذا لم يكن جليسًا صالحًا فإنه يعد من أخطر أسباب الانحراف في الدين والأخلاق والقيم والسلوك؛ قال -تعالى-: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (الزخرف: 167)، ومن أهم فوائد الصديق الصالح ما يلي:
من ثمرات ملازمة الصالحين ومحبتهم من ثمرات ملازمة الصالحين ومحبتهم، النزول منزلتهم يوم القيامة، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: وَمَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ؟ قَالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا، بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحًا أَشَدَّ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِأَعْمَالِهِمْ. التوحيد أصل الدين ![]() ![]() أضرار رفقاء السوء قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: مصاحبة الأشرار مضرة من جميع الوجوه على من صاحبهم وشر على من خالطهم؛ فكم هلك بسببهم أقوام! وكم قادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون، فعلى العاقل الناصح لنفسه الذي يريد لها النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة أن يتجنب مخالطة هؤلاء ويفر منهم غاية الفرار ولا يتهاون في ذلك؛ فمن أضرار مرافقتهم ما يلي:
![]() أبرُّ الأصحاب وخير الرفقاء قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إنَّ أبرَّ الأصحاب وخير الرفقاء عمل المرء الصالح، ولن يدخل معه في قبره إلا هذا الصاحب، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَمَالِهِ وَعَمَلِهِ مَثَلُ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ, قَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: أَنَا مَعَكَ مَا دُمْتَ حَيًّا، فَإِذَا مُتَّ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا بَلَغْتَ إِلَى قَبْرِكَ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ لَكَ, فَذَلِكَ وَلَدُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا فَذَلِكَ عَمَلُهُ». وقال ابن القيم -رحمه الله- عن أحد الحكماء أنه سُئل: أي الأصحاب أبَرّ؟ قال: «العمل الصالح»؛ فالعمل الصالح صاحب برّ بصاحبه، ومن فرّط فيه ندم أشد الندامة. من كلام الحكماء العاقل يلزم صحبة الأخيار؛ لأن مودة الأخيار سريع اتصالها، بطيء انقطاعها، ومودة الأشرار سريع انقطاعها، بطيء اتصالها. خيرُ ما ينشغل به الشباب اليوم قال الشيخ عبدالكريم الخضير: خيرُ ما ينشغل به الشباب في ظروفنا التي نعيشها، وما قبل ذلك، وما بعده: أمرَانِ فقط؛ لكنهما أمرانِ يحويان الدنيا والآخرة، هما: العلْم والعمَل؛ إذ إنَّ العمل وحده دون عِلمٍ قد يكون ضررًا ونقصًا على صاحبه، فقد يَعبُد اللهَ -جلَّ وعلا- على غير ما شرعه في كتابه، أو في سُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -؛ فيعبد الله على جهل، ويُفسد أكثرَ مما يصلح، والعِلم أيضًا مِن دون عمل كالشجر بلا ثمر، فلابُدَّ مِن اقْتران العِلْم بالعمَل، واقتضاء العِلْم للعمَل. ![]() الصديق الصالح نعمة عظيمة الشباب بحاجة ماسّة إلى الصحبة الصالحة، التي تُعينهم على الخير، وتذكرهم به، وتُصلح من سلوكهم وتُقوّي إيمانهم وتساعدهم على اجتناب طريق السوء؛ فالصديق الصالح نعمة عظيمة تقرّب العبد من الله وتُعين على الاستقامة، بينما الصحبة السيئة تُفسد وتُبعد عن الطريق الصحيح. صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتي إنَّ مِنْ عقيدة أهْل السُّنَّة والجماعة حبَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نفرِّط في حب واحدٍ منهم، ولا نذكُرهم إلا بخير، فحبُّهم دين وإيمان وإحسان؛ فهم أفضل الخلق بعد الأنبياء؛ ومحبتهم من محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ومحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من محبة الله -تعالى-.
__________________
|
#125
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1278 الفرقان الشباب والمسؤولية الاجتماعية المسؤوليةَ التزامٌ أخلاقىٌّ يبدأُ بالوعى بأن يعرفَ الشاب دورَه والمطلوبٌ منه؛ فيُلزِمَ به نفسَه، وهي قيمةٌ منوطةٌ بالشبابِ بالدرجة الأولى؛ لأنَّهم قاطرةُ عمليات التغيير في المجتمعات، وفى عُزلتهم تراجعُ الأمة وضعفُها. ونحن عندما نقول: «شاب مسؤول» نعنى بذلك مسؤوليته ذات الأبعاد المختلفة المتصلة به وببيئته وبمجتمعه ثم بأمّته، وإذا استقرَّ الإحساسُ بالمسؤولية في قلب الإنسان، انبثق من هذا المعنى شعور عميق بعظم ما يتحمّله ويؤديه، فيسعى جاهدًا للقيام بما تفرضه المسؤولية من أعمالٍ على أكمل وجه بما لديه من استعداد فطرى، والمسؤولية الاجتماعية مفهومٌ أصيل في الإسلام، وهى واجب ديني، وضرورة حياتية، لا تستغنى عنها المجتمعات، وإن قيام الشباب بأداء هذه المسؤولية المجتمعية هو نوع من العبادة الواجبة، ولا تتوقّف المسؤولية المجتمعية عند نوع واحد من أنواع العطاء والنفع، وإنما تتعدَّى العمل الخيرى والتطوعي أو الهبات المالية إلى بناء المساجد والمراكز التعليمية والصحة وكفالة الأيتام والأرامل ورعاية المسنين، والحفاظ على حقوق الأجراء، وكذلك حماية الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة من مختلف أنواع الفساد، والمشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. أسباب الحيرة والتردُّد لدى الشباب
الشباب والعمل التطوعي يُعَدُّ العمل التطوعي من أبرز المجالات التي يمكن أن يعبِّر فيها الشباب عن طاقاتهم الإيجابية، ويُسهموا من خلالها في خدمة مجتمعاتهم وبناء شخصياتهم، فهو لا يقتصر فقط على تقديم المساعدة للآخرين، بل يتعَدَّى ذلك ليصبح أسلوب حياة يُعزِّز القيم الإنسانية، ويُنمِّي روح المبادرة والانتماء. متطلّبات قيام الشباب بالمسؤولية الاجتماعية
لماذا يتطوَّع الشباب؟ ![]() الأخوة الصادقة ![]() احذر إيذاء المسلمين قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: كما أنَّ الإسلام استسلام لله بالعبودية صلاةً وصياماً وصدقةً فهو في الوقت نفسه قيامٌ بحقوق المسلمين وبعدٌ عن أذاهم، فمن تعدى وتجاوز وألحق بإخوانه المسلمين شيئا من الأذى أو التعدي أو الظلم أو نحو ذلك، فقد عرض إسلامه للنقص والضعف بحسب ذلك مما يعرِّض نفسه بذلك لعقوبة الله -سبحانه وتعالى-. ![]() عناية الإسلام بالشباب عُنى الإسلام بالشَّبابِ عنايةً تامَّةً، فأعلى من قيمتِهم، وزكَّى نفوسهم، ووجَّه قلوبهم وأفكارهم ومشاعرَهم، وراعى طاقاتِهم، ووضع السُّبلَ الَّتي تُعينهم على تسخيرِ تلك الطَّاقةِ في الخيرِ والمعروفِ، وبما يعود عليهم بالفائدةِ في أنفسِهم وأوطانِهم، وبما ينفعُهم في الدُّنيا والآخرةِ. شاب في سبيل الله يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ طَلَعَ شَابٌّ مِنَ الثَّنِيَّةِ فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ رَمَيْنَاهُ بِأَبْصَارِنَا، فَقُلْنَا: لَوْ أَنَّ هَذَا الشَّابَّ جَعَلَ شَبَابَهُ وَنَشَاطَهُ وَقُوَّتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَقَالَتَنَا، فَقَالَ: «وَمَا سَبِيلُ اللَّهِ إِلا مَنْ قُتِلَ؟ مَنْ سَعَى عَلَى وَالِدَيْهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى عَلَى عِيَالِهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى مُكَاثِرًا فَفِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ». خطورة الصحبة السيئة الصحبة السيئة من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب؛ ولذا يقول النبي- صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، وقال أبو حاتم بن حبان: وما رأيت شيئا أدل على شيء- ولا الدخان على النار- مثل الصاحب على الصاحب! ولخطورة ذلك يوضح النبي- صلى الله عليه وسلم - صفات الصديق الطيب فيقول: «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ».
__________________
|
#126
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1279 الفرقان الشباب وحُسنُ الخُلُق من أهم ما يجب أن يربي الشباب أنفسهم عليه هو حُسنُ الخُلُق؛ لأنه جماع الخير كله، من أعمال برٍّ ومعاملة للآخرين بالطريقة التي يحب الشخص أن يعاملوه بها، وتكون بالطرائق المباحة والمشروعة، وبالمعاشرة الحسنة؛ كطلاقة الوجه، ولين الجانب، ومقابلة السيئة بالحسنة. قال - صلى الله عليه وسلم-: «اتَّقِ الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالِقِ الناس بخلق حسن»، قال الشيخ ابن سعدي -رحمه الله-: «هو خلق فاضل عظيم، أساسه الصبر، والحِلم، والرغبة في مكارم الأخلاق، وآثاره العفو، والصفح عن المسيئين، وإيصال المنافع إلى الخلق أجمعين، وجمع الله سبحانه ذلك في آية واحدة؛ فقال تعالى: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف: 199)»، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من شيءٍ يُوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق لَيبلغ به درجةَ صاحب الصوم والصلاة»، حسن الخلق يكون مع الله -سبحانه- مثلما يكون مع الآخرين، فمع الله -سبحانه- يكون بتصديق ما جاء به في كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم -، والرضا بما قدَّر عليه من أقدار الدنيا، وأن يتلقَّاها دون تضجر ولا حزن ولا أسًى؛ قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت: 34، 35). النُصح البنّاء من الأمور المهمة التي يجب أن يتسع صدر الشاب لها حينما ينتقده وينصحه صديق مخلص في بعض تصرُّفاته، عليه أن يعلم أنه يلفت نظره إلى ما يجب أن يكون، فلو قال له مثلاً هذا العمل الذي تقوم به يسيء إلى سمعتك وسمعة عائلتك فامتنع عنه، أو قال له: إنّ الكلمة التي صدرت منك بحقّ أخيك كانت جارحة أو بذيئة، فإنّه يخبره أن يستخدم الكلمة الطيِّبة، وأن يقول التي هي أحسن، وهكذا، فإنّ النقد والنصح قد يسبب لك بعض الضيق والحرج، لكنّه يهديه إلى الصواب أو الحالة الأفضل. أهمية القيم في حياة الشباب تكمن أهمية القيم في حياة الشباب في دورها الأساسي في بناء شخصية قوية ومتوازنة، وتوجيه قراراتهم وسلوكياتهم نحو الخير والنجاح؛ فهي تمثل مبادئ تساعد الشباب على مواجهة التحديات، وتكوين علاقات صحية، والمساهمة بفاعلية في المجتمع، وتمنحهم شعوراً بالثبات والاستقرار الداخلي. وصية جامعة كتب رجل إلى ابن عمر -رضي الله عنهما- أن اكتب إلي بالعلم كلِّه، فكتب إليه: «إنَّ العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازما لأمر جماعتهم، فافعل» الله أكبر! كلمات يسيرة إلا أنَّها حوت جماع حقوق العباد، فما أجمل أن يحرص عليها الشباب ويجعلوها دائمًا نصب أعينهم! فضائلُ حسن الخُلق وثمراته
الإنسان مسؤول عن قوله وفعله ![]() تفكّر في كلامك ![]() قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: من الجميل بالمرء أن يتفكر في كلامه قبل أن يتكلم به، فإذا تفكر وجد أنَّه لا يخرج عن ثلاثة أحوال:
قيمة تربوية تفرد بها الإسلام {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، من القيم التربوية التي تفرد بها الإسلام، وينبغي للشباب أن يتمسكوا بها، هي مقابلة الإساءة بالإحسان، وقد اهتم بها النبي- صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، وجعلوها شعارًا لهم في الحياة هُم ومَن جاء مِن بعدهم وسار على دربهم القويم، وتحمل الآية الكريمة {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} العديد من القيم التربوية، منها:
قيم شبابية تعزز التنمية المستدامة من أهم القيم الشبابية التي تعزز التنمية المستدامة، وتمكّن الشباب من قيادة المجتمع نحو مستقبل أفضل، وتوجه سلوكهم وتسهم في تطورهم الشخصي والمجتمعي: الاستقامة، والصدق، والتعاون، والمسؤولية، والمبادرة، والتعلم، والتسامح، والعدالة، والقيم الإنسانية والحضارية مثل: الحرية والعلم والسلام.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |