أنا شاذ جنسيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 51999 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45804 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64220 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155218 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-12-2024, 07:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,563
الدولة : Egypt
افتراضي أنا شاذ جنسيا

أنا شاذ جنسيا
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
شاب يعاني من الشذوذ الجنسي، وينجذب عاطفيًّا للرجال، وهذا الأمر جعل حياته كلها معاناة وألَمٌ، ويسأل: ما الحل؟

التفاصيل:
أنا في مطلع العشرينيات من العمر، أعاني من الشذوذ الجنسي؛ حيث أميل للرجال مَيلًا جنسيًّا، ولا شك في هذا، وقد أدركت ذلك الأمر وأنا في الخامسة عشرة من عمري، وهذا كله بسبب أبٍ قاسٍ لا يعرف معنى الرحمة، أنا لا أحبه، ولن أحبه، ولا مجال أصلًا كي أحبه، ولا أطيقه أن يلمسني، ولي ذكريات أليمة معه ملؤها العنف لا أحب تذكُّرَها قط، أنظر إليه على أنه ماكينة صرافة فحسب، لا شيء أكثر من ذلك، أعاني - أيضًا - من الاكتئاب، وأنا دائم التفكير في الانتحار، لا أعرف ما حل هذا الأمر، فلا أحد يعرف مشكلتي؛ لأن الشذوذ الجنسي يعتبر فضيحة وعارًا، فما وجدت أحدًا أتكلم معه، لا حل لي إلا الكتمان، وأشد ما يؤرقني هو أنني لا أميل ميلًا جنسيًّا للرجال فقط، بل أحيانًا يكون مصحوبًا بميل عاطفي شديد ولا يكون إلا للرجال الذين كانت لي معهم مواقف؛ فمثلًا: عندما كنا في مدينة ساحلية، وركبت ما يسمى "البنانا بوت"، ولما نزلنا المياه العميقة، كدت أغرق، فقام أحد من كانوا في المركب التي تجر "البنانا بوت" بإنقاذي، ومن هنا نشأ ميل عاطفي تجاهه، وهو أقوى من الانجذاب الجنسي، فهو يسيطر على حياتي سيطرة تامة، ولا أستطيع التخلص منه، فلا يزيدني إلا اكتئابًا؛ لأن ما في مخيلتي لم ولن يحدث أبدًا، هذا وهم! لا أستطيع وصف المعاناة مع تلك "الأمراض الخبيثة"؛ فهي تشبه السرطان، تأكل البشر ولا ترحم، ما الحل؟ أهو الانتحار؟ وهل من العدل أن كل مَن حولي يعيشون حياتهم وأنا لا أستطيع؟ ولماذا أصبحت هكذا حياتي كلها ألم ومأساة، لم أفرح يومًا في حياتي؟ وهل صبري على كل هذا يرفع من درجاتي في الجنة حتى وإن كان صبري على معاناتي مع الشذوذ والاكتئاب؟ أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
١- فيبدو واضحًا جدًّا من مشكلتك أن سببها الرئيس هو فقدك لأمرين مهمين جدًّا؛ هما:
حسن التربية.
عاطفة وحنان الأبوين.

٢- يُضاف لهما فراغ كبير عندك لا تستثمره فيما ينفعك فتقع بسببه فريسة للهواجس والأفكار الرديئة.

٣- وذكرتني مشكلتك بذلك الشاب اللقيط الذي ذهبت به دار الرعاية في رحلة للشاطئ، وفي الليل قام هذا الشاب بإدخال يده في صدر أحد المشرفين يتلمسه، لعله يجد فيه شيئًا يفتقده، ويحن إليه، وهو دفء حنان الأبوة، ولحل مشكلتك، أقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: لا بد من تلمس عقلاء من العائلة كالأعمام مثلًا لمناصحة الوالد لتحسين خلقه وعلاقته بك، والقيام بحسن التربية؛ وتذكيره بقوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

ويذكر بالحديث الآتي: عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه))؛ [متفق عليه].

ثانيًا: وأنت لا تزكَّ نفسك وراجع علاقتك مع والدك، وصحح ما بها من أخطاء؛ لأن حق الوالدين عظيم جدًّا عند الله سبحانه، ولأن برهما ليس مكافأة على حسن خلقهما، بل هو واجب شرعي عظيم ولو كانا كافرَيْنِ، فكيف بالأبوين المسلِمَيْنِ؟ قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15].

وقال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].

ومن الآيتين تعلم - وفقك الله - أن حق الأبوين أعظم الحقوق بعد حق الله عليك؛ ولذلك قرن الله سبحانه الأمر ببرهما بالأمر بإخلاص العبادة له سبحانه؛ لعظم شأنه عنده عز وجل.

ثالثًا: إذا علمت بما سبق أيقنت بأنك كرهك لوالدك وعدم رغبتك في مقابلته... كل ذلك غير جائز لك، وهو من العقوق الذي تأثم به، وقد يكون سببًا في مزيدٍ من تسلط الوالد عليك كعقوبة معجَّلة لك؛ ولذا فاحذر من التمادي في ذلك، واستغفر الله سبحانه مما بدر منك، واجتهد في بره، ولو أساء إليك، فأجرك محفوظ عند الله سبحانه.

رابعًا: شعورك بالميل العاطفي لمن أحسن إليك جميلٌ، إذا كان في الحدود المعقولة، أما إذا تجاوز ذلك إلى الأفكار الشاذة، فهذا خط أحمر خطير قد يؤدي الاستمرار فيه إلى ولوج الرذائل الجنسية القبيحة.

خامسًا: يجب أن تعالج نفسك بالأسباب الشرعية المهمة جدًّا؛ وهي:
أ‌- الإلحاح بالدعاء بأن يشفيك الله، وبأن يعين والدك على حسن تربيتك والعطف عليك.

ب‌- الإكثار من الاستغفار؛ فهو سبب عظيم لتفريج الكرب.

ج- الاسترجاع؛ أي: الإكثار من قول: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، فله أثر عظيم جدًّا، خاصة إذا خرج من القلب بإخلاص.

د- الصدقة ولو بالقليل.

ه- ارقِ نفسك بالقرآن وعموم الرقية الشرعية.

سادسًا: أبشر بالخير؛ فألمك الشديد من الخواطر السيئة أو الأفعال القبيحة دلالة رشدٍ وخيرٍ وطوقٌ عظيم للنجاة، فاستمر عليه، وادعمه بالأسباب الأخرى.

انظر كيف عظم الله سبحانه من شأن النفس اللوامة، وقرن القسم بها مع القسم بيوم القيامة لعظم شأنها عنده سبحانه؛ قال عز وجل: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 1، 2].

سابعًا: تفكيرك في الانتحار تفكير عقيم، وهو نتيجة لصدمات نفسية، وهو تعبير عن اليأس من الفرج، ورغبة في الراحة، وهو في الحقيقة هوية للتعاسة الحقيقية في نار جهنم؛ ويدل لذلك الحديث الآتي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يَجَأ بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالدًا مخلَّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بسمٍّ فسمه في يده، يتحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))؛ وهذا الحديث ثابت في الصحيحين.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "وهذا يدل على شدة الوعيد، وعيد من قتل نفسه، وأن الواجب على المؤمن أن يحذر قتل نفسه، ولو اشتد به المرض، ولو اشتدت به الجروح يبتعد عن هذا، وليتَّقِ الله في ذلك".

ثامنًا: انتبه لنفسك لا يتحول الميل الجنسي الشاذ لفعل اللواط؛ فهو كبيرة من الكبائر توجب عقاب الله سبحانه ومقته والعذاب في الدنيا والآخرة، جريمة اللواط من أعظم الجرائم، وأقبح الذنوب، وأسوأ الأفعال، وقد عاقب الله فاعليها بما لم يعاقب به أمة من الأمم، وهي تدل على انتكاس الفطرة، وطمْس البصيرة، وضعف العقل، وقلة الديانة، وهي علامة الخذلان، وسُلَّم الحرمان، نسأل الله العفو والعافية؛ قال تعالى: ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 82 - 86].

وروى الترمذي وأبو داود وابن ماجه عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ))؛ [صححه الألباني في صحيح الترمذي].

وروى أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، ثَلاثًا))؛ [حسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند].

وقد أجمع الصحابة على قتل اللوطي.

تاسعًا: بادر إلى الزواج متى ما استطعته، ولو مع بعض المصاعب، فهو يعوضك عما تفتقده من الحنان والعاطفة، وهو سبب عظيم للإعفاف.

عاشرًا: قد تحتاج لعلاج نفسي مكثف فاسْعَ إليه لعل الله أن ينفعك به.

حادي عشر: عليك بما يقوي إيمانك؛ لأن تقوية الإيمان سبب عظيم للتقوى والبعد عن المعاصي، ومن أعظم ما يقوي الإيمان ويكون سياجًا عن المعاصي:
١- المحافظة على الصلاة في أوقاتها.
ب- تلاوة القرآن والعمل به.
ج- المحافظة على الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء.
د- العلم النافع.
ه- مجالسة الصالحين.
و- هجر أسباب ضعف الإيمان والوقوع في المعاصي كجلساء السوء والمواقع الإباحية.

حفظك الله وفرج كربتك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.12 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]